الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم هذه مسألة مما سيكون في اليوم الاخر وهو امر الشفاعات والقاعدة التي ينطلق منها اهل السنة والجماعة في هذا الباب تقول الاصل في الشفاعات في اليوم الاخر ان مبناها على التوقيف. فلا يجوز لنا ان نثبت نوعا من انواع الشفاعة مما سيكون في العرصات الا وعلى ذلك الاثبات دليل من الشرع لان الامر غيب وامور الغيب توقيفية على النص الصحيح الصريح. وقد قسمت الادلة الشفاعة الى قسمين الى شفاعة مقبولة مثبتة والى شفاعة منفية باطلة. فاما الشفاعة المنفية الباطلة فهي تلك الشفاعات التي يظنها المشرك والكفار في اوثانهم ومعبوداتهم من دون الله عز وجل ايا كان نوع ما يعبدونه. اشمسا كان او قمرا او ملكا او نبيا او وليا صالحا او قبرا او كهفا او شجرة او جنا او انسا. فانما يعبدونه ليقربهم الى الله عز وجل زلفى اي ليشفع لهم. وقد جاءت الادلة مبطلة لهذه الشفاعة ومبينة انها من الشفاعات التي لا يأذن الله عز وجل بها يوم القيامة كما قال الله عز وجل والذين اتخذوا من دونه او من دون الله اولياء ما ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى يعني ليشفعوا لنا. ويقول الله عز وجل ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم. ولا ينفع ويقولون هؤلاء شفعاؤنا من ويقولون هؤلاء شفعائنا شفعاؤنا عند الله والايات في هذا المعنى متعددة. وقد ابطل الله عز وجل هذه الشفاعة ابطالا لا مزيد عليه. فما يعتقد المشركون في اوثانهم من انها ستقربهم الى الله زلفى او انها ستشفع لهم عند الله عز وجل يوم القيامة هذا باطل وهو الشفاعة فالمنفية الباطلة الفاسدة. واما النوع الثاني وهو الشفاعة المثبتة. فقد دل الدليل الشرعي من الكتاب والسنة على جمل منها ذكرها المصنف جميعا فنذكرها واحدة واحدة ونذكر على كل واحدة منها دليلا على الاقل. اعظم الشفاعات على الاطلاق هي الشفاعة العظمى. فان قلت وما حقيقتها؟ الجواب حقيقتها هو تمكين النبي صلى الله عليه وسلم من الشفاعة في اهل الموقف ليفصل بينهم في القضاء يوم القيامة. فان قلت وما دليلها اقول قول الله عز وجل عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا واكثر المفسرين على ان المقام المحمود هو الشفاعة العظمى واما ادلتها من السنة فكبيرة منها حديث انس الطويل. وحديث ابي هريرة وخلاصته قال ثم اتي يعني ان الناس يأتون الى ادم فيطلبون منه ان يشفع لهم عند ربهم فيعتذر وكذلك دون نوحا وابراهيم وموسى وعيسى وكل منهم يعتذر. فيأتون الى النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون اشفع لنا الى ربك الا ما الا ترى ما نحن فيه؟ الا ترى ما قد بلغنا؟ فاقول انا لها انا لها فاتي فاسجد عند العرش فيفتح الله عز وجل علي من محامده وحسن الثناء عليهما لم يفتحه لاحد قبلي الى اخر الحديث. فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم في امته وفي اهل الموقف ليفصل بينهم في القضاء. وقد اتفقت كلمة اهل العلم على ان هذه الشفاعة من جملة ما يخص به نبينا صلى الله عليه وسلم. الشفاعة الثانية الشفاعة في عمه ابي طالب. وهذه الشفاعة من الشفاعات الخاصة بشخصين. اولا انها شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ويا الخصوص الثاني انها خاصة بابي طالب. لان الله عز وجل لا يأذن لاحد من الانبياء ولا من ولا من عموم المؤمنين ان يشفع لاحد من الكفار الا في ابي طالب في خصوص النبي صلى الله عليه وسلم. فان قلت وهل هي شفاعة اخراج او تخفيف؟ الجواب بل هي شفاعة تخفيف فان قلت وما برهانها؟ فاقول ما في الصحيحين من حديث ابن عباس عن ابيه العباس انه قال يا رسول الله هل نفعت عمك بشيء؟ قال نعم هو في دحضاح من نار. ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار واما الشفاعة في عموم الكفار فمنتفية في قول الله عز وجل فما تنفعهم شفاعة الشافعين. الشفاعة الثالثة الشفاعة في اهل الجنة ليدخلوا الجنة. فان قلت وما حقيقتها؟ فاقول ان اهل الجنة اذا جاؤوها وجدوا ابوابها مغلقة فيكون اول من يستفتح لاهل الجنة ليدخلوها هو نبينا صلى الله عليه وسلم. كما في صحيح مسلم من حديث انس قال اتي باب يوم القيامة فاجده مغلقا فاطرقه فيقول الخازن لي من انت؟ فاقول محمد. فيقول بك امرت لا افتح لاحد قبلك وهذا هو السر في قول الله عز وجل عن اهل الجنة حتى اذا وفتحت ابوابها. بينما قال في النار فتحت ابوابها. وذلك لان ابواب النار تفتح فجأة واما ابواب الجنة فتفتح على مهلة. وانتم تعرفون ان فتح الابواب فجأة يوجب الروعة او الفزع كأن تكون واقفا عند باب ثم يفتح في وجهك من غير استفتاح ولا طرق هذا يوجب لك الفزع والمقصود شدة افزاع اهل النار قبل ان يدخلوها. واما الباب الذي تأتيه وتقف عنده ثم تطرق ثم يتكلم من في البيت من انت قل انا كذا ثم يفتح لك رويدا رويدا فهذا من باب زيادة الطمأنينة ومن باب زيادة الامن. فالواو هي واو المهلة انتظار هي واو المهلة والانتظار. واجمع اهل السنة على ان هذه الشفاعات الثلاث وهي الشفاعة العظمى في عمه ابي طالب والشفاعة في دخول اهل الجنة الجنة من جملة ما يخص به نبينا صلى الله عليه وسلم. واما الشفاعة الرابعة والخامسة فهي الشفاعة في اهل الكبائر على نوعين. الشفاعة في قوم من اهل الكبائر استحقوا دخول النار لا يدخلوها. فان قلت وما برهانها؟ فاقول برهانها مشروعية الدعاء للاموات المسلمين في صلوات الجنازة قد يستدل عليها بذلك. يقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في صحيح مسلم من ابن عباس ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته اربعون رجلا الا شفعهم الله فيه فقد يكون هذا الميت من اهل الكبائر ممن استحق النار بكبيرته ولكن صلاة هذا العدد عليه وهو في الدنيا. لم يقبل وبعد فيشفعهم الله عز وجل فيه فيكون من ممن من اهل الكبائر الذين استحقوا النار ينجون منها بشفاعة المؤمنين له. الخامسة الشفاعة في قوم من اهل الكبائر دخلوا النار ليخرجوا منها وهذا النوع من الشفاعات هو الذي وقع فيه الخلاف بين اهل القبلة بين اهل السنة والخوارج والمعتزلة. فاما اهل السنة فيثبتونه بالادلة المتواترة كما قال الناظم مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتسب رؤية شفاعة فيشفع الانبياء والملائكة والصالحون والمؤمنون في اخوان لهم كانوا يصلون معهم يأتون الى الله عز وجل فيقولون يا ربنا اخواننا كانوا يصومون ويصلون معنا وانهم دخلوا النار فيقول اذهبوا فاخرجوا من تعرفونهم منهم من النار فيذهبون فيخرجون ثم يرجعون الى الله فيقولوا لنفس القول فيقول اذهبوا فاخرجوا. ثم المرة الثالثة ثم يقول الله عز وجل شفع النبي شفع الملائكة والنبيون والمؤمنون قال فيحثوا بكفه ثلاث حثيات فلا يبقى في النار ممن ما هو اصل الاسلام احد؟ ابدا مرة لا يخلد في النار احد ممن معه اصل الايمان والاسلام. يقول النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من لا اله الا الله الى اخر الحديث. وفي الصحيح من حديث ابي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها اي الكفار انهم لا يموتون فيها ولا يحيون. ولكن قوم منكم اصابتهم النار حرقة بسبب ذنوبهم. يعني اصحاب الكبائر. قال حتى اذا كانوا وفي رواية فحما اذن بالشفاعة. فيخرجون من النار وقد امتحشوا. فيلقون في نهر عند باب الجنة يقال له يقال له نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميم في حميل السيل وفي رواية الم تر ان انها تخرج صفراء ملتوية فهذا هو الذي اتفقت عليه كلمة اهل السنة والجماعة انه لا يخلد في النار احد ممن معه اصل الاسلام والايمان واما الخوارج والمعتزلة فيستدلون بادلة على انكار هذه الشفاعة ونفيها ليس هذا موضع ترقيها ليس هذا موضع تركها فقد ذكرتها في شرح على العقيدة الطحاوية ومن الشفاعات ايضا الشفاعة في رفعة الدرجات في الجنة بمعنى ان قوما يستحقون الدرجة المعينة في الجنة فيشفع فيهم حتى يرفعوا الى اعلى درجات كشفاعة الاب لابنائه اذا كان من اهل الدرجات العلى فينزلون معه في درجته لقول الله عز وجل والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء. وفي صحيح مسلم من حديث ام سلمة قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ابي سلمة وقد شق وقد شق بصره فاغمضه ثم قال ان الروح اذا قبض تبعه البصر قالت فضج ناس من اهله فقال لا على انفسكم الا بخير ثم قال اللهم اغفر لابي سلمة وارفع وارفع درجته في المهديين وهذا هو الشاهد ومن الشفاعات ايضا الشفاعة في اهل الاعراف. وهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فينتظرون مرجحا لدخول الجنة ونهاية امرهم الى النجاة فاذا رأى اهل الاعراف الملائكة تسوق اهل النار قالوا نعوذ بالله ان نكون معهم. واذا رأوا الملائكة تذهب باهل الجنة الى الجنة. قالوا اللهم اجعلنا معهم يقول الله عز وجل وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا اصحاب الجنة ان سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون واذا ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. ثم قال الناظم اه ثم قال المصنف الاربع اي الشفاعة في اهل الكبائر بقسميها والشفاعة في رفعة الدرجات وفي وفي اهل الاعراف للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولعامة المؤمنين. ثم قال وان اي ويعتقد اهل السنة والجماعة ان شرط الشفاعة الشرط هذا الاذن والرضا وادلتها معروفة لديكم قوله قال الله عز وجل ولا يشفعون الا لمن ارتضى. وقال الله عز وجل من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه والايات في هذا المعنى كثيرة