الحمدلله وحده نحمده سبحانه ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا. ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده المصطفى. ونبيه المجتبى. فالعبد لا يعبد. كما الرسول لا كذب فاللهم صل وسلم عليه وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. اما بعد ايها الناس فاوصيكم ونفسي بتقوى الله فاتقوا الله حق التقوى. واستمسكوا من دينكم الاسلام. بالعروة الوثقى. فان اجسادنا على النار لا تقوى. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم ليمون ايها المؤمنون انتم في ايام فاضلة في شهر شوال وهو اول اشهر الحج وانقضى رمظان ولما تنقظي العبادات والاعمال الصالحة فان ربكم المعبود في رمظان هو المعبود في غيره بل وفي كل اوان. وان من علامات التوفيق وقبول عمل العامل ان يتبع الحسنة بمثلها مضى رمضان فشرع لنا النبي صلى الله عليه وسلم صيام ست من شوال. روى الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى قام رمظان ثم اتبعه ستا من شوال كان كمن صام الدهر. فافاد هذا الحديث بالترتيب انه لا يتأتى صيام الست الا بعد اكمال صيام الواجب مما بقي عليه من قضاء رمضان وهذا ايضا دال على مقاصد الشرع فان الاهتمام بالفرائض والواجبات اعظم من الاهتمام بالنوافل والسنن والمستحبات. فيترتب هذا الاجر العظيم انه كمن صام الدهر فيمن صام رمضان اوله ثم اتبعه نافلة صيام ست من شوال. ولا يظيرنكم يا عباد الله من يحاول ان يشكككم فيها هذه السنة فانهم بهذا يخالفون هذا الوعد الكريم من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وفي خضم ذلكم يتخذ بعض الناس في هذا اليوم اليوم الثامن من شوال والذي يوافق في عامنا هذا هذا يوم يوم الجمعة يتخذونه عيدا يسمونه عيد الابرار. حيث صاموا رمظان ثم افطروا يوم العيد ثم صاموا بعده ستا من شوال فتم لهم في يوم الخميس وهو السابع من صيام ستة ايام يعتقدون ان اليوم الثامن الذي يليه عيد الابرار انهم اتموا رمضان من شوال ولا عيد في الاسلام الا عيد الفطر. وعيد الاضحى. اما الجمعة فهي عيد مخصوص. وهي عيد الاسبوع فلا يسمى عيد الابرار ولا غيرهم وهذا مما احدثه العوام مما لا اصل له في هذه شريعة الغراء نفعني الله واياكم بالقرآن العظيم. وما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما سمعتم واستغفر استغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه كان غفارا الحمدلله الحمدلله الذي اعاد مواسم الخيرات على عباده تترا. فلا ينقضي موسم الا ويعقبه اخر مرة بعد اخرى وصلاة وسلاما على النبي المصطفى. والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اولي الفضل والفخار والنهاء. صلاة وسلاما ابدين دائمين محتفى. اما بعد عباد الله من كان عليه قضاء من رمضان ولا سيما النساء في اعذارهن من حيض ونفاس. فليبادرن الى اولا فان تيسر لهن اكمال الست. فالحمد لله والا فقد بلغت نية المؤمن عند الله يبلغ عمله ولا يكدرن على ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان سيكون علي القضاء من رمضان فلا اصومه الا في شعبان لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مني اي لحاجته الي فهي في عمل افضل لها من هذا الصيام وهو قيامها على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبادروا الى العمل الصالح واستغلوا براد الاوقات. واستغلوا براد الازمان والاوقات في اتمام رمضان بصيام الست من شوال فانه كالراتبة البعدية لهذه الفريضة في صيام رمظان ووجه ذلك يا عباد الله ان الحسنة اقل ما يكون مظاعفاتها بالعشر فرمظان الحالة هذه عن عشرة اشهر. وصيام ست تحديده ست بهذا العدد. لان الست عن ثلاثين عن ستين يوما فكان بهذا كمن صام السنة. فاذا تابعها في كل سنة لحقه هذا الثواب وهذا الاجر العظيم الموعود من نبينا صلى الله عليه وسلم. ثم اعلموا عباد الله