ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. شهادة نرجو بها النجاة والفلاح ما في الدنيا والاخرة. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. عبده المصطفى ونبيه فالعبد لا يعبد كما الرسول لا يكذب. اللهم صلي وسلم عليه. وعلى اله اصحابه ومن سار على نهجه واقتفى اثرهم الى يوم الدين. وسلم تسليما. اما بعد عباد الله فاتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما عظيما. ايها المؤمنون هذه تباريح الصيف ورياحه وسمومه اقبلت موليكا عنكم تضحضح ايامها وحرها وسمومها مدبرة عنكم. مقبلا عليكم ايام هي من خير ايام في هذه الدنيا انها ايام الوسم. يتطلع فيها المسلمون الى نزول رحمة الله عز وجل وان يصيبهم بغيفه وان تمطر الارض او ان تمطر السماء على ارضه بخيرات ربي ونعمها وهذا المطر يا عباد الله رحمة من ربي سبحانه وتعالى يرحم بها خلقه. وهو غيث يغيث الله عز وجل فيها عبادة وهي سنة من سنن الله الكونية والشرعية. وانما الشأن فينا نحن يا رعاكم الله. ما ثقتنا بربنا سبحانه وتعالى ما هو شأن اعتماد قلوبنا على الله في تلمس خيره وفي بمطره وفيما نتطلع اليه من رحماته التي يحيي بها البلاد. وهي سبب لاحياء قلوب العباد ان المطر يا عباد الله غيث من الله ورحمة وقد يزيد فيجعله الله عز وجل عذابا على من شاء من عبادة فنسأل الله ان لا يردنا قوته وان يرينا رحمته فهو المتفضل سبحانه المنان. والله جل يقول وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد. وبين يدي ذلك يرعاك الله ثمة اعتقادات بدت بالفسو والانتشار. تتعلق بها قلوب الضعاف في علمهم وفي دينهم بل وفي عقولهم ففي الصحيحين من حديث زيد بن خادم الجهني رضي الله عنه قال صلى بنا النبي صلى الله عليه صلاة الغداة في الحديبية على اثر سماء كانت من الليل. فلما انصرف واستقبلنا بوجهه الله واثنى عليه ثم قال اتدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال الله عز وجل اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته. مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر مؤمن بالكوكب. فيا لله كم واحد من عباد الله من يضيف نزول الامطار الى ظهور النجم الفلاني او في كوكب العلام وفي هذه الازمان من يضيفون نزول الامطار الى المنخفظ الفلاني والمرتفع العلاني. وما هؤلاء عن اولئك ببعيد. اما المؤمنون واما عباد الله المخلصون فانهم يضيفون هذه النعم الى موديها والمنعم بها وهو ربنا سبحانه وتعالى وهو القائل وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد. فانتبهوا عباد الله واحذروا من اعتقادات الضلال. وما يدور في المجالس والوسائل واحذروا من ذلك صحة لايمانكم وثقة واعتمادا على ربكم ورجاء لثوابه به نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم. وما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه كان غفارا الحمد لله الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اعظاما لسانه. واشد ان نبينا محمدا عبده ورسوله ذلكم الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه من سلف من اخوانه وسلم تسليما كثيرا الى يوم رضوانه. اما بعد عباد الله فانه مما يحرم هذه خطبة الجمعة ما يحصل من التشاغل سواء بلفظ الانسان او بحسه وبادواته. ومن ذلكم ما من بعض الناس من لعبه بالجوال وتفتيشه في تطبيقاته اثناء خطبة الامام فانه من اللهو. وكذلك مس الحصى او مس الفراش يتشاغل به عن سماع الخطبة فان هذا ايضا من من اللغو ومن ذلك اذا قال لاخيه انصت والامام يخطب فقد لغى فقد نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فقال من قال لاخيه الامام يخطب انصت فقد لغى. ومن مس الحصى فقد لغا. ومن لغى فلا جمعة له. فاحفظوا صلاتكم احفظوا جمعتكم وهؤلاء الذين ادمنوا على جوالاتهم. فما يسلم المسلم من صلاته الا وهو كالمقروص يدخل يده فيخرج جواله كأنه فاته العلم الاكيد. وكذلك ما نراه في اثناء خطبة الامام من تشاغل او تلاعب بهذا الجوال فانه سبب يا عبد الله ان يفقدك الله عز وجل هذه الجمعة لعموم الحديث ومن افلا جمعة له. ثم اعلموا عباد الله ان اصدق الحديث كلام الله