الحمد لله الحمدلله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون والحمد لله الذي امتن على عباده بتيسير الرياح ارسلها سائقة للسحاب مثيرة للغبار محققة لما قضى به وقدره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم عليه وعلى اله واصحابه. ومن على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا اما بعد عباد الله فاتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا نساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما عباد الله كان الناس في الجاهلية قبل ان ينبلج عليهم نور الاسلام ببعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا في عوائد باطلة. وفي اعتقادي في اعتقادات وثنية. فاذا ثارت عليهم الرياح مثيرة عليهم الغبار فكدرت عليهم جوهم وبرهم وبحرهم رجعوا بالملامة والمسبة والمعيبة على هذه الرياح يسبونها ويعيبونها. لانهم لانهم كان في اعتقادهم الجاهلي ان هذه الرياح قد تنفع وتضر بذاتها فانزل الله جل وعلا علينا هذا النور وبعث الينا نبيه صلى الله عليه وسلم دين الرحمة وما وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. روى الامام الترمذي وغيره من حديث ابي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الريح لا تسبوا الريح فاذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به ونعوذ بك من شر هذه وشر ما فيها وشر ما امرت به. الله اكبر انظروا كيف علمنا صلى الله عليه وسلم علمنا دين الله بتوحيده في مضدة ومعاندة اهل الجاهلية في شركهم. فلما كانوا يعتقدون ان الرياح تضر وتنفع رجعوا بالمسبة والمعيبة والملامة عليها. فعلمنا صلى الله عليه وسلم بنهيه لنا نهي تحريم ان نسب الريح. لان الريح مأمورة ولان الريح مدبرة. الامر لها هو الله. والمدبر لها هو الله. قال الله جل وعلا وارسلنا الرياح لواقح. فالله المرسل لها وهو المدبر لها وهو الامر لها سبحانه وتعالى. فاين فاين يتوجه الذم والمدح لها؟ وهي مدبرة مرسلة منه سبحانه وتعالى ثم علمنا بالعلاج فاذا رأيتم ما تكرهون اكفأت عليكم هذه الريح الغبار واثارت عليكم وغيرت عليكم بركم وبحركم وجوكم. وربما اوسخت اثاثكم ومتاعكم. فماذا تقول؟ قل الله اللهم انا نسألك من خير هذه الريح لان الله الذي ارسلها والخير يأتي به ربي سبحانه وتعالى. ونعوذ بك فمن شر هذه الريح لانه لا شر محض فيها بل فيها الخير وفيها الشر. ونسألك من خير ما امرت به ونعوذ بك امن شر ما امرت به بهذا يعالج صلى الله عليه وسلم هذه الاغلاط الجاهلية المتعلقة بتوحيد البرية يعالجها بالايمان والتوحيد. وابرز صوره في دعاء الله جل وعلا. وفي الاستعاذة به سبحانه من الشروق لتتعلق القلوب بمن يملك النفع والضر وهو الله سبحانه لا اله الا هو اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وتوكل على الحي الذي لا يموت. وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقال جل وعلا وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما. نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم. وما فيه من الايات الحكيم اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه كان غفارا الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اعظاما لشأنه. واشهد ان نبي محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واخوانه. ومن سار وعلى نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم رضوانه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد عباد الله كان النبي صلى الله الله عليه وسلم اذا هاجت الريح تغير وجهه فسأل الله من خيرها واستعاذ واستعاذ الله من شرها ومما جاء من دعائه عليه الصلاة والسلام اللهم اجعلها لقحا لان الله جل وعلا جعل من فوائد هذه الريح ان الله يلقح بها السحاب. فاذا لقح بها السحاب انزل الله جل وعلا بهذا التلقيح المطر. ويشتهر عند الناس يا عباد الله قولهم اللهم اجعلها ريح اللهم اجعلها رياح ولا تجعلها ريح وليس لهذا اصل يعول عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم. نعم جاء في القرآن ان الله بعث الريح الصرصرة العاتية الك بها اقواما من المعاندين لرسول الله المكذبين باياته المشركين معه غيره وهم قوم عاد قوم هود ارسل الله عز وجل عليهم الريح الصرصرة العاتية. وهذا ما تقرأونه في سورة الاحقاف. فان الله ابطأ عنهم المطر سنين عديدة حتى اقحطوا وامحلوا محلا عظيما. فارسلوا ارسلوا منى ارسلوا ندباءهم الى الحرم يستغيثون الله جل وعلا لكنهم ما زالوا على عنادهم وشركهم وكفرهم وتكذيبهم رسول الله هودا عليه الصلاة والسلام فامتحنهم الله سبحانه وتعالى وسير عليهم الريح الدبور من الجهة الغربية تسوق سحابا فظنوه ان هذا جاءه الفرج فقال الله عز وجل عنهم فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم. تدمر كل شيء بامر ربها. فاصبحوا لا الا مساكنهم. وجعل الله جل وعلا من الرياح من الريح رياحا. لواقح لواقح تلقح السحاب حتى تسوق المطر الى حيث يأمرها جل وعلا لانه الخالق لها المدبر لها وهو قائل سبحانه وارسلنا الرياح لواقح. فالله الله عباد الله كلما تغيرت عليكم هذه الظواهر وهذه الاجواء فافزعوا الى الله سبحانه وتعالى دعاء وابتهالا وعبودية استعاذة لله من شر ما من شر ما تخافون وطلبا له سبحانه من خير ما تريدون فانه الذي ينفعكم وهو الذي يضركم وهو الذي في السماء له وفي الارض اله معبود في السماء ومعبود في الارض لا اله الا هو. ثم اعلموا رحمني الله واياكم ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد. اللهم انت الله لا اله الا انت. انت الغني ونحن الفقراء اليك. انزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم اغثنا اللهم اغثنا. اللهم غيثا مغيثا. هنيئا مريئا. سحا طبقا مجللا. اللهم سقيا رحمة. اللهم اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق ولا نصب. اللهم اغث بلادنا بالامطار والامن والخيرات واغث قلوبنا بمخافتك وتعظيمك وتوحيدك يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير بما فيها وخير ما امرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما امرت به. اللهم ارحم هؤلاء بهائم الرتع والشيوخ الركع والصغار الرضع. اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة. اللهم اغث بلادنا بالامطار اللهم غيثا مغيثا. اللهم انك ترى ما بنا من الحاجة واللأواء. اللهم فارسل لنا السماء مدرارا. اللهم انا نستغفرك فانك كنت غفارا فارسل السماء علينا مدرارا. اللهم اذهب اذهب عنا الغلا. اللهم ادفع عنا وعن المسلمين الغلاء