ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. الذي بعثه بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا داعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد عباد الله فاتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون عباد الله جعل الله عز وجل هذه الجوارح في ابصاركم واسماعكم وفي مشامكم حواسكم وفي السنتكم كلها منة من الله عز وجل عليكم. فرق بينكم فيها وبين غيركم. فاحمدوا الله عليها نظفوها في طاعته. وحذاري ان تكون هذه في معاصيه واسباب سخطه وعقوباته ومن ذلكم يا عباد الله هذا اللسان الذي اما ان يوردك الموارد اما ان يريدك موارد المهالك واما ان تنجوا به وتسعد في دنياك واخرتك. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. رقيب يرقب عليك حسناتك وخيراتك. وعتيد يعد عليك سيئاتك وخطاياك ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. هذا اللسان الذي يملك قبل خروجها من فيه فاذا خرجت الكلمة من لسانك ومن فيك ملكك ملكتك فان كان خير فيا سعدك وان كان غير ذلك فلا تلومن الا نفسك. ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا رضي الله عنه بعثه الى اليمن قاضيا وداعية وحاكما بشرع الله فيهم. قال في اخر حديثه الطويل. فاوصني يا رسول الله. قال كف عنك هذا واخذ بلسانه. قال يا رسول الله او انا مؤاخذون بما نقول؟ قال ثكلتك امك يا معاذ. وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. وكم من كلمة يا عباد الله قالت دعني وهذه الشائعات بانواعها وقالا في السوء وقالا في السوء باشكالها صيغها تردي باصحابها انواع الردايا في الدنيا في حقوق عباد الله وفي وفي الدنيا وفي الاخرة في حق رب العباد سبحانه وتعالى. ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رؤيا منامه رؤيا النبيين حق رأى رجلا بيده كلوب واخر تحته يشرشر فاه الى قفاه ومنخره الى وعينه الى قفاه. قال فقلت سبحان الله ما هذان؟ قالوا هذا الرجل يخرج من بيته فيلقى بالكذبة. اسمعوا يا عباد الله اسمعوا يا من بليتم بنقل الكلام. وبذكر الحديث في المجالس على مبدئي يقولون ومبدئي يروى ويذكرون من غير تحقق او تثبت. هذا الرجل يخرج من بيته فيلقي الكذبة فتطير في الافاق. فلا يزال يعذب بها الى ان تقوم الساعة. اخرجاه في الصحيحين من حديث رضي الله عنه نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم. وما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله كما امر. احمده سبحانه وقد تأذن بالزيادة لمن شكر. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. ذلكم سيد البشر صلى الله عليه وعلى اله واصحابه السادة الغرر. خير ال ومعشر ما طلع ليل واقبل عليه نهار وادبر اما بعد عباد الله فاتقوا الله جل وعلا واحذروا اسباب سخطه وعقوباته. واحذروا موجباتها بحصائد في سب او تعير وتنابز بالالقاب او في غيبة او في نقل الكلام بين الناس على جهة الافساد واعلموا عباد الله ان هذا المطر انما يأتي برحمة الله عز وجل لعباده التي بها ينعم بها على وهي ربما على غيرهم من المسرفين استدراج من ربهم. فاتقوا الله عباد الله وعاملوا هذه الحسنات وعاملوا هذه النعم بالعفو والشكران. وبالاعتراف بان الله المنعم بها سبحانه لم ينعم بها غيره. وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشوا رحمته وهو الولي الحميد. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يعجب الى قنوت عباده والى قرب غيره. اي تغيير حالهم من جذب وقنوت الى رغد بانزال المطر وهذا الحياء. واعلموا عباد الله ان الاستمطار انما هو وسيلة قد يحصل معها انزال المطر وقد تتخلف عنه اما المنزل للمطر حقيقة المبارك فيه الذي انزل مع كل قطرة ملكا حيث ما يأمر بها سبحانه فهو ربنا جل وعلا. وهذه الاسباب يحصل معها المسببات او تختلف عنها لا تنسبوا الامور الى اسبابها وانسبوها الى مسببها ربنا جل وعلا. ثم اعلموا