لا المؤمن لا يكسر بهذا الاعتبار. لكن ان تحزن هذا عادي. ان تتأثر هذا عادي ان يضيق صدرك هذا عادي الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم قد نعلم لان الرؤيا فيها انه احد عشر كوكبا يسجدون له. يعني كان يعلم انه في يوم من الايام سيلتقي بهم وهو في مكان عز وهم يسجدون له وهم في المكان الادنى منه الحمد لله رب العالمين كما يحب ربنا سبحانه وتعالى ويرضاه الحمد لله ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء الله من شيء بعد اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد تستمر هذه المجالس بصحبة نبي الله يوسف عليه صلاة الله وسلامه في التأمل في ايات سورة يوسف وكنا قد وصلنا الى قوله سبحانه وتعالى ولما دخلوا من حيث امرهم ابوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء الا حاجة في نفس يعقوب قضاها وانه لذو علم لما علمناه ولكن اكثر الناس لا يعلمون دخلوا على يوسف للمرة الثانية لا المرة الاولى انتهت دخلوا الان على يوسف للمرة الثانية لما دخلوا عليه اوى اليه اخاه واخوه وبنيامين وهو شقيقه وهو احب اخوانه الى ابيه بعده ويبدو ان اخاه ايضا كان يناله شيء من الكيد من اخوة يوسف بدلالة ماذا فلا تبتأس بما كانوا يعملون فلا تبتأس بما كانوا يعملون قد يفهم منها انه يعني ايضا هناك شيء من الكيد الذي كان يكاد به اه بنيامين ايضا وليس فقط يوسف عليه السلام اوى اليه اخاه قال اني انا اخوك فلا تبتأس بما كانوا يعملون قبل ذلك قاتنا شيء من مجلس امس اريد الاشارة اليه. كيف عرف يوسف اخوته كيف عرف يوسف عليه السلام اخوته مع انهم له منكرون يعني هم لم يعرفوه هو كيف عرفهم؟ طبعا هناك اكثر من سبب والله اعلم لكن من اهمها انه كان ينتظر مجيئهم اصلا بناء على ماذا ايش الدليل على انه كان ينتظر مجيئهم؟ اول شيء الرؤية هذا واحد من الاشياء التي جعلته ينتظر ايش في شي ثاني جعله ينتظر احسنت واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا هذا لما القوه في غيابة الجب اوحى الله اليه انه سينبأ اخوته بامرهم هذا ودارت الايام وقال لهم ماذا هل علمتم ما فعلتم بيوسف واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا. فهذا الذي جعله متهيأ للقاء اخوته وبالتالي ليس لم يكن القضية مفاجئة بالنسبة له اما هم فكان من ابعد ما يكون ان يلتقوا بيوسف فضلا عن ان يجدوه في مكان الملك والعزة والمناعة طيب نرجع اوا يوسف اليه اخاه امس الاخ الكريم سأل انه طيب ليش؟ لماذا يوسف عليه السلام اخذ اخاه هذا اليس فيه زيادة مصيبة على ابيه وحقيقة هنا ما يوجد يعني في القصة ما يوجد نص يبين لماذا فعل ذلك يوسف عليه السلام لكن العلماء اجتهدوا في فهم القضية. اولا يعني كثير من العلماء قالوا انه هذا بوحي من الله سبحانه وتعالى. هذا واحد تنين انه آآ الله سبحانه وتعالى اراد ان يتمم البلاء عليهم وان تكون العاقبة العظيمة الحميدة التي في النهاية تكون قد اتت بعد استيفاء مراحل البلاء من كل جهاته وهكذا تكون المطالب العلية العظيمة تمر بهكذا من محطات احزان وشدائد وبؤس يعني هموم وعقبات وتحديات الى ان يعني تقطف الثمرة النهائية. هذا من جملة ما اجتهد العلماء فيه طبعا وبعضهم قال ايضا حتى يعني من جهة حفظ اخيه من اخوته وكذا والى اخره. هذه كلها اجتهادات في محاولة فهم لماذا طلب يوسف عليه السلام؟ اخاه فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل اخيه سقاية وعاء يشرب فيه الملك وايضا يكال فيه جعلها في رحل اخيه ثم اذن مؤذن ايتها العير انكم لسارقون هذا المؤذن الذي اذن هل يعلم الخطة التي فعلها يوسف عليه السلام ليبقي اخاه عنده قد يكون لا يعلم ومن الادلة التي تدل على انه لا يعلم انه قال انكم ايش لسارفون مع انهم في الحقيقة ليسوا سارقين طيب يوسف عليه السلام هل قال عنهم سارق؟ قال انهم سارقون ما قال ايش قال يوسف عليه السلام معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده ما قال ان نأخذ الا من سرق لانه ما في احد سرق فكان يوسف دقيقا في الفاظه عليه السلام ولا يريد ان يقول سرق وهم لم يسرقوا فلما تكلم هو قال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده ولما اذن المؤذن قال ايتها العير انكم لسارقون يعني بناء على انهم بالفعل فقدوا صواع الملك ولم يكن الا هؤلاء الذين اتهموا فنادى ذلك المنادى على ان هناك من العلماء من قال وحتى لو كان هذا المؤذن يعلم بان هذه القضية هي خطة معينة وليست سرقة فهو صادق ايضا من اي جهة ها من اي جهة؟ كيف ممكن يكون صادق لو كان سنكون نعم صحيح انه ليس المقصود انكم سرقتم صواع الملك ولكن انتم سارقون فقد سرقتم يوسف من من ابيه وخطفتموه منه خطفا والقيتم به في غيابة الجبن فايتها الليل انكم لسارقون يعني انتم سارقون فعلا وان لم تكونوا قد سرقتم في هذه المرة ثم اذن مؤذن ايتها العير انكم لسارقون. قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون السارق يقبل ام يدبر يدبر لكن لما كانوا مساكين هنا واصحاب براءة ماذا فعلوا؟ اقبلوا ها؟ قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون؟ يعني واضح انه اخوة يوسف هنا وصلوا الى مرحلة خلاص يعني ما يبغوا اي مشكلة اي مشكلة جديدة خلاص ما عاد فيه يعني. لانه هم جايات هم اتوا من توصيات مغلظة قال لي هو لن ارسله معكم حتى تؤتوني موثقا من الله لتأتونني به الا ان يحاط بكم. الان الموضوع خلاص ما عاد يحتمل انه تصير فيه مشكلة قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير يعني هذا زيادة وانا به زعيم. انا ضامن ان يتحقق ان تتحقق هذه العطية وبالمناسبة هذه الاية ترى الفقهاء يستدلون بها في باب الجعالة او الجعل الجعالة او الجعل انه يعني اه ولمن جاء به حمل بعير هذه جعلت يعني جعلا على من يقوم بهذه المهمة وانا به زعيم يستدلون به كذلك في الكفالة وفي الضمان طيب قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا طارقين هنا يوسف عليه السلام اتخذ خطة وهي مسبقة ومخطط لها لكي يبقي اخاه عنده فبدل ان يبدأ مباشرة بتفتيش يعني رحالهم حتى يستخرج الوعاء. اولا اراد ان يثبت العقوبة ما كان ليأخذ اخاه بدين الملك يعني في نظام وشريعة وقوانين الملك الذي يوسف هو مسؤول عنده لم يكن حكم السارق ان يسترق بينما كان في نظامهم وفي شريعة يعقوب كما يقول العلماء ان السارق يسترق فقبل ان يستخرج الوعاء قال لهم فما جزاؤه ان كنتم كاذبين ما جزاؤه قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو هذا السارق جزاؤه كذلك نجزي الظالمين هنا اخذ من السنتهم ايش؟ الحكم والعقوبة والتي ستقتضي انه اذا وجد في وجدت السقاية في رحل بنيامين فسيؤخذ ولن يستنكروا اخذه لانهم الذين اقروا بهذه العقوبة كذلك نجزي الظالمين وامعانا في تنفيذ هذه الخطة فبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخي يقول الله جل في علاه كذلك كدنا ليوسف بهذه الخطة وهذا الفعل هو من تدبير الله سبحانه وتعالى وعلى عينه وباذنه وبرضاه سبحانه وبحمده كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم ومن الفوائد التي نخرج بها من هذا الفعل