الحمدلله الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله ونبيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سلف من اخوانه من المرسلين وسار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين. وسلم تسليما كثيرا اما بعد عباد الله فاتقوا ربكم حق التقوى واستمسكوا من دينكم الاسلام بالعروة الوثقى فان اجسادنا على النار لا تقوى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون ايها المؤمنون شريعة الاسلام شريعة عظيمة مصالح الناس في الدنيا وراعت اسباب سعادتهم فيها وحققت لهم اسباب الفلاح في الاخرة وان من اعظم فرائض الدين بعد توحيد رب العالمين هذه الصلاة والتي من شأنها العظيم انها عمود هذا الدين. فلا قيام للدين الا بقيام عموده ومن شأنها يا عباد الله ان الله افترضها على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في اشرف المقامات في علوه لما عرج به صلى الله عليه وسلم الى السماوات السبع الطباق ثم ثم ما زال في عروج وصعود الى ان بلغ الجبار جل وعلا وافترض عليه هذه الصلاة وان من احكام الصلاة يا عباد الله حكم الجمع والقصر فان القصر مع الجمع لا يكونان الا في السفر سفر المباح وسفر الطاعة ما خلا سفر المعصية فلا جمع فيه ولا قصر ولا ترخص فيه باحكام السفر يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا واما الجمع بين الصلاتين جمعا بلا قصر فهو من سعة رحمة الله بنا ومن تعظيم الرخصة علينا وهذا يكون في امور ثلاثة المطر الذي يبل ثوب اقرب جيران المسجد وكذلك يا عباد الله في شدة البرد اذا جاءتكم الريح الشمالية او الريح النسرية فانه يجوز الجمع بين المغرب والعشاء فيها خاصة وكذلك في حال الخوف الجمع اذا متنقل بين السفر المباح وسفر الطاعة وبين البرد البرد الشديد وبين المطر سواء كان نازلا من السماء او يخوض فيه الناس في مشيهم الى المساجد او في حال الخوف يقول الفقهاء رحمهم الله ويجمع بين المغرب والعشاء خاصة في ريح باردة او مطر يبل الثياب وكذلك المريض والعاجز وكبير السن ومن به سلس البول او بها من النساء النزيف. فانه يجوز لهن يجوز لهن بين الصلاتين جمعا بلا قصر فيصلون الظهر اربعا ثم يقيمون ويصلون العصر بعدها اربعا وكذلك المغرب يصلونها ثلاثا والعشاء بعدها اربع انشاؤوا جمع تقديم وانشاؤوا جمع تقصير وانشاءوا جمع تأخير رخصة من الله عز وجل لعباده ورحمة من الله بهم وتشوفا من هذه الشريعة باداء الصلاة جماعة في المساجد مع المسلمين اللهم لك الحمد كثيرا ولك الشكر كثيرا كما تنعم يا ربنا كثيرا. يقول النبي صلى الله عليه عليه وسلم ان الله يحب ان تؤتى رخصه. كما يحب ان تؤتى عزائمه. نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم وما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم. فاستغفروه انه كان غفارا الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اعظاما لشأنه واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سلف من اخوانه وسلم تسليما كثيرا الى يوم اخوانك اما بعد عباد الله فقد ثبت في الصحيح صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء من المدينة من غير مرض ولا سفر قيل يا ابن عباس ما اراد من ذلك؟ قال اراد الا يحرج امته وفي الجمع بين الصلاتين تقع اغلاط يا عباد الله انبه على بعضها من ذلك ظن بعض الناس ان الجمع بين الصلاتين ملازم لقصر الرباعية هذا خطأ شائع يقع فيه حتى بعض الائمة. فان الجمع اذا كان للمرض او كان الجمع للخوف او كان الجمع بين الصلاتين للمطر فانه لا تقصر الصلاة في الحضر. وانما تقصر الصلاة وتجمع اذا كانت في السفر سفر طاعة او سفر مباح ومن الاغلاط يا عباد الله في هذا الباب انهم يجمعون بين الصلاتين عند ادنى برد او عند ادنى رش من المطر. وهذا توسع في استخدام هذه الرخص. وانما يجمع بين المغرب والعشاء خاصة اذا كان المطر يبل الثياب. فاذا بل ثوب اقرب واحد للمسجد فان الابعد من باب اولى الثياب اما بمطر نازل واما بمطر كامل في الارض يخوض فيه الناس وكذلك البرد لا يجمع في ادنى برد وانما في برد شديد يضر الناس مع ريح باردة كما نص على ذلك الفقهاء رحمهم الله ثم اعلموا عباد الله ان اصدق الحديث كلام الله. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر امور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم عباد الله بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار ولا يأكل الذئب الا من الغنم القاسية. اللهم عزا تعز به الاسلام واهله وذلا تذل به الكفر والشرك واهله. اللهم ابرم لهذه الامة امرا رشدا. يعز فيه اهل طاعتك ويهدى فيه اهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والاكرام اللهم وفق ولي امرنا بتوفيقك. اللهم خذ بنواصيهم