سلام. في الله الذي لا اكره له. في الله الذي هو عليم بكل شيء. في الله الذي اي هو قائم على كل نفس بما كسبت. في الله الذي يريد وما بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب كشف الشبهات. فان قال اتنكر شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتتبرأ منها فقل لا انكرها ولا اتبرأ منها بل هو صلى الله عليه وسلم الشافع المشفع وارجو شفاعته. لكن لكن الشفاعة كلها لله كما قال تعالى قل لله جميع الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فقد عطف المؤلف رحمه الله الكلام عن الشفاعة عقيب كلامه عن العبادة والشرك فيها وسبب ذلك ظاهر فان قاعدة الشرك الاساسية هي ان المشركين قد تعلقت قلوبهم بالشفاعة فاعظم شرك المشركين قديما وحديثا راجع الى اتخاذهم الشفعاء القوم اعتقدوا انه لا يحصل مرغوب ولا يدفع مرغوب الا باتخاذ واسطة بينه وبين الله عز وجل فقدر الله عندهم قدر ملك من الملوك او سلطان من السلاطين الذين لا تنجحوا المقاصد عندهم الا اذا توسط لديهم شافع يقبلون شفاعته. هذا هو اساس شرك المشركين. كما قال ابن القيم رحمه الله فالشرك وتعظيم بجهل من قياس الرب بالامراء والسلطان. ظنوا بان الباب لا يغشى بدون توسط الشفعاء والاعوان وبئس القياس. فالبول شاسع ورب السماء. بين الرب الملك العظيم سبحانه وبين ملوك الدنيا الفقراء الضعفاء المحتاجين ملوك الدنيا لم يسعوا الناس رحمة وعلما فلذا هم بامس الحاجة الى من يعلمهم بما يجهلون من حال الرعية والى من ينبههم الى عواقب الامور. والى من يعطف قلوبهم على رعيتهم. واشياء اخرى من هذا القبيل اما الله جل في علاه فانه قد وسع كل شيء رحمة وعلما. فهو العليم باحوال عباده الحكيم الذي له في كل ما يقدر فيهم حكمة بالغة والذي رحمته وسعت كل شيء. فما حاجته وهو الغني بذاته. الى هؤلاء الشفعاء. اذا تنبه يرعاك الله الى هذا الامر الذي قد استولى وتمكن من قلوب هؤلاء المشركين في القديم والحديث حجتهم قديما وهي حجتهم حديثة. فلا يزالون يرددونها يقولون ان من له جاه عند الملك حصول المقصد والحاجة تكون ارجى بتوسطه بهذا الذي له جاه وحظوة وله ادلال عند صاحب الامر. فلذا نحن نقصد وهم يرفعون الحوائج والرغبات. نسألهم وهم يسألون الله. وهذا اقرب وانجح لتحصيل المقصود. انهم يسيرون حذو القذة بالقذة سيرى المشركين الاولين ولا فرق. الحجة نفسها والسيرة نفسها اذا تنبه يا رعاك الله الى هذا الامر وهو ان اعظم اسباب شرك المشركين قديما وحديثا تعلقهم بالشفاعة ومما يقرب فهم ذلك لك. ان تنظر في حالهم. كيف انهم اذا وردوا يوم القيامة و رأوا تلك الاهوال العظيمة وما هو ينتظرهم فانه مباشرة يسألون عن هذا الشيء الذي تعلقت قلوبهم به فهل لنا من فيشفعوا لنا مباشرة دين وملتفت الى هذا الشيء الذي استولى على قلوبهم كذلك يندبون حظهم وقد كبكبوا في النار عياذا بالله فيقولون فما لنا من شافعين؟ هذه هي القضية التي كانت المستولية عليهم في الدنيا. التعلق بالشفاعة وظنوا ظنا فاسدا انهم يعظمون الله. وانهم احقر من ان يرفعوا حوائجهم الى الله وهذا تعظيم فاسد صاحبه سوء ظن بالله عز وجل ظنوا به ظن السوء. ظنوا به غير الحق. وصدق الله وما قدروا الله حق قدره. لو قدروا الله حق قدره. لعظموه حق تعظيمه فاعتقدوا انهم القدير الرحيم العليم المجيب السميع البصير سبحانه وتعالى. توجه اليه وحده وسألوه وحده لو عظموه حق تعظيمه لصدقوا كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداع اذا دعان. ما قال الله التمسوا من يشفع لكم عندي حتى تحصلوا على مقاصدكم اذا هذا شيء مهم لابد من فهمه ابتداء لماذا تركيز القوم على موضوع الشفاعة؟ وحتى تفهم هذا الموضوع الفهم الصحيح فاني انبهك الى انه منضبط بثلاثة ان فهمتها واستوعبتها جيدا فابشر بانك بتوفيق الله وصلت الى فهم الموضوع الفهم الصحيح وتزول عنك لتفريقه سبحانه كل شبهة تتعلق به الضابط الاول فرق بين الشفاعة الدنيوية والشفاعة الاخروية. انتبه لهذا فانه فرقان عظيم في هذا الباب بين الحق والباطل. فرق وانه لفرق شاسع بين الشفاعة الدنيوية التي يعرفها الناس ويتعارفونها فيما بينهم. ويطلبونها فيما بينهم وبين الشفاعة الاخروية التي تكون بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة والقوم خلطوا بينهما. فضلوا كثيرا انت اذا تأملت في ايات القرآن في شأن الشفاعة وجدت ان الشفاعة تارة تنفى نفيا مطلقا. لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة. لا شفاعة. وتجد تارة اثبات ان الشفاعة كلها لله. قل لله الشفاعة جميعا وتارة تجد نفي الشفاعة الا باذنه. وتارة تجد نفي الشفاعة الا فيمن رضي الله عنه. اذا لاحظت هذه المسالك في بيان موضوع الشفاعة. يتلخص لك ان الشفاعة الدنيوية المعروفة في الناس منفية في الاخرة والثابت في الاخرة شفاعة ملك لله تبارك وتعالى لا تكونوا الا باذنه. فيمن رضي عنه. هذه خلاصة الموضوع واعود فاقول فرق بين الشفاعة الدنيوية المنفية والشفاعة الاخروية التي هي ثابتة يوم القيامة والفروق يمكن ان نعيدها الى ثمانية فرق اولا الشفاعة الدنيوية التي يعرفها الناس والتي يطلبها الناس الشافع فيها محرك كن مؤثر بل ربما كان بمنزلة الامر المكره الشفاعة التي تكون في الدنيا وهي التي عرفنا انها الوساطة في قضاء الحوائج الشافع فيها يحرك قلب المشفوع عنده. لاجل ان يرضيه وهو كاره او ان يعطفه وهو مبغض او ان يجعله موافقا وهو رافض الى اخر ما هنالك. فهو يؤثر في المشفوع عندهم. ويجعله يغير رأيه. فيعطف او يرحل مسجونا او معاقبا او يمنح منحة او وظيفة او ما شاكل ذلك. فصار هذا الشافع هو الذي حرم المشفوعة عنده فاثر عليه. بل ربما كما ذكرت لك كان بمنزلة الامر المكره اذا كان له حظوة عظيمة عند المشروع عنده وله عليه اذلال كبير. وله وعليه سلطان كابنه الذي يحبه جدا او كزوجه او كصديقه الحميم او ما شاكل ذلك. فان الامر ربما يقرب الى درجة ان يكون امرا والمشروع عنده. يخضع ويرضخ لطلبه. فيوافق اويظن مسلم هذا الظن في الله عز وجل ان الله عز وجل كان جاهلا بعواقب الامور وحاشاه. وجل ربنا وعز ثم جاء الشافع فاعلمه بما كان يجهل من عواقب الامور. او ابان له حكمة في شيء اراد غيره ايظن احد هذا في الله عز ما اراده كونا فانه كائن لا محالة. هل يظن احد هذا في الله عز وجل اذا شتان بين الظن الذي ظنوا ان الشفاعة في الاخرة من