استصغرها كثير من الناس. وقد يكون ما ذكروا مسلما وقد لا يكون مسلما. انتبه ليس كل ما ذكره الفقهاء مكفرا يكون عند التحقيق مكفرا. وسبب ذلك في الغالب راجع الى قد يقول قائل ان ما عليه الكفار من الشرك والكفر اعظم من ذلك. لا ينبغي ان تضخم الامور ان وقع من كافر شيء من السب او السخرية. والجواب ان هذا غلط. بل ثبوت هذا الحكم انما يقولون من قال كذا ويذكرون شيئا واحدا فقد كفر ومن فعل كذا ويذكرون شيئا واحدا فقد كفر. ومن اعتقد كذا ويذكرون شيئا واحدا فقد كفر. وهذه كلمة اجماع من الفقهاء. اذا رد ذلك كان كفرا. ما ضاد ذلك كان كفرا. وما يضاد ذلك من الاقوال والافعال يرجع الى سب او استهزاء. يرجع الى سب يعني شتم او استهزاء سخرية وان كان السب لا شك انه اشد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم واغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب كشف الشبهات. ويقال ايضا اذا كان الاولون لم يكفروا الا لانهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم. والقرآن وانكار البعث وغير ذلك. فما معنى الذي ذكر العلماء في كل مذهب باب حكم مرتد وهو المسلم الذي يكفر بعد اسلامه ثم ذكروا انواعا كثيرة كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله حتى انهم ذكروا اشياء يسيرة عند من فعلها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه او كلمتي يذكرها على وجه المزح واللعب. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فلا يزال المؤلف رحمه الله يتابع الردود الناقضة لزعم القبوريين انه لا يكفر المسلم الا اذا اجتمعت في حقه مكفرات او المكفرات. وبين المؤلف رحمه الله بالاوجه الخمسة الماضية ما يشفي ويكفي ويزيد ذلك بيانا وتوضيحا في هذه الاوجه القادمة. قال رحمه الله واذا كان الاولون لم يكفروا الا لانهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن وانكار البعث وغير هذا ما يزعمه هؤلاء القبوريون ان ثمة فارقا بين الحكم على كفار قريش واطرابهم والحكم على من وقع في ناقض من نواقض والاسلام كالشرك بالله عز وجل. وهذه الجملة قد تكلمنا عنها سابقا. المهم معنا هنا ان المؤلف رحمه الله يريد ان يبين ان ما ذكروه غير صحيح. وان ناقظا واحدا ومكفرا واحدا كاف في الحكم بالكفر والردة بعد الاسلام وان الشرك بالله عز وجل من وقع فيه فانه يكون كافرا بالله ولا يشترط مع هذا ان يجمع ما جمعه المشركون الاولون من التكذيب بالنبي صلى الله عليه وسلم والتكذيب بالقرآن ونحو ذلك. فكون كفار قريش جمعوا انواعا من الكفر. كل واحد منهم كفر باستقلال لو انفرد. لا يعني ان افرادها ليست مكفرة. وهذه المسألة قد رغم واعدناها فيما مضى. قال وهذا هو الوجه السادس. فما معنى الباب الذي ذكر العلماء في كل مذهب باب حكم مرتد. بمعنى المؤلف رحمه الله يقول ان العلماء في جميع المذاهب في المذاهب المتبوعة وغيرها. مجمعون على ثبوت حكم شرعي في حق من وقع فيه وهو حكم الردة الفوا في ذلك مؤلفات الفوا في بيان هذا الحكم وهذه الردة مؤلفات قلة كما ضمنوا الكتب والدواوين الفقهية ابوابا تفصل ذلك حتى انك لا تكاد تجد كتابا فقهيا معتبرا جامعا الا وقد ضمن فيه باب لبيان هذا الحكم. فتجدهم يقولون باب حكم المرتد. وقد يقولون باب ده اي بيان الردة وبيان احكامها. وهذا لا تخطئك العين من في لا تخطئك العين في مشاهدته ان فتشت وقلبت كتب الفقه من جميع المذاهب. ناهيك كما اسلفت عما الف مفردا في بيان هذا الامر. وما هي الردة؟ الردة كفر بعد اسلام وان شئت فقل كفر المسلم هذه هي الردة. الردة كفر المسلمين. او كفر بعد اسلام والمرتد هو من عرفه المؤلف رحمه الله بقوله المسلم الذي يكفر بعد اسلامه ثم ذكروا انواعا كثيرة وما قال احد قط انه لا بد ان تجتمع جميعا في ما ذكروا باطل باجماع الفقهاء. قال رحمه الله وهو المسلم الذي يكفر بعد اسلامه ثم ذكروا انواعا كثيرة نعم ذكروا انواعا كثيرة للردة لا تقتصر على مسألة تكذيب البعث او تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ذكروا اشياء كثيرة عسير احصاؤها ولا يكاد استقصاؤها حتى ان الحجاوية الحنبلية في كتابه الاقناع عد اكثر من اربع مئة ناقض ذكر هذا المؤلف الشيخ محمد رحمه الله في بعض رسائله و لو فتشت في كتب اكبر واوسع لوجدت عددا اكثر. وغير خاف عليك ان المذهب الحنفي اكثر مذاهب تفريعا في هذا الباب. وارادا للصور والنماذج. وغيرهم ايضا اكثر من ذلك. فالشافعية والمالكية والحنابلة. وغيرهم من الفقهاء حتى ممن لم يكونوا من اهل المذاهب المتبوعة وصنفوا وكتبوا وجاءت عنهم المسائل والروايات قد تضمنت كلماتهم بيانا لشيء من هذه المكفرات واسباب الردة فأسباب الردة كثيرة. ومجموعها يرجع الى اربعة انواع الى قول والى فعل والى اعتقاد والى شك مضاد للاسلام تفصيل ذلك كل ما ذكروا من صور ونماذج و قائعة تقتضي الردة راجع الى هذه الامور الاربعة اما الى قول يضاد الاسلام واما الى فعل يضاد الاسلام واما الى اعتقاد يضاد الاسلام واما الى شك. الى شك يضاد الاسلام القول كأن يدعو غير الله. او ان يسب الله او رسوله صلى الله عليه وسلم. او شيئا من دين الاسلام والفعل كأن يسجد لقبر او صنم او ان يبول على مصحف واعتقاد كأن يعتقد مشاركة غير الله له في الخلق والتدبير او شك كان يشك في صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا فهذه الانواع والصور الكثيرة المذكورة في كتب الفقه ترجع الى هذه الاصول الاربعة وانت خبير بان الكلام في الكفر على وزان الكلام في الايمان كما ان الايمان يرجع الى قول وعمل كذلك الكفر يرجع الى قول وعمل. كما ان الايمان يرجع الى قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح كذلك للكفر هذا الذي عليه اهل السنة والجماعة قاطبة. فكل واحد من هذه المكفرات يستقل بالكفر. ولا يشترط فيه مشاركة غيره. ولا يشترط موضع او محل اخر للكفر بمعنى لا يشترط في الحكم بثبوت الكفر بقول مواطئة القلب اي ان يكفر القلب مع كفر اللسان. بل لو كفر اللسان بقول فان الانسان يكفر ولا نظر لنا الى ما في قلبه كما انه لو اعتقد بقلبه وما تكلم ولا فعل فانه يكفر ولا نظر لنا الى قوله او فعله ولذا اجمع السنة كما نقل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على ان من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كافر باطنا وظاهرا. وان كان يستحل هذا السب. وان كان يعتقد تحريم هذا وان كان ذاهلا عن اعتقاده. في وقت السب كان ذاهلا. لم يكن عنده التفات الى ما في قلبه من جهة الاستحلال او التحريم. كل ذلك لا فرق فيه. فالحكم معلق بمجرد القول وبمجرد الفعلي وبمجرد الاعتقاد وبمجرد الشك دون اشتراط شيء اخر. لا تواطؤ اكثر من موضع في اللسان او القلب او الجوارح ولا مشاركة ناقض اخر حتى يحكم بالكفر. اذا قول القول قول باطل باجماع الفقهاء. قال رحمه الله حتى انهم ذكروا اشياء يسيرة عندما لها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه. نعم. من فتش في كتب الفقهاء وجد انهم يكفرون باشياء ضبط مسألة التعظيم والاستخفاف. فقد يتوسع بعض الناس في معنى التعظيم وما يضاد من الاستخفاف فيدخلون ما لا ينبغي ان يصل الى حد الكفر يعني ما لا يعارض اصلا التعظيم الذي يقتضي الاستخفاف الكفري. المقصود انهم قد توسعوا في ذلك وليس مقصودنا تحقيق القول في هذه المسائل الجزئية. وانما ان نقول انهم قد توسعوا حتى في الحكم باشياء بعض الناس حتى قالوا ان من قال مسيجد كفر. صغر كلمة المسجد قالوا هذا استخفاف من قال مصيحف بعض الفقهاء يقول قالوا انه يكفر. من قال قصعة فريد خير من العلم بعض الفقهاء قال انه يكفر. من