ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شر انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله. اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه. ومن سار على نهجهم واقتفى اثرهم ثم احبهم وذب عنهم الى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا اما بعد عباد الله فاتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. ايها المؤمنون ان من خصائص هذا الدين اظهار عزة المؤمن عزته في هذه الدنيا باستمساك بدينه واعتصامه بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. هذه العزة التي تبعث على سمو المؤمن ورفعته في اقواله وافعاله. بل وفي اعتقاده في تعليق نياط بحبال ربه وبهذا يكون المؤمن عزيزا بتوحيد الله عزيزا بتعظيم الله عزيزا بثقته وحسن ظنه بالله. ورجائه سبحانه دون غيره. وانظروا الى عزة المؤمن يا عباد الله في هذا الكتاب الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم الى ملوك الارض في زمنه. كاتب النجاشي وكاتب المقوقس زعيم مصر وكاتب قيصر ملك الروم وكاتب كسرى ملك الفرس وكاتب ملك البحرين. فجاء في كتابه صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الى هرقل اعظم دولة في زمنه مع كسرى كسرى مع كسرى الفرس. جاء في هذا الكتاب المخرج في الصحيحين. من حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث الى كسرى كتابه مع دحية الكلبي وفيه بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله الهي رقلى عظيم الروم. اما بعد الى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى اما بعد اسلم تسلم. يؤتيك الله اجرك مرتين. فان ابيت فانما عليك اثم الاجر وقل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. كتاب مختصر في الفاظه. عظيم في دلالات ومنها عزة المؤمن بالله وبتوحيده. بدأها بالبسملة لانها استعانة بهذا بهذا الرب بالله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله بدأ بذكره على عادة العرب والتي اقرها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله انه ينشئ الكتاب من عند نفسه رسول الله لانها الوظيفة التي الله بها الهي رقل عظيم الروم. عظيم على قومه فلم ينزله عن قدره وانما انصفه وانزله المنزل لائقة به سلم عليه سلاما يليق به ولم يسلم عليه سلام المسلمين. فان سلام المسلمين هو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والسلام الذي يليق بهؤلاء سلام على من اتبع الهدى. اما اما من لم يتبع الهدى فلا سلام عليه ولا دعاء من الله له بالسلامة. اما بعد وهذه اضطرابا كليا في خطبه وكتبه عليه الصلاة والسلام. اما بعد اسلم تسلم اسلم لله عز وجل. كما اسلم سلفاؤك لله عز وجل مع عيسى ابن مريم. تسلم اي اي تكون في سلامة وتسلم من عذاب الدنيا وعذاب الاخرة. فان ابيت كابرت وعاندت فانما عليك اثم والاريسيون هم النصارى من اتباعه. لان الناس على دين ملوكهم فان ابيت اسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين. المرة الاولى باتباعه عيسى عليه السلام. والمرة الثانية باتباعه النبي الذي بشر به الانبياء. وممن بشر به عيسى ابن مريم. ومبشرا برسول يأتي من بعد اسمه احمد فان ابيت فانما عليك اثم الاريسين. وتأملوا عباد الله في هذه الاية التي استدل بها النبي صلى الله عليه وسلم وضمنها كتابه الجليل في معناه القليل في كلماته لملك الروم ولغيره وهي اية ال عمران. وقل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم. ما هذه الكلمة السوء انها لا اله الا الله الا نعبد الا الله ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. لان النصارى اليهود اتخذ بعضهم بعضا اربابا. اتخذوا احبارهم ورهبانهم. اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. عباد الله ان دينكم ان دينكم دين الاسلام. يظهر فيكم ويظهر فيكم الفخر والاعتزاز بدينكم وعدم الرضوخ والاستكانة لاهل الكفر. فلا نشابههم ظاهرا ولا ونتبعهم باطلا وانما نحن على عزة من توحيد ربنا هي نعمة عظيمة اعظم نعم الله علينا ان جعل انا مؤمنين نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم. وما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه امتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اعظاما لشأنه. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سلف من اخوانه وسار على نهجه واقتفى اثرهم الى يوم رظوانه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد عباد الله ان من اثار هذه والرفعة التي علمناها صلى الله عليه وسلم ان هذا الكتاب الذي بعثه الى عظيم الروم هرقل بلغ منه مبلغا عظيما. فاستدعى من عنده من العرب وكان اقربهم اليه نسبا ابو سفيان. فقدمه قال لصحبه ورهفه اني سائل هذا اسئلة فان كذب فاغمزوني فسأل هرقل ابا سفيان احد عشر سؤالا وهي اسئلة تدل على علمه. وتدل على انه عرف الحق لكنه عاند وكابر فلم يتبع ثم قال في اخر سؤاله في اخر كلامه مع ابي سفيان واسمعوا يا رعاكم الله لما قال. قال ان كنت صادقا في ما قلت فانه ان اوان زمن نبي وما كنا نظنه منكم يعني معشر العرب لاحتقار هؤلاء العجم من الفرس والروم للعرب ما كنا نظن انه منكم وان كنت صادقا فيما تقول ليملكن موضع عقد مي هاتين ولو كنت اعلم ان المطى تبلغه لذهبت اليه وقبلت ما تحت قدميه. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد اللهم علمنا