جنس الشفاعة التي تكون في الدنيا فرق ثان وهو ان الشفاعة دنيوية يحدث المشفوع اي عفوا يحدث الشافع في علم المشفوع عنده ما لم يكن يعلم كما ابنت هذا ويزيد هذا الفرق الامر بيانا انه يعلمه باشياء كانت غائبة عنه انت تعاقب شخصا بريئة لا يستحق فانا اتوسط لك بالعفو عنه انا اتوسط عندك في العفو عنه فهو يحدث في علم المشفوع عنده شيئا ما كان يعلمه. وهذا لا يجوز ان يعتقد في الله تبارك وتعالى بل من اعتقده في الله كفر. فالله بكل شيء عليم. وعلمه جل وعلا واسع شامل لكل شيء. ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون الفرق الثالث ان الشفاعة الدنيوية حصول المقصود بها انما يكون بمشاركة بين الشافعي والمشروع عنده. قال تعالى وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء. شركاء في حصول المقصود هذا لا يكون في الاخرة اما في الدنيا فيكون. حصول المقصود من الشفاعة الغاية التي شفع فيها لا تحصل في الشفاعة المعروفة بين الناس الا اذا تشارك الشافعي والمشفوع عنده. فاجتمع الامران شفاعة وتأثير من الشافع وفعل من المشروع عنده فحصل المقصود بهذه المشاركة. والله وتر لا يشفع. الله واحد احد لا شريك له لا يشاركه احد في شيء من الاشياء قط اذا من ظن ثبوت شفاعة من جنس الشفاعة التي اعتقدها مشركون يوم القيامة فقد ظن بالله ظن السوء. هذا هو ظن الجاهلية. الذي اوردهم التلف. وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم. اي والله هذا الظن الذي ظنوه في الله تبارك وتعالى. الامر او الفرق الرابع قبول المشفوع عنده للشفاعة الدنيوية. راجعوا اما الى رغبة واما الى رهبة واما الى حاجة. الشفاعة التي تكون في الدنيا ويعرفها الناس وجاء نفيها في كتاب الله عز وجل شفاعة يقبلها المشفوع عنده اما لرغبة يريد ان يكسب محبة من شفع عنده لانه يزداد بهذا حظوة عنده او على الاقل يرغب في الاجر. ان كان صالحا لا بد انه يرغب في شيء يريد تحصيل شيء لم يكن حاصلا. او يريد تحصيل شيء موجود فيريد زيادة منه او رهبة يخاف انه ان رد الشافعة انفض عنه وتكدر خاطره او تغير ولاؤه الشفاعة التي يتعارفها الناس اليوم غالبا تدور بين شفاعة محبة وشفاعة وجاهة. ان يشفع حبيب عند محبه او ان يشفع وجيه عند صاحب شأن كامير ورئيس الجند وشكل ذلك فهو يخشى انه ان رده ان يتغير عليه او ان ينفض من بقائه عنده. او لحاجة هو يحتاجه. هو يريد ان يلبي له هذا لان له حاجة عنده. اعمل لي واعمل لك اصنع لي واصنع لك. لبي لي البي لك. وهكذا احوال الناس امورهم تقوم غالبا على سبيل المعاوضة صح ولا لا؟ فهو يحتاج فيقبل بناء على هذه الحاجة وحتى لو لم يقبل وحتى لو رده فانه يبقى متكدر الخاطر منغصا في حاله الرد شفاعة شخص يحبه او يحتاجه او ما شاكل ذلك. واني لاسألكم ايظن هذا في الله انه يقبل شفاعة الشافعين يوم القيامة. لرغبة منه او رهبة او حاجة نعوذ بالله من هذا الظن. سبحان رب العزة عما يصفون الله هو الغني بذاته يستحيل الا ان يكون غنيا غني بذاته تبارك وتعالى له الغنى المطلق عن كل احد وعن كل شيء. سبحانه وتعالى. اذا بين الشفاعة التي اعتقدها المشركون وانها تكون لشفعائهم والشفاعة التي اثبتها