وان يسألوا مثل هذه الاسئلة ومن ذلك ايضا حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر قال والحجاج فيه مرتجة ارتجاج الشيء انغلاقه. يقول فارتج عليه كان يقرأ فارتج يعني اغلق عليه الحجاج جمع حجة يعني مهما اتيت في القدر بحجة فانها تكون منقطعة اذ لا حجة على الله عز وجل الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن المسائل ايضا اعلم ان البحث في القضاء والقدر ينقسم الى بحث جائز مشروع والى بحث زائغ ممنوع الى بحث سائغ مشروع والى بحث زائغ ممنوع فاذا كان البحث في القدر من اجل تعلم ما يجب اعتقاده في القضاء والقدر واقسامه واركانه وانواعه ودراسة ادلته حتى نتعرف على مطلوب الله عز وجل الشرعي منا في هذا الباب ما الذي يريده منا؟ الله عز وجل في هذا الباب يريد منا ان نؤمن بالقضاء والقدر لانه ركن الايمان السادس وان نؤمن باركانه وان نؤمن باقسامه وانواعه. فاذا كان البحث في قضاء في باب القضاء والقدر في هذه الحدود التعليمية تريد ان تتعلم ما طلب منك شرعا حتى تؤمن به وتتعرف عليه حتى يصح ايمانك ويصح اعتقادك فهذا واجب ولا شك في ذلك ولم تأتي الادلة بالتحذير منها من هذا النوع من دراسة باب القضاء والقدر ولكن القسم الثاني هو الخطر القسم الثاني هو الخطر وهو الخوض في في باب القضاء والقدر بالجهل والظلم والظنة ومحاولة علم ما لا تهتدي له العقول البشرية فان هذا لا يجوز باجماع اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى فالخوض الذي حرمته الادلة ونهت عنه هو الخوض بالباطل لا الخوظ بالحق والدليل وقد دل على ذلك كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصوص الصحابة واقوال العلماء واجماعهم انه لا يجوز الخوض بالباطل في مسائل القضاء والقدر يا شيخ فيصل ابدا لا يجوز فلا تسمح لعقلك ولا تأذن للسانك ان ينطق ولو بنصف كلمة في مسألة الاعتراظ على شيء من قضاء الله عز وجل وقدره واي شيء تظن معارضته من اقضية الله لعقلك فاعلم ان المتهم ما من هو قضاء الله ولا عقلك؟ عقلك هو المتهم لأن لا لأنه لا احد يستطيع ان يستكشف حكمة الله عز وجل في اقداره الكونية والشرعية على وجه التفصيل. قد تخفى عنك. فاذا رأيت ان ثمة اقدار تجري امام عينيك انت ترى انها تناقض العقل فاعلم ان الافة في عقلك انت وذلك لقصر عقلك وقصر ادراكه عن معرفة عظيم حكمة الله عز وجل في هذا القدر والقضاء فمن الادلة القرآنية الدالة على حرمة الخوظ في القضاء والقدر. قول الله عز وجل لا يسأل عما يفعل والقدر من فعله تبارك وتعالى لا يسأل عما يفعل فمن شأن الله عز وجل الا يسأل ومن شأن العباد الا يقلوا ادبهم في مقام الربوبية ويسألوا. لم فعلت لم قدرت لم كتبت؟ لم امت؟ لم احييت؟ لم اغنيت؟ لم افقرت هذا من سوء الادب في مقام الربوبية مع الله عز وجل فالله نهى العبادة ان يتكلفوا علم ما لا علم لهم به قال قال الراوي فكأنما فقأ في وجه النبي صلى الله عليه وسلم حب الرمان من الغضب يعني احمر وجهه وقال صلى الله عليه وسلم ما لكم تضربون كتاب الله عز وجل بعضه ببعض قال بهذا امرتم ام لهذا خلقتم فهذا دليل على النهي العظيم عن الخوض في باب القضاء والقدر بالباطل والجهل وروى الامام الطبراني باسناد حسن ايضا من حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم اذا ذكر اصحابي فامسكوا واذا ذكرت النجوم فامسكوا واذا ذكر القدر فامسكوا والمنهي عنه في هذه الاحاديث ليس الكلام على القدر في كل جزئياته لا وانما الكلام الذي يجر العبد الى التكذيب او الاعتراظ على شيء من قضاء الله وهو الخوض في القدر بالباطل وقال محمد ابن عبيد المكي رحمه الله تعالى قيل لابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قدم علينا يكذب بالقدر يعني انه ينشر هذا التكذيب بين الناس ويشكك في قضاء الله عز وجل وقدره فقال دلوني عليه وقد كان ابن عباس يومئذ قد عمي قالوا وماذا تصنع به يا ابن عباس قال دلوني عليه فوالذي نفسي بيده لئن امسكته لاعضن انفه حتى ينقطع ولئن امسكت رقبته لادقنها حتى يموت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول كاني بنساء بني فهر يطوفن بالخزرج اي على صنم لهم تصطفق الياتهن الياتهن مشركات هذا اول شرك هذه الامة والذي نفسي بيده لينتهين بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله من ان يكون قد دار خيرا كما اخرجوه عن كونه قدر شرا. فرد ابن عباس مسائل الشرك الى التكذيب الى التكذيب بالقضاء والقدر واخبر ان الشرك في هذه الامة في اخر هذه الامة انما سيكون مبدأه التكذيب بقضاء الله عز وجل وقدره ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذم القدرية في احاديث يرويها اهل العلم رحمهم الله تعالى مع الطعن في بعض اسنادها وفيه يقول وفيها يقول النبي صلى الله عليه وسلم القدرية مجوس هذه الامة اي الذين يكذبون بقضاء الله عز وجل وقدره وفي صحيح الامام مسلم ان رجلين من اهل خراسان جاءا لابن عمر رضي الله عنهما قال احدهما فاكتنفته انا وصاحبي فظننت ان صاحبي سيكل الكلام الي فسبقني اليه وقال يا ابن عمر ان من قبلنا اناس يتقفرون العلم ويقولون ان لا قدر الا قدر. ينكرون القدر. الا قدر وان الام وان الامر انف انف يعني مبتدأ يعني ان الله لم يعلم ولم يقدر ولم يخلق وانما يعلم الاشياء بعد وقوعها في ارضه ثم يكتبها بعد ذلك الا قضاء اللا قدر وان الامر انف قال ابن عمر فاذا لقيت اولئك فاعلمهم اني بريء منهم وانهم براء مني. والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو ان احدهم انفق مثل احد ذهبا ما قبل الله عز وجل منه حتى يؤمن بالقدر سمعت النبي سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ساق حديث ثم ساق حديث جبريل الطويل الذي فيه ما الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله الى ان قال وتؤمن بالقدر خيره وشره فاخرجهم ابن عمر من دائرة الاسلام لانهم كذبوا بالقضاء والقدر وروى الامام مسلم في صحيحه رحمه الله قال جاء كفار قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القضاء والقدر فانزل الله عز وجل يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس صقر ان كل شيء خلقناه بقدر. فهذا تهديد ووعيد عظيم لمن تخوض بلا علم ولا برهان في قضاء الله عز وجل وقدره. ان هذه نهايته لان التخوظ في القضاء والقدر بلا علم ولا برهان. نهاياته كفر ونهاية الكافر ان يسحب على وجهه في النار قال ابن عباس عن التكذيب بالقضاء والقدر قال هو باب شرك فتح على اهل الصلاة وفي رواية قال باب شرك فتح على اهل الصلاة التكذيب بالقدر فلا تجادلوهم فيجري شركهم على ايديكم. رواه الامام الاجري رحمه الله تعالى في الشريعة وروى الامام اللاذكائي في شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة عن ابن عباس انه قال انه كان يقول ما غلا احد في القدر الا خرج عن الاسلام ما غلا احد في القضاء والقدر الا خرج عن الاسلام وقال الامام ابن عبدالبر رحمه الله عز وجل كلاما انقله بنصه قال والقدر سر الله هذا ابن عبد البر وافق الامام الطحاوي في كلامه. قال والقدر سر الله لا يدرك بجدال اي لا يدخل الكلام في القضاء والقدر تحت المماراة والمخاصمة والمجادلة لا تجادل في القضاء. لن تدرك بجدالك شيئا مما اخفاه الله عز وجل عليك في قضاء وقدره. لا يدرك بجدال ولا يشفى منه مقال. يعني مهما تكلمت في القضاء والقدر فيبقى قلبك متطلعا الى الى المزيد فربما هذا التطلع اذا لم يحكم بزمام الشرع ربما تقع في اسئلة الله اجابة فيها فاذا بما انه لا يشفى منه مقال فانقطاع الامر من اوله هو الاسلم لان القدر فعله فلا يمكن للعاصي ان يحتج على الله بان الله هو الذي قدر عليه المعصية. فمهما احتجزت بهذا فحجتك مغلق عليها باطلة لا غير مقبولة منك فلا حجة على الله عز وجل في قضائه وقدره ثم قال رحمه الله لا يفتح شيء منها الا بكسر شيء وغلقه الا بكسر شيء فالذي يريد ان يتخوض او يتعمق في دائرة القضاء والقدر فلن يفتح له شيء من ذلك لكنه لن يتخوض الا بكسر شيء وراءه وكسر عقيدته وكسر توحيده وربما كسر اعتقاده بوجود الله عز وجل فان الملاحدة اول خطأهم هو الخوض في القضاء الخوض في القضاء والقدر حتى اوصلهم الامر الى انكار وجود الله عز وجل وقد توأ ثم قال رحمه الله وقد تواترت الاخبار وتظاهرت الاثار عن السلف الاخيار الطيبين الابرار بالاستسلام والانقياد والاقرار بان علم الله سابق ولا يكون في ملكه الا ما يريد وما ربك بظلام للعبيد هذا هو الحق الذي يجب للعقول ان تقف عنده وللقلوب ان تذعن وتستسلم وتنقاد له واما الخوض بالباطل والجدال العنجهية والعدوان والسبه فان مآله الى الى الكفر وانكسار التوحيد. وقال الامام ابو المظفر السمعاني رحمه الله تعالى سبيل معرفة هذا الباب اي باب القضاء والقدر سبيل معرفته التوقيف من الكتاب والسنة دون محظ القياس والعقل ثم قال فمن عدل عن التوقيف فيه اي اراد ان يستكشف شيئا زائدا على ما قررته الادلة من الكتاب والسنة اعمالا للعقل والرأي والقياس فقد اضل في بحار الحيرة ولم يبلغ شفاء العين ولا ما يطمئن به القلب. لان القدر سر من اسرار الله عز وجل اختص العليم الخبير به وضرب دونه الاستار وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم لما علمه من الحكمة وقال الامام البربهاري رحمه الله البربهاري رحمه الله تعالى والكلام والجدال والخصومة في القدر خاصة منهي عنه عند جميع الفرق لما قال لان القدر سر الله ونهى الرب جل اسمه الانبياء عن الكلام في القضاء والقدر ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخصومة في القدر وكرهه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون وكرهه اهل الورع من العلماء ونهوا عن الجدل في القدر اذا ما الطريق ايها الامام؟ قال فعليك بالتسليم والاقرار والايمان واعتقاد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك واسكت عما سوى ذلك هكذا يأمرنا اهل السنة والجماعة وقال الامام البغوي رحمه الله تعالى والقدر سر من اسرار الله عز وجل لم يطلع عليه ملكا. نفس كلام الطحاوي. لم يطلع عليه ملكا مقربا. ولا نبيا مرسلا لا ايجوز الخوض فيه ولا البحث عنه بطريق العقل بل يعتقد ان الله خلق الخلق فجعلهم فريقين اهل يمين خلقهم للنعيم فضلا واهل شمال خلقهم للجحيم عدل هكذا ينبغي لنا ان ننظر الى هذا الباب الغيبي الذي صار النظر الخاطئ فيه عند كثير من الطوائف سببا لظلالهم وبعدهم عن الهدى والحق