بسم الله الرحمن الرحيم امراض القلب لو ما لا يرفعها ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب امراض القلوب برنامج مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري تنفيذ جمعان ابن ناصر الجمعان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فان من امراض القلوب مرض حب الدنيا وتقديمها على الاخرة لقد عاب الله عز وجل على اقوام لكونهم يقدمون الدنيا على الاخرة قال تعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى قال تعالى كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة وقال تعالى وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الاخرة الا متاع لقد تتابعت النصوص القرآنية تذكر الناس بحقيقة الدنيا كما قال تعالى وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو ولا الدار الاخرة خير للذين يتقون فلا تعقلون وقال سبحانه وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور وقال جل وعلا انما مثل الحياة الدنيا فما ان انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتاها امرنا ليلا او نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون ويقول جل وعلا وما هذه الحياة الدنيا الا له ولعب وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ان من اعظم الاحاديث التي تحكي حقيقة الدنيا قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تعدل جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء كما رواه الترمذي ان من اشنع الامراض التي يبتلى بها كثير من الناس ان تكون افكارهم للدنيا مع غفلتهم عن الاخرة بحيث لا يريدون الا المقاصد الدنيوية ويغفلون عن المقاصد الاخروية قال الله جل وعلا عائبا على من كان هذا شأنه ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل قال تعالى تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ويقول جل وعلا عائبا على هؤلاء ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها. والذين هم عن اياتنا غافلون اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون ويقول جل وعلا محذرا من تقديم الدنيا على الاخرة الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فليوم ننساهم كما نسوا لقاء يوم هذا وما كانوا باياتنا يجحدون لقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الدنيا وبين ما هي افضل الطرائق في التعامل معها لقوله صلى الله عليه وسلم كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل ان ارادة الدنيا تظعف تصور الانسان ولا تمكنه من معرفة حقائق الامور وتجعله يغتر بكثير من المظاهر ومن هنا حذر الله عز وجل من طاعة اولئك الذين تنحصر مقاصدهم في الدنيا فقال تعالى فاعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم ان تقديم الدنيا على الاخرة من اسباب دخول نار جهنم ومن اسباب العذاب الشديد كما قال تعالى فاما من طغى واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هي المأوى كما قال اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون انظر الى قصة قارون الذي تابع الله عليه امور الدنيا يقول جل وعلا عن قارون فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم وفي المقابل كان العلماء ينهونهم عن الاغترار بالدنيا فقال تعالى عنهم وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا ولا يلقاها الا الصابرون فما كانت العاقبة يقول تعالى فخسفنا به وبداره الارظ فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين اين الذين يريدون الدنيا قال تعالى واصبح الذين تمنوا مكانه بالامس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا ان من الله علينا لخسف بنا ويكأنه ولا يفلح الكافرون تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فساد والعاقبة للمتقين ومن هنا فان اولئك الذين تزين الدنيا لهم انما تركوا الطريق المستقيم ولم يهتدوا والى حقائق الامور يقول الله جل وعلا زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين امنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب ويقول تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا. والله عنده حسن المآب قل اانبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد يقول النبي صلى الله عليه وسلم مبينا القيمة الحقيقية للدنيا في مقابلة الاخرة ما الدنيا في الاخرة الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه في اليم فلينظر بماذا يرد جع واسمع لقول الله عز وجل مبينا خطر الاغترار والاعجاب بالدنيا التي تؤثر على الاخرة فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون. فكم من انسان قد اتاه الله من نعم الدنيا لكنه ولا يتنعم بها انما يعذب بها فيكون هذا من اسباب عذابه في الدنيا والاخرة شواهد هذا في حياة الناس كثيرة فاذا كان الامر كذلك فكيف نقدم الدنيا على الاخرة؟ وكيف تستأثر على قلوبنا محبة الدنيا. اللهم يا حي يا قيوم عرفنا بحقائق الامور. واجعلنا ممن قدم لاخرته برحمتك يا ارحم الراحمين. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين امراض القلب يوم لا ينفعها ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب امراض القلوب برنامج مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشفري تنفيذ جمعان ابن ناصر الجمعان