في هذا المقام قد حبب الله اليه هذا هذا الخلاء والتخلي به جاءه جبريل ولم يجيءه على صورته لان لا يطير قلبه ويفزعه فجاءه فقال اقرأ قال ما انا بقارئ ان نبينا امي لا يحسن قراءة ولا الكتابة وهذا ما تقرأونه في سورة العنكبوت وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المقبلون. بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون قال ما انا بقارئ قال اقرأ فغطه اي ضمه بقوة حتى ماشي على نفسه مرة وثنتين وثلاث وهو يقول ما انا بقارئ وقال اقرأ باسم ربك الذي خلق القى الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم ثم ارسله ونزل عليه الصلاة والسلام فزعا مضطربا دخل على خديجة سكنه وانسه وزوجه قال جملوني زملوني فجملته شوفوا عقلها رضي الله عنها حتى ذهب الذي يجد من الروع والخوف ثم قال اني خشيت على نفسي جاءني في الغار كذا وكذا وقص عليها انظروا الى جواب هذه المرأة العاقلة الرشيدة الموفقة قالت كلا والله لا يخزيك الله ابدا ان الله لا يكتب عليك خزيا لا يخزيك الله ابدا ثم ذكرت خمس صفات من صفاته عليه الصلاة والسلام انك لا تحمل الكل الضعيف وتكسب المعدوم الفقير اللي ما عنده شيء افتقر الضيف تكرم اضيافك وتصل الرحم لست قاطعا لرحمك وتعين على نوائب الحق. كل نائبة اي داعية الى حق النبي يبادر اليها عليه الصلاة والسلام مذلة خديجة رضي الله عنها بهذه الاحوال الخمس من صفاته على امر جلل ان الله لا يخزي رسوله ولا يسوؤه ولا يضره ولا يؤذيه وهذا من فقهها وعقلها رضي الله عنها فلا غروا فانها ممن كمل من النساء ولم يكن من النساء الا اربع منهن خديجة واسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه ثم قال وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام اخرجه في الصحيحين من كمال عقلها ذهبت برسول الله وله كم سنة وقتها يا اخواني اربعون سنة خديجة ها اكبر منه بخمس خمس عشرة سنة خمسة وخمسين لتزيد من طمأنينة ان ذهبت به الى عاقل وهكذا انتم اذا جاءت الامور لم تستوعبها ولا تبدها لمن هو مثلك او اقل منك العلماء والعقلاء لا تعدم من مشاورتهم لا تعلم من ذلك خيرا ذهبت به الى ابن عمها ورقة ابن نوفل ابن اسد ابن ابن عبد العزى ابن اسد. ابن عمه الواقف لكنه كان اسن منها واعلم منها رأى التوراة بالعبرانية وقرأها بالعربية وقالت ايه عم هذا من كمال ادبها مخاطبة ابن عمها اللي اكبر منها واعلم منها بهذا الوصف العمومة اسمع من ابن اخيك قالوا وورقة وقتها اما انه شارف الثمانين او جاوزها فقال ما رأيت يا ابن اخي فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما اخبر به خديجة لما رآه في الغار وقال ان هذا هو الناموس الاعظم الذي كان يأتي موسى شوفوا اهل العلم عندهم علم ما هو بعند غيرهم ثم قال يا ليتني فيها جذعا اي شابا قويا نشيطا اذ يخرجك قومك فتعجب عليه الصلاة والسلام قال اومخرجيهم قال نعم ما جاء احد مثل ما جئت به الا واخرجه قومه فما لبث ان فتر الوحي وبقي النبي في هذه المدة في فتور من الوحي وهو رجع الى ما كان فيه من التحنث الذي حببه الله اليه والتعبد في الغار لم يفزع مما جرى ترى الوحي مدة ثم جاءه امرا له بان يبلغ دين الله يا ايها المزمل يا ايها المدثر ومنهما قرره الشيخ المجدد في ثلاثة الاصول لما بين الاصل الثالث ما بين الاصل الثاني معرفة النبي عليه الصلاة والسلام وقال نبئ بماذا اقرأ وارسل بالمدثر صلى الله عليه وسلم ففي هذا بيان في هذه السورة وهذه الحالة التي ابتدأ فيها الوحي بانزاله على النبي عليه الصلاة والسلام مما ينبغي ان يلفت الانتباه اليه ان الوحي لما كان عظيما الى هذه المقدمات والارهاصات التي عانى منها نبينا ما عانى ولو كان غيره لطار قلبه من جسده وربما اصابه الخبل واصابه الجنون ولكن الله ثبته طمنه بطمأنينة الايمان عليه الصلاة والسلام تهيئا له لحمل هذه المهمة مهمة ابلاغ دين الله مهمة الدعوة الى الله جل وعلا التي اداها صلى الله عليه وسلم كما يحب ربه منه فما مات ولحق بالرفيق الاعلى والا وقد ابان الله به الحجة واظهر به المحجة. واكمل به الدين ورضي علينا به هذه الملة عليه الصلاة والسلام