ومن هذه الايات انه الحيلة واتخاذ الخطط التي فيها قد نقول الكيد والمكر ليست دائما مذمومة وانما اذا توصل بها الى استخراج الحقوق والى محاربة الظالمين والمفسدين فهي ممدوحة طالما انه لم يتم تجاوز فيها تجاوز امر من الامور الشرعية لذلك لذلك يوسف عليه السلام ثبت التهمة كما قلت قبل ثبت العقوبة قبل ان ايش قبل ان يأخذه هذا هذا من جملة انه هو ما يتجاوز يعني حتى تكون القضية واضحة بالنسبة آآ لهؤلاء والله تعالى اعلم. فهذه من الفوائد المهمة جدا وهذا يجعل يعني يعني قد يعني يبدد صورة من الصور الخاطئة التي تربط بين تدين وبين الغفلة والسذاجة وانه يعني آآ تعرف بعض الالفاظ عندنا يعني متدين على باب الله كذا انه ايش يعني ايوا ومن العبارات هذي انه يعني ترى يعني تبي تضحك على احد اظحك على متدين اما في ناس مفتح بينما حقيقة النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري يقول لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين وهذا ربط بين الايمان وبين اليقظة والوعي والتنبه وكذلك هنا فيما فعل يوسف عليه السلام اه اه يعني فيما فعل من هذه الخطة حتى يستبقي اخاه عنده ويخلصه من ايديهم وفوق كل ذي علم عليم وفوق كل ذي علم عليم يعني. فوق كل ذي علم عليم اللي هو يتفاوت الناس في رتب العلم فهذا اعلم من هذا وذاك اعلم من هذا والرابع اعلم من الثالث حتى يفضي الامر الى عالم الغيب والشهادة الذي هو اعلم من كل احد وفوق كل ذي علم عليم فهنا هذي تصح في البشر وتصح فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى الذي هو اعلم من كل عليم واعلم من كل ذي علم وكذلك بين الناس في رتبهم هناك من هو اعلم من الثاني وهكذا يعني كما قال الله سبحانه وتعالى هنا نرفع درجات من نشاء هذا يدل على الرفعة بالعلم ولذلك في الحديث الصحيح لما سئل موسى عليه السلام من اعلم اهل الارض؟ فقال انا اوصى كلم الله نبي الله يعني هو اعلم فاوحى الله اليه ان هناك من هو اعلم منك وهو الخضر وخرج موسى عليه السلام في تلك الرحلة الطويلة حتى ينتقل منه اعلم منه وقال له بكل تواضع فيه درس عظيم للعلماء وللدعاة وللمصلحين ولاصحاب المناصب درس عظيم يسطر وهو كليم الله كليم الله ها؟ يقول له بغاية التواضع انظروا الكلمة. هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا كلمة عنوان شريف عزيز تسطر في قضية تواضع الانسان حتى يتعلم هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا وهنا نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم طيب هنا خرج شيء من يعني بقايا الشر او بقايا الاشكال الموجود في عند اخوة يوسف لما رأوا ان الامر قد اغلق قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل مين اللي سرق من قبل؟ ما في احد سرق من قبل وهم يقصدون يوسف عليه السلام وكان هذا من جملة كذبهم وكانها كلمة خرجت وقت الغضب والانفعال انه ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل يعني كأنهم يقولون ليس بغريب على اخينا هذا بنيامين ان يسرق اذ هو شقيق يوسف الذي سرقه من قبل طبعا هو عمي يعني يخلصوا انفسهم من معرة هذه السرقة ويلصقونها اخيه الذي هو اخوهم من ابيهم وليس من وليس شقيقا لهم فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم وها هنا وقفة مع علم الله بسرائر النفوس فان يوسف اسرها ولم يبدها ولكن الله ابداها واظهرها وبينها في كتابه. اسر يوسف كلمة حين قالوا ما قالوا وقد كان يوسف حليما والا ففي هذا المقام هو مقام بطش هو قادر وهم كذبوا عليه وزادوا على ما فعلوا