بسم الله الرحمن الرحيم امراض القلب لو ما لا يرفعها الا من اتى الله بقلب سليم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. الا وهي القلب امراض القلوب برنامج مع معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشثري تنفيذ جمعان ابن ناصر الجمعان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فقد تكلمت في اللقاء السابق عن الغرور وهو مرض جديد الاثر على الانسان وهو مرض كثير الوقوع في بني الانسان فاكثر الناس مغرور ينغر بما اتاه الله عز وجل من النعم من منصب او مال او مكانة او علم او غير ذلك من انواع الصفات ومن هنا فان الكلام في الغرور كلام مهم لحاجة كل واحد منا لمعرفة هذه الصفة ولمعرفة هل اتصف بها او لا وتقدم معنا ان الغرور الانخداع بالشيء بحيث يعطى قيمة غير قيمته الحقيقية ذكرنا ان ادم عليه السلام قد غره ابليس فاخرجه من الجنة والغرور له اثار شنيعة في الدنيا والاخرة قد تقدم معنا ان من اثار الغرور زوال النعم فهذا ادم اخرج من الجنة لما اتاه الله الغرور وكذلك من اثار الغرور ان ينسى الله عز وجل صاحبه وان يهمل امره. قال تعالى الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا. وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننسى اهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا باياتنا يجحدون ان الغرور من اسباب دخول نار جهنم والعياذ بالله. لانه يمنع صاحبه من الخضوع والذل برب العزة والجلال قال تعالى وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ذلكم بانكم اتخذتم ايات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا. فاليوم لا يخرجون منها لا هم يستعتبون ان من اثار الغرور ان يكون العبد مطية لعدوه الشيطان الرجيم يوجهه في اودية المعاصي وينقله من ذنب لاخر ومن ثم يكون ممن رتب له العذاب الشديد قال تعالى يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير الذين كفروا لهم عذاب شديد كما ان من اثار الغرور عدد من العقوبات الدنيوية التي يسلطها الله على الناس في الدنيا قبل الاخرة قال الله تعالى ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم وهمت كل امة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق. فاخذتهم فكيف كان عقاب وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا انهم اصحاب النار ان من اثار الغرور ان يكون العبد تابعا لعدوه الشيطان وان يسلط الشيطان على الانسان فمتى اتصف الانسان بالغرور فاغتر بما اتاه الله من النعم فان عدوه الشيطان سيأتي اليك وسيجعله يقدم على شيء من انواع المعاصي قال تعالى قال اذهب فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد واعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. وكفى بربك وكيلا وقد ذكر الله عز وجل ان الشياطين يغر بعضهم بعضا وانهم يجعلون الانسان يقدم على شيء من المعاصي وان لم يكن مريدا للاقدام عليها في اول امره قال تعالى بل ان يعد الظالمون بعضهم بعضا الا غرورا وقال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف فالقول غرورا يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما فيفترون ولتصغى اليه افئدة الذين لا يؤمنون بالاخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مكترفون من الامور التي ينبغي بنا ان نتناقش فيها وان نعرف كيفية التخلص من هذا المرض مرض الغرور فاول ذلك ان نعرف ان هذا العدو الشيطان الرجيم عدو لنا وانه يريد منا ان نكون من اصحاب الجحيم من ثم فلا نثق فيما يلقيه في نفوسنا من امان كاذبة ودعايات غير صادقة قال تعالى ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. اولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا كما ان من اسباب او من طرائق معالجة الغرور ان يعرف الانسان حقيقة الدنيا وانها عما قريب زائلة وان الدار الحقيقية هي دار الاخرة قال تعالى وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور كما ان من طرائق معالجة هذا المرض مقاطعة الذين يكونون من اهل الغرور. مع الابتعاد عنهم اذا لم تجد فيهم النصيحة قال تعالى وزر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا ان من اسباب زوال مرض الغرور ان يحاسب الانسان نفسه اولا باول وان يعرف مقدار نفسه وان يوازن بين قدرته وقدرة ربه سبحانه وتعالى من اسباب معالجة الغرور ان يستعين الانسان بالله عز وجل ان يزيل منه الغرور كذلك من طرائق علاج الغرور ان يتأمل الانسان قبل ان يقدم على اي عمل هل ذلك العمل مما تترتب عليه اثار حميدة او هو مما تترتب عليه اثار بضد ذلك كما ان من طرائق علاج الغرور التنبيه الى ظرورة التوسط والاعتدال ومداومة النظر في كتاب الله عز وجل سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن اسباب ازالة الغرور مطالعة سير السلف واخيار التابعين ومعرفة ما لديهم من العمل الكثير وما لديهم من التواضع الشديد كذلك من طرائق علاج الغرور ان يستعين الانسان بالله عز وجل فان قلوب العباد بين يدي الله عز وجل يقلبها كيف يشاء كما ان من طرائق معالجة الغرور ان يعظم الانسان ربه جل وعلا وان يذكر فضله وان يعظم افعاله كما في قوله تعالى يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك كذلك من طرائق معالجة هذا المرض مرض الغرور ان يكون الانسان مؤمنا ايمانا صادقا ليس بمتلون فيه بل يؤمن بجزم ويقين ومن ثم يكون هذا من اسباب زوال الغرور. لانه حينئذ يبدأ باستشعار مراقبة الله عز وجل ولا يؤدي عملا الا اذا ظن انه يقرب الى رب العزة والجلال. ولذا قال تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ان من طرائق معالجة الغرور نبذ الغلو في الدين التشدد في التمسك باحكامه لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ذلك شأنه قد كان يشاور اصحابه رضوان الله عليهم وصلى الله عليه وسلم مع انه كان مؤيدا بالخبر من السماء كذلك من اسباب الغرور ان يكون الانسان مشتغلا بالدنيا غير مقدم لامر الاخرة ومن ذلك ترك التناصح بين الناس وضعف العلم الشرعي اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا هذا والله اعلم امراض القلب يوم لا ينفعها ولا بنون الا من اتى الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. الا وهي القلب امراض القلوب برنامج مع معالي الشيخ الدكتور سعد ابا الناصر الشثري تنفيذ جمعان ابن ناصر الجمعان