الحمد لله الحمد لله كما امر احمده سبحانه وقد تأذن بالزيادة لمن شكر واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اقرارا بربوبيته. وايمانا بالوهيته وعبادته واسمائه وصفاته مراغما بذلك من عاند به او جحد وكفر واصلي واسلم على سيد البشر الشافعي المشفع في المحشر نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه السادة الغرر خير ال ومعشر ما طلع على ما طلع نهار واقبل عليه ليل وادبر اما بعد عباد الله فاتقوا الله حق التقوى. واستمسكوا من دينكم الاسلام بالعروة الوثقى. فان اجسادنا على النار لا التقوى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون ايها المؤمنون ما يزال المؤمن في مسيره في هذه الدنيا راحلا الى الاخرة. يستنير في هذا الدرب بما يقربه الى ربه ويباعده عن اسباب سخطه وعقوبته. ومن ذلكم يا عباد الله ذكر الله الذي هو اعظم ما ينجي العبد من النار. كما رواه الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذكر الله يا عباد الله الحوقلة لا حول ولا قوة الا بالله. فكم في هذا الذكر من العجائب وكم وردت فيه من الفضائل. وكم تغافل عنه المتغافلون. وقصر فيه المقصرون ففي الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم وكانوا في سفر وقد رفعوا اصواتهم بالدعاء. قال ايها الناس ارضعوا على انفسكم انكم لا تدعون ثم ولا غائبة. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. ثم قال يا ابا موسى افلا ادلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت بلى يا رسول الله. قال لا حول ولا قوة الا بالله افصل لي هذا يا عبد الله وانتبه لهذا يا من تستجمع من كنوز الدنيا وتتلمسها وربما اصبت انتهى من غير حلها ومن غير اباحتها. ان من كنوز الجنة قول لا حول ولا قوة الا بالله. تقولها بلسانك وتعتقد معناها وما فيها من الدلائل على وحدانية الله بجلالك وفي مسند الامام احمد وعند ابي داوود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به الى السماء لقي هي في السماء السابعة اباه ابراهيم. ابا الانبياء عليهم جميعا من ربهم افضل صلاة وازكى سلام. فقال ابراهيم لنبينا اقرئ امتك مني السلام. واخبرهم ان الجنة غراس. ان الجنة غراس وان غراسها لا حول ولا قوة الا بالله. فهذه وصية ابراهيم لنبينا لكم ايها المؤمنون لا حول ولا قوة الا بالله. لا تقال عند التوجع ايها الاخوة. ولا عند حصول الالم كما هو الدارج عند بس وانما هي كلمة استعانة كما نص على ذلك المحققون من العلماء كشيخ الاسلام وغيره. فان ستتبرأ من كل حول الا من حول الله. ومن كل قوة الا من قوته سبحانه وتعالى. ويغلط اناس في هذه الكلمة في نطقها وفي ادائها. فمنهم من يقول لا حول الله او لا حول لله وهذا والعياذ بالله ان اعتقده صاحبه. ان اعتقد هذا الكلام فانه كفر بالله وهو لا يشعر ومن ذلك قول بعضهم لا حول ولا قوة ويسكت عند ذلك فهذا ايضا نفى الحول والقوة عن كل احد واما المؤمن فانه ينطق بلسانه بما اعتقد به قلبه وجلاله فيقول لا حول ولا قوة الا الا بالله ومعناها اتبرأ من كل حول ومن كل قوة الا من قوة الله جل وعلا وحوله سبحانه وتعالى وبهذا تنشرح نفس المؤمن ويطمئن صدره ويلاقي بها مصائب الحياة ومصاعبها نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم. وما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه كان غفارا الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد ربنا بالحق. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه. ومن سلف من اخوانه من المرسلين وسلم تسليما كثيرا مزيدا الى يوم الدين. اما بعد عباد الله كلمة الاسترجاع وكلمة التوجع هي قول انا لله وانا اليه راجعون تقال عند المصائب وتقال عند الرزايا وتقال اذا اصاب الانسان ما يكرهه او اصابه ما ففي الصحيح صحيح مسلم عن ام سلمة رضي الله عنها انه لما مات ابو سلمة زوجها الذي هاجر معها الهجرتين رضي الله عنه وارضاه. جاءها النبي صلى الله عليه وسلم معزيا لها. وناصحا لها جميع امته من بعدها فقال قولي انا لله وانا اليه راجعون. اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها. فقالت ها ام سلمة تقول وقلت في نفسي ومن يكون لي خيرا من من ابي سلمة في قوله صلى الله عليه وسلم اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها فما هو الا ان خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها فكان خيرا لها من زوجها السابق ابي سلمة. فرضي الله عنهم جميعا وصلاة وسلاما على انبياء الله ورسله ابدا دائما. عباد الله ان ذكر الله ان ذكر الله هذا وامثاله. لا ينبغي ان يكون لفظا بطرف اللسان. بل يكون ذلك اعتقادا بقلوبكم. وتصورا لهذه المعاني العظيمة. ونطقا لها بجوارحكم واعمالكم. بهذا تزهون عند ربكم سبحانه وتعالى. وتعظم اجوركم ويحصل بها ما اردت من الحروز ومن الحفظ في هذه الدنيا لكم ولاولادكم ولاهليكم. ثم اعلموا عباد الله ان اصدق الحديث الله