لو تلاحظون في هذه الايات في قصة يوسف الان نحن في حدث يعني على وشك خروج يوسف من السجن. وكان السبب الاساسي لخروج يوسف عليه السلام من السجن هو الرؤية نظرا لانه كان في اشكال فني في توثيق الدرس فسأعيد اهم النقاط ثم ان شاء الله نكمل في الايات الجديدة المتعلقة بمجلس اليوم. اه لكن هناك نقطة حقيقة مرتبطة بهذه الايات ما ذكرتها يوم امس وهي مهمة جدا الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا سبحانه وتعالى وتبارك ويرضى اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد عبدك ورسولك كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. يا مرحبا بكم ويا اهلا وسهلا نستعين بالله ونستفتح مجلسا جديدا من مجالس انوار الانبياء وانا ساعيد بعض اهم الفوائد التي مرت في المجلس السابق اراها الله سبحانه وتعالى للملك يلفت الانتباه لمن يقرأ قصة يوسف في سورة يوسف كثرة او تكرار اسم الملك الملك وقال الملك اني ارى سبع بقرات ها؟ بعدين آآ ايش؟ ما كان ياخذ اخاه في دين الملك بعدين وقال الملك ائتوني به وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي صح فقال الملك مرتين وقال الملك وقال الملك ائتوني به وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي. وقال الملك وقال الملك ها وقال الملك هو ان ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك التكرار هذا يثير الانتباه اين كان هذا الملك في مصر ملوك مصر على مراحل طويلة في التاريخ بماذا يلقبون؟ الفراعنة ولذلك ما ان تأتي قصة موسى عليه السلام الا وايش يذكر؟ فرعون فرعون فرعون يتكرر ذكر فرعون كثيرا في قصة موسى اليس كذلك لما جاءت قصة يوسف عليه السلام اختفى ذكر فرعون اختفى ذكر فرعون وجاء ذكر الملك وقال الملك وقال الملك وقال الملك اذا ذهبنا الى التوراة نجد ان قصة يوسف عليه السلام مذكورة في التوراة بتفصيل طويل اكثر من التفصيل الموجود في القرآن ولكن في ذلك التفصيل في كتاب اليهود والنصارى اليهود والنصارى باعتبار انه الان صار الكتاب الجامعي للعهد القديم والجديد نجد انه حين يذكر ملك مصر في زمن يوسف يقال فرعون وقال فرعون وجاء فرعون وذهب فرعون ورأى فرعون بينما القرآن فيه تجنب مقصود للفظ فرعون وفيه تعمد لذكر لفظ الملك الملك. قد يقول قائل يعني ملاحظة يعني ايش ممكن تكون دلالتها يعني؟ ملاحظة جانبية مثلا او لا هذا امر عجيب وامر عظيم وامر كبير يظهر عظمة كتاب الله سبحانه وتعالى وربانية هذا الدين وذلك انه في زمن قريب من الان يعني ربما خلال مئة سنة او نحو ذلك اه تم فك اللغة المصرية القديمة وبالرجوع الى ذلك التاريخ تبين ان فترة يوسف عليه السلام ان حكام مصر في تلك المرحلة كانوا الملوك الذين يسمون بالهكسوس ولم يكونوا الفراعنة لم يأتي حكم الفراعنة بعد ولذلك فان ذكر القرآن للفظ الملك والملك هو دقة تاريخية عجيبة وعظيمة ما كانت معروفة في ذلك الزمن. بل ان الزمن الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم الامر المتداول عند اهل الكتاب وقد كانوا في المدينة هو فرعون وفرعون وفرعون فان يأتي القرآن بما يخالف المعهود عند اهل الكتاب في زمن لم تكن تلك معلومة معروفة فهذا يؤكد عظمة كتاب الله سبحانه وتعالى. وقد اشار الى ذلك آآ ابن عاشور رحمه الله تعالى. ولا ادري ان كان احد قبله اشار الى هذا المعنى لكن بن عاشور ثم بعد ذلك جاء المعاصرون فاكثروا من ذكر هذا الاستدلال وبينوا تفاصيله وما يتعلق به اذا هذه لفتة مهمة في عظمة كتاب الله في اختيار الالفاظ وفي موافقة هذه الالفاظ للحقائق التاريخية الملك رأى تلك الرؤيا اني ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات يا ايها الملأ افتوني في رؤياي ان كنتم للرؤيا تعبرون قالوا اضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين قلنا كيف انه الشعب والناس كانوا سيقعون في مصيبة كبيرة اذا الملك صدق اولئك الحاشية. الرؤيا كانت متعلقة بقضية مصيرية بالنسبة للشعب. بالنسبة للناس كانت قضية متعلقة باربع عشرة سنة قادمة كان فيها ازمة اقتصادية ستأتي والحاشية قالوا واضغاث احلام وما نحن بتأويل الاحلام بعالمين وكما قلت لو ان الملك اطاع تلك الحاشية ومس الامور على هوى الجهال لوقعت الازمة وقوعا شديدا جدا. بينما حين قدم العلم على الجهل ولم يستنكف عنان يأخذ برأي شخص مسجون لانه في العرف هناك انه هو في الاخير مسجون. ليس العرف انه يوسف عليه السلام ان نبي الله مسكاه. وانما العرف عندهم انه هذا رجل اثيرت عليه شائعة معينة وسمعة معينة وهو موضوع في السجن. ثم يقال ان الحل عند هذا الذي في السجن الملك من تمام عقله انه لم يطع اولئك الجهلة وانما قدم العلم على الجهل ولن يستنكف ان يتبع ما يدل عليه الدليل وكما ذكرت ايضا في المجلس السابق ان من رحمة الله بالناس ومن رحمة الله بيوسف عليه السلام ان ارى الملك تلك الرؤيا. كانت الرؤيا فيها رحمة مضاعفة كما تقدم. رحمة بالناس انه فيها تهيئة بما ينبغي ان يكون من الاشكال الاقتصادي ورحمة ليوسف عليه السلام ان كانت سببا في خروجه من السجن وكذلك من الامور التي ذكرت انه يوسف عليه السلام كان كريم النفس واسع الحلم عليه صلاة الله وسلامه. وذلك انه لم يقف عند اشكال ان الرجل الذي اخبره قال له اذكرني عند ربك ثم نسي ذلك الرجل ها ان يذكر يوسف عند ربه لما جاءه مرة اخرى ليقول له يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ما قال له روح خلي الملك ينفعك انت اللي ما سمعت او نسيت او كذا وانما عبر بكل كرم وبكل جود وليس فقط ان نعبر الرؤيا ترى هو الرؤية ايش دلالة الرؤية يعني ممكن يكون انه يكتفى بانه ترى ستأتيكم سبع سنوات اه فيها يعني خصب وسعة ثم ستأتيكم سبع سنوات فيها جذب وقحط نقطة لا فما حصدتم فذروه في سنبله حتى في سنبله هذه دقيقة لانها احفظ للحب الا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد ويأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحسنون ها مع توصية ومع يعني تنبيهات وتوجيهات وكذا هذا كله من سعتي نفسه وكرمه عليه صلاة الله وسلامه. وايضا دم احنا لازم نذكر اهم النقاط سريعا بالمجلس السابق. وايضا تقدم الترجيح بالدلائل التفصيلية على ان الذي نسي ان يذكر وربه هو الفتى الذي نجى وليس يوسف وقال للذي ظن انه ناج منهم اذكرني عند ربك اللي هو الملك فانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين. قلنا الادلة على ذلك متعددة. منها قوله سبحانه وتعالى وقال الذي نجا منهما اي تذكر بعد امة اي بعد فترة ومدة وهذا دليل على ان هناك نسيانا قد اشير اليه سابقا فهذا تذكر. وقلنا من الادلة ايش ايضا؟ اتفاق ايوه فانساه الشيطان ذكر ربه كأن هذه فاء انه النسيان حصل بعد هذا وايضا قبل هذي اللي هي انه لم يفعل شيئا خطأ اصلا يعني توصية يوسف للفتى ان يذكر ان يذكر يوسف عند ربه هو سبب شرعي اصلا سبب شرعي ليس ليس خطأ انسان مظلوم في السجن وانسان سيخرج ويعلم يوسف ان هذا الذي سيخرج سيكون عند الملك. فيقول له اذا كنت عند الملك اذكرني عند ربك. انا وفي السجن مظلوم ليس امرا خاطئا اصلا وبالتالي ما يعني لا ينسب اليه فانساه الشيطان ذكر ربه وينبني على ذلك ما ذكره ابن تيمية رحمه الله ان الله لا يذكر للانبياء ذنبا الا يذكر عقبه توبته منهم. وهنا لم يذكر توبة يوسف يوسف من هذا فهذا يدل على انه ليس هو المذنب. وايضا ايش انه سياق الايات كله ذكر من يوسف لرب ليوسف لربه لا يأتيكم اطعام ترزقانه الا نبأتكما بتأويله قبل ان يأتيكما ذلكما مما علمني ربي وبعدين يقول واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسماعيل واسحاق ما كان لنا ان نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس. ولكن اكثر الناس لا يشكرون ثم يقول لهم اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه ما تعبدون كله ذكر لربه فلن يكون هذا النسيان عند هذه النقطة وعند هذا الموقف وقلنا اخر شيء انه كيف استنبط يوسف عليه السلام السنة الخامسة عشرة لان الرؤية تدل على سبع سنوات ثم سبع سنوات. ودلالتها واضحة تكلمنا عن كيف عرف السنة الخامسة عشرة اللي هي ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصون قلنا فيه ثلاثة اقوال ايش كانت؟ انه كانت وحياة انه من السنن الالهية ان العسر يعقبه اليسر وقول ابن السعدية انه انه لأ هذي اصلا تدل عليه الرؤية من نفس الرؤية تدل عليها انه في سنة خصم ستأتي بعد السبع الشداد اه بدليل انه السبع شداد مؤقتة ها واذا كانت هناك سبع شداد فلا يمكن ان تزول في سنة مباشرة ها الاخير سنة خير وآآ تدل على لانه مؤقتة بسبعة معناها ستنتهي مباشرة. وما دام الناس تنتهي لن تنتهي الا بسنة خصب يعني اه تامة فهذا مجمل ما ذكر اه في اللقاء السابق الان عندنا بعد ان عبر يوسف عليه السلام هذه الرؤيا وعرف الملك وكما قلت هناك دلائل متعددة في الايات تدل على عقل هذا الملك عرف انه امام كنز اسمه يوسف. عليه السلام وان هذا الكنز ليس في محله الذي ينبغي له وانما هو في السجن وهذا يدل على انه يعني انه الناس قد تمر عليهم مراحل هكذا يكون الكنوز الكنوز تكون الكنوز البشرية الحقيقية من اصحاب العلم واصحاب الفهم واصحاب الادراك قد يكونون في السجون مثل ما كان يوسف عليه السلام في السجن ولذلك لما ادرك الملك ان يوسف كنز حقيقي يعني ثروة للبلد بمنطقه هو يعني هو في الاخير يعني ارشد الى خطة اقتصادية عظيمة جدا قال ائتوني به وقال الملك وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول الان يوسف عليه السلام لبث بضع سنين في السجن في غربة وتشويه للسمعة وشدة ويأتيه الفرج يأتي الرسول ما يقول له افراج فقط وانما يقول له الملك الملك يريدك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لاجبت الداعي لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لاجبت الداعي ها يوسف عليه السلام قال ارجع الى ربك بسألها ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم لم يرد يوسف عليه السلام ان يخرج ولا خطوة واحدة من السجن قبل ان يبرأ وتزال عنه التهمة وما كان يردد ويشاع عليه من الكلام اراد ان يغسله غسلا قبل ان يخرج وهذا يدل على يعني عظيم صبره عليه صلاة الله وسلامه واللافت للانتباه في هذه الجملة يعني ما تعجبتم من جملة فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن؟ يعني مين الاولى انه يسأل عن من؟ ولذلك امرأة العزيز العزيز طبعا هو مو نفس الملك هو عند الملك يعني اليس كذلك؟ يعني انتم اللي يجي في البال انه فاسأله يعني عن فعل امرأة العزيز ماذا فعلت؟ كذا اليس كذلك طيب لماذا قال فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليك. شيء اخر لاحظوا انه قال فاسأله ما بال النسوة ما قال فاسأله ان كان يعلم انهن قد فعلن كذا وفعلن كذا وانهن مخطئات ظالمات في حقي واني لن اخرج الا اذا ثبتت التهمة عليهن وبرئت ساحتي ما قال ذلك وانما استعمل اسلوبا يدل على تمام عقله وحكمته عليه صلاة الله وسلامه ولا عجب. فهو نبي الله وهذا فيه فائدة انه لما تتخاطب اعرف تتخاطب مع من واعرف المقامات. انت في انت مسجون وستتخاطب مع الملك والمتهمة زوجة العزيز وزير الملك فلما تتكلم بمثل هذا ما ما تقول لن اخرج حتى تثبتوا ان امرأة الوزير قد فعلت كذا فهذا الخطاب ليس هو الخطاب الذي يناسب ذلك المقام ويناسب ذلك الحال وانما لكل مقام مقال ولكل شخص طريقته المناسبة في الحديث معه. ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه حين اراد ان يرسل بعض الرسائل للملوك قالوا له يا رسول الله انهم لا يقبلون من الكتب الا ما كان مختوما فاتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما بمعنى ما قال انه يكفي ان يكون في هذه الرسالة الدليل والبرهان على اني رسول الله. وهذه دعوة الى الاسلام. هل يردون الدعوة للاسلام؟ لانه ما في النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعمل هذا الاسلوب وانما استعمل اسلوب انه اذا كان الختم يمرر الرسالة لتصل الى موضعها فليستعمل ذلك وهذا فيه اعتبار الاسباب واعتبار مقامات الناس ولذلك حتى لما كتب اله هرقل قال من محمد رسول الله الى هرقل عظيم الروم اعطاه قدره وفي نفس الوقت لم يقل الى المبجل المعظم جلالة المدرمي لنا. عظيم الروم هو عظيم الروم بس ما هو اللي يعني هو عظيم الروم فقال له من محمد رسول الله اله هرقل عظيم الروم اعطاه لقب يعني يليق به هكذا فعل يوسف عليه السلام وهذه هي الحكمة وهذا هو العقل وهذا هو الرشد ما يصلح ان يعني يكون من يتبع الانبياء والمرسلين في الدعوة والاصلاح وخطاب الناس ان يأخذ الامور بالتهور وان يأخذ الامور كما يقال بالمضاربة مع الجميع وانما كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية قال يعني من دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم ودخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم خزاعة وهي قبيلة كافرة دخلت في حلفه فهذه قضية يعني مهمة جدا وفيها كمال عقل يوسف عليه صلاة الله وسلامه حين قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة في اللاتي قطعن ايديهن فاجتنب امرين اجتنب ان يذكر امرأة العزيز واجتنب ان يثبت التهمة عليهم وانما كانه يقول الموظوع عندك تحرى ويعني مثلك حري بان يصل الى الحقيقة. نقطة طيب النقطة الثانية هي من الفوائد في هذه الاية اهمية الاستبراء للعرض النبي صلى الله عليه وسلم قال فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه من اتقى الشبهات فقد استبرأ يعني طلب البراءة لدينه بدينه يعني انه هو سلم دينه لم يقع في الشبهات وعرضه ايش معنى استبرأ لدينه وعرضه يعني من يتقي الشبهات فانه لا يوقف نفسه في مواقف قد تقود الى الحديث عنه عن عرضه لانه وقف عند الشبهات فاتقاء الشبهات يكون لحكمتين استبراء للدين واستبراء للعرض بمعنى انه لا ينبغي ان يتصرف الانسان كالتالي انا سويت شي غلط ما عندي مشكلة اللي يبغى يتكلم يتكلم تمام اذا كان حق ممتاز عادي ما في اي مشكلة. لكن اذا كان مقام فيه شبهة لا تضع نفسك في الشبهة ثم تقول ما علي فاحد انا ما انا واقف على الحافة حافة الشبهة وحافة الحرام باقي صح انه باقي نص خطوبة انا ما ما خطيت النص خطوة فلا تسيء الظن فيه لا انت لا توقف هنا لا تقف هنا لانه من وقع في الشبهات ايش كما قال؟ وقع في الحرم كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيه او يواقعه هنا طلب البراءة استبراء للعرض هذا امر مهم. بل ان النسفي رحمه الله تعالى في التفسير يقول وفيه دليل على ان الاجتهاد في نفي التهم واجب وجوب اتقاء الوقوف في مواقفها ايش معنى وجوب اتقاء الوقوف في مواقفها مثل ما انه الانسان مأمور ان لا يقف مواقف التهم فهو مأمور بان ينفي عن نفسه التهمة اذا قيلت فيه وهذا يعني تأسيس للقضية اه بانه الانسان يعني يحرص على سلامة عرضه طيب ان ربي بكيدهن عليم ايش الاية التالية قال ما خطبكن؟ اذ راودتن يوسف عن نفسه وهنا ترفع رايات البراءة والتبرئة وتمسح كل الذكريات وكل الاشاعات وكل الكلام المغرض الذي قيل خلال السنوات الماضية ما علمنا عليه من سوء ثم اتت امرأة العزيز فقالت الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين هذي وانه لمن الصادقين. قيل مثلها قبل سنوات من هذا المشهد. متى لا الصادقين تحديدا قيل من قبلها قبل سنوات اه وشهد شاهد من اهلها ان كان قميصه قد من قبل ها فصدقته من الكاذبين وان كان قميصه وقد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قد من دبر قال انه من كيدكن ان كيدكن عظيم ها هذي قبل سنوات ولكن يعني بما انه كذا والكلام يلا ليسجننه حتى حين اسجنوه حطوه في السجن ليس من الطبقة العالية اه وانما من هو فتى لامرأة خلاص ضعوه في السجن خلونا نسكت الموضوع وما يكثر الكلام وكذا والى اخره لبث في السجن بضع تنعادي يجلس في السجن بضع سنين ليس من الطبق العادي ما في مشكلة وهذا يدل على مقدار الظلم الذي يمكن ان يقع على الناس حين لا ينظر الى الحقائق والادلة. طيب الان الحق انا عن نفسي وانه لمن الصادقين. ذلك ليعلم اني لم اخونه بالغيب. وان الله لا يهدي كيد الخائنين. وما ابرئ نفسي ان النفس الامارة بالسوء الا ما رحم ربي. ان ربي وفور رحيم وقال الملك وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي استخلصه لنفسي الان تأكدت عنده شوفوا كل شوية يتأكد شاهد عند الملك ان هذا الرجل كنز عظيم يجب ان يستخرج من المنجم كما يعني السجن هذا اللي تحت الى الطبقات العليا ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه جاء دليل اخر. الان اول شي تعبير الرؤيا وبعدين طريقة تصرفه مع قضية التهمة واسأله ما بال النسوة زادت من قيمة يوسف عند الملك فلما كلمه ايضا ازدادت القيمة. يعني فلما كلمه ورأى ما عنده وحديثه قال انك اليوم لدينا مكين امين يوسف عليه السلام بادر مبادرة كانت هذه المبادرة سببا في ان يقوم على خزائن الارض وان ينفذ بنفسه الخطة التسييرية طويلة الامد التي عبرها في الرؤية يوسف عليه السلام هو الملك ما حدد المكان قال انك اليوم لدينا مكين ها؟ امين. يوسف عليه السلام اراد هذا المكان المحدد الذي هو ان يكون مسؤول خزائن الارض الارض اللي هي مصر قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. ومن هذه الاية اخذ العلماء دليلا على جواز طلب الولاية او المسؤولية معينة اذا كان من طلبها اهلا وكفأ وكان يعني ليس فقط هو اهل وكفوة انما هو الاولى بمثل هذا المكان. بمعنى لا يسد غيره او غيرهما سده جيد آآ وهذا طبعا جعلوه استثناء من الحديث المشهور الذي هو ايش لو لا تسألوا الامارة وانا لا نولي على امرنا من اه يعني طلبه او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ويا عبد الرحمن ابن سامراء لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها وان اعطيتها عن غير مسألة اعنت عليها. النصوص واضحة في هذه القضية. هذه الاية تأتي استثناء لتقول ان ان ذلك النص عام وان هذه الاية تنزل على سياق خاص. وهي فيما لو كان الحال بمثل اليوسف لماذا اجعلني على خزائن الارض؟ ليس لانه عبر الرؤيا وانما لان فيه من الصفات ما يستحق لاجله ان يكون كذلك. فهو ابرز هذه الصفات وقال ايش؟ اني حفيظ عليم. والمتأمل في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيجد ان تولية مناصب يجد وحتى المسؤوليات عموما ليس بالضرورة منصب يعني منصب رسمي وانما القيام على شؤون الدين او مختلف الولايات انه دائما هو يكون معلقا بصفات معينة. مثلا يا ابت استأجره ان خير من استأجرت. القوي الامين قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه؟ قال ان الله اصطفاه عليكم. طبعا ولم يؤتى ساعة من المال قال ان اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم دائما تجد القضية معلقة بصفات ومتى قام شأن الناس وقام شأن العاملين للاسلام والمتحملين لاعباء الدعوة والرسالة والاصلاح والقيام بمصالح الناس. متى قام اختيارهم على قضية الصفات كان ذلك هو الفلاح. ومتى قامت الاختيارات باعتبارات غير اعتبارات صفات الصلاح وصفات المعنوية في الانسان وانتقلت الى المحسوبيات والانساب وما الى ذلك تتغير الحال ويفسد ويقع الناس في مشكلات لا حصر لها ولذلك يوسف عليه السلام ان كان لاحد ان يستدل بنسبه ليتخذ ولاية لاستدل يوسف واستخرجوا من الارض من شئتم ليأتي احد نسبه ها كنسب يوسف عليه السلام يعني ما قال اجعلني على خزائن الارض اني ابن يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم عليهم صلوات الله وسلامه مع انه يعني حق بالعكس يعني لكن اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم. انا اهل لهذا المكان عندي هذه الصفات حفيظ عليم. وخزائن الارض تحتاج امور اقتصادية وكذا فانا حفيظ وعليه ايش الاية التالية وكذلك وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها يتبوأ منها حيث يشاء. لما اخذت اتأمل في هذه الجملة يتبوأ منها من الارض من مصر حيث يشاء تذكرت الحالة التي كان فيها في السجن انه انه ليس فقط انه هو صار على خزائن الارض وانما هذي الجملة وكانها جملة تقول انه انتقل من ضيق الزنازين والسجون والحديد والقيود الى انه يتبوأ من الارض حيث يشاء يتبوأ منها حيث يشاء. نصيب برحمتنا من نشاء. ولا نضيع اجر المحسنين. لاحظوا مكنا نصيب ولا نضيع. نصيب برحمتنا ولا نضيع هذه الانتقالات التي حصلت ليوسف عليه السلام هي بتقدير رب العالمين فعله سبحانه وتعالى والذي فعل ذلك بيوسف لا يزال سبحانه وتعالى وسيزال سبحانه وتعالى والى الابد لانه هو الخالق وهو الاول وهو الاخر. لا يزال سبحانه هو المدبر للامر وهو الذي يقضي يقضي وهو الذي يقدر وهو الذي يخفض وهو الذي يرفع ولذلك هذه السورة لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة كانت الايات تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو عليه صلاة الله وسلامه يقيسها على حاله. لان الذي فعل ذلك بيوسف قادر على ان يفعل ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم. كما قال الطبري ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين في سورة يوسف مرت انا قال الطبري وهذه الاية وان كان ظاهر مخرجها كل محسن اللي هو وكذلك نجزي المحسنين قال الطبري فان المقصود بذلك محمد صلى الله عليه وسلم. يقول الله له كما فعلت ذلك بيوسف ونجيته من كيد اخوته ومكنت له في الارض افعل ذلك بك يا محمد نفس القضية الان وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء. نصيب برحمتنا من نشاء. ولا نضيع اجر المحسنين هذا ينبغي ان يكون سلوانا لكل مؤمن صادق صابر محسن متبع لطريق يوسف ولطريق محمد عليهما صلاة الله وسلامه فان الامر ليس خاصا بيوسف وانما الامر متعلق برب العالمين. فهو الذي مكن له وهو الذي اصابه برحمته وهو الذي لم يضيع او يضيع اجره وانتقال يوسف من ضيق السجن الى سعة الملك وان يتبوأ من الارض حيث يشاء فيه العبرة كل العبرة والعظة كل العظة فليطلب الانسان من الله سبحانه وتعالى ان كان في ضيق من الحال او شدة من الامر فليطلب من الله سبحانه وتعالى تغيير الحال وان يعلي اه من شأنه وان يعني يبدله من الضيق اه سعى وان يبدله آآ بعد الذل بالعز ولكن هذا مشروط بمثل تلك الصفات اللي هي ايش لا حفيظ هذي في انه يجعلني على خزائن الارض ايوا انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين. وكأن اسم الاحسان هنا شامل للصبر وللتقوى. وهذا يا جماعة يعني هو السر كل كل خير. الصبر والتقوى سر كل خير الصبر والتقوى اذا فقد الصبر او فقدت التقوى لا تنتظر ان تقول والله كما فعل الله بيوسف كذا والى اخره لا لا تنتظر ذلك. اذا اردت ان يفعل الله بك ذلك وان يفرج الهم والضيق وما الى ذلك فلتسلك سبيل الصبر والتقوى. ولذلك الله سبحانه وتعالى قال للمؤمنين من امة محمد صلى الله عليه وسلم لتبلون في اموالكم وانفسكم ولا تسمعن من الذين ان اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك بنعزم الامور هذي الصبر والتقوى وكذلك قال سبحانه وتعالى وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا اه انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين طيب اه مم هذه الايات فيها يعني آآ فوائد متعددة من العلماء حتى اخذوا فيها امورنا يعني بعض الفائدة متعلقة بالسياسة الشرعية قضية انه اه يعني الملك اه يعني لم يكن مسلما وان يوسف عليه السلام طلب العمل عنده فصار يعني مسؤولا في في سياق اه ليس سياقا صافيا صافيين فدخلوا في قضية المصالح والمفاسد والموازنة بينها وما الى ذلك. الكلام في ذلك يطول جدا من اكثر الذين تكلموا عن هذه القضية ابن تيمية رحمه الله تعالى ان تطلب في مواطنها يعني ليس المقام مقام التفصيل في مثل هذه المسألة لكن هذه الايات فيها عبرة عظيمة جدا وهذه الايات هي الانتقالة لحياة يوسف عليه السلام من الضيق الى السعة ومن آآ السجون الى خزائن او ملك خزائن الارض ثم بعد ذلك ان شاء الله في اللقاء القادم وفي الايات القادمة يكون الحديث عن مرحلة مختلفة عن مرحلة مختلفة ستبدأ بقوله سبحانه وتعالى وجاء اخوة يوسف فدخلوا عليه وعرفهم وهم له منكرون. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يغفر لنا ويرحمنا. وان يهدينا ويسددنا وان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال. ونسأله سبحانه ان يجعلنا من الشاكرين فانا نعترف انه لا نعمة لنا ولا فضل الا من منه سبحانه وتعالى. فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يغفر لنا وان يجعلنا من الشاكرين. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين