بسم الله الرحمن الرحيم امراض القلب او لا يرفعها ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب امراض القلوب برنامج مع معالي الشيخ الدكتور سعد ابن ناصر الشثري تنفيذ جمعان ابن ناصر الجمعان الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد اي هلا ومرحبا بكم ايها المستمعون الكرام في لقاء جديد من لقاءاتنا التي اتحدث فيها عن امراض القلوب وحديثنا في هذا اليوم عن الجزع تسخط من اقدار الله التي يقدرها على العبد الجزع عدم قبول باقدار الله عدم رضا بها وعدم صبر عليها حيث يكون عند الانسان غضب شديد لهذه الاقدار التي لا يرغبها ان الجزع فخطى من الصفات المذمومة التي وردت النصوص بالتحذير منها قال تعالى ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ويقول الله جل وعلا ذاكرا صفات اهل الايمان والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون ان الصابر الذي يترك الجزع والتسخط عظيم اجره عند رب العزة والجلال كما قال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وقال والله يحب الصابرين بل ترك التجزع من وسائل الوصول الى الامامة في الدين التي يقتدى فيها باهلها في اعمال الخير وقال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون ان الله قد وعد من ترك الجزع والتسخط بان يكون معه معينا ناصرا كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين قال جل وعلا وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ان ترك التجزع والتسخط من اقدار الله من اسباب دخول الانسان للجنان وفوزه برضى الرحمن كما قال تعالى اني جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون ويقال لاهل الجنان سلام عليكم بما صبرتم انعم عقبى الدار ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا احب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع اصحاب الصبر الذين يبتعدون عن الجزع يعطيهم الله عز وجل عقولا فكرون بها في العواقب يدركون مآلات الامور كما قال تعالى ان في ذلك لايات لكل صبار شكور وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يصبر يصبره الله وما اعطي العبد عطاء خيرا واوسع من الصبر ولذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم حال المؤمن بانه على خير في كل حال يقول صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير وليس ذلك لاحد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ان الجزع تسخط من اقدار الله قد يؤدي للانسان الى نتائج سيئة يقول النبي صلى الله عليه وسلم كان في من كان قبلكم رجل به جرح فجزع فاخذ سكينا فحز بها يده فما رقع الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة فانظر كيف كان الجزع من اسباب ذهاب دنياه واخرته ان من الامور التي تجعل الانسان يحذر من التسخط والجزع ان ينظر الى النصوص التي جاءت بالامر بالرضا بقضاء الله وقدره قد قال تعالى افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله الاولون اتبعوا رظوان الله فرظي الله عنهم وقال جل وعلا مبينا ان التسخط ليس من شأن اهل الايمان بل من شأنهم الصبر قال سبحانه وتعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون جاء في حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يخنق نفسه وكل ان يخنقها يوم القيامة جاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم رجل اما قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط واخوان متصارمان اي متقاطعان بينهما خصومة حينئذ نحن نسعى الى ابعاد هذا التسخط من قلوبنا تسخط له اسباب منها كثرة تذكر المصائب تجرار الحديث فيها بحيث لا ينسى الانسان هذه المصائب وكذلك من اسباب حالة التسخط والجزع كثرة الشكوى وعدم الرضا بقضاء الله عز وجل وقدره ان من اكثر الاسباب التي تجعل الانسان يرضى بقضاء الله عز وجل ولا يجزع ولا يتسخط ان يعلم ان الله عز وجل هو المقدر للارزاق وان يعلم انه قد يقدر على العبد اقدار مؤلمة وتكون في صالحه و كم من انسان وجد امرا فظن ان الدخول فيه امر سيء فلما دخله وعرف حقيقته جزم بضد ذلك ومن هنا فينبغي بالانسان الا يتسخط من اقدار الله ولو كانت في نظره ليست مناسبة فانها قد تكون في حقيقة الامر هي المناسبة وهي التي يتحقق بها الخير والهدى وقد قال رب العزة والجلال وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا كذلك من الامور التي تجعل الانسان يبتعد عن الجزع والتسخط ان يحسن الظن بالله عز وجل وسبحانه يجازي الجميع كل بحسب عمله من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره لكن بعض الناس عندما يقدم على عمل صالح لا يعجب به ولا يتكبر به ومن ثم يوفق للاستمرار في الطاعات اما اذا اصيب العبد بشيء من المصائب فانه حينئذ يؤمن بانه بقضاء الله وقدره فيسلم لقضاء الله وقدره سبحانه وتعالى ان العبد عندما يشاهد ان انبياء الله عليهم السلام منهم نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم يجد ان الله عز وجل قد خصه ببعض المصايب في الدنيا من ادانة العدو عليه مرة ومن تمكن بعض اهل مكة لالحاق الاذى به ومن المكر الكبار الذي كان يسعى فيه اهل مكة ومن جاورهم من اجل طمس دعوة التوحيد والهدى ان من مظاهر التسخط والجزع ان نسيء الظن بالله سبحانه وتعالى وان نجعل ذلك من اسباب قدحنا في حكمة الله عز وجل وقدره اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين امراض القلب او ما لا يرفعها ولا بنون الا من اتى الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب امراض القلوب برنامج مع معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري تنفيذ جمعان ابن ناصر الجمعان