الصفوة. من هم الانبياء والمرسلون؟ الذين اصطفاهم الله تعالى ومن هم الصحابة الذين وفقهم الله تعالى لمصاحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم ادم ونوحا وال ابراهيم ال عمران على ذرية بعضها من والله سميع عليم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون والحمدلله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا والحمدلله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحته مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء والحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله عبده المصطفى ونبيه المجتبى العبد لا يعبد الرسول لا يكذب اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه ومن سلف من اخوانه من المرسلين وسار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا اما بعد ايها المسلمون في كل مكان اينما بلغ اليه هذا الاثير احييكم جميعا بتحية الاسلام تحية المؤمنين بعضهم بعضا تحية ملائكة الله لعباده واوليائه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله وبياكم الى حلقة جديدة الى حلقة جديدة في برنامج الصفوة نتعرف على صفات هؤلاء الصفوة وعلى ما تميزوا به عن غيرهم علاقتنا معكم في هذا اليوم عن قول النبي صلى الله عليه وسلم ان خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره والحديث له قصة في وروده ايها الاخوة والاخوات روى الامام الترمذي وغيره من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال اقبل النبي صلى الله عليه وسلم واناس من اصحابه جلوس ثم قال الا انبئكم بخيركم فقالوا بلى ثم كررها ثانيا الا انبئكم بخيركم قالوا بلى يا رسول الله ثم كررها ثلاثا الا انبئكم بخيركم فسكتوا متهيئين متعطشين متطلعين الى خبره فقال خيركم من يؤمن شره ويرجى خيره وشركم من يرجى شره ولا يؤمن خيره هذا من جوامع الكلم يا احبتي التي اتاها الله نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام فميزه وخصصه بها عن سائر الانبياء والمرسلين الم يقل كما جاء في الصحيحين الا واني اوتيت جوامع الكذب تكلم بالكلام الوجيز المختصر القليل المشتمل على المعنى العظيم قال عليه الصلاة والسلام الا ان خيركم من يؤمن خيره من يرجى خيره ويؤمن شره هؤلاء هم خيارنا الذين يرجى منهم الخير ويؤمن من جهتهم ان يأتينا الشر الا ان خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وان شركم اي ابعدكم وافسدكم اهل اللؤم والشنآن منكم من يرجى شره ولا يؤمن خيره من لا يؤمن خيره لا يؤمن ان يأتي من جهته الشر ولا يرجى خيره وان شركم من لا يؤمن شره ولا يرجى خيره هذا اللفظ العام الجامع من جوامع كلم النبي عليه الصلاة والسلام يتعلق باعمال القلوب يتعلق بالظنون يتعلق بما تحب ان يعامل به غيرك انت ايها المبارك وانت ايتها المباركة هل تحب ان يتعامل معك الناس في ما ترجوه انت منهم او تخافه منهم او بغير ذلك قال عليه الصلاة والسلام الا ان خيركم الا ان احسنكم وخيركم من يرجى خيره ويؤمن شره ارجو ان يأتي من اخيك وصديقك وجارك ومن تتعامل معه الخير وترجو ان يأمن جانبه تجاهك فلا يأتي من جهته شر وضرر عليك وهذا مبناه على احسان ظنك بالناس وتعاملك مع الناس كما تحب ان تعامل به. وهذا اصل في اصول الاخلاق اصلا في اصول التعامل لقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه يعامل الناس كما يحب ان يعامل في الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحب لاخيه ما يحب لنفسه هذا الافصل مبناه على عقيدة في القلب من اراد نفع الناس مؤمنهم وغير مؤمنهم برهم وفاجرهم قريبهم وبعيدهم اراد ذلك وناواه في قلبه فهذا علامة خيريته وحسنه لماذا؟ لان قلبه ابيظ لان خاطره طيب لان نيته صالحة فهذا مما يثيبه الله به اذا كان عمله لله اما اذا كان عمله ليمدح ويثنى عليه ويشاد به ويقال هذا الطيب ابن ابن الطيبين هذا الوفي ابن الاوفياء هذا اراد من الناس مدحة فلا ينال الا ما اراد قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما والحديث في صحيح مسلم سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة اجتمعنا اليه امرا عظيما طرق المنبر وحمد الله واثنى عليه ثم قال عليه الصلاة والسلام حق على الله ابتعث نبيا الى امة من الامم الا ان يعلمهم خير ما يعلمه لهم وان يحذرهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم هذا حق الله على الانبياء تجاه اممهم وان هذه