ان اتهموا يوسف بالسرقة ولكنه حليم وقادر على ان يملك نفسه وهكذا هم السادة والقادة والعظماء لا يكونوا لا يكونون تحت وطأة مشاعرهم وانما يكونون اعلى من مشاعرهم. وهذه قاعدة مهمة جدا اي انسان صاحب مسؤولية صاحب مقام في توجيه الناس والتفاعل معهم والتعامل اذا كانت مشاعره هي الحاكمة له وفي الحقيقة ليس اهلا ليس اهلا للسيادة والقيادة وان كان قادرا على ان يملك نفسه وان يتحكم بمشاعره فهذا من اهم صفات القادة ومن اهم صفات يعني من ينبغي ان يكونوا سادة بالناس بالمناسبة من المفسرين من فسر قول الله سبحانه وتعالى في سورة ال عمران ان الله يبشرك بكلمة منه آآ ان الله يبشرك بيحيى ها مصدقا بكلمة من الله وايش وسيدا وحصورا حسب ما اذكر بعض المفسرين فسروا سيدا قالوا حليما حلم من صفة من صفات السيادة لا تكون الا لاهل الرفعة والقدرة على آآ التحكم بالنفس طيب فهنا يوسف من حكمته وحلمه اسرها ولم يبدها لهم قال بعض العلماء قال ان قال هذه التي في الاية انه هي ايش ها هي الكلمة التي اساءوها يعني ما الذي اسره يوسف بعضهم جعل قال هي مفسرة لما اسره فاسرها يوسف ولم يبدها لهم قالا فتكون قال مفسرا لما اسره وهي انه قال في نفسه انتم شر ما كان الله اعلم بما تصفون. يعني ما قال الام بينما قالها في نفسه فاسرها اسر هذه الكلمة. ما هي؟ انتم شر مكانا والله اعلم ما تصفون وبعضهم قال لا قال هاني قالها لهم واسر في نفسه غضبه والكلمة التي يعني تعبر عن يعني شعوره او غضبه هذه التهمة قالوا يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا. فخذ احدنا مكانه خذ احدنا مكانه انا نراك من المحسنين. يعني ان اباه لا يصبر عليه ولكنه لو اخذت احدا منا مكانه فسيكون صبره على احدنا اهون من صبره على فقدان بنيامين بالاضافة الى المواثيق التي اخذها علينا والتعهدات يعني والتخوف الذي كان عنده فخذ احدنا مكانه ثم تشفعوا او توسلوا بطلبهم هذا بانه صاحب احسان انا نراك من المحسنين. وهذا يذكر بقول صاحبي السجن الفتيين حين قال نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين. وهنا انا نراك من المحسنين. نفس الجملة هنا وقفة مهمة جدا ان تكون من المحسنين بحال دون حال فليس هذا هو الامر العسير لكن ان تحافظ على صفاتك الحسنة في الرخاء وفي الشدة في مراحل الذل وفي مراحل العز وانت معدوم اليدين وانت مليء اليدين وانت مملوك وانت ملك ان تحافظ على هذه الصفة. انا نراك من المحسنين قيلت له المرة الاولى وهو اين سجن انا نراك من المحسنين نفس الجملة قيلت له بعد ذلك وهو اين في الملك صاحب الاصل وصاحب الصفات الحميدة ولا ينطلق من الظروف الخارجية التي تحكم عليه فتارة يكون من المحسنين وتارة يكون من المغرورين او من المسيئين وانما صفاته تنبع من داخله من مبادئه من ايمانه وبالتالي بالرغم من او على الرغم من تغير الظروف الخارجية فهو ثابت على كونه من المحسنين ولذلك اذا رأيت صديقا لك عنده هذا الثبات في الاخلاق وبلوته يعني اللي هو يقول لك تقاسمنا الحلوة والمرة يعني. يعني جربته وقت الشدة ووقت الرخاء وقت الغضب ووقت الرضا وقت الحظر ووقت السفر فاعلم انك قد ظفرت او ظفرت بخير من يظفر به وهو ثابت الاخلاق اما متغير الاخلاق الذي تبلغه في حال يكون حسنا او محسنا ثم تبلوه في اخر يكون مسيئا فالهرب الهرب وان بلوته في حال ولم تبلوه في اخرى بعد ليس الهرب ولكن ايش الحذر تقول لي صاحبي اعرف واخلاقه كويسة اقول لك ممتاز جدا صاحبه واستمر معه كل شيء لكن اذا لم تكن قد بلوته في مختلف الاحوال فالحذر تقول لي ولكن اقول لك