الله عز وجل وستكون يوم القيامة فرق شاسع. الفرق الخامس في الشفاعة الدنيوية اعتماد المشفوع له غالبا على الشافعي لا المشفوع عنده في الشفاعة الدنيوية. اعتماد وتعلق شافع والرجاء الذي يكون عنده انما يتعلق بمنهج جماعة. غالبا بالشافع وليس بالمشفوع عنده. ولذلك نتلطف يقول الامر معلق بك لابد ان تجتهد لي في حصول مقصودي. ولذا مما دلك على هذا ما ذكرته لك انفا ان قلوب القوم متعلقة بالشفاعة والشفعاء حتى قال قائلهم ان لم تكن في معاذي اخذا بيدي فضلا والا فقل يا زلة القدم. القضية معلقة بماذا؟ شافع يشفع. فيأخذ بيده. والذي لا يرتاب فيه مسلم ان الرجاء والتوكل والاعتماد والتفويض يجب وجوبا ان يتعلق بمن ان يتعلق بالله ان يتعلق عنده سبحانه وتعالى. بخلاف حال الشفاعة التي تكون في الدنيا الامر السادس الشفاعة الدنيوية لا الشافع فيها الى المشفوع عنده لا اثنا ولا امرا. حتى يشفع الشافع في الدنيا فانه لا يفتقر ولا يحتاج ان يأخذ اذنا من المشفوع عنده. صح ولا لا يا جماعة؟ اجيبوا انما يهجم عليه هجوما شاء ام ابى حتى ولو على ويهمنا حتى لو كان صاحب الشأن وصاحب الامر والقرار لا يريد ان يكلمه احد في في شأن فلان لا يريد انتهى الامر عنده وهو عازم على الايقاع به. تجد ان هذا الشافعي ماذا؟ يشفع عنده ولو ولو لم يرد ولو كره وهل يظن مسلم ان هذا يكون في الشفاعة الاخروية؟ التي فيها الشفعاء عند ربنا جل في علاه. ولذا يقول سبحانه من ذا الذي يشفع بنته الا باذنه انظر الى هذا الاستفهام الانكاري المشوب بالتحدي. من يجرؤ على ان يشفع عند الله دون ان يأذن الله اذنا كونيا واثنا شرعيا. فيأذن الله ويشاء الشفاعة ولو لم يكن هذا والله لا تكون اثنا شرعيا فيأمر بالشفاعة ويقول للشافع اشفع واشفع تشفع كما في الصحيحين. فشأن الله اعظم. مما ظنه المشركون شأن الله اعظم من ان يشفع احد عند الله دون دون ان يأذن سبحانه وتعالى يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه والله ما احد يجرؤ على ان يتكلم بين يدي الله عز وجل الا بعد اذنيه تبارك وتعالى. لمن شتى بين الشفاعة الدنيوية التي ظنها المشركون والشفاعة الاخروية التي اثبتها الله سبحانه وتعالى. الفرق السابع الشفاعة دنيوية لا تستلزم رضا المشفوع عنده عن المشفوع ولذا يشفع عند اهل الدنيا لكل احد في من يرضى عنه او من لا يرضى عنه المشهور عنده انه ليس بشرط. اما شأن الله فاعظم. قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى. من رضي الله عنه واراد رحمته هو الذي يأذن شفاعة وما سواه فلا. الفرق الثامن الدنيوية يهمل فيها كثيرا اتخاذ اسباب الموصلة الى تحصيل المقصود اعتمادا عليها في امور الدنيا ان كان يطمح الى منصب او الى او الى دراسة وهو يعلم ان عنده شفاعة او كما يقولون اليوم عنده واسطة قوية فانه لا يهتم كثيرا بماذا؟ بالاستعداد والمثابرة تحصيل السبب لان عنده ايش؟ كما يقولون عنده حرف الواو عنده واسطة اما الشفاعة في الاخرة فان حصولها لاحد يستلزم تحقيقه العبودية لا الخروج من ربك العبودية وهذا من المزالق التي انزلق فيها المشركون. فان التساهل بين في التزامهم بالشرع بل واضح تحللهم من ربقة في العبودية ووقوعهم في ضدها وهو الشرك بالله عز وجل. لانهم واثقون تمام الثقة ان الشفاعة تبلغهم مأمنا وتحصل مرغوبهم لماذا التعب؟ اما الموحدون فانهم اعتقدوا ان تحصيل الشفاعة انما هو تحقيق العبودية وتخليصها وافراد الله عز وجل الا بها ولذا. لما سأل ابو هريرة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال من اسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله. هل وقته؟ هل وقفته في من الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له هو الذي فوض الامر الي. وسأل اياها وتوجه الي في شأنها. وقفتم على شيء من هذا؟ ما الذي قاله صلى الله عليه وسلم. اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة. من قال لا اله الا الله اه خالصا من قلبه او نفسه. التوحيد. اخلاصه الديني لله وحده لا شريك له. وهذا الحديث في صحيح البخاري. وفي قرينه صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة عجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي شفاعتي لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا اذا الشفاعة الاخروية لا بد فيها من حصول سببها وهو تحقيق العبودية لله عز وجل. حتى يفوز الانسان برضا الله فيكون مؤهل للشفاعة والله لا يرضى الا توحيده. والا اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم اذا هذه يا اخوتاه هي الفروق التي يتجلى بها الفرق بين المثبت والمنفي. وهذه مسألة في غاية الاهمية انزع من قلبك اي ظن من ان الشفاعة التي تكون يوم القيامة للنبي صلى الله عليه وسلم او للانبياء او الملائكة او للمؤمنين انها تشبه الشفاعة التي يعرفها الناس اليوم الامر ليس كذلك البتة. بين المقامين شيء عظيم من الفرق ولذا نفى الله عز وجل هذه الشفاعة المضمونة بل لا تكاد تجد ان الشفاعة الاخروية ترد الا استثناء. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهذا لاجل ان ينزع من القلوب اي اشتباه بين الشفاعتين فالشفاعة الاخروية فيها تعظيم لله وشفاعته التي ظنها المشركون وظنهم ظنوا الباطل توهموا ان هناك شفعاء والواقع انه لا شفعاء. بما ظنوا والله ما في شفاعة والشأن في هذا كالشأن كالشأن في الاله اتخذوا الهة والواقع انه ها؟ لا الهة حقا مع الله. كذلك لا شفعاء كما ظن هؤلاء ولا يكون شيء من هذا البتة وما نرى معكم شفعاء الذين زعمتم انهم فيكم شركاء. اذا هذا اساس متين لفهم هذا الموضوع. الضابط الثاني الشفاعة ملك لله الشفاعة ملك لله. قل لله الشفاعة جميعا هذا اساس متين يجب ان تعتقده يا عبد الله. الشفاعة ملك لله فهو يأذن بها اذا شاء. لمن شاء. في الوقت الذي يشاء في من شاء فالامر منه واليه تبارك تعالى حقيقة الشفاعة يا اخوة ان الامر فيها ابتداء وانتهاء راجع لله عز وجل. حقيقة الامر لخصه ابن القيم رحمه الله في كتابه اغاثة اللهفاء. وبالمناسبة عقد المؤلف رحمه الله فصلا في هذا الكتاب في بيان الشفاعة كلامه فيه من احسن الكلام. بل لعلك لا تجد من جلى هذا الموضوع واوضحه. كما ينبغي كما فعل ابن القيم رحمه الله في هذا الفصل من كتابه اغاثة اللهفة. فانا اؤكد عليك ان كنت تريد فهم هذا الموضوع على وجهه ان تقرأ هذا الفصل. اقول يا اخوة ابن القيم رحمه الله يقول في حقيقة الامر في الشفاعة ان الله سبحانه وتعالى يشفع بنفسه الى نفسه ليرحم عبده. يشفع من نفسه الى نفسه. ليرحم عبده او كما قال رحمه الله في النونية شفى سبقت شفاعته اليه فهو مشفوع اليه وشافع ذو شان. فالكل منه بدا ومرجعه اليه وحده ما من اله ثاني الامر ابتداء وانتهاء الى الله تبارك وتعالى. تأمل يا رعاك الله. الله عز وجل هو الذي اهل الشافع لاجل ان يشفع. والله عز وجل هو الذي حرك لاجل ان يشفع. والله عز وجل هو الذي اذن له ان يشفع والله هو الذي امره ان يشفع. والله هو الذي خلق فعله. والله هو الذي اهل له لان يكون اهلا للشفاعة والله هو الذي تفضل بقبول الشفاعة اليس هذا الكلام حق وصدق يا اخوة؟ قل لله الشفاعة جميعا الامر منه واليه تبارك وتعالى. اذا لا ينبغي ابدا ان تتعلق القلوب بغيره. يا من يطلب الشفاعة ويرجوها. سلها وارجها لدى من هو المالك لها وحده لا شريك له. انه والله سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة جميعا. هذه الاية وحدها كافية. في نزع جذور الشرك في باب الشفاعة من القلب. من اعطاها حقها من التأمل والتدبر كفته عن كثير من الكلام. قل لله الشفاعة جميعا. يقول قائل وما الفائدة من الشفاعة اذا اذا كان الامر ابتداء وانتهاء؟ اليه سبحانه؟ الجواب ان نقول ثمة فائدته الاولى ان الشفاعة سبب جعله الله لرحمة عباده وله في ذلك الحكمة سبحانه وتعالى. والسبب الثاني اكرام من الله عز وجل للشافي فلذا اقام الشافعيين كرامة لهم ورحمة صاحب الاحسان. هذان الامران كما ذكر ابن القيم رحمه الله فلذا اقام الشافعيين كرامة لهم ورحمة صاحب الاحسان الموحد الموحد الذي ارتضى الله سبحانه وتعالى عمله. الضابط الثالث فرق بين الشفيع من دونه والشفيع باذنه هذا ايضا يبين لك الفرق بينما ما اعتقده موحدون وما اعتقده المشركون. فرق بين الشفيع من دونه والشفيعي باذنه. المشركون اعتقدوا الشفيع من دونه والموحدون اعتقدوا ان الشفيع يكون من بعد اذنه سبحانه وتعالى قال الله جل وعلا عن المشركين ام اتخذوا من دون الله شفعاء للاضراب تفيد معنى بل ام اتخذوا من دون الله شفعاء؟ من دون الله ما لكم من دونه من ولي ولا شفيق. من دون يعني غير وهذه مرت بنا كثيرا من دونه يعني غيره اتخذوا شفيعا من دون الله سبحانه وتعالى. اما اهل التوحيد فاعتقدوا ما بين الله عز وجل ان الشفيع يكون باذنه ما من شفيع الا من بعد اذنه. ما يوجد البتار لا يكون ابدا ان شفيعا يشفع الا من بعد اذن الله عز وجل. طيب. ما الفرق بينهما الفرق بينهما هو الفرق بين الشريك والعبد. هو الفرق بين محرك ومحرك. بين ايش محركين ومحرك الذي اعتقده المشركون قديما وحديثا الشفيع من دونه اعتقدوا ان الشافعة هو الذي حرك المشفوع عنده ليفعل والمؤمنون اعتقدوا ان الله تعالى هو الذي حرم وكالشفيعة ليشفع. ارأيت الفرق؟ فرق بين شريك وعبد مأمور. قلنا ان الشفاعة التي نفاها الله الشفاعة الدنيوية الشفاعة التي اعتقدها المشركون في شفعائهم هذه الشفاعة حقيقتها ماذا؟ ايش مشاركة بين الشفيع والمشفوع عنده في حصوله المقصود صح ولا لا؟ هذا بشفاعته هذا بفعله بامره بقراره صح ولا لا؟ طيب اذا الشفير من دونه ماذا؟ شريك. والله لا شريك له. ولذا تكرر في القرآن نفي الشفيب من دونه. اما الثابت ما بينه الله في القرآن ما اعتقده المسلمون ان ثمة شفيعا او شفعاء ولكن ها من بعد اذنه فالله هو الذي يحركهم للشفاعة. هو الذي يشاء ان يشفع. هو الذي يأذن لهم بالشفاعة. بل هو الذي يأمرهم ان يشفعوا. والشافع لا يملك ان يطيع المسألة مسألة ايش؟ امر ولذا. نبينا صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيحين من حديثه انس من حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنهما لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون من من الامور يوم القيامة من امور عظيمة اقف عند موضوع الشفاعة الشفاعة العظمى في فصل القضاء حينما اه يعود الامر الى النبي صلى الله عليه وسلم فيسأله الناس ماذا قال صلى الله عليه وسلم؟ الذي يكون انظر مجموع الاحاديث يدل على الاتي اولا ان النبي صلى الله عليه وسلم ينطلق فيستأذن على ربه لا يتقدم بين يديه ادلاله ومشيئته. لله حق لا يكون لغيره ولعبده حق هنا حقان. الله عز وجل له حق ولنبيه صلى الله عليه وسلم حق فاياك والخلق بين الامرين. اذا يستأذن ثم اذا رأى الله عز وجل فانه يقوم مقاما طويلا يحمد الله فيه محابد يفتحها الله عليه في ذاك الحين ثم يخر لله ساجدا سجودا طويلا يحمده فيه في هذا سجود بمحامد يفتحها الله عليه حينها. ثم يقول الله عز وجل له يا محمد ارفع رأسك. وقل يسمع وسل تعطى. واش تشفع. فيقوم النبي صلى الله عليه وسلم ويحمد الله بمحامد يفتحها الله عليه ثم يشفع. ارأيت الفرق بين الشفاعة الدنيوية والشفاعة الاخروية. ارأيت الفرق بين الشفاعة التي اعتقدها المشركون ونفاها الله عز وجل والتي اعتقدها الموحدون واثبتها الله عز وجل. الفرق بين من دونه والشفيعي من بعد اذنه. اذا هناك فرق شاسع بين مقامين فالقلوب يجب ان تتعلق بالله لا باحد من الشفعاء والطلب والسؤال في شأن الشفاعة يجب ان يتوجه به العبد الى الله سبحانه وتعالى. ومما يدلك على فهذا زيادة ان الله عز وجل يحد له حدا صلى الله عليه وسلم يحد له حدا لكي يخرجه من النار ثم لما يريد ان يشفع شفاعة ثانية ما يأتي ايضا ويهجم على الشفاعة مباشرة ما الذي يحصل؟ ها يعود فيحمد فيسجد ويحمد ثم يقوم فيحمد ثم يقال له يا محمد ارفع رأسك وقل تعطى وسل وقل يسر تعطى واشفع تشفى فيشفع. اربع مرات يتكرر الامر. اربع مرات. والقوم يقولون الشفاعة دعى ملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيشفع عليه الصلاة والسلام انه مالك لها اهذا يكون فعل المالك للشفاعة؟ اجيبوا يا جماعة او ان الله هو المالك شفاعة والنبي صلى الله عليه وسلم مأذون له بها بل مأمور ان يشفع وهو لا يملك الا ان يستجيب عليه الصلاة والسلام. عبد مطيع لربه. اذا يا اخوتاه لتكن هذه وصول والضوابط منكم على ذكر. اولا ان يتداول. ما احد ينظر ها فرق احسنت بين الشفاعة الدنيوية والشفاعة الاخروية. ها الشفاعة ملك لله عز وجل احسنت فرق بين الشفيع من دونه والشفيعي من بعد اذنه وللحديثين تتمة ان شاء الله غدا الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم