فاداهم ذلك الى انكار صفة الخلة لانهم لا يفهمون من معنى الخلة الا الفقر والحاجة فقال اهل السنة ان هذا التفسير الذي فسرتم الخلة به ليس صحيحا حتى لغة. فان محبة الله ومحبة المخلوق وهما مختلفان. وبين خلة الخالق وخلة المخلوق وهما مختلفان فلما جمعوا بين قامت عندهم الشبهة وقام سوق التعطيل عندهم بطرفيها فانكروا اصل المحبة واعلاها الذي هو الخلة فقال لهم اهل السنة ولم تنكرون المحبة قالوا لان العقل يأبى وصف الله عز وجل بها. اذ ان العقل يفرض ان بين المتحابين اهل اللغة لما جاءوا يفسرون الخلة لم يقل احد منهم انها فقر القلب او حاجته الى خليله. فلم يفسر احد من علماء اللغة اتى بالفقر او الحاجة. فتفسيركم اصلا مخالف للغة العرب التي نزل القرآن بها. الفاظا الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن المسائل ايضا لقد اجمع اهل البدع على انكار الصفتين جميعا عن الله فلا يؤمنون بان الله يحب احدا من خلقه. ولا يؤمنون بان الله يخالل احدا من خلقه. فانكروا بين نوع مناسبة هي التي اوجبت محبة بعضهم البعض وليس بين الخالق والمخلوق اي مناسبة فلما يحب الخالق المخلوق فاذا ما معنى محبته التي ذكرت في الادلة؟ قالوا معنى محبته ارادة الاحسان الى عبده او اثابة عبده فقط لكن اما ان يوصف بالمحبة فان هذا وصف لا يليق بجلال الله وعظمته لانه ليس ثمة تناسبا بين وبين ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الارواح جنود مجندة. فما توافق منها ائتلف. وما تناكر منها اختلفت. فاي روحين يكون بينهما نوع مناسبة فتجد ان بينك وبين صاحبها تقارب فاذا انعدمت هذه المناسبة بين الروحين تجد تناكر. هكذا يقول المعتزم وهذا بالنسبة لمحبة المخلوقين امر صحيح فاذا كان بيني وبينك نوع مناسبة واتفاق واشتراك في امر محبوب فانني اجد في قلبي محبة لك لوجود هذه المناسبة ولذلك انت لا تحب ابنة الجيران. اذ ليس بينك وبينها مناسبة. لكن تحب زوجتك لوجود مناسبة عقد النكاح بينكما. وانها امرأتك وانها ضجيعة فراشك بل ربما تحب اصحابك في العمل لان بينكما نوع تناسب وهو الاجتماع في هذا العمل فاذا متى ما قامت المناسبة الموجبة للمحبة قامت المحبة؟ فيقول المعتزلة وليس بين الخالق والمخلوق؟ اي مناسبة ولا مجانسة ولا مماثلة حتى يوصف الله عز وجل بانه يحب احدا من خلقه اجاب اهل السنة عن ذلك بانكم انما وقعتم في هذا الخلل. لانكم جمعتم بين مختلفين وبيان الجمع بين المختلفين هو انهم فسروا المحبة المضافة الى الله عز وجل بعين تفسير المحبة المضافة الى المخلوق. فهم لم يفهموا من محبة الله الا ما يفهمونه من محبة المخلوق فمثلوا اولا ثم جنحوا الى التعطيل ثانيا. ولو انهم سلموا من التمثيل لما صعدوا او لما هبطوا الى درجة التعطيل لكن لما قام في اذهانهم تلك القذارة الملعونة التي تسمى بقذارة التمثيل وصلوا بتلك القذارة الى قذارة اعظم منها واخطر وهي قذارة التعطيل واما اهل السنة ما قام في قلوبهم هذه الشبهة لم؟ لانه ما قام في عقولهم ان تلك المحبة المضافة الى الله توجب تناسبا وانما جعلوها محبة لائقة بجلاله وعظمته. فلم يدخلوا في صفة في تكييفها ولا الكلام في ما هي ولا فسروها بازيد مما تقتضيه لغة العرب فاذا المحبة معناها معلوم. واما كيفيتها على ما هي عليه في الواقع فانه لا يعلم بها الا الله تبارك وتعالى فاذا العلة التي من اجلها نفى المبتدعة المحبة هي انهم فسروا محبة الله بمحبة المخلوق وهذا ليس سببا في انكار المحبة فقط. بل هو عينه السبب الاعظم في انكار جميع ما وصف الله عز وجل به نفسه لان القاعدة الملعونة الابليسية عندهم تقول الاتفاق في الاسماء يستلزم الاتفاق في كن هي وصلة واما عند اهل السنة والجماعة فان ذلك غير فان ذلك غير لازم ثم سألناهم ثانيا وما الذي دعاكم لتنكروا صفة الخلة قالوا لان الخليل هو من يحتاج ويفتقر الى خليله. والله عز وجل لا يفتقر او يحتاج الى احد. فالخليل هو الفقير المحتاج فانك اذا خاللت احدا اشتاقت نفسك له شوقا عظيما اليس كذلك بل ربما تتلف نفسك لشدة حاجتك اليه اذا ابعد عنك او فرقت بينكما بعض الامور. لان قلبك صار متعبدا متعبدا ومتيما ومتيما ومتعلقا التعلق التام بخليلك فقالوا اذا هل هذا آآ وصف يليق بالله عز وجل ومعاني وتراكيب واساليب فليست الخلة هي الفقر والحاجة ثم انكم نظرتم الى خلة الله عز وجل ودخلتم في تفسير ماذا؟ في كيفيتها على ما يقتضيه خلة بعض المخلوقين نعم قد يقع بعض المخلوقين بسبب خلته لغيره في شيء من الافتقار او شدة الحاجة اليه لكن هذه خلة مخلوق ونحن نتكلم عن الخلة المضافة الى من؟ الى الخالق والاتفاق في الخلتين بين الخلتين بالاثم لا الاتفاق بينهما في الكيفية والصفة والكنه. اذا صارت صار اصل الشبهة عندهم انما هو في الجمع بين