لم تجرب لم لم يعني تعضك الحياة بعض بعد بتجاربها وبمشكلاتها وبازماتها وبتقلبات نفوس ابنائها فمن جربت في الرخاء والشدة بالضيق والسعة فعض عليه بالنواجذ ومن جربته رأيت اخلاقه في حال دون حال فتمسك به على حذر ولا تضع كل ثقلك وكل ثقتك فيه ومن بلوته فرأيت منه التغير بحسب تغير الاحوال وما اكثر اولئك فالهرب الهرب والفرار الفرار. اما يوسف عليه السلام فقيل له في السجن انا نراك من المحسنين. وقيل له وهو على كرسي الملك انا نراك من المحسنين. فهو حال او على حال واحدة فخذ احدنا مكانه انا نراك من المحسنين. قال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا اذا لظالمون كما قلت لم يقل معاذ الله ان نأخذ الا من سرق وانما تحرز بالكلمات فقال الا من وجدنا متاعنا عنده. انا اذا لظالمون فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا في احد منكم لفتت انتباهه هذه الجملة باي شيء؟ من اي جهة من الجهات فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا لا هو المعنى واضح يعني لكن هذه الجملة كانت لافتة للانتباه اناس من ذوي الكعب العالي في البلاغة واللغة العربية فرأوا ان هذه الجملة فيها من الوصف ومن البلاغة ما فيها فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا هذه شفت لما انت مثلا انتوا مجموعة عندكم مطلب يعني حساس جدا وذهبتم تعالج هذا المطلب وحاولتم وفتلتم في الذروة والغارب كما يقال واجتهدتم واتيتم الامر من يمينه ومن شماله ثم يئستم ثم اعتزلتم من حولكم من الناس خلصتم ها تتناجون ايش نسوي يا ابن الحلال الان ايش الوضع؟ كيف القضية؟ الموضوع خلاص ها هذا هو الذي حصل واختصر في قوله فلما استيأسوا منه خلصوا بعيدا عن الناس بعيدا عن الاخرين هم فيما بينهم خلصوا نجيا يتناجون في ما الذي يفعلونه تجاه هذه الازمة الكبرى قال كبيرهم الم تعلموا ان اباؤكم قد اخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن ابرح الارض مصر حتى يأذن لي ابي او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين وكان كبيرهم كانه خير هؤلاء الابناء لذلك قال بعض المفسرين انه هو الذي قال في بداية السورة ايش لا تقتلوا يوسف انهم كانوا يتآمرون فقال قائل منهم لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابة الجب اللي هم تركوا ناويين كان كان من المقترحات التي قدمت قتل يوسف هذه السنة فنادى لا تقتلوا يوسف ومن الكلام هنا يبدو انه بالفعل ايش؟ عنده يعني آآ عنده شيء من الخير اعلى من اخوته وحتى من الادلة على ذلك ان والده يعقوب عليه السلام فقده بدلالة ايش عسى الله ان يأتيني بهم جميعا يوسف بنيامين والكبير فالله ان يأتيني بهم جميعا ارجعوا الى ابيكم فقولوا يا ابانا ان ابنك سرق مواجهة الحقائق هنا مواجهة الامر المر الصعب لازم خلاص انتهى ما عاد فيه الا انك تقول هذي الحقيقة. ما في خلاص انتهت القضية صعبة اخذ علينا موثق قال اكد اكدنا تعهدنا لكن خرج الامر من اليد لازم تواجه القضية لو دبجوا او نسجوا خطة فيها كذب مرة اخرى لكان الامر مضاعفا في الشر لكن هنا لابد من مواجهة الحقائق. قالوا فقولوا يا ابانا ان ابنك سرق وما شهدنا الا بما علمنا. وما كنا للغيب حافظين. واسأل القرية التي كنا فيها. والعيرة التي اقبلنا فيها وان لصادقون اظن هذي الجملة تختلف عن الجملة الاولى لمن جاؤوا على قميصه بدم الكذب ها جاء واباهم عشان يبكون قالوا يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فاكله الذئب وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين. يعني هو يقول لهم اني ليحزنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب ويجي يقول لك تركناه عند متاعنا واكله الذئب سبحان الله يعني ايه يعني وين هذي وين لما تكون صادق فعلا وتقول واسأل القرية التي كنا فيها حتى ما قالوا واسأل يعني لأ اسأل القرية. يعني اه مصر اللي كنا فيها اسأل من شئت والعيرة التي اقبلنا فيها وانا لصادقون. ما خلاص يعني ما وما كنا للغيب حافظين وفرق بين لغة الصادق ولغة الكاذب ولكن بما انه قد جرب عليك الكذب قبل ذلك فلا تلم ان تكذب ولو كنت صادقا لانك قد كذبت في المرة السابقة وهنا يعقوب عليه السلام لم يكن يعلم الغيب وكان يظن انهم بالفعل دبروا امرا ليكيدوا باخي يوسف زيادة على ما كادوا على يوسف فقال لهم نفس الكلمة التي قالها في البداية بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل ايهما اصعب انشاء الصبر عند المصيبة رقم واحد وان كانت كبيرة ام انشاء الصبر للمصيبة التي اتت على اثر مصيبة تاني اصعب كاني اصعب بكثير خاصة اذا كانت المصيبة الاولى كبيرة يعني ان تصاب بمصيبة كبيرة بل تكظم وتحبس نفسك عن الجزع وعن التسخط. وتجعل القظية يعني تظع بثقل ايمانك ونفسك على الصبر وكأنك قد استنفذت كل طاقة الصبر لديك او مخزون الصبر لديك ثم تأتيك مصيبة مثلها او اكبر منها فموقفك عند المصيبة الثانية اصعب بكثير من الموقف عند المصيبة الاولى وكأنك تأتي في المصيبة الثانية وقد خلت يداك من المخزون الداخل للصبر لكن يعقوب نبي الله والعجيب انه قابل المصيبة الثانية مع انه الزمن طويل. والزمن فيه الم شديد على مر الايام لم يلتئم جرح يعقوب عليه السلام بيوسف ثم تجدد له وتجددت له مصيبة عظيمة مع الايام فقابلها بمثل ما قابل المصيبة الاولى في المصيبة الاولى ماذا قال فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون المصيبة الثانية الكبيرة الشديدة قال فيها نفس الكلمة. وصبر جميل والعجيب ليس فقط انه قابلها بالصبر وانما وصف هذا الصبر بالجميل وهذا امر عظيم وانبياء الله محل للقدوة ليس فقط للقدوة في الدعوة وللقدوة في البلاغ وللقدرة في اقامة الدين وانما من اهم ما ينبغي ان نقتدي فيه بانبياء الله ورسله ان نقتدي بهم في اخلاقهم وسلوكهم الذاتي يا جماعة ما الذي نعرفه عن ايوب عليه السلام صبر لم يذكر الله لنا دعوته لقومه اليس كذلك وآآ فهذا مهم في باب الاقتداء بالانبياء. هنا يقول يعقوب عليه السلام فصبر جميل عسى الله ان يأتيني بهم جميعا انه هو العليم الحكيم العليم الحكيم هذه مهمة عند المصائب ان تتذكرها انه هو العليم العليم بحالي وبحزني وبما اجد فانا اعلم ان المصيبة اتت والله يعلم حالي ولكنه حكيم فامنا وسلمنا انه هو العليم الحكيم وكما يقولون الحزن الجديد يجدد الحزن القديم والمصيبة الحادثة تذكر بالمصيبة القديمة فلما تجدد له الحزن وتجددت له المصيبة بفقدان ابنه بنيامين تذكر يوسف تذكر الحزن الاصلي تذكر المصيبة الاساسية ذكر الهم الاكبر وهو يوسف عليه السلام وتولى عنهم وقال يا اسفا على يوسف يا اسفا على يوسف ما جاء الان خبر من يوسف ولا عن يوسف وانما القضية ان هذا النوع من المصيبة يشبه المصيبة التي حصلت له تجاه يوسف عليه السلام فجددت لديه الاحزان يا اسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضا بعضهم تكلم عن حرضا قال حتى تذوب من الهلاك من الهم حتى تذوب من الهم ها هي ليس معناها الدقيق ولكن يعني ربطوها بها حتى تكون حرض او تكون من الهالكين قال انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون هذه الايات فيها عبر عظيمة منها ان وجود الحزن في القلب والبكاء على الفقدان انه لا يتعارض مع قضية الصبر لان الذي فعل ذلك هو الذي حصل له ذلك هو الذي قال ايش فصبر جميل ولكن لما ظن اولئك الذين يحيطون بيعقوب انه قال حين قال يا اسف على يوسف حين ظنوا انه قالها جزعا او قالها يشتكي او قال هو بين لهم انه في واد وانهم في واد اخر. يعني هل تظنون حين اقول يا اسفا على يوسف انني اتسخط هل تظنون حين اقول يا اسف على يوسف انني اشتكي لكم انما اشكو بثي البث هو الهم الذي لا يكتب من شأنه ان يبث ها الهم والحزن اللي ما خلاص ما عاد تقدر تسيطر عليه لازم يبث اما بالحديث مع صديق ولا هذا البث هم انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون وهنا نقول اذا اصبت بمصيبة او ابتليت ببلاء فحافظت على هذين الامرين ان تكون شكواك ويكون بثك لله وان تظل محافظا على حسن ظن بالله لانه قال لهم ايش لا لا هنا اخر شيء واعلم من الله ما لا تعلمون مباشرة ايش قال ايش قال بعدها يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. اذا حافظت على هذين الامرين ان يكون شكوى الهم والبث لله سبحانه وتعالى وان كما قبلها يعني هذا من جملتها اللي هو العليم الحكيم ان تعلم انها من الله وتعلم انها من حكمة الله وتسلم امرك لله واحد اثنين ان لا تيأس من روح الله فلا يضرك ما الذي يلحق جسمك او جسدك من الالام والاحزان. وهنا كون عين يعقوب ابيضت من الحزن فهذا لم يتعارض بحال مع كونه صابرا صبرا جميلا لانه اعترف ان الله هو العليم الحكيم ولانه قال لا تيأسوا من روح الله ولانه قال انما اشكو بثي وحزني الى الله. وفي هذا ايضا من الفوائد ان المؤمن مهما بلغ في ايمانه وان كان نبيا من انبياء الله فانه بشر وكونه بشرا معنى ذلك انه يتأثر بي ما يجري يتأثر بالكلام يتأثر بالمصائب يتأثر بالفراق يتأثر بالفقدان ولذلك سمي العام الذي توفي فيه توفيت فيه خديجة وابو طالب بماذا نعم الحزن. وقال انس رضي الله تعالى عنه لما جاء خبر استشهاد زيد ابن ثابت وعفوا زيد ابن حارثة من جعفر ابن ابي طالب وعبدالله ابن رواحة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا يعرف فيه الحزن يعرف فيه الحزن عليه صلاة الله وسلامه ان تكون هناك اثار على النفس في الحزن او الهم ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون. لا تقول والله كلام الناس يعني عادي ما يأثر انا صخرة لا تتكسر عليها لا تتكسر عليها بلا كلام كل واحد انسان ضعيف يتأثر لكنك كونك تنزلها بالله فهذا يجعلك اصبر اكثر صبرا واكثر تماسكا بحيث انك لا تكسر نعم انك تقول انني لا اكسر اكسر اللي هو انه اهد خلاص انتهي؟ نعم قد نعلم ايش لا ايش بكم قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون نعلم الله يقول نعم انه ليحزنك الذي يقولون وفي الحجر ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون. ولذلك كان الله سبحانه وتعالى يثبت نبيه بقصص الانبياء ليقول له مر على هذا الطريق احبابي من قبلك ونالهم من الشدة والبلاء ما نالك فقال له سبحانه وتعالى وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق موعظة وموعظة وذكرى بالمؤمنين ان شاء الله في اللقاء القادم بقية الايات التي تبدأ من قوله فلما دخلوا عليه قالوا يا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فاوف لنا الكيل وتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الفقه في كتابه والتدبر فيه وحسن العمل وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين