الحمدلله الحمدلله الذي تتابعت علينا نعمه وافضاله والحمدلله الذي تولانا برحمته وهو الولي الحميد. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله اصحابه ومن سلف من اخوانه من المرسلين. وسلم تسليما كثيرا. اما بعد عباد الله واوصيكم ونفسي بتقوى الله. فاتقوا الله حق التقوى. واستمسكوا من دينكم الاسلام. بعروته فان اجسادنا على النار لا تقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. ايها المؤمنون جاء في الصحيحين من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة في الحديبية اي صلاة الفجر على اثر سماء كانت من الليل فلما انصرف من صلاته اقبل علينا بوجهه فحمد الله واثنى عليه ثم قال اتدرون ماذا قال ربكم؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل اصبحنا من عبادي مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته. فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوم كذا وكذا. فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب. نعم يا عباد الله هذا شأن الناس مع خيرات الله وانعامهم. مع هذا المطر مع هذه الرحمات التي تتوالى من الله علينا حتى عم بها بلادنا واوطاننا. ان حمدنا الله عز وجل وشكرناه. فاعترفنا بقلوب الى انه هو المولي بهذه النعمة. ثم حمدناه ظاهرا في جوارحنا واقوالنا واعمالنا. ثالثا اذا وظفنا هذه النعم في طاعة ربنا جل وعلا وعبوديته. فهذه اركان شكر النعم الثلاثة التي لا يفاختها عبد مؤمن الا نقص ايمانه بقدره. نعم يا عباد الله المنعم بهذا المطر هو الله جل وعلا لا ظهور نجم وغفوله لا خروج كوكب وذهابه لا منخفض جوي ولا مرتفع علاني. وانما هي افضالات من الله عز وجل علينا. علم من شاء منا فكان يستتبعها والمنزل لهذا المطر المولي بهذه النعم هو الله سبحانه وتعالى. وفي نزول المطر عبرة تهتز معه الارض وتنبت ما يشاء الله جل وعلا من كل زوج بهيج. يخرج الناس يتنزهون في هذا المطر وقلة منهم الذي يحمد الله ويشكره. وكان نبينا صلى الله عليه وسلم اذا نزل المطر حمد الله جل وعلى ودعاه فقال اللهم اجعله صيبا نافعا. وقال اللهم اجعله صيبا هنيئا. ويقول مطرنا بفضل الله ورحمته فيعين بالله لله بالتوحيد. وله بالدعاء واليه سبحانه بالشكر والعرفان على ما انعم به واذا خرجتم الى البراري واذا خرجتم الى البلاء فتنزهون بهذه الامطار فلا يفوتنكم سنة غائبة هي ما ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم ابا سعيد رضي الله عنه. ففي الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا سعيد اني اراك تحب البادية. فاذا كنت فيها الصلاة فارفع صوتك بالاذان. فوالله ما سمع صوتك في اذانك من حجر او شجر او ثرى الا شهي لك يوم القيامة هذه يا عباد الله من اعلان الله بالتوحيد بهذه الصلاة ثم انك اذا اقمت الصلاة صلى افمن لا تحصيهم من عباد الله وموحديه. كنت سببا في صلاتهم ودعوتهم الى هذا الخير والحق. وهذا فيا عباد الله مشمول قول الله جل وعلا يومئذ تحدث اخبارها اي الارض تتحدث بما عمل عليها من خير ان او شر اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينسوا رحمته وهو الولي الحميد نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم. وما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه كان غفارا الحمد لله الحمد لله الذي اعاد مواسم الخيرات على عباده كثرا فلا ينقضي موسم والا ويعقبه اخر مرة بعد اخرى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. شهادة نرجو بها النجاة والفلاح في هذه الدنيا. وفي تلكم الدار الاخرى. وصلى الله وسلم على عبده المصطفى ونبيه المجتبى وعلى اله واصحابه اولي الفضل والنهى ما تعاقب ليل وادبر عليه نهار وانتهى اما بعد عباد الله ان من احكام نزول المطر ومن سننه انه اذا نزل تحسر عن رأسه وعن ما استطعت من عن بدنك يصيبه هذه الرحمة ويصيبه هذا الخير. كونه قريب العهد بربه وكونه من رحمات ربنا عليه ومن ايضا ومن فضائل هذا انك تدعو الله جل وعلا. فقد جاء في الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم دعوتان لا ترد دعوة عند النداء ودعوة عند نزول المطر. ومن ذلكم يا عباد الله ان المطر اذا فخاض الناس في الماء او كثر في نزوله فلم يستطيعوا ان يعودوا الى المسجد مرة ثانية. جاز لهم ان يجمعوا بين صلاتين بين المغرب والعشاء سواء كانوا خائبين في المطر في الطريق او نازلا عليهم من السماء وضابطه يبل ثوب اقرب طريق اقرب جار الى المسجد. جاز ان يجمعوا جمعا بلا قصر فيصلوا المغرب ثلاثا ثم يقيمون يصلون العشاء اربع ركعات ولا يقصرون الرباعي الى ثنتين. لان القصر انما هو رخصة في السفر. اما الجمع بين فيصح في السفر ويصح في المطر اذا كان كثيرا ويصح في المرض وفي الخوف. ثم اعلموا عباد الله