وتخشاه ومن ثم تجتنب الامن من مكره سبحانه وتعالى ان الامن من مكر الله له اثار سيئة على العبد من ذلك انه يؤدي بالانسان للاعراض عن طاعة الله جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم امراض القلب يوم لا ينفعها ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. امراض القلوب برنامج مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشفري تنفيذ جمعان ابن ناصر الجمعان الحمد لله رب العالمين يتصرفوا في الكون كيف يشاء فعال لما يريد صاحب البطش الشديد والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فان من الامراض التي تصيب بعض القلوب ان يأمن العبد من مكر الله والمراد بمكر الله التدبير الخفي الذي يقدره على العباد من حيث لا يشعرون عندما يأمن العبد من مكر الله عز وجل يسترسل في المعاصي ولا يشاهد العقوبات العظيمة التي انزلها الله عز وجل ببعض عباده وجاءت النصوص بجعل اهل الايمان يحذرون من مكر الله عز وجل وان الامن من مكر الله صفات المعرضين صفات من لا يكون من اهل الفلاح والنجاح قال الله جل وعلا افمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الارض او يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون قال جل وعلا افأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون اوامن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون جاء عدد من الاحاديث ترغيب الانسان في ان يستعد لما امامه وان يحذر من مكر الله عز وجل يقول رب العزة والجلال فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ويقول جل وعلا مبينا ان اهل الايمان يخافون من ان تنزل بهم العقوبات في الدنيا والاخرة بسبب ذنوبهم قولي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم ان العبد عندما يتأمل احوال الامم السابقة التي ارسل الله عز وجل عليها العقوبات يعلم حينئذ انه ليس بمأمن من ان تنزل به مثل تلك العقوبات لقد ذكر الله عز وجل في سورة الحشر انهم كانوا قد ظنوا ان حصونهم مانعتهم من الله فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المؤمنين ثم قال سبحانه فاعتبروا يا اولي الابصار اي اتعظوا من حالهم فانكم ان فعلتم مثل فعلهم فسينزل الله عز وجل بكم عقوبة تماثل العقوبة التي نزلت بهم وقال تعالى قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين يعني عن الملائكة قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وتركنا فيها اية للذين يخافون العذاب الاليم اي وضعنا في قصتهم عبرة ورضى ولاولئك الذين يخافون من العذاب الاليم اي المؤلم ان العبد اذا تأمل في احوال الامم السابقة وتأمل في قدرة الله عز وجل خشي ان تنزل به العقوبة بسبب ما لديه من الذنوب والمعاصي قال تعالى في صفات اهل الايمان ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا وان من قرية الا نحن مهلوكوها قبل يوم القيامة او معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مستورا يا ايها المؤمن شاهد بديع صنع الله عز وجل وعظيم خلقه فسيجعلك تقدر الله حق قدره ومن ثم لا تأمنوا من مكر الله جل وعلا قال سبحانه وتعالى هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ان من الاسباب التي تجعل المؤمن يبتعد عن مرض الامن من مكر الله عز وجل ان يكثر من مطالعة نصوص الكتاب والسنة وان يتأمل ما فيهما من البراهين العظيمة والحجج القويمة التي توقظ قلب الانسان وتجعله يستعد لما امامه كما ان تذكر الانسان لمآله ومصيره وانه عما قريب سيكون بين يدي الله جل وعلا فيحاسبه على اعماله صغيرها وكثيرها حتى يقول قائلهم ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها فحينئذ اذا تذكر الانسان ذلك الموقف سيجعله لا يأمن من مكر الله عز وجل ان من الاسباب التي تجعل الانسان يبتعد عن هذا المرض مرض الامن من مكر الله جل وعلا ان يستشعر ان الله عز وجل يراقبه ويطلع على اعماله كلها فانه سبحانه يعلم السر واخفى وهو جل وعلا لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء وهو سبحانه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور بل ان الله جل وعلا قد جعل على العباد ملائكة يسجلون عليهم اعمالهم كلها كما قال تعالى ان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون وقال جل وعلا ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ان استشعار مراقبة الله عز وجل للعبد في كل اموره يجعل العبد لا يأمن من مكر الله سبحانه وتعالى ان من طرائق علاج مرض الامن من مكر الله جل وعلا ان يزرع الانسان في قلبه الخوف من ربه جل وعلا بتدارس صفات الله سبحانه وتعالى فانك اذا اطلعت على شيء من صفات الله عز وجل جعلك توكل الله والاقدام على انواع المعاصي اعتمادا على هذا المرض و املا في عفو الله سبحانه وتعالى كما ان الامن من مكر الله يؤدي الى غفلة العبد عن معرفة ربه وعن معرفة احكام شريعة رب العزة والجلال ومن ثم لا يقبل الانسان على معرفة ما يجب عليه شرعا. وما يجب عليه ان يفعله وان يعتقده كما ان من اثار الامن من مكر الله سبحانه وتعالى ان يتبع الانسان هواه وان يسارع الى تحقيق امنياته. قبل ان يفكر فيها هل هي موافقة لشرع رب العزة والجلال؟ او لا ان من الامور التي تجعل الانسان يأمن من مكر الله عز وجل عدم تفكره وتدبره لايات القرآن او عدم جدية تفكيره في حقيقة حاله بعاقبة امره ومآله كما ان صحبة السوء لهم اثر على جعل الانسان يأمن من مكر الله فهم يلقون على الانسان اماني كاذبة وحجج باطلة لا حقيقة لها وانظر الى موقف ابي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في سياق الموت ودعاه النبي صلى الله عليه وسلم الى التلفظ بشهادة التوحيد جاءه من صده عن ذلك وجعله يأمن من مكر الله سبحانه وتعالى ان اعجاب الانسان بما لديه من قوة او ما لديه من افكار يجعله يأمن من مكر الله عز وجل ولا يستشعر مخافته من ربه سبحانه وتعالى ان الجهل بحقيقة دين الله وبالاحكام الشرعية التي تتعلق بالانسان تجعل بعظ العباد يأمن من مكر الله جل وعلا ان من الاسباب التي تجعل الانسان يشفى من هذا المرظ ان يخاف من ربه ويدعوه سبحانه وتعالى ان يبعد عنه هذا المرض. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لكل خير وان يرزقنا واياكم الاستعداد لما امامنا. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه سلم تسليما كثيرا الى يوم الدين امراض القلوب يوم لا ينفعها ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب امراض القلوب برنامج مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري تنفيذ جمعان بن ناصر الجمعان