هو هو لما يقول له يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يريد ان يقول له اعبد من يسمع ويبصر ويغني عنك كل شيء اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. الحمد لله الذي من علينا فافضل والذي اعطانا فاجزل نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال وان يغفر لنا ولكم وان يصلح حالنا وحالكم وان يصلح احوال المسلمين. ونسأله ان يصلي ويسلم ويبارك على عبده ورسوله محمد. اما بعد فهذا الخامس من مجالس انوار الانبياء ولا زلنا في سورة مريم وهذه المرة مع ابراهيم عليه السلام كان المجلس الاول والثاني مع زكريا والمجلس الثالث مع يحيى والمجلس الرابع مع عيسى عليهم جميعا صلوات الله وسلامه واليوم مع ابراهيم عليه السلام تأملا وتدبرا في الايات الواردة في شأنه قال الله سبحانه وتعالى واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا اذ قال لابيه يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا ابتي اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني اهدك صراطا سوية. يا ابتي لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولي قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم لان لم تنتهي لارجمنك واهجرني مليا قال سلام عليك ساستغفر لك ربي انه كان بي حفية واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا واجعلنا لهم لسان صدق علي هذه الايات الواردة في شأن ابراهيم عليه السلام في سورة مريم وفيها فوائد وعبر كثيرة جدا. اولا واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا. ذكر الله انه صديق وانه نبي فاما كونه نبيا فهذه خاصية جعلها الله او صفة جعلها الله خاصة بعباد من عباده يختارهم ويصطفيهم فيجعله انبياء وهذا معلوم لكن الصديق هل هي خاصة بالانبياء انه كان صديقا هل هي خاصة بالانبياء ليست خاصة بالانبياء اليس كذلك؟ اذا ما يصف الله به الانبياء في القرآن على قسمين قسم يختص بهم وقسم يشاركهم فيه غيرهم من المؤمنين جيد وهذا وهذا يقودنا الى معنى مهم جدا وهو ان الصفات التي امتلح بها الانبياء مما لا تختص بهم هي من اعظم ما يمكن ان يتقرب به الانسان الى الله سبحانه وتعالى اذا الفائدة الاولى من هذه الايات ما هي اذا رأيت الله سبحانه وتعالى قد امتدح نبيا من الانبياء على صفة من الصفات او عمل من الاعمال وهذا العمل ليس خاصا بالانبياء فاعلم ان هذا العمل عند الله فاعلم ان هذا العمل عند الله بمكان فمن انوار الانبياء التأسي بهم او الاعتناء الخاص بالاعمال والصفات التي فتحوا عليها مما لا يختصون بها ومما يمكن ان تقتدي بهم فيه ومن ذلك الوصف بالصديقية وانتم تعلمون ان ابا بكر موصوف بي الصديق وليس نبيا وتعلمون ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا فالصديقية ليست منزلة خاصة بالانبياء ولذلك الله سبحانه وتعالى قال ومن يطع ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. وقد يكون النبي نبيا وصديقا وشهيدا ايضا جيدا ايضا. طيب اذا اذا قرأنا قصص الانبياء او ايات الانبياء في القرآن فلننتبه بماذا اثنى الله عليهم؟ بماذا امتدحهم؟ وحاول التأسي بهم في هذه الاشياء. مثلا الله سبحانه وتعالى لما ذكر نوح قال انه كان عبدا شكورة لا تاخذ الاية هذي كذا لا تاخد صفة شكور تمر عليك هكذا لا اذا امتدح الله بها احد اولي العزم من الرسل وسماه شكورا فاعلم ان الشكر عند الله بمكان وكذلك قال في ابراهيم ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين شاكرا لانعمه اشتباه واهداه الى صراط مستقيم وكذلك قال الله عن الانبياء عن مجموعة من الانبياء انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. كل هذه الصفات كلها من نفس هذا النوع وهي مما ينبغي العناية الخاصة به اعطيني بالله طيب هذي الفائدة الاولى انه كان صديقا نبيا اذ قال لابيه يا ابتي ايش؟ لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا طيب الان ابراهيم عليه السلام حين يقول لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ايش ايش الصورة المقابلة لهذي يعني يريد ان يقول له ماذا ها؟ ايوا فانت الان بين خيارين انت تعبد انت تعبد تعبد تمام؟ فاما ان تعبد من لا ما لا من لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا واما ان تعبد من يسمع ويبصر ويغني عنك شيئا. ابراهيم حين يقول هذا الكلام هذا الكلام وهو مجرب عبادة الله وقد لمس اثار سمع الله وبصره واغنائه اياه ولذلك بعدها على طول قال بعدها مباشرة قال ساستغفر لك ربي انه كان بي ايش حفية. وقال عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقية. فهو حين يقول له لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. يقول له يا ابتي يا ابتي اعبد الذي اعبده فهو يسمع ويبصر ويغني عني كل شيء وقد جربت ذلك ورأيت كيف تصرف عصارة قلبك التعبدية الى حجر او الى كوكب الى او الى ميت لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا وتترك رب الارض السماوات الذي يسمع ويبصر ويغني عنك كل شيء. اذا الفائدة الثانية ما هي؟ الفائدة الثانية هي اذا عبدت الله او دعوته او وقفت بين يديه فاستحضر انه يسمع ويبصر ويغني عنك كل شيء فهذا الاستحضار هو من معاني العبودية الكبرى التي حاج بها ابراهيم اباه طيب وفي نفس الاية قال ابراهيم يا ابتي يا ابتي وهذي فيها فائدة وهي ان مقام الدعوة والارشاد والتوجيه يتطلب استعمال الالفاظ الحسنة التي تجعل بين الداعي والمدعو جسرا من القبول جسرا من القبول ابراهيم حين دعا اباه يعلم انه يعبد يعبدوا الاصنام نعبد الأصنام جيد ولكن حين خاطبه خطابا دعويا حرص على ان يستعمل الالفاظ التي فيها الاستعطاف والاسترحام والالفاظ الحسنة لانه يريد لابيه ان يهتدي انه يريد لابيه ان يهتدي وهذا ليس خاصا بابراهيم وليس خاصا بدعوة الابن لابيه وانما هو عام فاذا كان المقام مقام دعوة فاستعمل الالفاظ اللينة لان الله قد جبل نفوس الناس على عدم قبول اللفظ الغليظ وعلى عدم قبول الفجاجة في النصيحة ولا تقل اني على حق ولم اقل له باطل. قلت له حق ايه تمام قلت له حق لابد ان تغلفه باسلوب مناسب وهذا ليس من باب الرومانسيات الاخلاقية هذه وصية قرآنية قالها الله لموسى وهارون اذ ارسلهما الى من كان يذبح الاولاد لما كان مقام دعوة قال قولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى طب في مقام دعوي اخر ايش في مقام المجادلة جيد المجادلة في مقام اخر مجال دعوي لسه الان ما في قتال مجال دعوي اخر اعلى او اصعب منه مجال المناظرة مناظرة غير المجادلة المجادلة مجادلة يمكن الان يعني لها لفظ كذا يدل على لكن هي ترى في القرآن تأتي بلفظ آآ يسير وقريب ان الله يقول وجادلهم بالتي هي احسن ولا تجادل اهل الكتاب الا بالتي هي احسن بس المجادلة فيها ها تراد واخذ وعطا. المقام الاول مقام التبليغ اللي هو يا ابتي يا ابتي اعبد الله اعبد كذا. مقام المجادلة انه ما الاشكال لديك ما الشبهة التي لديك؟ انا هكذا طب لماذا لا تعبد؟ طب كذا كذا؟ هذا مقام مجادلة. جيد؟ مقام المناظرة طبعا مقام المجادلة المطلوب فيه ايش حسنى الحسنى لكن قد هو يعتبر اشد من من المقام الاول. جيد؟ مقام المناظرة لا بأس ان تكون فيه الغلظة لانه مقام المناظرة المفترض انه ما تصل اليه الا بعد ها؟ ايه بعد الامرين الماضيين ومقام المناظرة خاصة اذا كان مقاما مشهودا يشهده الناس ليس المطلوب فيه الغلظة يعني الغلظة ليست مقصودة لذاته لكن القوة القوة في اظهار الحق وابطال الباطل ولذلك موسى عليه السلام الذي قال الله له قولا له قولا لينا ذهب الى فرعون وقال القوي اللين ما استجاب ها لما وصل الى مقام المناظرة قال لهم ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى ها؟ هذا مقام بعد مقال ايش تعرفوا الخطاب اللي في سورة قال رب السماوات والارض الى اخره الخطاب المعروف اذا هنا الفائدة من هذه الاية. الفائدة الثالثة هي في كلمة يا ابتي وان الخطاب الدعوي والمقام الدعوي يتطلب بالاسلوب الحسن لذلك اليوم نحن في واقعنا انت تخاطب اناس مختلفين ممكن يكون عندك حساب في شبكات التواصل او قناة في اليوتيوب او مجموعة طلاب تربيهم او انت مدرس في مدرسة او انت حتى اب اب آآ مع ابنائك يا اخي اب مع ابنائك لا يكن الاسلوب الاساسي مع ابنائك هو ربيهم على المدري ايش والله خليهم تمام لا يا اخي يا اخي اولى الناس بالخطاب الدعوي الحسن هم ابناؤك اولى الناس بالخطاب الدعوي الحسن هم ابناؤك واقرباؤك طيب اذا هذه الفائدة الثالثة. اذ قال لابيه يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا ابتي اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني اهدك صراطا سويا كأن إبراهيم يقول لابيه انا اعلم انك وانت في مقام الاب تنظر الي وانا في مقام الابن انني صغير تعرفون الاب دائما ينظر الى ابنه مهما كان انه صغير ما تتذكر لما كنت صغير وانا اللي كنت اشيلك وكنت الى اخره فابراهيم هنا يلفت انتباه والده وانتباه والده الى ان هناك معنى اخر غير معنى البنوة والابوة في معنى اخر مضاف الان ينبغي عليك يا ابتي ان تنسى الان انك كبير واني صغير وانك ربيتني او لم تربي الان المقام مقام علم والافضلية هنا لمن لديه العلم وليس لمن لديه السن فقال يا ابتي اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك لو كان اتاك هذا العلم فصارت لك الاولوية من جهتين من جهة كونك اعلم ومن جهة كونك ابا اما الان فالعلم هو المقدم فاني قد جاءني من العلم اني قد جاء يا ابتي قد جاءني من العلم ما لم يأتك او اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني اهدك صراطا سويا. الفائدة هي ان معايير التقديم معايير التقديم يجب ان تكون في كل شأن بما يناسب ذلك الشأن فان كان التقديم في شأن امور خاصة بالبيت تدبيرها فالمقدم من الاب جيد بحكم انه له الكلمة في بيته وهو مسؤول عن بيته. اذا كانت القضية مرتبطة بطريق الاخرة الهداية مسيرة الحياة وبما يتعلق بسبب الوجود والطريق الذي يسلكه الانسان للعبادة فالمعتبر هنا ليس انك ابي او امي وليس انك كبير ولا صغير وليس انه عندك شهادة دكتوراة ولا ما عندك شهادة دكتوراة اذا ما كان لها دخل بقضية العلم او اقصد اذا كانت مجرد يعني منصب اجتماعي او في مجالات اخرى لا المعيار هنا هو معيار العلم معيار العلم. فمن كان لديه العلم فهو المقدم صغيرا كان ام كبيرة قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني وهذه الفائدة الرابعة. الفائدة الخامسة لا ينبغي لصاحب العلم اذا كان لديه العلم الذي ينجي من ليس لديه ذلك العلم ان يحبسه او يمنعه او ان يستحيي به وانما عليه ان يصرخ به وينادي ويقول جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني ليست القضية استكثار استكثارا وليست القضية استعلاء وانما القضية قضية مقام ارشاد وهداية فقد يحتاج صاحب العلم ان يبين للطرف الاخر شيئا من علمه ليستفيد لا ليستعلي وليستكبر فابراهيم هنا بوضوح قال جاءني من العلم ما لم يأتيك الفائدة كم السادسة فعيد السادسة ايضا في هذه الاية اه اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني اهدك صراطا سويا. هذه الاية تفيد او تبين الثمرة من العلم الثمرة من العلم الثمرة من العلم ليست هي كثرة المعلومات ولا من يحفظ اكثر الثمرة من العلم هي ايش الهداية الهداية قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني ايش؟ اهدك تبعني اهديك صراطا سويا ومن المعلوم ان الهداية هنا هداية الدلالة والارشاد واما هداية التوفيق فهي من الله سبحانه وتعالى وهي المجموعة في سورة الشورى ما كنت تدري من الكتاب والايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم نهدي وانك لتهدي. طيب اذا الفائدة السادسة هي ان الثمرة من العلم هي الهداية فا اذا كنت تتعلم العلم الشرعي ثم لا يثمر فيك هداية فاعلم ان الطريق خاطئ. في شيء خطأ اما فيما تتعلم اما في قلبك اما في الطريقة اما في في شيء خطأ او انك لم تقصد اصلا معنى الهداية فيما تريد ان تتعلم وانما قد تكون تعلمت العلم انك تريد شهادة معينة فتجد الواحد درس الشريعة واخذ بعدين ماجستير وبعدين اخذ دكتوراه في الشريعة لما تنظري احيانا الى الحال في مفارقة بين هذا بين هذه الشهادات وبين الواقع ليش؟ من جملة الاسباب احيانا انه هو اصلا من اصلا لم يطلب العلم من باب الهداية واتباع الصراط المستقيم وانما طلب العلم احيانا حبا لمجرد المعلومات واحيانا لمنصب اجتماعي معين لشهادة معينة لوظيفة معينة فهذا في قاموس الاسلام وتعريفه لا معنى له ولا فائدة ولا الاسلام لا يعترف بانه انت عندك شهادة او ما عندك شهادة هذي اشياء طلع عليها الناس تفيد في تقديم وتأخير في اعتبارات معينة تحكيمية ما الى اخره مفيدة ومهمة لكن لها قواميس معينة. اما حقيقة العلم وثمرته فهي الهداية. فاتبعني اهدك صراطا سويا يا ابتي لا تعبدي الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصية الفايدة السابعة هي انه حين يكون لديك معيار ومرجعية تستطيع ان تحاكم اليها الاشياء فان الحقائق تتبصر او تنكشف امامك المرجعية التي يستند اليها ابراهيم عليه السلام هنا هي مرجعية ايش الرحمن عبادة الرحمن فهو يقيم العبادات الاخرى والاعمال الاخرى بناء على هذه المرجعية فهو يقول له لا تعبد الشيطان لماذا يحاكمنا المرجعية؟ ان الشيطان كان للرحمن عصية. فلانه كان للرحمن عصيا الفكرة هنا الان انه وهذا مما كان يؤنس يؤنس الله به نبيه صلى الله عليه وسلم انه يا محمد لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين. يعني يا محمد انت لم تقصر انت اديت وقلت ولكن فهذا طريق خاطئ اذ هذا هو اذ هنا عبادة هنا هنا المرجع الذي تقيم به تقيم به الاشياء واصولها. ولذلك الانسان ينبغي ان تكون عنده دائما مرجعية معرفية يحاكم اليه الاشياء لا اقصد المرجعية هنا اشخاص لا اقصد المرجعية هنا اشخاصا وانما اقصد المرجعية اللي هي آآ مرجعية الوحي الكتاب والسنة وما يتعلق بها من علوم ومعارف وعلماء ايضا. طيب يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا الفائدة الثامنة هي ان اظهار الحرص والشفقة على المدعو هو من هدي الانبياء هو من من هدي الانبياء. دائما الانبياء تجدونهم في كتاب الله يقولون لاقوامه اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم صح؟ دائما الانبياء يقولون اني اخاف عليكم العذاب. اخاف عليكم عذاب يوم عظيم. اخاف عليكم عذاب يومنا ولذلك آآ النبي صلى الله عليه وسلم في اول مقام قامه امام المشركين في مكة قال اني نذير لكم بين يديه عذاب الشديد. وكان يقول للناس كما في صحيح البخاري لما قال آآ ان مثلي ومثلكم كمثلي آآ يعني ذكر النبي صلى الله عليه وسلم معنى الحديث انه كمثل النذير العريان اللي هو كان نذير العريان كما سبق لانه اللي هو عند العرب كانوا سابقا اذا اه انتبه احد من القبيلة لجيش قادم او شيء ويريد ان ينبه قومه وهو بعيد عنهم ما يدركهم الان بالصوت ها يخلع ثيابه ويؤشر من بعيد هذي معناها الموت الاحمر يعني ادركوا انفسكم يؤشر من بعيد بالثياب هذا هذا يسمى عند العرب النذير العريان عريان لانه خلع ثيابه وصار يؤشر بها يريد لقومه ان ينجوا لذلك يصيح النجاة النجاة ف قال اه النبي صلى الله عليه وسلم لقومه اني انا النذير العريان معناها ايش انني في مقامي معكم في الانذار لست في مقام ترفي وفي مقام رخاء انا في مقام ان اقول لكم النجاة النجاة النجاة النجاة ليست القضية هزلا ولا لعبا. لذلك هنا ابراهيم يقول اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ايش اللي بعدها ايوة قال يا راغب انت عن الهتي يا ابراهيم لان لم تنتهي لارجمنك وارزقني. الفائدة التاسعة وهي مهمة جدا ان وجود الخطاب اللين والاسلوب الحسن والعلم واظهار الشفقة والنصح لا تستلزم ولا تساوي ان يستفيد الطرف الاخر الان ابراهيم عليه السلام استعمل كل الاسباب صح كل الاسباب قال يا ابتي يا ابتي يا ابتي اخاف عليك وجاءني من العلم ما لم يأتك ولا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا. يا ابتي يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا كل شيء استعمله ابراهيم في هذه في هذا الخطاب ايش كان الجواب راغب انت عن الهتي يا ابراهيم لان لم تنتهي لارجمنك والرجم هنا المقصود به الرجم القولي كما ذهب اليه المفسرون بشكل عام لارجمنك اي لاشتمنك واسبنك واهيننك الى اخره ها لارجو منك واهجرني مليا اه ملية فيها قولين للمفسرين اما ملية يعني طويلة دهرا طويلا واهجرني مليا لا عاد اشوفك روح ها لا ومو بس اهجرني ملية وقت طويل دهرا ما شئت ان شئت ان اطبق عليهم تلات شهور هذا اشد موقف الان يتعرض له النبي صلى الله عليه وسلم ينظر النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام نظرة بعيدة وبعضهم قال ابدا يعني والقول الاخر واهجرني مليا اي اهجرني وانت بعافية وخير احسن لك مما ننتقل الى ارجومنك يعني لان لم تنتهي لارجو منك ها او اهجرني مليا واهجرني مليا يعني احسن لك اذهب قبل ان يكون الخطاب بيننا رجما واه سبا وشتما لعنا وما الى ذلك طيب الان الفايدة كم العاشر ولا التاسع؟ اي التاسع الفايدة التاسعة هي لا هي نفس السابقة اقصد بس اعادة لها ان وجود الخطاب اللين والصحيح والعلم لا يعني ان من تخاطبه بالضرورة سيستجيب لان هناك موانع انت تؤدي ما عليك نفس ما حصل مع موسى عليه السلام وفرعون. قال له قولا لينا وضح له بين له قال اه وفرعون بعد ذلك لقومه آآ عن عن موسى عليه السلام اني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد مين اللي خاف انه يظهر في الارض الفساد فرعون يخاف انه موسى يظهر في هذا الفساد. هو ايش كان يسوي كان مصلح كبير جدا يعني يشحذ السكاكين على رقاب الاطفال ايه عاد دائما يعني لديهم القدرة على قلب الحقائق انك لا تهدي من احببته لكن الله يهدي من يشاء. واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم. واقرأ وينزل من القرآن ما هو شفاء او رحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارة ها واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا وهنا نفس الشيء يقول له ويقول له ويقول له ثم يقول اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم ها راغب انت عن الهتي يا ابراهيم لئن لم تنتهي لارجمنك واهجرني مليا الفائدة العاشرة هي في نفسية صاحب الباطل دائما القرآن يعرض يعرض صاحب الباطل على انه نفسية فيها عداء للحق فيها عداء للحق او احيانا يعرضه على انها شخصية غافلة معرظة لا هي لا يعنيها شيء لكن دائما يجد سبحان الله الباطل والحق لا يجتمعان. ومهما ادعى صاحب الباطل انه متسامح فيمكن ان يكون متسامحا مع اصحاب الباطل الاخر اما الحق الصريح فهو بطبيعته مثير لحساسية واستفزاز الباطل يعني صاحب الباطل لا يحتمل الحق الحق بطبيعته عليه نور والباطل بطبيعته مظلم والحق اذا جاء يزهق الباطل ولذلك لا يحتمل صاحب الباطل الحق لا يحتمل هنا والد ابراهيم لم يحتمل. راغب انت عن الهة يا ابراهيم. ايش الجواب اللي استعمله والد ابراهيم؟ ما في انا معياري الهتي انا اللي انا اعبده. طيب انت يعني ايش انت ايش؟ هناك يتكلم عن علم وهنا يتكلم عن شخص وذات والفرق هائل بين معيار العلم ومعيار الذات. طيب اما ابراهيم فقد قابل هذه الغلظة وهذه الشدة بقوله سلام عليك. اما من جهتي فلن يصلك فلن يصلك مني ما هددتني به. سلام عليك ساستغفر لك ربي انه كان بي حفية الفايدة العاشرة هي الحادية عشرة هي ان صاحب الحق وان ووجه بالتكذيب فليس بالضرورة ان يكون موقفه او ان يكون موقفه هو الشدة فقد يكون الموقف هو الحلم ولذلك وصف الله ابراهيم عليه السلام بانه حليم فقال ان ابراهيم لاواه حليم ها وآآ هذا من حلمه انه ابوه يقول له لارجو منك ويقول له اهجرني ويأتي ابراهيم ويقول له سلام عليك ساستغفر لك حالتان مفارقتان ومن اعظم السور ومن اعظم السور في ذلك هو ما ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم وقد حكى بلسانه صراحة ان اشد موقف مر عليه او اشد موقف او ان موقفا من المواقف كان اشد من يوم احد الذي فقد فيه حمزة ومصعب وغيرهم كان حين عرض نفسه على ابن عبد ياليل ابن عبد كلال فلم يجبه الى ما اراد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم هائما منطلقا على وجهه فلم يستفق الا بقرن الثعالب مشى مسافة طويلة لم ينتبه اصلا انه مشى في ذلك الاتجاه او مشى غير قاصد حتى استفاق من الهم في ذلك المكان وارسل الله سبحانه وتعالى اليه ملك الجبال مع جبريل قال جبريل معي ملك الجبال لتأمره بما تشاء. قال قرأ عليه السلام ثم قال هو مو العجيب في النظرة البعيدة هو العجيب كيف يستطيع ينظر النظرة البعيدة في ذلك المقام يعني انت لما تكون في ورشة عمل انت جالس عندك الشاي وجاي اصلا اليوم نايم بدري عشان تصحى بكرة عشان عندك ورشة عمل. وتخطط لمشروع دعوي جديد تنظر فيه للمستقبل. مفهوم انك جالس دور المستقبل جيد؟ وغالبا تتكلم في حالة رخاء يعني النبي صلى الله عليه وسلم وبعدين انت لمن ترى تتكلم عن المستقبل غالبا انت ترى تخطط في مشاريع المستقبل متعلقة باناس راغبين يعني طلاب تحفيظ طلاب مركز طلاب مدرسة برنامج كذا صح النبي صلى الله عليه وسلم الان يأتيه الملك في حال هو من اشد ما يجد من الهم والكرب والشدة من اناس طردوه واذوه وكذبوه ونالهم منه كل سوء بكل اسوء في ذلك المقام تحديدا وقد اتيح له ان يهلكهم الله سبحانه وتعالى ينظر نظرة بعيدة الى المستقبل في اعدائه ليس في الناس المدعوين في في اقصد في الراغبين. فيقول لا فاني ارجو ان يخرج الله من اصلابهم من يعبد الله وهنا ما يعني هنا لمن تقف عند هذا النص تقدر تفهم ايش هم الانبياء يعني لا تقول لي هذي حسابات دنيوية كذا واحد لا خلاص وبعدين اني ارجو ايش؟ ان يخرج الله من اصلابهم ايش من يعبد الله اللي هو الرسالة اللي هو الهدف اللي هو الشيء الذي انا اصلا قمت فيه وعملت لاجله سلام عليك ساستغفر لك ربي انه كان بي حفية واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقية الفائدة الثانية عشرة هي ان المصلح قد تمر عليه بعض المراحل تتطلب ان يستغني فيها او يبتعد فيها او يتخلى فيها عن كثير من المكتسبات والمكتسب هنا الذي تخلى عنه ابراهيم ما هو العشيرة والقوم والوطن والاهل صح واعتزلكم منهم يعتزل مين؟ قومه قبل ما اعتزال القوم هو مو شي سهل تمام؟ هو في الاخير هذا منشأه وبلده واهله وناسه ولكن الاية تفيدنا وهي الفائدة الثالثة عشرة مركبة بفائدتين ان المصلح والداعية والمتبع لطريق الانبياء يحتاج ان يكون عنده ما يغنيه ما يغنيه من التعلق بالله والاستئناس به ما يجعله معينا له على القدرة على التخلي عن بعض المكتسبات لانه قال واعتزلكم وما تدعون من دون الله هذي النقطة الاولى وادعو ربي هذا الاستغناء هذا لانه قال ايش؟ عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا فانا به سعيد وبدعائه سعيد وهذا معنى الاستغناء يكمل الاستغناء بوجود التعلق بالله والهداية العملية فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحاق ويعقوب وكلا جعلناه نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا واجعلنا لهم من سعنا صدق هذه الفائدة الرابعة عشرة هي ان الله سبحانه وتعالى يجازي عباده الصالحين ويعطيهم عطاءات لا تخطر ببالهم وكثيرا ما تكون هذه العطاءات بعد الابتلاءات واحيانا او كثيرا ما يكون هذا العطاء هو من جنس نوع البلاء من جنس نوع البلاء يعني ما يضاد هذا المعنى وان كان يشترك معه فيه الجنس العام فهو حين اعتزل اهله وقومه وبلده جازاه الله وكافأه اسحاق ويعقوب واجعلهم انبياؤه مو بس انه رزقه ذرية ويجعلهم انبياء ايش يبغى احسن من كذا ما الاحسن من ان يكون ان يرزق بعد عشيرته وقومه التي هجرها بذرية انبياء وهبنا له اسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق علي. لسان الصدق اللي هو الثناء الحسن الثناء الحسن. ولذلك ها ابراهيم عليه السلام ممدوح في الاديان ممدوح ومثنى عليه ومكرر ذكره في الاديان اه السماوية وهو ابو الانبياء ها واجعلنا في ذريته النبوة والكتاب فالفائدة ما هي؟ الفائدة ان الانسان ان الانسان طب يعني نجعلها كمان اللي بعدها خمسطعش مصطفى طب خلاص الفايدة الخمسطعش والاخيرة طيب الفايدة الخمسطعش والاخيرة آآ هي هي انك احسن الظن بالله اذا ضحيت في سبيله اذا ضحيت في سبيله وصبرت وقصدت وجهه واحسنت عبادته فاحسن الظن بالله سبحانه وتعالى فعاقبة البلاء خير وعاقبة البلاء حسنة وهذا الحسن والخير مشروط بالثبات والصدق والصبر وهو هنا مأخوذ من ثبات ابراهيم وصدقه وتضحيته التي قوبلت وكافأه الله عنها ان اتاه اسحاق ويعقوبا وكلا جعل نبيا سبحانه وتعالى وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. من زعل محمد يقول خمسة وثلاثين دقيقة الله يجازيك بخير اللهم امين يا رب. الله يجزيك بالخير