ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله عبده المصطفى ونبيه المجتبى العبد لا يعبد كما الرسول لا يكذب اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه. ومن سار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا اما بعد عباد الله واوصيكم ونفسي بتقوى الله فاتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون ايها المؤمنون لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل الانصاري رضي الله عنه الى اليمن استوصى معاذ رسول الله وقال صلى الله عليه وسلم يا معاذ كف عنك هذا واخذ بلسانه او بلسان معاذ وقال معاذ يا رسول الله او انا مؤاخذون بما نقول قال صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم ان هذا اللسان يا عباد الله نعمة امتن الله بها عليك فلا تصيرها الى نقمة تؤاخذ بها في الدنيا قبل الاخرة تؤخذ بها في الدنيا بما يكون من اثار هذا اللسان من تهييج الناس بعضهم على بعض او من كلمة تلقيها لا تلقي لها بالا. تبلغ عند الله سخطا ومقتا. وتثير في الناس ضغائن وحق قائد وربما اورثتهم قتلا وحربا وانت لم تقدر قدر ذلك واما في الاخرة فشر وانكى. نعم يا عباد الله. ومن ذلكم الغيبة التي فشت في في المجالس وكانت حلا لها الا من عصمهم الله جل وعلا منها وعصمهم بها والغيبة يا عباد الله هو ذكرك اخاك المسلم بما هو فيه مما يعيبه او يشينه او او ينبزه بلقبه. فهذه غيبة نهى عنها ربنا جل وعلا في قوله للمؤمنين في اية سورة الحجرات ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه. مثلها جل وعلا هذا المثال القبيح الفظيع. ان الغيبة كانك تنهش من لحم اخيك المسلم المغتاب. وهو ميت بين لديك ولكن الشيطان اعاذنا الله واياكم والمسلمين منه ومن شره. يزينها في قلوب الناس اجعلها حلا في المجالس. حتى فشت وانتشرت في اوساط الرجال. بل وفي اوساط النساء والصغار والكبار ولما بعثت احدى امهات المؤمنين رضي الله تعالى عنها الى النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فرأته عائشة وغارت من ذلك وقالت يا رسول الله حسبك من فلانة انها قصيرة ذكرتها بامر هو فيها انها قصيرة. وهذا مما يعيبها ويشينها. فغضب صلى الله عليه وسلم وقال يا عائشة قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته. اي كدرته اوسخت. وهي لم تقل الا انها فانظروا رحمني الله واياكم ما يصدر من افواهنا من غيبات في مجالسنا وعبر وسائل اتصالات وفي حديث الانسان مع خلانه من كلام اعظم واقبح من قوله ان فلانا طويل او قصير قيل يا رسول الله ارأيت ان كان في اخي ما اقول؟ قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته. وان لم يكن في فيه ما تقول فقد بهته. اي رميته بالبهتان. نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم. وما فيه من الايات والذكر الحكيم ووقانا واياكم شرائر خلقه في السنتهم وعقائدهم وقلوبهم وافعالهم واحوالهم فاستغفروا ربكم وتوبوا اليه انه كان غفارا الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اعظاما لشأنه. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سلف من اخوانه وسار على واقتفى اثرهم واحبهم وذب عنهم الى يوم رضوانه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد عباد الله علمتم قباحة الغيبة وشناعتها. الا فاعلموا ان هناك ذنب اخر سائر بين الناس الا ما رحم ربي هو شر من هذه الغيبة. اتدرون ما هي يا رعاكم الله؟ انها النميمة انها القتاتة ان يسعى بين الناس بنقل كلام بعضهم على بعض. ليفسد ذات بينهم ويسيء الى بعضهم صدور بعضهم على بعض بانواع بانواع الظغائن وانواع الشنآن والاحقاد. نعم يا عباد الله هذه النميمة سرت بين ضعفاء النفوس. وضعفاء المروءات وناقص العقل. بل وناقص الدين. قال الله عليه وسلم لا يدخل الجنة نمام. وفي رواية لا يدخل الجنة قتات. ينقل الكلام بين الصغار والكبار بين الرجال والنساء ينقله على جهة الصدور اي فلانا يقول فيك كذا وكان وفلانة تسبك بي كذا وكذا. حتى تفتخم القلوب مع بعضهم على بعض. بانواع بانواع الضغائن وانواع الحقد حتى لا تغسل. وهذه هي فتنة داء الامم قبلنا. الظغائن والتحاسد وهي لا تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين. ثم اعلموا عباد الله ان اصدق الحديث كلام الله وخير