ونحمده على ان بلغنا هذا الشهر الكريم الذي هو نعمة من الله سبحانه وتعالى كبيرة علينا فالحمد لله اولا واخرا ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل الطاعات وان يتقبل الدعاء ولذلك يبدو انه هذي كما اشار بعض المفسرين انه هذي الازمة ليس لم تكن فقط في مصر وانما ضربت ما حولها ولذلك ايش؟ ولذلك ايش جاء اخوة يوسف ليش جو اخت يوسف لمصر الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا تبارك وتعالى ويرضى الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. نحمد الله ونثني عليه ونشكره سبحانه على ما يقدر من الخير وان يزيدنا من فضله انه هو السميع العليم ايها الكرام استعينوا بالله ونستفتح مجال او مجلسا جديدا من مجالس انوار الانبياء وهي المجالس التي تعودنا عليها في هذا الشهر الكريم للسنة الثالثة آآ ونحن في هذه السنة مع سورة يوسف ووقفنا عند قول الله سبحانه وتعالى يا صاحبي السجن اما احدكما فيسقي ربه خمرا واما الاخر فيصلب فتأكل الطير منه فتأكل الطير من رأسه قضي الامر الذي فيه تستفتيان وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك يوسف عليه السلام لما اخذ الرؤيا من الرجلين او من الفتيين كما مر معنا في مجلس امس لم يعبر الرؤيا مباشرة وانما قدم لهما بالتعريف بالاسلام والتعريف بالله وذكر الادلة على وحدانية الله وعلى صحة هذا الطريق. وبين لهما فساد الباطل الذي هم عليه وبعد ان بين ما ينفعهما وما يحتاجانه في الاصل اعطاهما ما يطلبان وهو تعبير الرؤيا فعبر لهما رؤياهما فقال لاحدهما فقال لاحدهما او بشره بانه سيخرج من السجن وسيكون خروجه خروج عز وسيكون مقربا من الملك وسيكون من الخدام او او يعني المختصين من عنده واما الاخر فسيخرج من السجن الى القتل وسيصلب وستأكل الطير من رأسه وهذا فيه دلالة على ان الرؤى اما ان تكون مبشرة واما ان تكون محذرة ومنذرة وآآ نجد حقيقة من يتأمل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك من يتأمل في كتاب الله في سورة يوسف وغيرها يجد ان للرؤيا في الاسلام قدرا كبيرا وسيأتي ان شاء الله عند رؤيا الملك ذكر بعض الامور المتعلقة بالرؤى. المهم الان انه عبر لهم الرؤيا وقال لهما قضي الامر الذي فيه تستفتيه بناء على تعبيره للرؤيا وعلى ما فهمه يوسف عليه السلام من ان احدهما سينجو وسيكون قريبا من الملك قال له اذكرني عند ربك يعني اذا وصلت الى الملك الذي هو ربك هنا الرب معناه سيدك يعني اه كما يقال رب البيت رب الدابة كذا الى اخره فاذا وصلت اليه وكنت ممن حوله فتذكر ان هناك في السجن الذي كنت فيه رجلا اسمه يوسف واذكر للملك هذا الامر وبين له وانت تعلم انني مظلوم قال الله سبحانه وتعالى فانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين هنا اختلف المفسرون على قولين منهم من قال ان الهاء في قوله فانساه تعود الى يوسف عليه السلام يعني ان يوسف عليه السلام نسي ان يذكر ربه في هذا الموطن ويسأله ان يخرجه من السجن فعاقبه الله على ذلك بان لبث في السجن بضع سنين وهو قول مشهور ومتداول في كتب التفسير ولكن الاصح والارجح انه غير صحيح وهناك دلائل متعددة ساذكرها ان شاء الله في هذا المجلس تبين ان الارجح وان الصواب ان المقصود بالذي نسي هو الذي نجا فانساه اي فانسى الشيطان هذا الفتى الذي نجا ذكر ربه ان يذكر يوسف عند ربه عند الملك فلبث يوسف في السجن بضع سنين وكان هذا كيدا من الشيطان ليبقى يوسف في السجن يعني الشيطان الهى ونسى ذاك الرجل الناجي والغرض من هذا الفعل الشيطاني هو ان يظل يوسف عليه السلام في السجن وهذا هو الراجح ان شاء الله وهذا الذي تعضده الادلة ومن الادلة التي تبين ذلك كم كم دليل من الايات يمكن ان نستخرج نستخرجه ليرجح هذا القول طيب الاول بعد عدة ايات قال الله سبحانه وتعالى وقال الذي نجا منهما وادكر بعد امه يعني تذكر بعد فترة ومدة انا انبئكم بتأويله وهذا النص اللي هو والذكر بعد امة يفهم منه انه قد ذكر انه نسي ولم يذكر شيء في السياق انه نسي الا في الاية الاولى اللي هي فانساه ولو وصلتها لقلت فانساه بعدين وادكر السياق متصل جدا في قضية انه انساه ثم الذكر. يعني تذكر هذا الدليل الاول. الدليل الثاني يوسف عليه السلام في كل النقاط السابقة او الايات يعني الموضوعات السابقة التي ذكرت في الايات كان لا يفتأ يذكر ربه فهل اذا اتت هذه يعني يعني هو اول اولا قال لا يأتيكما طعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله قبل ان يأتيكما ذلكما مما علمني ربي جيد وبعدين قال بعد ان قال عن الهداية وكذا قال ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس وهو اصلا في السياق يقول اأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار؟ وفي السياق في نفس الايات يقول ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم فمن هذا السياق هذا لا يعني لا يتناسب كثيرا مع ان تقول بعد ذلك فانساه الشيطان ذكر ربه وهو اصلا يذكر ربه في كل بكل فقرة من هذه الفقرات فمعنى ذلك ان الذي انسي هو الفتى وليس يوسف عليه السلام الامر الدليل الثالث هو ان الفعل الذي فعله يوسف عليه السلام هو فعلا شرعي اصلا يعني يوسف عليه السلام هذا الفعل الذي فعله ليس فيه نسيان لله اصلا هو بذل للسبب من جهة انه قال اذكرني عند ربك وهو هذا الرب المسؤول اللي هو الملك هو صاحب القرار في هذه القضية وهذا الرجل سيكون قريبا عنده يوسف عليه السلام يقول له اذا سرت عنده فاخبره ان هناك في السجن ما فعل ما فيه شيء حتى يقال فيه يعني انه نسي ذكر ربه فهو من جملة اتخاذ الاسباب الصحيحة الصالحة هذا الدليل الثالث الدليل الرابع وهو ان الله سبحانه وتعالى وهذا ذكره ابن تيمية رحمه الله يقول ان الله سبحانه وتعالى لا يذكر للانبياء ذنبا الا يذكر بعده مباشرة توبتهم من هذا ذنب وبما انه لن يذكر توبة يوسف من هذا من هذا الذي فعل فمعناه انه ليس ذنبا اصلا وبالتالي ليس هو المقصود في هذه الاية هذا الدليل الرابع الدليل الخامس هو ذكر الترتيب الفعل بالفاء اذكرني عند ربك فانساه الشيطان مما يدل على ان النسيان اصل بعد ذلك فانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن وهذا اشار اليه بعض المفسرين والمتأخرين ويوجد بعض الادلة الاخرى لكن هذه الادلة اظن فيها الكفاية ها فيها الكفاية فيها الدلالة الواضحة على ان المقصود بقوله فانساه الشيطان ذكر ربه انه الفتى الذي نسي ان يفعل ما اوصاه به يوسف وبما ان هذا القول هو الراجح فيؤخذ من هذا فائدة وهي ان الانسان وان كان قريبا من الله سبحانه وان كان متوكلا عليه وان كان دائم الدعاء له فلا يمنع هذا من ان يتخذ الاسباب اب ولو كانت الاسباب متعلقة اه ان يذهب فلان الى فلان او يكلم فلان او شفاعة عند فلان فهذا لا يتنافى مع القرب من الله ولا مع التوكل. والدليل والدليل من جهتين في هذه الاية الجهة الاولى انه فعل يوسف عليه السلام والجهة الثانية ان الله نسب ما يخالف هذا الفعل الى الشيطان قال فانساه الشيطان ذكر ربي وهذي اشار اليها الامام ابن العربي رحمه الله المالكي الفقيه فقال والذي يدل على جواز ذلك نسبة ما جرى من النسيان الى الشيطان كما جرى لموسى صلى الله عليه وسلم في لقاء الخضر لما قالوا ما انسانيه الا الشيطان وانا اذكره جيد طيب اذا اذا اه اتخاذ الاسباب ولو كان الانسان قريبا من الله دائم الدعاء دائم التوكل فهو لا يتنافى مع التوحيد ولا مع التوكل ولا مع الدعاء ولا مع القرب من الله سبحانه وتعالى طيب فانساه الشيطان ذكر ربه لقلنا كما تقدم بالادلة ان المقصود هو الفتى هذه الاية فيها دلالة على ان الشيطان لا يفتى يستعمل الوسائل المختلفة ليحارب الصالحين وليحارب المصلحين والحرب هذه ليس بالضرورة ان تكون موجهة الى المصلح نفسه وانما قد توجه الى من حوله ليؤذى المصلح والذي فعله هنا انه انسى الفتى الذي سيخرج او الذي خرج ذكر السبب الذي سيخرج به يوسف عليه السلام وكان هذا من جملة الكيد من الشيطان بيوسف وهذا اشار اليه او ذكره ابن كثير ان هذا من جملة مكائد الشيطان ليوسف عليه السلام. وهذا فيه اشارة مهمة جدا الى اهمية التيقظ والادراك والفهم لامتداد مساحة المعركة مع الشيطان وان الشيطان يحشد ادواته والاته وجنده في سياق الحرب آآ للاسلام والحرب على آآ الصالحين طيب فانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين هذي لبث في السجن بضع سنين كلمة مختصرة جدا فلبث في السجن بضع سنين ولكنك اذا بسطتها وغصت في متعلقاتها ستجد ان هذه البضع سنين الله اعلم كم فيها من الكربات ومن الغربة ومن الشدة ومن يعني لانه الوضع والحال كما يعني سلف يوم امس ان يوسف عليه السلام اجتمعت عليه ثلاث قربات في هذه المرحلة قربة السجن وكربة الغربة وكربة تشويه السمعة فثلاث كربات اجتمعت في وقت واحد في مكان ضيق الذي هو السجن وهذا طبعا احنا ممكن نزيد عليها الرابعة اللي هي طول المدة هذه المتعلقة بتشويه السمعة صحيح. لكن الطول المدة ايضا وطول المدة هذي اشار لها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في البخاري قال لو لبثت هكذا في البخاري. قال صلى الله عليه وسلم لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لاجبت الداعي لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لاجبت الداعي. ايش المقصود لاجبت الداعي الداعي الاول لما قال لما وقال للملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك ما اجابه قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة ها؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لاجبت الداعي فهذا يدل على انه ايضا طول المدة هذه لها شدتها ولها كربتها ولها يعني هولها ولها ضغطها ولها اثرها فصلى الله على يوسف وصلى الله على نبينا محمد. هذه القصة يعني فيها عبرة عظيمة جدا وفيها يعني تلوان للمأسورين وللمحزونين وللمكروبين المهمومين وللمضطرين. هذه يعني القصة فيها عبر آآ وفوائد آآ عظيمة لما انقضت هذه الاعوام واراد الله سبحانه وتعالى ليوسف عليه السلام ان يخرج من السجن دبر له سبحانه وتعالى وقدر له بلطفه سببا لطيفا وهو ايضا كما اعتدنا في قصة يوسف عليه السلام رؤيا وهذه الرؤيا لم يرها هو وانما رآها الملك وهنا وصل للمستوى الى المقامات الكبيرة الان الرؤيا للملك مباشرة والملك هنا يستيقظ وكما سيأتينا ان شاء الله في في هذا المجلس وحتى المجالس القادمة باذن الله واضح انه الملك اللي كان في زمن يوسف عليه السلام انه كان رجلا عاقلا وبين قوسين بالعامية مو سهل يعني يعني ما كان يعني يمشي الامور المهمة ليلقيها الى الحاشية يسمع اي كلام لا. كان يفكر وكان ينتبه لمصالح مملكته اه حتى لو كانت يعني على خلاف سنن الملوك المتجبرين سيأتينا هذا ان شاء الله تفصيله لكن واضح ان الملك اصلا مجرد اهتمامه بهذه الرؤية وعدم اعتباره لقول الحاشية لانه لما قال وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخرى يابسات. يا ايها الملأ علية القوم افتوني في رؤياي ان كنتم من الرؤيا تعبرون قالوا اضغاث واحلام بغاتوا احلام هذي مترتب عليها خمسطعشر سنة جايها مترتب عليها اقتصاد البلد كاملا يترتب عليها خطة اقتصادية عجيبة ومترتب عليها مجاعة وهنا اضغاث واحلام وهذا يدلك لانه كثيرا ما يكون ممن يعني حول اصحاب المناصب انه اناس يعني ما تعنيهم مصلحة المجتمع ولا مصلحة انما يعني ايش ايش الكلام اللي ممكن يقال ويجعل الانسان يعني له حظوة عند عند المسؤول وخلاص اظغاث واحلام. طب انتوا الحين من تقولوا اظغاثوا احلام تكمل الاية وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين الملك كان عاقلا ومن الواضح انه لم يقتنع بهذا الكلام وهو الذي رأى الرؤيا يعني دلالات الرؤية والرموز التي فيها ليست قضية اضغاث احلام وهي الرؤية بالمناسبة يعني من اقوى الرؤى الرؤى المرموزة رؤى التي يكون فيها رموز يعني ليست هي في هناك الرؤى الصريحة اللي هي تأتي مثل فلق الصبح ترى شيئا ويقع وهذا الذي بدأت به النبوة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم لكن اه في المنامات التي يراها الانسان اه هناك اضغاث احلام وهناك شيء من الشيطان لافزاع الانسان وتحزينه. وهناك رؤى من الله سبحانه وتعالى كما قسمها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح هذه الرؤى كما يقول العلماء هي عبارة عن امثال امثال تضرب للانسان والمثل معناه انه ليس هو نفس الامر الواقع وانما ما يشبهه ما يشبهه. فالمثل هذا المضروب يأتي من يفتح الله عليه في التعبير فيستخرج من هذا المثل ما يوافق الواقع ولذلك هنا تأتي الاستعمال من جهة الاعراف ومن جهة دلالات اللغة ومن جهة يعني باب واسع وبالمناسبة يعني باب الرؤية وباب التعبير شريف لك ساقرأ عليكم الان كلام الشيخ بن سعدي رحمه الله في التفسير يقول ان علم التعبير اما في التفسير او في فوائد قصة يوسف قال ان علم التعبير من العلوم الشرعية ويثاب الانسان على تعلمه وتعليمه ويثاب الانسان على تعلمه وتعليمه ولذلك كانوا يعظمون القول في التعبير وما يزعلون القضية وبعضهم يجعلها من الفتوى. ايضا الشيخ مساعد يقول تعبير الراء المرائي داخل في الفتوى. فلا يجوز اقدام على تعبير الرؤية من غير علم فالقضية ليست لعبا يعني على اية حال هذا الملك لما رأى الرؤيا وكانت مثلا ضرب له لما رأى الرؤيا قصها على الملأ قالوا اضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين هنا تذكر الفتى الذي نجا ذلك المجلس الذي جمعه بالسجن مع يوسف عليه السلام لما قال له اني اني اراني اعصر خمرا لما قال له اني اراني اعصر خمرا وكان يوسف عليه السلام يعبر له الرؤيا وحصل وتحقق له هنا ادكر بعد امه تذكر بعد مرحلة بعد فترة وعرف مباشرة ان يوسف عليه السلام عنده حل هذه الرؤية للملك ومباشرة قال واستعمل اسلوبا يعني تعمل اسلوبا يحفز للاستجابة فاثار الانتباه فقال انا انبئكم بتأويله ايه فارسلون انا انبئكم بتأويله فارسلون ثم ذهب الى يوسف عليه السلام وقال يوسف ايها الصديق الاحظ كيف يكرر من هؤلاء الذين يخالطون يوسف عليه السلام تكرر منهم وصف يوسف عليه السلام بالصفات الحسنة لما رأوه منه فبداية قالوا نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين ثم هنا ايها الصديق وين الثالثة وين الثالثة مم احسنت فاوفي لنا الكيل وتصدق علينا ها اننا نراك من المحسنين صح انا نراك من المحسنين. فاوفي لنا الكيل وتصدق علينا انا نراك من محسنين طيب الان اه نرجع الى رؤيا الملك والى قول الفتى انا انبئكم بتأويله فارسلوه ارسلوه راح الى يوسف يوسف عليه السلام تقبل هذا الفتى ايش كنت راح تسوي يا ابو عمر اذا كان نسيت كل هذه السنوات وبث في السجن بضع سنين ولا خبرته بشيء ولا فعلت واوصاك وصية وهو الذي احسن اليك والذي عبر لك ما ما يتعلق بمستقبلك وعشت هذي ايام العز وكل شيء. والان جاي ات يطلب ها اثم يطلب يقول يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخرى يابسات لعلي ارجع الى الناس لعلهم يعلمون يوسف عليه السلام حليم وعظيم وكريم كريم النفس تكريم الخلق وكريم اليد ولذلك لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري من اكرم الناس قال يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم. عليه السلام عليهم جميعا صلوات الله وسلامه يوسف عليه السلام مباشرة فهم من هذه الرؤيا انها رؤيا خطيرة وانها رؤية متعلقة بالشأن العام وان البلد مقبلة على مجاعة كبيرة جدا وان الموضوع ليس فقط خبرا وانما الموضوع يتطلب اتخاذ تدابير اقتصادية يعني يقوم بها الملك ويقوم بها الشعب وان الموضوع يجب ان توضع فيه خطة طويلة الامد مدتها اربعطعشر سنة فقال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله هذا للتخزين واذا كان الحب بقي في السنبل يكون احفظ له الا قليلا مما تأكل يعني هذي السبع سنوات خفضوا على انفسكم فيها ترى ما هي ما راح يكون فيها مجاعة وانما ايش فيكون فيها ما يتطلب الحفظ للسنوات القادمة الا قليل مما مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحسنون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون قبل ما نقف الان مع التعبير كم كان سيفوت على الناس من المصالح والخير اذا اتبع الملك كلام اولئك الماء الذين قالوا اضعف احلام ما نحن بتأويل الاحلام بعالم ايش اللي كان راح يصير في البلد ترى بالمناسبة يعني هي صارت سب شداد ولكن من رحمة الله سبحانه وتعالى ان الناس متهيئة لها نفسيا ومتهيأة لها من حيث الاعداد ومن اعظم رحمة الله بهم ان الذي تولى تنفيذ هذه الخطة الاقتصادية هو يوسف عليه السلام بنفسه لانه لما خرج قال اجعلني على خزائن الارض هي هذا هي هذي الوظيفة المتعلقة بالناحية الاقتصادية تحديدا فالذي عبر الرؤيا يوسف والذي اوصاهم يوسف والذي نفذ الخطة الاقتصادية هو يوسف عليه السلام لانه مصر كانت موفرة مصر كانت موفرة وكانت متخذة خطة وكانت مستعدة لهذه القضية بينما من حولها كانوا يعيشون تلك الازمة كيف لمن جاؤوا اوفى لنا الكيل وتصدق علينا وكذا وكانوا في حال وكل واحد والكيل كان يعني ما ما هو كان محدد هذا معناه انه الازمة لما صارت صارت كبيرة وصارت ضاربة طيب هنا نعلم مقدار الخسارة التي تخسرها مقدار الخسائر التي تخسرها الامم والتي تخسرها الشعوب حين يكون الذين يتصرفون في الامر ويتخذون القرارات سفهاء وغير اهل العلم وغير اهل الاختصاص لو كان الذي حصل غير ما حصل لا راح الشعب في داهية لكن يوسف عليه السلام اولا اولا قبل يوسف عليه السلام الله سبحانه وتعالى رحم الناس بان ارى الملك تلك الرؤية فكان نتيجة ذلك وهذا كله من رحمة الله سبحانه نتيجة ذلك ان حصل التعبير فكانت الرحمة مضاعفة هذي الرؤيا فيها رحمة مضاعفة فيها رحمة بالتدبير للناس والاستعداد لتلك المجاعة الاقتصادية او الازمة الاقتصادية وكان فيها رحمة بيوسف ان كانت سببا بخروجه من السجن فجاء الفتى وقص على يوسف ويوسف عليه السلام عبر له ثم بعد ان انتهى من ذكر السبع والسبع اللي هي في الرؤيا سبع بقرات سمان سبع بقرات اجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات سبع وسبع لما عبر له ذلك قال له ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون وها هنا يثار السؤال الذي اثاره المفسرون واجتهدوا في تحريره وفي الاجابة عنه من اين عرف يوسف عليه السلام ما يتعلق بالعام الخامس عشرة من من اين علم يوسف عليه السلام ما يتعلق بذلك العام الذي فيه اغاث الناس وفيه يعصرون على ثلاثة اقوال القول الاول ان ذلك كان من الوحي يعني جزء من التعبير تعبير وجزء من التعبير كان مما اوحى الله سبحانه وتعالى او مما الهم الله به يوسف عليه السلام وهو نبي هذا قول القول الاخر قالوا لا القضية ان انها فهم من يوسف عليه السلام بسنن الله سبحانه وتعالى. وان العسر يعقبه يعقبه اليسر فبما انها سبع شداد فان من سنة الله سبحانه وتعالى ان بعد العسر واليسر وان التخفيف والرحمة يوسف عليه السلام فهم ذلك من ذلك في ذلك يقول ابن عاشور وهو من لازم انتهاء مدة الشدة ومن سنن الله تعالى في حصول اليسر بعد العسر ومن سنن الله في حصول اليسر بعد العسر. هذي الجملة الثانية هي التي تدل على هذا المعنى القول الثالث هو قول ابن سعدي رحمه الله تعالى ويقول لم اره لاحد من المفسرين صراحة خطير يعني بن سعدي رحمه الله تعالى يقول بل هذا يفهم من الرؤية قل بل فهم ذلك يوسف عليه السلام من الرؤيا خلينا نشوف مين منكم عنده كذا لا لا من الرؤية ها ايه جميل جميل صحيح يعني تقريبا ايش يقول ايش يقول السعدي رحمه الله يقول لانه فهم من التعبير شوف لاحظوا لانه فهم من التعبير بالسبع الشداد ان العام الذي يليها تزول به شدتها لان لن يكون شديدا طيب ومن المعلوم شوفوا الاستنباط ومن المعلوم انه لا يزول الجذب المستمر سبع سنوات متواليات الا بعام مخصب جدا والا لما كان للتقدير فائدة يعني لو كان هذي السبع الشداد من شأنها اذا ما اتى بعدها عام استثنائي في الخصم وفيه يغاث الناس لاستمرت اثار المجاعة ها سنوات لكن بما انه حددها بسبع فهذا يدل على انها ستنتهي دفعة واحدة ولذلك قال ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون وبرأيي ان ابن عاشور في كلامه السابق يفهم منه ايضا هذا لانه قال وهو من لازم انتهاء مدة الشدة لكنها اشارة مجملة اه مقتضبة هذه الايات العظيمة فيها عبر كثيرة عبرة في الصبر على البلاء لبث من بضع سنين وفيها عبرة في تقدير الله والطافه بان قدر تلك الرؤيا للملك وفيها العبرة بما يتعلق بالرؤى ورحمة الله سبحانه وتعالى وان مما قد يأتي من الخير للناس بشكل عام وليس حتى للافراد الخاصين بعض الرؤى التي قد تنفع ومقدار الخير الذي يحتاجه تحتاجه الشعوب بوجود اهل العلم ووجود اهل الاصلاح وانه كما قلت لو لم يكن هناك يوسف لو لم يسخر الله يوسف عليه السلام لتعبير هذه الرؤيا وارشاد الناس اليها لعاشوا ازمة عظيمة جدا ولتضرر شعب عظيم باراء مجموعة من المنتفعين من اصحاب المناصب بينما القضية كانت تحتاج الى اصحاب علم والى اصحاب اختصاص وكذلك فيها الدلالة على عقل صاحب الملك لانه لم يأنف من ان يرجع الامر الى مين ايش وصفه بالنسبة له ويعني تخيلوا تخيلوا واحد يأتي من حاشية الملك يقول اللي راح يحلك يا الملك اللي هذا ترى واحد في السجن انت انت ساجده تخيل يعني يعني ترى مقتضى المنصب ومقتضى هذا يسجن الثاني معاه هذا مقتضى يعني الايش الشعور بالقوة لكن الملك كان عاقل القضية قضية متعلقة بمصلحة الناس القضية ما هي سهلة بما انه اللي ممكن يحلها موجود في السجن عادي روح ارسل روح السجن كلمه ونشوفوا نسمع نسمع شوف ايش القضية راح سمع القضية والله عجيب الى غير ذلك من الفوائد والعبر والدروس والحكم التي هي في هذه القصة العظيمة نسأل الله سبحانه وتعالى ان يلهمنا رشدنا وان يعلمنا ما ينفعنا وان يجعلنا من اهل القرآن ومن اهل التدبر ومن اهل الفهم ومن اهل الخشية. وان شاء الله اللقاءات مستمرة في تدبر قصة نبي الله يوسف عليه السلام من سورة يوسف ضمن هذه السلسلة سلسلة انوار الانبياء التي نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلها مباركة طيبة. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله اولا واخرا