فقد يكون الانسان يجف الماء عن اعضائه بسرعة وقد يكون يعلق عادة بيد شيء من الغبار فاذا جف كان المكان الذي جف الماء عنه يبدو وكأنه لن يصب بالماء ومن هنا يجد الشيطان مداخله يقول انا شاب احافظ على الصلوات الخمس والحمد لله ولكني كثير الشكوك والوسوسة وبخاصة عندما اصلي منفردا حيث اني دائما اسهو في صلاتي او اعيدها وكذلك الوضوء. فدائما ما اعيده بعد ان اشك في طهارتي ومنذ مدة ان تابتني خواطر وذلك بانني كنت قبل صلاة الظهر اذهب الى الحمام للاغتسال ثم اذهبوا الى الصلاة والوساوس التي انتابتني هو انني كنت لا اتوظأ بل اغتسل ثم اذهبوا للصلاة ونتيجة لهذا الوسواس فقد بدأت اقضي صلوات الظهر اربع ركعات عن كل صلاة ولكني وجدت مشقة في ذلك. فاحببت ان اسأل فضيلة الشيخ علما باني لست متأكدا. هل كنت اتوضأ كما انني لست متأكدا ان كنت لا اتوظأ وانا شخص كثير الوساوس والشكوك في الصلاة لذا ارجو فضيلة الشيخ ان يفتيني فتوى قاطعة فيما يجب علي فعله وجزاكم الله خيرا نسأل الله جل وعلا باسمائه وصفاته ان يشفي مرظى المسلمين وان يطهر قلوبهم وصدورهم من سائر ما يعلق بها مما يخل بعباداتهم ما ذكرته ايها السائل لا شك انها حالة مرضية وينبغي ان تحرص على معالجة هذه الحالة بماذا بالاذكار والتضرع وسؤال الله جل وعلا واختيار ساعات لا يكون حولك احد من الناس ولا يطلع على موقفك المخلوقون تلتجئ الى الله فانه لا يخيب سائره ولا يذل المستنصر به صادقا ولا يخذل من توكل عليه واستعان به مخلصا له اجتهد في سؤاله ولا تمل لا تقل سألت البارحة والتي قبلها والتي والتي ولم يأتني الجواب ثم تغفل فان ذلك من الشيطان ويقول سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه يستجاب لاحدكم ما لم يعجل قالوا وما يعجل يا رسول الله قال يقول دعوت ودعوت فلم يستجاب لي يعني فيترك ويقول عليه الصلاة والسلام ان الله لا يمل حتى تملوا فلا تمل فانت على خير وان تأخرت الاجابة وقد يؤخر الله الاجابة لحكمة لينظر اتعرض عن عبادته اتترك الالتجاء اليه واذا ترك العبد الالتجاء الى خالقه فمن يؤويه واذا ترك سؤال الله فمن يعطيه فالخلق كلهم فقراء الى الله فنصيحتي لك ونصيحتي لكل من شابهك في شابهك فيما انت فيه عاوز ادعي عنك او نقص ان تتوكلوا على الخلاق العليم وان تلجأوا اليه لا سيما في جوف الليل اذا اخذ كل انسان قسطه من الراحة واستحلى واستلذ لينا الفراش فليكن حاروا من يشعر بالكرب ويحس بالضائقة ويتعلم قلبه مما ينتابه تكن حاله الفزع الى الله فان الله جل وعلا يجيب دعوة الداعي اذا دعاه ويكشف الضر عن المضطر ثم استعن بالله جل وعلا بكثرة العزيمة بقوة العزيمة على الا تستسلم فان الشيطان يركض على العباد بخيله ورجله واتباعه كثر وهم نشطون في بلائهم وشرهم من استطاعوا ان يصرفوه عن العبادة صرفوه ومن عجزوا عن ذلك وامكنهم ان يدخلوا عليه من باب العبادة فشككوه في التقصير ليزداد واوهموه ان صلاته التي مضت لم تكن على منهج الصحيح فاوهموه ليعيدها حتى تتكاثر عليه المشاكل ويتبرم بهذه العبادة اذا انت اغتسلت فلا يجب عليك وضوء واذا خرجت من محل وضوءك وهجمت عليك الخواطر لم تمسح رأسك لم تغسل ذراعك لم لم لا تنظروا الى شيء و يشعر انه وجد موضع الغارات على قلب ابن ادم ليعبث في بخواطره فيه فلا تلتفت الى هذه الهواجس واذا بدأت بكاء الخواطر وتوافدت على قلبك تلك الهواجس والواردات فافزع الى التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وبصوت تسمعه فان ذلك باذن الله اذا انت لازمت وصبرت على طول المدة ستجد اثاره الحميدة ونتائجه الصحيحة فلا تعد مما مضى ما مضى من صلوات ولا تعن الشيطان على ترباتك واشغال بالك والاصل في العبادة الماضية انها صحيحة فلا تبطل الا بدليل قاطع لا شك فيه وانت انما تعيش في بحر من الشكوك وتسبح في جو من الافتراق فتوكل على الله واطرح هذه الخواطر كلها وابشر بحول الله بلطف اللطيف الخبير والله اعلم