الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولد الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا فالحمد لله على ما احصى كتابه والحمد لله عدد ما احصى كتابه واصلي واسلم على سيد الخلق اجمعين محمد صلى الله عليه وسلم رسول من انفسنا عزيز عليه ما يعنتنا حريص علينا ما ترك خيرا الا ودلنا عليه. وما ترك شرا الا وحذرنا منه. جاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين فصلاة وسلاما دائمين من رب العالمين على اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد احبتي في الله من الله عز وجل علينا بفضله وكرمه ورحمته سبحانه وتعالى ان ادركنا شهر رمضان ومن علينا بفضله وكرمه وجوده ان ابقانا واحيانا الى قرب خاتمة هذا الشهر منا من قرأ القرآن ختم ختمة او اثنتين او ثلاثة منا من استمع الى القرآن هذا الشهر العظيم الذي عرفه الله عز وجل لنا بانه شهر القرآن شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن كان تعريفا لشهر رمضان انه مرتبط بنزول القرآن ولذلك كما ان هذا الشهر كان مرتبطا بنزول القرآن ارتبط اهل الصيام ايضا في هذا الشهر بالقرآن فعكف الناس على قراءة القرآن. وقاموا بفضل الله عز وجل ورحمته ومنه وكرمه. قوم يصلون قيام الليل يقرأون القرآن يختمون القرآن يستمعون الى القرآن. بفضل الله ورحمته عادت الامة مرة اخرى الى قراءة القرآن عكف الناس في المساجد على كتاب ربهم يقرأون هذا القرآن ولكن احبتي في الله نريد ان نسأل سؤالا في خاتمة هذا الشهر بعد ان قرأ كثير منا القرآن كاملا مرة او مرتين. وان لم وان لم يقرأ القرآن فلقد استمع او الى معظمه في صلاة التراويح او صلاة القيام ولكن يبقى السؤال بعد هذه العلاقة الطويلة التي قاربت شهرا من عكوف من اهل المساجد على القرآن ولذلك يتوجه هذا السؤال الى اهل المساجد الذين عكفوا على القرآن نريد ان نسأل سؤالا بعد هذه المدة الطويلة. احبتي في الله ايكم زادته هذه ايمانا. اينا زادته هذه الايات ايمانا؟ اينا تغير وتأثر بالقرآن؟ اينا تبدلت احواله بالقرآن. ان هذا هو السؤال المنطقي الذي يدلنا على مؤشر التغيير في هذه الامة. وان هذه الامة لن تتغير ابدا بقراءة القرآن فقط. ولكن لابد ان يعقب القراءة العمل لابد ان يعقب القراءة العمل لذلك يقول الله عز وجل في كتابه الكريم الذين اتيناهم الكتاب ماذا فعلوا بعد ايتاء الكتاب؟ يتلونه حق تلاوته. ما معنى حق تلاوة ان تقرأ القرآن حق القراءة ان تتلو القرآن حق التلاوة. روى الطبري في عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد وقتادة والحسن البصري وغيرهم انهم جميعا قالوا يتلون حق تلاوته يعملون بما فيه. يحلون حلاله ويحرمون حرامه ولا يحرفونه عن مواضيعه. ولا يتأولونه على غير تأويله يتبعونه حق الاتباع. اذا التلاوة لا تتحول الى حق التلاوة الا ان نعمل بما قرأنا نعم ان نتغير بما سمعنا وما تلي علينا من ايات. اذا تتلى عليهم ايات الرحمن خروا سجدا وبكيا. اذا تتلى عليهم ايات الرحمن لابد من تغيير. لا يكون سماع القرآن مجرد استمتاع ولكن خروا سجدا وبكيا. والذين اذا مروا باللغو مروا كراما. والذين لا يشهدون الزور واذا تمر باللغو مروا كراما واذا تتلى عليهم ايات الرحمن واذا تتلى عليهم اياتنا اذا تليت عليهم ايات القرآن يقول الله عز وجل ماذا يفعلون؟ بعد ابتعدوا عن مواطن اللغو لم يخروا عليها صما وعميانا لم يخروا عليها صما وعميان. اي انهم يسجدون بعد سماع القرآن. ولكن عن فقه وبصيرة. لم يخروا سجود ولكن كان هذا السجود لم يخروا صما وعميانا. لذلك قال الله عز وجل في ختام سورة التوبة واذا ما انزلت سورة اي صورة بتنزل لابد من تغيير يحدث في المجتمع كان المنافقون يعلمون ذلك يقينا ان ما من سورة تنزل الا ويعقبها تغيير عظيم في المجتمع فاذا نزلت سورة النور تغير المجتمع. وكف الناس عن انتقال الشائعات. وحذر الناس من المنافقين. وذهب الناس تطبيق والمسارعة الى تطبيق شرع الله وبادروا الى الاستئذان وغضوا ابصارهم. يتغير المجتمع وتقام الحدود ويرجم الزاني المحصن يحدس تغييرات عظيمة في المجتمع بنزول سورة واحدة فبعد سورة التوبة وفي خاتمتها يقول الله عز وجل واذا ما انزلت سورة يقول فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا منهم اي من المنافقين الذين فضحتهم الصورة وبينت عيوبهم وفضحت ذخائرهم فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا؟ يقول اما بعضهم الى بعض المنافقين بيتجمعوا مع بعض يريدون ان يتدبروا في احوالهم. يا ترى هل غير القرآن في احدنا يتواصون الا يغير القرآن فيهم. يخافون ان يغير القرآن في احدهم في ترك النفاق الى الايمان. فيجتمع المنافقون بعد كل سورة يطمئنون على نفاقهم انه كما هو. يطمئنون على نفاق بعضهم البعض يقولون الى بعضهم البعض احذروا ان تؤثر فيكم هذه السورة. فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا اياكم احذروا ان تتغيروا من القرآن. ضعوا القطن في اذنكم. ضعوا الران على قلوبكم. اصرفوا عقولكم اذا المنافقون يجاهدون انفسهم على الا يتأثروا بهذا القرآن. المجاهدون يتواصون المنافقون يتواصون الا يؤثر فيهم القرآن. المنافقون يقومون بعملية التواصي والمجاهدة على الا يؤثر فيهم وقال يخافون من ذلك. ذلك كان اهل مكة المشركون يوزعون على الناس الكرس في القطن مجاني حتى يضع الناس القطب في اذنهم حتى لا يتأثرون بسماع القرآن. واذا تلي القرآن او قرأ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن اصدروا اصواتا واصدروا اللغو حتى لا يتأثر الناس بالقرآن. هكذا كانوا يجاهدون انفسهم على الا يتأثروا بالقرآن. ولو ان انهم تركوا انفسهم لتأثروا بالقرآن. فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فيرد الله عليهم فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. اهل الايمان لا تمر عليهم سوء الا وتزيدهم هذه السورة ايمانا. اهل الايمان لا يمرون على ايات من كتاب الله الا ويتفاعلون معها ويتغيرون بها ويتخلقون باخلاقها ويطبقونها في الواقع حتى يكونوا قرآنا يمشي بين الناس على الارض حتى يكونوا صورة تمشي بين الناس على الارض. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون يسمعون في كلام الله الوعد يسمعون في كلام الله الوعود بالتمكين فيطمئنون. حتى وهم لا يرون اسباب ذلك في الافق القريب ولكنهم يطمئنون بوعد الله عز وجل بالتمكين. يطمئنون بوعد الله بالجنة يطمئنون بوعد برؤية وجهه الكريم فيستبشرون ويعيشون في امل وطمأنينة لذلك يقول الله عز وجل في سورة الرعد يقول الذين كفروا لولا انزلت عليهم اية من ربه. قل ان الله يظل من يشاء ويهدي اليه من اناب. الكفار يبحثون عن الاية ولكن الذين امنوا تطمئن قلوبهم بذكر الله اي ان المؤمنين يطمئنون بالقرآن لا يحتاجون بعده الى اية. اطمئنوا بالقرآن عاشوا حياتهم بالقرآن. عاشوا مستبشرين فرحين مطمئنين بكتاب الله عز وجل. الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر الله اهي تطمئن القلوب الذين امنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب. كذلك ارسلناك في امة قد قالت من قبلها امم لتتلو عليهم ان وظيفتك الرئيسية يا محمد صلى الله عليه وسلم ان الوظيفة ان تتلو على الناس القرآن لتتلو عليهم الذي اوحينا اليه وهم يكفرون بالرحمن. قل هو ربي لا لا اله الا هو عليه توكلت واليه متاب. ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموت يقول الله عز وجل لو ان الله قدر لكتاب او لكلام ان يحرك الجبال او ان يقطع الارض او ان يحيي الموتى لكان هذا القرآن اي ان هذا القرآن يحتوي من التأثير تأثيرا كفيلا ان يدك الجبال لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا لرأيته لرأيت ذلك حقيقة لا مجاز لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. فلو ان الله قدر لقرآن ان يحرك الجمادات لكان هذا القرآن ولكن ثم قست قلوبكم من بعد ذلك. ولكن للاسف طال علينا الامد فقست قلوبنا. الم يعني ان نتغير بالقرآن ان نتأثر بكل هذه الآيات التي لو نزلت على جبل لدكته. لو نزلت على صخرة لاخرجت منها الانهار تتفجر من هذا الصخر؟ الم يأن للذين امنوا؟ استمعنا الى ايات عظيمة تدل على قدرة الله المطلقة يفعل يشاء يرزق ويخفض ويقبض ويبسط ويرفع ويذل ويعز سبحانه وتعالى. ثم في ختام القرآن وانت من الذي يملك ان يفعل كل هذه الافعال؟ من الذي بيده ملكوت كل شيء؟ ثم تقول في خاتمة القرآن قل هو الله احد هو الله يفعل كل بلا منازع ولا شريك سبحانه وتعالى. عزيز لا يغالب سبحانه وتعالى ابعد كل هذه الايات عن معرفة الله وايات عن الجنة واهل الجنة يتنعمون فيها وايات عن النار وهم يصطلخون فيها افبعد كل هذه الايات نخرج كما دخلنا ندخل بغفلة ونخرج بها معاذ الله. الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل تطال عليهم الامد. ايام طويلة بعيد عن القرآن. وايام طويلة يقرأ ولا يتفكر ولا يتغير. فطال عليهم الامد فقست قلوبهم. اصبح امر طبيعي ان الامام يقرأ في ايات تدك الجبال. والناس اصلا لا يفكرون ولا يخشعون. لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث الصحابة عن حدث معين فقال وهذا اوان يرفع او فيه العلم وفي رواية هذا اوان يختلس فيه العلم اختلاسا ويوشك ان يرفع العلم فتعجب الصحابة اي زمن الناس ما عندهمش علم ازاي؟ تعجب الصحابة. فقال زياد بن لبيد يا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يرفع العلم ونحن نقرأ القرآن والله للقأن ولنقرأنه ابنائنا وليقرؤون ابناؤنا ابناءهم. سنتواصى بقراءة القرآن. سنوصي انفسنا واهلينا وازواجنا ابناءنا والله لنداومن على قراءة القرآن يا رسول الله حتى لا يرفع العلم فنظر النبي صلى الله عليه وسلم اليه فقال ثكلتك امك يا ابن لبيب ان كنت لاراك من افقر اهل المدينة هذه التوراة والانجيل بايدي اليهود والنصارى ما عنهم حين تركوا امر الله. ولو انهم ثم قرأ صلى الله عليه وسلم ولو انهم اقاموا ليس اقرأوا ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم. القضية ليست في القراءة يا ابن لبيب. القضية في اقامة القرآن بعد قراءته. هؤلاء اليهود والنصارى قرأوا ثم ماذا؟ ثم حرفوا وبدلوا وامتنعوا عن العمل قست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. القضية ليست في مجرد القراءة. ان هذه هي مجرد الخطوة الاولى. انها مجرد الخطوة الاولى في طريقي الى نصرة هذا الدين قراءة القرآن. ولكن لابد من خطوات تليها لابد من تدبر وتأمل وتفضل وتغير وعمل وسير بين الناس بهذه الايات. ما لم نتغير لن يحدث اي تغيير في المجتمع بدون هذا التغيير بالقرآن احبتي في الله من الله عز وجل علينا بهذه النعمة العظيمة. ان ادركنا رمضان ومن الله علينا بان قرأنا القرآن. واستمعنا الى القرآن. ولكن احبتي في الله ان لم نتغير في رمضان فمتى سنتغير ان لم نتغير في شهر القرآن فمتى سنتغير بالقرآن؟ وكأن حالنا حال قوم كانوا يسيرون في صحراء في تيه في رعد وبرق وظلمات وهم في هذا التيه يبحثون عن اي مخرج من هذه الصحراء اذا بهم وفجأة يجدون خريطة تبين لهم كيف المخرج؟ تبين لهم كيف يسيرون؟ والى اين يتجهون؟ قول فرحا قاموا فرحين قاموا باكين قاموا وقالوا اخيرا وجدنا المخرج. اخيرا وجدنا النور. اخيرا سنخرج من هذا التيه من هذه الظلمات. وقام احدهم وقال ساقرأ عليكم الان الخريطة وقام يقص عليهم ويبين لهم كيف الطريق ويقص عليهم ماذا سنفعل؟ وما هي خطوات العمل؟ فكان رد الفعل ان جعل احد وكان اكثرهم تاجرا ظل يبكي من هذا الكلام. واما الاخر فكان لا يستمع اليه. واما الثالث فكان يسمع ولا يفهم وكان لا واما الرابع ظل يفهم قليلا ثم يبتعد قليلا ثم يفكر في اشياء اخرى واخر يفكر في طعام واخر يفكر في ايمان واخر يفكر في زوجة وهذا الرجل يقرأ عليهم الخريطة ومنهم من يبكي ومنهم من يتأثر ومنهم من لا يفكر ثم بعد ان انتهى جلس الرجل واستمروا في التيه. وكان هذا حالنا مع القرآن احبتي في الله وكان هذا هو حالنا مع القرآن. نقرأ القرآن بصائر للناس وبينات وهدى من الله عز وجل. تخرجنا من هذا الدين. ثم ماذا؟ ثم واحسنها حالا من يتأثر ويبكي ثم ماذا؟ ثم ينصرف بدون اي تغيير. قال الله عز وجل فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض القرآن لابد ان يغير اما الى الافضل واما الى الاسوأ لان الله عز وجل جعل لهذا القرآن تأثير في القلوب. ولكن على حسب القلوب الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم والعياذ بالله. وماتوا وهم كافرون اذا هو لاناس شفاء وهو لاناس عمى. هو لاناس دواء وهو لاخرين يزيدهم مرضا هذا القرآن وكأنه يعلم من الذي يقرأه وكأنه يعلم من الذي يستمع اليه. هذا القرآن قال الله عز وجل عنه واما الذين في قلوبهم مرض الانسان المريض يزداد مرضا بالاشياء التي تزيد الانسان الصحيح صحته. الانسان الصحيح اللي جسمه صحيح الطعام الطيب الطيب والهواء الطيب يزيد الانسان الصحيح صحة. ويزيده قوة. ولكن هذه الاشياء الطيبة الماء والطعام والهواء الطيب اذا اتت لانسان مريض لا يتحمل. فقد يزداد مرضا بهذه الاشياء الطيبة لانه مريض القلب المريض قلب يتألم من سماع ان الدنيا حقيرة. القلب المريض يتألم من ان الاخرة هي خير وابقى لا يستطيع ان يتفهم هذه الاشياء. القلب المريض يتألم حينما يسمع ان الله وحده يملك كل شيء. القلب المريض يتألم حينما يسمع في القرآن ان الدنيا ستفنى وانه كلما اشتهوا من لذات ستنزع منه وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل باشياعه من قبل. القلب المريض لا يتحمل ان يسمع هذه الاشياء بل لا يريد ان يسمعها. القلب اللي امتلأ بحب الدنيا لا يريد ان يصرع هذه الاشياء. القلب اللي امتلأ بالشهوات لا يريد ان يسمع ايات غض البصر الابتعاد عن مواطن الشبهات. لا يريد ان يسمع ايات الحدود وتطبيق الحدود على الزاني. لا يريد ان يسمع هذه الايات. فينصرف عنها لذلك يقول الله عز وجل فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون. او لا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون يعني ما تأثرش بالقرآن. طب ما تأثرش بالابتلاءات؟ طول السنة في ابتلاءات بتنزل من مرض وخوف وذعر وجوع وفقر وغير ذلك ابتلاءات بتنزل على الناس حتى يعودوا. ابتلاهم الله عز وجل ليتضرعوا اليه. ولكنهم اعرضوا. اولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين. ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون. يعني لا يتوب حينما يسمع القرآن. ولا توب حينما ينزل عليه البلاء طوال العام. فمتى سيتوب؟ فمتى سيتغير؟ في رمضان نسمع القرآن وطوال العام فيه ابتلاءات ولا نتغير. اذا فماذا؟ فمتى سنتوب؟ فقال الله عز وجل. واذا ما انزلت سورة نظر بعضهم الى بعض هو مشغول بالناس وليس مشغولا بالله. نظر بعضهم الى بعض هل يراكم من احد ثم انصرفوا بعد ما سمع القرآن انصرف ولم يتغير بعد ما استمع الى القرآن انصرف وكانه لم يسمع شيء. هذه هذا الامر امر خطير. قال الله عز وجل ثم انصرفوا فعاقبهم الله صرف الله قلوبهم بانهم قوم لا يفقهون صرف الله قلوبهم. لما انصرفوا عن تأمل القرآن وعن سماع القرآن صرف الله قلوبهم. وابعد الله وهم عن الفقه وعن الفهم واذا ما انزلت سورة نظر بعضهم الى بعض. حينما تنزل سورة واضحة بين يبين احوال المنافقين. كان المنافقون يحذر المنافقون ان تنزل عليهم صورته تنبئهم بما في قلوبهم تخيل المنافق خايف ان القرآن يفضحه فما بالنا لا نخاف ونحن نقرأ القرآن من فضائح قلوبنا فلما نزلت سورة التوبة وفضحت المنافقين واذا ما انزلت سورة نظر بعضهم الى بعض المنافقين قعدوا يبصوا لبعض وقالوا هل يراكم من احد؟ هو كان في حد معنا هو محمد كيف علم بهذه الاحوال حد كان قاعد وسطنا وراح بلغه؟ هل يراكم من احد؟ كان في حد مندس وسطنا من المؤمنين؟ وراح بلغه بما يحدث في قلوبنا كيف عرف القرآن؟ وكيف تكلم محمد بهذا الكلام الذي يوضح اسرار ودخائل القلوب؟ الذي يكشف ما يحدث داخل النفوس من معترك في حب الدنيا وترك الاخرة. كيف اطلع محمد على هذه الاشياء؟ كيف عرف نقول وما نتمتم بكلمات كيف هل يراكم من احد؟ وبالرغم من ان هذا الموضع موضع بصيرة ان يدلهم القرآن على دخائل قلوبهم الا انهم بعد هذا ماذا فعلوا؟ ثم انصرفوا. كانت مفاجأة ابعد ان فضحهم الله وبعد ان اطلعهم الله عز وجل على انه يعلم السر ويخفى وانه يعلم ما في قلوبهم. هل تغيروا ابدا ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم. اذا احبتي في الله لابد ان نقف مع انفسنا وقفة لابد ان يحدث تغيير في علاقتنا بكتاب الله. لابد ان نأخذ قرارا لن يمر رمضان كما مر رمضان الماضي واذا فشلنا في هذا العام سوف نجاهد حتى لا يحدث هذا في العام المقبل. احبتي في الله قال الله عز وجل ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه انظر ماذا حدث حينما استمع الى كلام الله حينما استمع الى كلام الله ازداد شوقا لم يملك موسى عليه السلام نفسه الا وطلب هذا الطلب. لما استمع الى كلام الله ازداد شوقا يأتي من تكلم بهذا الكلام ازداد شوقا ان يرى وجهه الكريم سبحانه وتعالى. لم يتمالك يصبر حينما سمع هذا الكلام قال ربي ارني انظر اليك. قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني. فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صاعقا لما افاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين. موسى عليه السلام حينما استمع الى كلام الله ازداد شوقا الى رؤية وجه الله. وقال حينما ذهب ليسمع الى كلام الله عجلت اليك ربي لترضى. عجلت اليك لاستمع الى كلامك فما بالنا نستمع الى كلام الله ولا نتغير ولا نزداد شوقا لرؤية وجه الله. لابد ان نتغير بعد استماع اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم من اهل القرآن. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد صلى الله عليه وسلم احبتي في الله نعود الى الذين كانوا في الصحراء فقام هذا الرجل يقرأ عليهم الخريطة منهم من بكى وتأثر ومنهم من اعرض ومنهم من كان باله مشغول لا يفكر لا يشعر بهذا الوضع المأساوي الذي يعيشون فيه لا يشعر بالتيه الذين كانوا فيه. بالال الذي كانوا فيه هؤلاء الناس ان لم يجلسوا مع انفسهم يتدارسون هذه الخريطة ويفكرون كيف سنبدأ التغيير كيف سنبدأ تطبيق خطوات هذه الخريطة لنخرج ونتغير احبتي في الله هذا هو دور المؤمنين مع كلام ربهم كل بيت يجلس ولو يتدارس صورة يطبق هذه السورة. تخيل تخيل لو ان كل بيت من بيوت المسلمين جلسوا وتدارسوا مثلا سورة الحجرات وقالوا تعالوا نطبق ما فيها من اداب واحكام واخلاق تدارسوا سورة النور وطبقوا هذه الاحكام التي تطهر المجتمع من المنافقين والفاحشة تعالوا نقرأ سورة الملك حتى ونفهم سورة الملك. ونتوكل على الله عز وجل بعد قراءة سورة الملك. حتى تشفع لنا ما هذه السورة في قبورنا؟ تعالوا نقرأ سورة قاف التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قراءته على المنبر. وكان يقرأها في العيد يذكر الناس دائما بهذه السورة في التجمعات. تعالوا نقرأ هذه السورة حتى نحاسب انفسنا انفسنا على الكلمة ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد حتى تعلم ان الله عز وجل اقرب اليك من حبل الوريد. حتى تتعلم ان الله هو الرقيب سبحانه وتعالى على افعاله مطلوب من المؤمنين ان يتغيروا بالقرآن. احبتي في الله اقول ان لم نفعل هذا في رمضان الحالي فلنجعله هدفا الى رمضان المقبل فلنخرج من رمضان من من رمضان الذي نعيشه الان ونحن عازمين على هذا الامر ابدا ونحن نعزم على ان رمضان القادم سوف يكون رمضان فاصلا في علاقتنا بكتاب الله. لو انك اخترت اي تفسير اي كتاب اي بس هامش من الكلمات على هامش المصحف اي تفسير بهامش المصحف. ان الاية التي لا تفهمها تسأل فيها. كثير من ايات القرآن لا تحتاج الى تفسير. انا لو سألتك كم عدد الكلمات التي لا تعلم معناها في سورة قاف كم عدد الكلمات التي لا تعلم معناها في سورة الواقعة؟ في سورة الملك كلمات تعد على اصبع اليد الواحدة. القضية ليست في من سورة الطور فما بالنا هذه الايات اللي تدك الجبال نسمعها لا تغير. اذا احبتي في الله لن يحدث تغيير عملي في حياتنا وفي بيوتنا وفي مجتمعنا الا ان نعود الى كتاب الله عز وجل قراءة وتأملا وتدبر معرفة هذه الكلمات فقط وان كان امرا هاما او في معنى هذه الايات وان كان هو البداية والخطوة الاولى الصحيحة لتدبر القرآن. ولكن في تدبر هذا الكتاب في الوقوف مع معانيه في تكرار هذه الايات على القلب. في ان تسأل نفسك اين انت من القرآن؟ قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على الجن قرأ عليهم سورة الرحمن اكتر من تلاتين سؤال في السورة فباي الاء ربكما تكذبان. فلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم السورة على الصحابة فسكتوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد قرأت سورة الرحمن على الجن فكانوا احسن مردودا منكم. اتأثروا بالقرآن احسن منكم. قالوا فماذا قالوا يا رسول الله؟ قالوا ايه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما مررت بقوله فبأي الاء ربكما تكذبان الا وقالوا ولا بشيء من نعمك والائك يا ربنا نكذب لا نكذب باي نعمة من نعمك ولا اي اية من اياتك ليجاوب على الاسئلة. لما تمر باية فيها سؤال الا يعلم من خلق قل بلى من يأتيكم بماء قل هو الله. امن هذا الذي هو جند لكم ينصركم. لا احد يا رب ينصرني قوتك ومن عزتك تتجاوب مع الاسئلة. لما تمر باية فيها جنة تسأل الله الجنة. لما تمر باية فيها توبة تسأل الله التوبة. تمر باية فيها تسبيح سبح اية فيها قدرة الله المطلقة تسبح الله عز وجل. لابد ان تتفاعل مع القرآن وان تعزم عزمة اكيدة ان تتغير بهذا القرآن حينما ينادي الله عليك يا ايها الذين امنوا لابد ان تقول سمعنا واطعنا كيف نستمع الى ايات في القرآن ايات عجيبة ولا نتغير ولا نجاوب حتى على الاسئلة بل حتى لا نفكر ماذا سنقول لربنا غدا اذا سألنا ربنا سبحانه وتعالى الم انزل عليكم القرآن؟ الم يتلى عليكم القرآن؟ الم الى الايات اتعجب في من يجادل في حدود الله مسلا. وهو يسمع في سورة المائدة والسارق هو السارق فتفققعوا ايديهم. ماذا سيقول اتعجب حينما يسمع ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء. اتعجب ما هي ردود الافعال تجاه هذه الايات؟ اتعجب حين نسمع اعلموا انما الحياة الدنيا ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر بالاموال والاولاد اتعجب حينما نسمع كل الايات اللي تتكلم عن حقارة الدنيا. وان الاخرة خير وابقى. ماذا يكون رد الفعل؟ كيف نستمر في حياتنا بعد هذه الايات بهذه الطريقة. بل الاعجب من ذلك كيف يطيق قلب قرأ القرآن او استمع الى كلام الله ان يهجو القرآن بعد رمضان كيف يطيق القلب ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على جذع نخلة قبل ان يصفى له المنبر كان يقف على جذع نخلة فجاءت امرأة من الانصار ومجموعة من الانصار وصنعوا له منبر من خشب فصعد النبي صلى الله عليه وسلم يخطب لاول مرة يترك الجزع فسمع المسجد انين الجزع. المسجد كله سمع بكاء هذا الجزع. لماذا؟ حن لما كان يتلى عليه من ذكر لله حن الى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الخشب لما تعود انه يسمع الذكر وابتعد عنه قليلا تيأثر. كيف نستمع الى القرآن ثم نبتعد عنه؟ كيف نطيق ان نعيد القرآن مرة اخرى الى الارفف حتى يعلوها التراب كيف نطيق ذلك؟ كيف يطيق قلب سليم؟ استمع الى هذه الايات ان يبتعد عنها بل المفروض والمفترض ان الانسان يكون متلهف ان بعد رمضان انا لازم احفز سورة مريم واصلي بها. انا بعد رمضان انا سورة الانبياء لازم اتعرف عليها. انا بعد رمضان انا اكتشفت ان انا لا احفظ جزء عم لابد ان اجلس واحفظه. انا بعد رمضان سورة البقرة لابد ان لن اترك هذه السورة ولو امضي سنوات والله لن اتركها. ده التغير الطبيعي الانسان بيكتشف ان في فجوة في هذه العلاقة الضخمة. اهم علاقة بين السماء والارض اهم علاقة بين الانسان وبين كلام الله كيف يكتشف الانسان ان هناك فجوة في هذه العلاقة ثم يمر سدى. ثم يترك الامر هكذا فطال عليهم الامد. الذين اوتوا الكتاب من قبل اكتشفوا هذه الفجوة ولكن طال عليهم الامد فقست قلوبهم. فلم يعد يؤثر فيهم شيء. تتلى عليهم الاية جبير ابن مطعم يقول لما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم سورة الطور يقول كاد قلبي ان يطير. عمر ابن الخطاب اغشي عليه وعملا وتطبيقا ونشرا بين الناس وشرحا وتبيينا للناس. لن يحدث اي تغيير في المجتمع الا بهذا النور الا بهذه البصائر الا بهذا الهدى الا بهذه البينات. قال الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. يقول الله عز وجل لنبيه وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت اتدري ما الكتاب ولا الايمان؟ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدري ما الايمان قبل القرآن. ثم بعد القرآن ادرك ما هو الايمان؟ فكان اخشى الناس لله عز وجل لن تدرك ما هو الايمان الا بعد ان تعود الى القرآن. ما تدري ما ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وبعد ان طبق النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وانك لتهدي الى صراط مستقيم. بعد ان عايشت القرآن وتلقيت القرآن وادركت ما الكتاب وما الايمان الان انت تهدي الى صراط مستقيم. وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. الا الى الله تصير الامور. والى والله تصير الامور. اذا احبتي في الله لابد ان نأخذ العهد والميثاق ان ما حدث في هذا الشهر باذن الله عز وجل لن يتكرر معي ابدا. لن يحدث في رمضان القادم باذن الله عز وجل ان يتلى علي القرآن وانا الآفة. لن يحدث باذن الله عز وجل ان اقرأ القرآن ولا اتأثر. لن يحدث فبازن الله عز وجل انني اقرأ القرآن ولا اتغير سوف اتغير سوف اخذ العهد والنفاق طب افترض ان انا مت قبل رمضان القادم يقول الله عز وجل ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد اجره على الله. لو مت في منتصف الطريق لو مت وانت لا لم تفهم الا سورة واحدة. الا جزء واحد الا ولو قصيرة من كتاب الله ولكن انت تنوي العزم على ذلك فقد وقع اجرك على الله. على قدر نيتك وعلى قدر عزمك وعلى قدر رزقك تؤتى الاجر حتى لو لم تكمل هذا الطريق. ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله. ثم يدركه الموت اي في منتصف الطريق قبل ان يصل فقد وقع اجره على الله اي ان اجره كان كاملا كانه اتم هذا الطريق. فلابد ان نأخذ العهد اننا سوف نستمع الى القرآن وننصت الى القرآن ونتدبر في القرآن وان نتغير بالقرآن وان نعود الى بيوتنا الى اولادنا الى ازواجنا ونقرأ عليهم القرآن ونعمل جلسة في البيت ولو اسبوعية نقرأ مع بعض القرآن. لماذا لا تفعل مع زوجتك واولادك نعمل جلسة اسبوعية. يوم مسلا الجمعة من المغرب والعشاء. يوم اجازة. اجتمعي مع الزوجة والاولاد. واقرأوا سورة واقرأ اي تفسير مبسط اي معاني كلمات للسورة. احفظوا السورة مع بعض. احفظ جزء تبارك. احفظوا السورة مع بعض. قوموا ولو يوما واحدا من الاسبوع قوموا الليل سويا. رحم الله عز وجل رجلا قام من الليل وايقظ امرأته. فصلى يا جميع تخيل لو انت تقوم توقظ زوجتك والاولاد ثم تقرأ عليهم من القرآن وتصلي جميعا. تخيل لو ان هذه البيوت اصبحت تتغير بالقرآن وتتأثر بالقرآن. كيف سيكون حال مجتمعنا؟ اسأل الله عز وجل ان يجعلنا جميعا من اهل القرآن اللهم اجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهلك وخاصتك. اللهم افتح علينا في قراءة القرآن اناء الليل واطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا اللهم افتح لنا فيفهم كتابك وفي المجاهدة به وفي التغير به يا رب العالمين وفي تطبيقه وفي العمل به يا رب العالمين. اللهم قارئين لو متدبرين له عاملين به مجاهدين به يا رب العالمين. اللهم اجعلنا من اهل القرآن. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وذهاب همومنا وغمومنا يا رب العالمين. بفضلك وجودك وكرمك يا رب العالمين. اللهم لا تخرجنا من هذا الشهر الكريم الا وقد غفرت لنا ذنوبنا. اللهم لا تخرجنا من هذا الشهر الكريم الا وقد غفرت لنا ذنوبنا واعتقت رقابنا من النار ورقاب ابائنا وامهاتنا وازواجنا واولادنا واصدقائنا واهلينا واحبابنا بفضلك وجودك وكرمك يا رب العالمين. اللهم واجمعنا جميعا في الفردوس الاعلى مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهم استعملنا ولا تستبدلنا. اللهم انصر المسلمين في كل مكان. اللهم انصرهم نصر العزيز المؤزرا. اللهم اللهم انزل على بلادنا الامن والايمان والسلامة والاسلام. اللهم اصرف عن بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وعن سائر بلاد المسلمين اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك واقم الصلاة