ثمة ظاهرة بدأت بالانتشار في مجتمعات المسلمين. وفي بلدانهم ولا سيما مع اقبال هذا الشهر الكريم تنتشر في جوامعهم ومساجدهم وفي مجامع اسواقهم وعند اشارات مرور سياراتهم الا وهي السؤال والشحاذة والاستعطاء الذي اقل مضاجع الناس حتى صار علما على فئة معينة وهذه من الامور التي يجب الانتباه لها والتحرير فيها. جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان. قالوا فما المسكين يا رسول الله؟ قال المسكين يجد غنى يغنيه ولا يفقد له فيتصدق عليه. ولا يسأل الناس شيئا. لان الله جل وعلا يقول في الاية من اخر البقرة للفقراء الذين احسنوا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم. لا يسألون الناس الحافا. وما تنفقوا من خير فان الله به عليم. اتدرون ما معنى انهم لا الناس الحافا اي لا يلحون في المسألة ولا يكلفون الناس ما لا يحتاجون اليه لان هؤلاء عندهم من الادب ومن حفظ ماء الوجه ما كان ذلك مانعا من استعطائهم بغير معنى وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الناس اموالهم تكثرا وانما يسأل جمر جهنم بل يستقل او ليستكثر. ان هذه المسألة مهمة يا عباد الله. والمسألة لا تصح لكل احد فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم في بيانه الشافي في حديث رواه مسلم في صحيحه عن قبيصة ابن مخالب في حديث رواه مسلم في صحيحه عن قبيصة ابن مخالق رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المسألة لا تحل الا لاحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك. ورجل وهو الثاني اصابته جائحة الاجتاحت ما له. فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش. والثالث ورجل اصابته فاقة. حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجى من قومه من ذوي العقل والرزانة والثقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد اصابت فلانا فاقة تخلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكله صاحبها سحر ان المسألة يا عباد الله والشهادة والاضطرار على ابواب المساجد وعلى رؤوس العباد المصلين فانها تخرج من هذا المعنى ما لم تجتمع فيها هذه الثلاثة. فعن سمرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عن سمرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان المسألة كد يكد بها وجهه الا ان يسأل الرجل سلطانا او في امر لا بد لا بد منه. والذي نراه يا عباد الله ان من الناس اتخذ السؤال بهذه الطريقة من اتخذها مهنة يكد بها على نفسه ويجمع بها الاموال يظن بذلك انه ومن اهلها وهي مزعة يمزع فيها من وجهه وهي بعد عن العمل. وبعد عن اكتساب المال من حله ومستحله وقد بينت الشريعة ان الطرق لاثبات هذه الحاجة هي طرق شرعية مقامها على الادلة لا مقامها على مجرد الدعاوى يدعيها هؤلاء حتى يعتادوا هذه المهنة غير الشريفة. والنبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث سهل بن حنظلية قال من سأل وعنده ما يغنيه فانما يستكثر من نار جهنم قالوا يا رسول الله وما يغنيك قال ما يغذيه او ما يعشيه ما يغديه او ما يعشيه. رواه الامام احمد والحاكم وغيرهما السائل من غير حاجة ولا ضرورة ملحة انما يفتح على نفسه باب فقر. فعن ابي كبشة الانماري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة اقسم عليهن وذكر منها ولا فتح عبد باب مسألة الا فتح الله عز وجل عليه باب فقر فتح الله عليه باب فقر. اخرجه الترمذي وغيره. واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد لا يزال يسأل حتى لا يبقى في وجهه مزعة لحم لانه اذهب ماء حياءه باستعطائه وسؤاله. وقد قيد ولي امركم امر المسألة بمكافحة التسول والنهي عنه والتحذير منه وتجريم صاحبه فتعاونوا على الخير وتعاونوا مع ولي امركم بامتثال اوامره لانه قيد الامر المباح وما قيده من الامن المباح ويجب المصير الى تقييده وعدم الافتيات عليه. فانه لم يأمر بمعصية بل امر بطاعة ينتظم بها امر الناس واعلموا عباد الله انه جاء في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه المخرج في الصحيحين ان اناسا سألوا النبي صلى الله الله عليه وسلم فاعطاهم. ثم سألوه فاعطاهم. ثم سألوه فاعطاهم. حتى نفذ ما عنده. فقال ما يكون؟ فقال قال عليه الصلاة والسلام ما يكون عندي من خير فلن ادخره عنكم. ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنيه الله من يتصبر يصبره الله وما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. فهذه مسألة لولي الامر وهو في المقام نبينا صلى الله عليه وسلم. اما استعطاء الناس في المساجد وعلى ابوابها وعند الاشارات في الاسواق فانها استكثار من المال. لا ندري اصاب اهله ام لم يصبه. وولي من امري ينهى عن ذلك. وابلغ من هذا يا عباد الله من يستعطف الناس بان يأتي بابنائه المرظى والمكسوحين يستعطفهم او يبكي امامهم او يأتي بانواع التوسلات كل ذلك مما لا يصلح ولا يليق ولا يدخل هذا في قول الله جل وعلا. واما السائل فلا تنهر