في اخر سورة الانعام قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين اتدرون من نسيكه والنسك انها في الذبائح وفي مقدمها هدايا الحجاج في حجهم واضاحي المؤمنين في افاقهم هذه العبادة بالذبح لله عز وجل اهلالا له وتقربا له وذبحا على اسمه جعلها الله عز وجل بهذا المكان العظيم وبهذه المثابة الرفيعة من انواع عبادته سبحانه وتعالى والمؤمنون في هذه العشر مما يتقربون به الى الله سبحانه وتعالى مع اداء فرائضه والانتهاء عن نواهيه والمسابقة الى النوافل المقربة لمحبوباته يتهيأون في ذبح اضاحيهم هذه الاضحية التي سمي يوم العيد بيوم الاضحى لاجلها وهو يوم الحج الاكبر. لان فيه اربعة من اعمال الحج العظيمة فيه ثلاث واجبات وفيه ركن رمي الجمار وفيه نحر الهدي الواجب والمستحب على المتمتع والقارن وغيرهم وفيها حلق الرأس او تقصيره وفيها ركن من اركان الحج وهو طواف الافاضة وهو يوم النحر. وهو يوم عيد الاضحى وهو افضل ايام الله عز وجل فان افضل ايام الله يوم النحر ويوم الفطر ويوم عرفة وثلاثة ايام التشريق قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر وايام التشريق. ايام اكل وشرب وذكر لله عز وجل ولشرف الاضحية والاضاحي امرنا صلى الله عليه وسلم وامر المظحين بان يمسكوا عن ثلاث تشبها باهل الاحرام في نسكهم في حجهم وعمرتهم اذ محظور محظورات الاحرام تسعة وهذا المضحي بذاته وبنفسه دون من يضحي عنهم مأمور بان يمسك عن ثلاث عن شعره وعن ظفره وعن بشرته ففي صحيح مسلم من حديث ام سلمة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر واراد احدكم ان يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته شيئا وفي رواية حتى يضحي ولله في ذلك حكمة فان هذه الشعور وهذه الاظافر وما كان من البشرة اخذ منها مباح فيما ابيح فيه ويشارك هذا المضحي في يوم النحر اخوانه الحجاج الواقفين في عرفة ثم في مزدلفة ثم في منى ينحرون هداياهم وفيه اجتماع شعوري بين المسلمين على هذه العبادة وعبادة الذبح والنذر امر الله جل وعلا بان تهلل له وان يذبح على اسمه عبادة لله سبحانه من المضحين ومن المهدين ومن الاكلين لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم اتدرون ما التقوى يا رعاكم الله انه توحيد الله عز وجل. بالذبح والنحر اهلالا له اي تعظيما وبالذبح على اسمه سبحانه وتعالى الا على اسم غيره لانه نهانا وعظم علينا فقال ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وقد قرن الله جل وعلا الذبح باهم فرائض الدين بعد توحيد رب العالمين فقال في هذه السورة التي امتن بها جل وعلا على رسوله صلى الله عليه وسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر اجعل صلاتك كما نحرك لله عز وجل ومن تأمل في الشرك الذي هو اعظم ذنب عصي الله عز وجل به وجده يدور على اربعة اصول شركي الدعوة وهو اوسع انواع شرك انتشارا بدعاء غير الله وشرك الارادة اي شرك النيات والمقاصد واعظمه الرياء وشرك الطاعة. وشرك الذبح هذه الاربعة هي اصول الشرك التي يدور عليها فانتم ايها الموحدون وانتم ايها المضحون تتعبدون ربكم جل وعلا في الذبح على اسمه في هذا اليوم يوم النحر وايام التشريق الذي جاء فيه حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تقرب الى الله عز وجل في يوم النحر بشيء افضل من اهراق دم وان الدم ليبلغ عند الله عز وجل بمكان وتأتي هذه البهيمة باظلافها واشعارها وقرونها يوم القيامة اطيبوا بها نفسا رواه الترمذي والحاكم وصححه. ووافقه الذهبي وغيره نعم ايها الاخوة الله جل وعلا لا يكتسب من ذبيحتك ما تكتسب منها الا انه يحب من عبده ان يذبح له وان يهل على اسمه تعظيما له جل وعلا وعبودية وتوحيدا. قال نبيكم صلى الله عليه وسلم ما انهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا انهر الدم هي هي الذكاة لما يذكى والنحر لما ينحر