الامة يقول عليه الصلاة والسلام وان هذه الامة جعلت عافيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء ومحن فتأتي المحنة والبلية يقول المؤمن هذه مهلكتي المؤمن يقول هذه مهلكتي لخوفه ووجله منها خاف على دينه وعلى ايمانه وتروح ان يسلم منها ثم تأتي المحنة الاخرى والفتنة الاخرى فيقول المؤمن هذه هذه اي هلكت بهذه المحنة قال صلى الله عليه وسلم مبينة سبب النجاة يا من تريد النجا يا من تريد مرحلة الاصفية قال عليه الصلاة والسلام فمن احب ان يزحزح عن النار وان يدخل الجنة وكلنا ذلك الرجل كلنا ذلك العبد الذي هذه والله امنيته من يزحزح عن النار وان يدخل الجنة قال فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه جمع الله لنبينا بهاتين الجملتين خيري الدنيا والاخرة دلنا على ما فيه نجاتنا في الدنيا ونجاتنا في الاخرة قال في الاولى متعلقة بحق الله فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر يختم له وهو مؤمن يختم له وهو على ايمان صادق ينجيه يوم يلقى ربه صلاح دنياه الذي يترتب عليه ايضا صلاح عاقبته. وليأتي الى الناس يتعامل معهم يظن بهم يعتقد منهم الذي يحب ان يؤتى اليه كما يحب ان يعاملوه وكما يحب ان يكون في قلوبهم تجاهه. وكما يحب ان يكون في خواطرهم في شأنه اما ان تعامل الناس بالغل وتحب ان يعاملوك بالصفا فلا يمكن اما ان تعامل الناس بالحسد وتحب ان يعاملوك بالوفاء فلا يمكن اما ان تعاملهم بالبغظ والكره وتحب ان يعاملوك بالمحبة والاخوة فلا يتأتى عامل الناس كما تحب ان تعامل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ان خيركم واحسنكم من يرجى خيره ويؤمن شره انت امن ان يأتيك الشر من اخيك من جارك من صاحبك من صديقك من اقرب الناس اليك اما اذا جاءك الشر منه فيا عظمته ويا سوءته جاءك من قريب وجاءك ممن لم تظن منه هذا الظن ان يأتيك الشر منه ولهذا قال الاول وظلم ذوي القربى اشد مضاضة علي من وقع السهام المهند اذا جاءك الظلم والبغض والشنآن والشر ممن لم ترجو ان يأتيك من جهته والثاني يقول داري وان جارت علي عزيزة واهلي وان ظنوا علي كراما ان من خيركم من يرجى خيره نفعه وافضل العباد انفع العباد للعباد ان الخير الذي تسوقه لاخوانك ارجو به ما عند الله يرفعك الله به درجات. في الدنيا وفي الاخرة في الدنيا براحة البال وطمأنينة النفس وسكونها ولذة الايمان بها في الدنيا بالذكر الطيب تذكر به في غيبتك وفي حظرتك في حال حياتك وبعد موتك. بيض الله وجه فلان غفر الله له رحمه الله يجزاه خير فعل وفعل وفعل اذا كان فعلك لله اما اذا اردت فقط ثناء الناس في الدنيا ومدحتهم وهياطهم وان يثنوا عليك بذلك ولم ترد به وجه الله فليس لك من ذلك الا هذا الذي حصلته في الدنيا من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها. نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون لا يظلمون لا ينقصون اما اذا كان عملك لله فابشر في خيري الدنيا والاخرة في الدنيا بالذكر الطيب مع راحة البال والطمأنينة اذا كنت ساعيا في نفع عباد الله انفع سئل صلى الله عليه وسلم عن افضل الناس قال افضل الناس انفعهم للناس بلفظ اخر عند احمد والطباني وغيرهما افظل الناس انفعهم لعياله لعيال الله. والخلق كلهم عيال الله حتى البهائم نفعها والاحسان اليها مما يزكو به الانسان عند ربه ويؤمن شره يؤمن شره على اخوانه ولا يكيد لهم ولا يمكر بهم ولا يدبر لهم التدابير ولا ينطوي على سوء غل وحسد وشنئان في قلبه تجاهه نعم ايها الاخوة في هذا يسمو الانسان وابعد الناس وشرهم الذي لا يرجى خيره ولا يؤمن شره ليس فيه مصلحة بل عدمه خير من وجود نعوذ بالله من هذه الحال ودركة اهل الضلال ونسأله جل وعلا معالي الامور ومكارمها في الدنيا وفي الدين وفي الاخرة انه سبحانه جواد كريم. نسأل الله ذلك لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ومشايخنا وذرياتنا وجميع المسلمين. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد. ما زال الحديث موصولا في خيارنا وفي اكرمنا وفي اكارمنا نرجئ بعظه الى حلقات قادمة والى ذلكم اللقاء استودعكم الله الذي لا تظيع ودائعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الصفوة. من هم الانبياء والمرسلون؟ الذين اصطفاهم الله تعالى ومن هم الصحابة الذين وفقهم الله تعالى لمصاحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم ادم ونوحا وال ابراهيم ال عمران على العالمين. ذرية بعضها من والله سميع عليم