قال فلان اقصر من سورة الكوثر. بعض الفقهاء قالوا انه يكفر وفي هذا الزمان حدث ولا حرج عن اشياء كثيرة تقال مع الاسف الشديد وتسمع كأن يقال في حق امرأة متحجبة انها خيمة متحركة او في شخص متبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم باعفاءه لحيته يقال في حقه ان انه ذقن التيس هذه ولا شك اشياء يستصغرها ويستسهلها. بعض الناس لكنها عظيم عند العلماء الذين يعرفون احكام الشريعة. قال رحمه الله مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه ليس مراد المؤلف رحمه الله ان الانسان اذا تكلم كلمة بلا شعور انه يكفر بذلك. ليس مراده هذا. فان التكليف شرعا التكفير التكليف شرط التكفير بمعنى لو ان انسانا قال كلمة بلا شعور فانه لا يكفر بذلك. الم تسمع ما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن للرجل صاحب الناقة الذي ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا للتائب. فقال اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ من شدة الفرح فهذا قال كلمة بلا شعور فمن كان الا من والده فانه لا يكفر بذلك. ليس هذا الذي اراده المؤلف رحمه الله. انما اراد شيئا اخر وهو ما يوضح الفرق بين مذهب اهل السنة والمرجئة. فان اهل السنة والجماعة جماعة يقولون انه يكفر بلسانه دون قلبه ويقصدون انه لا في كفره بقوله مواطئته قلبه للسانه في كفر لا يشترط مواطئة قلبه للسانه في الكفر قال كلمة الكفر وهو مكلف يعرف ما يقول فان هذا كاف في الحكم بكفره ولا نظر لنا الى ما في قلبه كما ذكرت لك ذلك قبل قليل بخلاف قول المرجئة الذين يقولون ان القول الظاهر والفعل الظاهر ليس كفرا انما هو امارة على الكفر فهو بمنزلة شهادة الشهود الذين قد يصيبون وقد يخطئون. مجرد امارة انما يكون كافرا لو كفر بقلبه وسبب ذلك انهم كما حصروا الايمان في القلب بالمعرفة او التصديق فانهم حصروا الكفر في القلب بالجهل او التكذيب. وهذا لا شك كما ذكرت لكم انه باطل بل الحكم يتعلق بالقول دون النظر الى القلب كما يتعلق بالقلب دون النظر الى القول او الفعل والله عز وجل كما سيأتي معنا علق الحكم بالكفر على القول دون الى الى ما في القلب لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة اذا هذا الذي اراده المؤلف رحمه الله قال او كلمة يذكرها على وجه المزح اذا مناط الحكم بالكفر هو القول او الفعل. وليس ما في القلب كما قد تجده في بعض كتب الفقه التي كتبت على تأثر بعقيدة المرجئة يقولون ان من سب مثلا او استهزأ بالله او رسوله او ثوابه او عقابه الى اخره صلى الله على نبينا محمد فانه يكفر ان استحل ذلك. فانه ايش؟ يكفر ان استحل ذلك لا شك ان هذا باطل. ليس بصحيح هل ترى احد من الفقهاء يقول ان من كذب او اغتاب كفر ومراده ان استحل ذلك؟ اجيبوا يا جماعة يعني صار السب كالكذب والغيبة صح ولا لا؟ لانك تقول هو كافر ان كذب مستحلة كذلك الامر اذا اشرك في دعائه او سب او استهزأ فانه كفر بايش؟ باستحلاله وهذا لا شك انه باطل ليس بصحيح. بل الحكم معلق بماذا؟ بمجرد هذا المزاح القوي وبمجرد هذا السبو بمجرد هذا اللعب الذي يكون بقول او بفعل قد يكفر لاعبا بفعله كان يغمزه بعينه او يحرك يدها واصابع على سبيل الاستهزاء والسخرية في سياق آآ تحديث باية او ذكر اية او حكم او نحو ذلك بحيث يكون العرف مقتضيا لان هذا استهزاء او سب من جهة الفعل. المقصود ان المؤلف رحمه الله يريد ان يبين لنا ان ما ذكروا باطل. باجماع العلماء لان العلماء متفقون متفقون على ثبوت ها حكم الردة في حق ها من اتى قولا كفريا فقط او فعلا كفريا وليس افعالا وليس اقوالا واضح؟ كذلك بالنسبة للاعتقاد او الشك. ما ذكر باطل بيقين والله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ويقال ايضا الذين قال الله فيهم يحلفون ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. اما سمعت الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون. احسنت. كذلك هذه الاية التي تضمنت الوجه السابع للرد على شبهتهم. فيها بيان ان الكفر يكون بكلمة ولا يحتاج ولا يحتاج في الحكم به الى اجتماع المكفرات. هذا الذي اراد قد تكون مؤلفة الكفر يكون بماذا؟ بكلمة لان الله تعالى يقول ولقد قالوا ها؟ كلمة الكفر كفروا بعد اسلامهم. فالكفر حصل وكانت علته ها كلمة وليس وليس كلمات او مكفرات كلمة الكفر قالوا كلمة الكفر الامر. فبطل قولهم كما ذكرت لك قبل قليل. ان الحكم معلق بهذا المكفر قوليا او فعليا او اعتقاديا فالامر فيه كما قال تعالى لقد كفر الذين قالوا قالوا ان الله ثالث ثلاث لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. فمن قال هذه الكلمة مخبرا عن اعتقاده وليس حاكيا عن غيره او تاليا مثلا لاية او نحو ذلك فانه يكون كافرا بمجرد هذا القوي. اذا اخبر بذلك راضيا بهذا الحكم تدل على ان هذا قوله فانه يكفر بمجرد هذا القول كما قدمنا. قال رحمه الله اما سمعت الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون نعم هم كذلك الا انهم يفعلون هذا ظاهرا هذا هو الصواب في فهم الاية انهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون ويحجون والى اخره ولكن هذا كان منهم ظاهرا لان الاية في المنافقين الاية في المنافقين دون شك. لان الله سبحانه وتعالى قد قال قبلها يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلق عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير. ثم قال ايش؟ ها؟ يحلفون بالله ما قالوا الى اخره الاية في من؟ ها؟ في المنافقين قطعا. ويدل على هذا ايضا ما جاء في سبب نزول هذه الاية وقد رويت عدة روايات وذكرت عدة اسباب لنزول هذه الاية وان كان اشهرها انها نزلت في قول الجلاس ابن سويد الانصاري وكان اذ ذاك منافقا ثم انه قد تاب الى الله ورجع وحسن اسلامه بعد ذلك قال ان كان ما يقول هذا الرجل حقا فلنحن شر من الحمير فابلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ثم جاء ليحلف لرسول الله صلى الله عليه وسلم انه ما قال ذلك وقيل انها نزلت في غيره من المنافقين وبعض اهل العلم وهذا اختيار ابن رحمه الله وكذلك القرطبي في تفسيريهما انه آآ ان هذه الاية عامة في كل اقواله المنافقين. كانه لم يثبت عندهم شيء مما ذكر في سبب نزوله. فالمقصود ان هذه الاية في المنافقين ومع ذلك فالاستدلال بها مستقيم. الاستدلال بها مستقيم حتى ولو كانت في ماذا؟ ها في المنافقين لان المنافقين تصدر عنهم مكفرات تصدر عنهم ماذا؟ مكفرات. والله عز وجل ذكر ها هنا مكفرا من جملة ما وقع منه اليس كذلك؟ الله عز وجل يقول ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم كفروا بعد اسلامهم ظاهرا كفروا بعد اسلامهم ظاهرا هم كانوا كفارا حقيقة مسلمين ظاهرا فصاروا كفارا ظاهرا وباطنا. فمن يا جماعة؟ وكفروا بعد اسلامهم اي الكفر الظاهر لان المنافقين محكوم لهم بماذا؟ محكوم نحن نحكم عليهم بماذا بالاسلام الظاهر. فصار كفرهم بهذه الكلمة. كفرا طاهرا كما كما هو باطن في الاصل. فاستمع في حقهم الكفر الظاهر مع الكفر الباطن. اذا تفهم الاية هكذا ولقد قالوا الكفر وكفروا بعد اسلامهم الكفر الظاهر. اذا مناط الحكم مناط الحكم حكم بالكفر تعلق بماذا؟ بكلمة الكفر. اذا كل من قال كلمة الكفر كفر. سواء كان في الباطن من قبل مؤمنا او كافرا. اعيد قل له كل من قال كلمة الكفر هذه الاية تدل على ان كل من قال كلمة الكفر ها؟ كفر وحكم عليه بالكفر بغض النظر عن كونه في الباطن ها من قبل مؤمنا او كافرا. فلو كان مسلما من قبل فقال كلمة الكفر ها؟ حكمنا بكفره لان الله عز وجل جعل علة الحكم بالكفر ها النطق بكلمة الكفر. فمن قال كلمة الكفر بنص الاية كفر بعد اسلامه بغض النظر ها عما كان عليه حاله من قبل هل كان في الباطن ايضا كافرا كحال المنافقين او كان مسلما علة الحكم بالكفر ها اكرر ها قول كلمة الكفر بغض النظر عما عليه قبل قلبه قبل ذلك وهذا آآ كاف في بيان المقصود فاستدلال المؤلف رحمه الله استدلال صحيح. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله ذلك الذين قال الله فيهم قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم. فهؤلاء الذين صرح وهو في كتابه انهم كفروا بعد ايمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. قالوا كلمة ذكروا انهم قالوها على وجه المزح واللعن فتأمل هذه الشبهة. هذا هو الجواب المقارب في المعنى من الجواب السابق. فكلا الاية تدلان على المعنى نفسه وهو ان مناط الحكم بالكفر قد يكون ها كلمة واحدة. فهذا هو الذي اه اراد المؤلف رحمه الله ان الكفر حاصل بكلمة ولا يشترط ها اجتماع المكفرات لا يشترط اجتماع المكفرات. وعندنا في هذه الاية مسائل اولا ان اصل الايمان مبني على تعظيم الله عز وجل. وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم. فما واعظم لكن كلاهما كفر ومضاد للاسلام. ما كان استهزاء صريحا او سبا صريحا فلا شك ان هذا مضاد للاسلام من كل وجه وسبب للردة بالله المسألة الثانية تتعلق بفهم الاية هؤلاء الذين اخبر الله عز وجل عنهم في قوله قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا. قد كفرتم بعد ايمانكم اكانوا مؤمنين ضعاف الايمان يعني معهم اصل الايمان ومعهم نفاق. لم يخرجوا به من الاسلام. ففيهم نفاق وفيهم الايمان ثم ارتدوا بهذه الكلمة. فكفروا بعد ايمانهم. هذا ما ذهب اليه طائفة من اهل العلم وهو الذي يفهم من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الايمان وكأن المؤلف رحمه الله يميل الى ذلك كما سيأتي من استدلاله بهذه الاية في اخر هذا الكتاب او ان هذه الاية نزلت في منافقين نزلت في منافقين وهذا ما كرر ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الصارم المسلول. الذي يبدو والله اعلم ان الثاني هو الصواب وهو الذي عليه عامة اهل العلم. ان الذين اخبر الله عز وجل عنهم في هذه الاية وانهم كفروا بعد ايمانهم قد كفرتم بعد ايمانكم انهم منافقون. وليسوا مسلمين ثم ارتدوا. ويدل على هذا امور. اولا سياق الاية سباقها ولحاقها. الله عز وجل يقول قبلها يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون ثم قال ولئن سألتهم لا انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون. اذا الحديث عن من؟ يحذر المنافقون فالحديث كان عن المنافقين والاخبار كان عن استهزاء المنافقين. ثم ما بعدها ايضا ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة بانهم كانوا مجرمين المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض فدل هذا على ان الكلام انما تعلق بمنافقين ويزيد هذا تأكيدا وجه ثان وهو ما جاء في سبب نزول هذه الاية وان عوف بن مالك رضي الله عنه قال لمن تكلم بكلمة الكفر وسخر واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه حينما قال ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء قال كذبت ولكنك ها ويدل على هذا او يزيده بيانا الوجه الثالث وهو ان هذه الاية من سورة التوبة الفاضحة للمنافقين. فان هذه السورة العظيمة قد كثر فيها الكلام عن المنافقين وبيان صفاتهم. فهذا مما يؤكد ان الاية فيه المنافقين وزد على هذا امرا رابعا يؤكد ما سبق ايضا وهو ان السخرية والاستهزاء ديدن المنافقين. وصنعتهم. ولذا اخبر الله عز وجل في سورة البقرة انهم يقولون انا معكم انما نحن ها مستهزئون. الذي والله تعالى اعلم ان هذه الاية نزلت في المنافقين. ومع ذلك الاستدلال بها صحيح. لان هؤلاء كانوا مؤمنين حكما كافرين حقيقة كانوا مؤمنين حكما محكوم لهم ها بحكم الايمان الظاهر. ثم لما قالوا هذه الكلمة كلمة الكفر سخروا برسول الله صلى الله عليه وسلم فانهم كفروا ظاهرا فصار محكوما عليهم بالكفر ها الظاهر كما كانوا كافرين كما قلنا في الاية السابقة وكلاهما في سورة التوبة. اقول الاستدلال مع هذا مستقيم لان اه تأخير الحكم عليهم الى الوقت الذي قالوا فيه هذه الكلمة هم في الاصل ايش؟ كانوا كفارا تأخير الحكم عليهم بالكفر الى الوقت الذي قالوا فيه هذه الكلمة. حكم الله عز وجل عليهم بالكفر قد كفرتم بعد ايمانكم دليل على ان علة الكفر ها؟ الكلمة التي قال دل هذا على ان علة الكفر الكلمة التي قالوا اذا كل من قال كلمة الكفر ها كفر بغض النظر عن كونه في الاصل ها في قلبه مؤمنا او او كافرا. فالاستدلال بها مستقيم لا شك في ذلك. طيب المسألة الثالثة هذه الاية فيها دليل على ان من نطق بكلمة الكفر عالما بتحريمها. من نطق بكلمة كفر عالما بتحريمها. لكنه لا يعلم انها تبلغ به درجة الكفر انه يكفر بذلك. يشترط ان يكون عالما تكريمها. ولا يشترط ان يكون ضانا بلوغها ها مبلغ الكفر بدليل ان ظاهر الاية فيها انه اعتذروا عن مقالتهم لا بانهم كانوا يعتقدون معناها وانما قالوها ماذا قالوها عن لعب واستهزاء. فدل هذا على انه لا يشترط ان يظن انها تبلغ الكفر. بل حتى لو كان يعلم انها محرمة ثم تكلم بها يسخر ويلعب ويستهزئ ويقطع الوقت مثلا يقول له انا ما كنت ادري انها توصلني الى حد الكفر نقول ان هذا يصل الى حد الكفر ابانا عن هذا الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله وكذلك المؤلف رحمه الله في بعض رسائله اذا حذاري يا اخوة الكلمة شأنها عظيم. اكثر ما يدخل الناس النار. الفم والفرج في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ان الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها او قال لا يتبين ما فيها. يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب. اعوذ بالله كلمة ويتساهل ولا يبالي ولا ولا يضع في ذهنه الناقة قد تبلغ به ما بلغت واذا بها تكون سبب خسارته والعياذ بالله. اذا لا بد لا بد من ضبط وحذاري من التساهل والقاء بالكلام. خض فيما شئت والعب ولكن قف عند حد المطالب الدينية. شيء يتعلق وبالله او برسوله صلى الله عليه وسلم. او بالرسل او بالملائكة او بالثواب او بالعقاب او بالتشريعات او بغير ذلك مما له صلة بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فضع بينك وبين الخوض فيه الف حاجز. فالخسارة ها هنا ليست دينارا ولا درهما. ولا ناقة ولا بعيرا انما الخسارة اعظم من ذلك بكثير. ولا مجال للاستدراك ان مات الانسان دون توبة ليس هناك كما يقولون اليوم دور ثاني في الاخرة في دور ثاني هل لك نفسان تجرب تتكلم تخوض فان وقعت في عطب تعوض بنفس ثانية تعود مرة اخرى للحياة فلا تكرر الخطأ الجواب لا اذا اغضب لسانك. حتى من طلاب العلم. حتى من طلاب العلم قد تفلو كلمات تسمع تارة وتارة يضحك ويسمع يمزح يقول انا امزح مع اصحابي. يمزحون بماذا؟ يمزحون باية. يمزحون بحديث. يمزحون شرعي يستهزئون بسنة يقول انا اضحك وامسح لا يا عبد الله حذاري من من هذا السفه الموصل الى الخسارة. الامر الرابع مسألة والاستهزاء. اجمع المسلمون قاطبة. على ان من سب الله او سب رسوله صلى الله الله عليه وسلم. او استهزأ بالله. او استهزأ برسوله صلى الله عليه وسلم. او بسنته او بشيء من الثواب والعقاب. الى اخر ما هنالك. فانه يكون بذلك ان كان مسلما يكون مرتدا غليظ الردة وان كان كافرا فقد غلوظ كفره. وان كان ذا عهد انتقض عهده هذا مما اجمع عليه المسلمون. فان الكفر دركات والعياذ بالله ومن اشنع واقبح تلك الدركات ان يخوض الانسان بالله او رسوله صلى الله عليه وسلم. او ان يستهزأ ويسخر بالله او برسوله صلى الله عليه وسلم السخرية او السب لله او لرسوله صلى الله عليه وسلم كفر وزيادة وكل ما هم عليه من الكفر او الشرك تضمنه السب وزيادة امر اقبح واشنع. فان سب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتضمن سبا لمرسله سبحانه وتعالى. وصلى الله على نبينا وسلم. لانه ما سب لشخصه انما سب لانه رسول الله. وهذا يتضمن السب لرسالته والسب لايات الله والسب للتوحيد. والتزيين للشرك صار هذا اعظم ما يكون من الكفر. اضف الى هذا ان سب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقبيحه في اعين الناس. اعظم الفساد في الارض لانه يتضمن الصد عن سبيل الله عز وجل وعن الوصول الى هداه. اتعلمون علما موروثا اتعلمون وحيا عن الله عز وجل في هذه الارض. من غير طريق محمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته اجيبوه. فاذا حيل بين الناس وبين هذا الخير والهدى بالسخرية والاستهزاء والطعن والسب. اي فساد اعظم من هذا الفساد اضف الى هذا ان الاذى والضرر الذي يقع على ام محمد صلى الله عليه وسلم بسبه اعظم ما يكون من الاذى والضرر. وقد ابان عن هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم. ارأيت لو ان ميتا سب وطعن فيه. الا يتأذى اهله ومن يلوذ به ويتضررون اذا كيف بامة محمد صلى الله عليه وسلم؟ الذي رسولها الى قلوبها احب اليها من كل شيء. خلى محبة الله سبحانه وتعالى. وهو المفدى الاباء والامهات صلى الله عليه وسلم. الا ينال المسلمين اذى وضرر عظيم بالوقيعة في عرضه عليه الصلاة والسلام؟ بلى والله. بل كلما كان الانسان اشد حبا واتباعا وتعزيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان الاذى والضرر الواقع عليه من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم او الاستهزاء به اعظم انه لا شيء لا شيء اشد تهييجا للغيظ في القلوب المؤمنة من الوقيعة في رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالامر عظيم. ولذا في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم من لي بكعب ابن الاشرف؟ فانه اذى الله ورسوله اذى الله ورسوله. كعب ابن الاشرف يهودي. هو في اصله كافر لكن متى قال صلى الله عليه وسلم اذى الله ورسوله؟ لما صار يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا الامر عظيم. ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا. شيء يؤذي الله. ويؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم الا يزعجك يا ايها المؤمن؟ شيء بهذه المثابة ايصح ان يتناوله الانسان باطراف اصابعه؟ لا والله بل هذا من المقامات الايمانية ان يشتد الامر على المؤمن ويتغيظ قلبه ويشتد حنقه حين يتناول كافر من الكفار رسول الهدى محمدا صلى الله عليه وسلم بشيء من السب والسخرية. والله ان هذا من المقامات الايمانية التي ينبغي ان يزن الانسان نفسه فيها. الامر والله ليس سهلا. انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروهم وتوقروهم التعزير كلمة جامعة لكل معاني نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنعه مما يؤذيه. عليه الصلاة والسلام. اذا هذا مما يجدر يا اخوته التنبيه عليه والتذكير به. وابشروا يا امة الاسلام. فالله سينتقم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. كما انتقم للانبياء الذين استهزأ بهم من قبل ولقد استهزأ برسل من قبلك. فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون فنحن نتربص بهؤلاء الساخرين. المستهزئين الذين تناولوا العرض الشريف. نتربص ان ينتقم الله عز وجل. ومن كل من دار عتبة الشريف صلى الله عليه وسلم. الله عز وجل اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه والسلام عليكم