الحمد لله وحده صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فقد فرغ الحجاج من اداء النسك. يجب عليكم ان تتفقدوا انفسكم في هذه الانساك التي اديتموها هل حصل فيها نقص او حصل فيها خلل النقص يكمل والخلل يسدد وما كان بين ذلك يستغفر الله عز وجل منه يتاب اليه فتنظر الى واجبات الحج وهي السبعة. احرام من الميقات. ادامة للوقوف بعرفة الى غروب الشمس. بيات بالمزدلفة رمي للجمار. بيات بمنى حلق او التقصير. ثم طواف الوداع. هل اتيت بهذه الواجبات السبعة؟ او حصل عندك منها خلل فان الخلل فيها ينظر ان لم تأتي بها يجبر ذلك بامرين بالتوبة الى الله النصوح وبدم وهو شاة او سبع بدنة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما من ترك واجبا فعليه دم يحيقه بالحرم وعلى هذا جماهير العلماء كذلك المحظورات محظورات الاحرام التسعة تغطية الرأس للرجل لبس المخيط للرجل الاخذ من الشعر للجميع. تقليم الاظافر مس الطيب الخطبة وعقد النكاح المباشرة دون الفرج والانزال الوطء بانواعه قبل التحلل في الاول وبعده قتل الصيد البري المتوحش اصلا. ما وقع من هذه المحظورات ينتبه له ويتفقد نفسه المحرم والحاج ان كان حصل من ذلك خلل فليستدركه. وليسأل عنه. مسألة اخرى مهمة وهي شأنك ايها الموفق بعد ذلك مع ربك الصلاة هل انت محافظ عليها او مقصر في ادائها؟ ان الصلاة اعظم واكد من اداء الحج. نعم كلها من اركان الاسلام. لكن الصلاة فان اكد اركان الدين توحيد رب العالمين وحده لا شريك له. يليها الصلاة وحسبكم من شرفها وفضلها ومكانتها. ان الله افترضها على نبيه صلى الله عليه وسلم لما عرج اليه في السماوات العلا تنويها بشأنها وتأثيرها على اهميته ومما يكثر السؤال عنه العمرة العمرة واجبة في العمر مرة كالحج. لقول النبي صلى الله عليه وسلم لابي رزين العقيد اليماني حج عن ابيك واعتمر. رواه اهل السنن. ومما يكثر عنه السؤال بعد الحج نأتي بعمر كثيرة عمرة لابي وعمرة لامي وعمي وعمتي وخالي وخالتي تتابع بين هذه العمر امر لم يكن عليه هدي النبي عليه الصلاة والسلام. ولا هدي الصحابة رضي الله عنهم طاووس بن كيسان اليماني من التابعين ما ادري هؤلاء الذين يتابعون بين العمر يخرج الى مسجد عائشة عمرة وثانية وثالثة ورابعة وخامسة. ما ادري هؤلاء الذين يتابعون بين العمر يؤجرون ام يؤزرون اما سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وهديه. فكان ينشئ للعمرة سفرا مستقلا. ينشئ لها سفرة مستقبلا وقد جاء عن الائمة الخلفاء الثلاثة ابي بكر وعمر وعثمان ان العمرة في كل سنة مرة وجاء عن علي رضي الله عنهم انه كلا شهر. واقل ما جاء عن الصحابة فيما بين العمرتين ما جاء عن انس ابن مالك رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم ان ما بين العمرتين قدرا ما يحمم رأسه. كله متفقون على ان ينشئ للعمرة سفرا جديدا. لا ان يخرج الى مسجد عائشة ويأتي بعمرة ثانية وثالثة وعاشرة وعشرين. يريد ان يحسن الى امواته ولم يصب الطريق. هذه ناحية مهمة ننتبه لها يا ايها الاخوة مسألة مهمة كيف تنفع امواتك؟ تريد ان تنفع امواتك ممن ماتوا اعظم ما تنفع به امواتك. تنفع به نفسك الدعاء لهم. تدعو الله لهم بطوافك قراءتك بجلوسك بوجودك في الحرم. فهذا اعظم ما ينفع به الحي الميت وهو ايسره واهونه عليك. الدعاء ما يكلفك جهدا بدنيا. ولا جهدا ماليا انما ان تقبل على ربك بقلبك ترفع اليه اكف الضراعة. لك ولامواتك وللمسلمين في الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حيي ستير يستحي ان يرفع عبده اليه يديه فيردهما عليه صفرا. سبحانه لا اله الا هو يتحنن اليكم اهل الايمان يتلطف اليكم ان تدعوه. وان ترفعوا له اكف الضراعة وتظهروا له الفاقة والحاجة والانكسار يحب ذلك منك ايها الموحد وهو الغني عنك وانت الفقير اليه. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ان يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد. وما ذلك على الله بعزيز. والدعاء له شأن عظيم نبينا صلى الله عليه وسلم لم يأتي بعمرة عن خديجة. مع حبه العظيم لها. ولم يأتي بعمر مستقلة عن بناته الثلاث اللاتي متن في حياته رقية وزينب وام كلثوم رضي الله عنهن لم يأتي بعمرة عن عمه حمزة ولا عن جعفر بن ابي طالب لكن دعا لهم نوقن بانه دعا لهم لان هذا الانفع لهم وهو الذي نقتدي به ايها الاخوة. من اراد ان يأتي بعمرة يأتي بعمرة وحيدة بعد حجه استئناسا بما اذن به النبي صلى الله عليه وسلم لامك وامنا عائشة رضي الله عنها مسألة اخرى وهي ان النفوس وشياطينها والجهال يهتمون للاشياء التي لا تفيد ويتركون الاشياء المفيدة. فكم من الحجيج من يذهب يتمشى في معالم مكة والصلاة والمجاورة والدعاء اعظم من ذلك يهمله تجده في الاسواق يمضي فيها اوقاته الطويلة. ويأتي متعبا وعند العبادة يكسل انت ما جئت من بلدك وما بغيت وقصدت هذا المكان المعظم الا تريد ان تستكثر من الخيرات فليكن هذا هو همك وهو عملك. مثلا في رمي الجمار. منهم من يحمل الحصى معه من عرفة. واكثركم حملها معه من ايه؟ من المزدلفة. وليس على هذا هدي نبينا صلى الله عليه وسلم. لان اكثر ما كثر الله في مكة الحصى. من اي مكان لكن الشيطان اغلاهم وجعلهم يغلون في الحصى جمعا تكسيرا ومنهم هم من يغسلها ومنهم من يطيبها ومنهم من يفعل حتى ينشغل عن اداء السنن وما جاء لاجله من تعظيم الله وذكره والصلاة له القرآن ما شأنه معك؟ وقارن بينما يمضي عليه وقتك في الجوال. والنظر في وتقليب مقاطعه وبين القرآن واخذك وعهدك به. تجد هذه المفارقات وهذه ازدواجيات عندنا. وكلها مبناها على ماذا؟ على صرفك عن الخير الى لا ما لا فائدة فيه ثم تنتقل مما لا فائدة فيه الى ما فيه المضرة. والنقص عليك في دينك. والنقص عليك في طاعتك ربك والتقصير في اداء حقه عليك. ان الذي فرض الحج هو الذي فرض الصلاة. وان ربكم في رمضان والحج هو ربكم في بقية الشهور. فلنعظمه ولنعبده. ولنقم بحق علينا وما وفقك الله اليه من العبادات في ايام الحج استمر عليها واثبت. ولا ترجع القهقرة. واحذر من الحور بعد القول. احذر من الارتداد. احذر من احذر من الضعف. اجتهد هي ايام قلائل وتعبر وتسافر السفر الحقيقي الى ربك الذي مزاده وزاده عملك الصالح وايمانك. يقول صلى الله عليه وسلم يتبع الميت ثلاثة اهله وماله وعمله. فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع اهله يبكون عليه يومين ثلاثة ثم يسلون في دنياهم ربما زوجته تتزوج من بعده بعد عدتها. وينشغل اولاده وبناته وذووه. بدنياهم ما له يرجع فيتقاسمه ورثته. فان كان المال كثيرا تضاربوا وتخاصموا. وتحاكموا في ما بينهم في هذا المال. اذا صار نقصا عليهم وعنوانا لتفرقهم واختلافهم وشحنائهم من ضجيعك؟ ضجيعك في قبرك عملك؟ فكيف تحب ان يكون هذا العمل معك في سفرك في برزخك في القبر ثم الى ربك. وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما الطويل وفيه ان المؤمن يأتيه شاب حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح. فيقول من انت؟ فوجهك الوجه الذي لا يأتي الا بخير. فيقول ابشر بالذي يسرك انا عملك الصالح. انها صلاتك. انها صيامك وزكاتك وحجك وعمرتك. انه توحيدك بالله وايمانك به. هو انيسك. يوم لا انيس ضجيعك يوم لا ضجيع لك. رفيقك يوم لا رفيق لك. وذكر في الصف الثاني ويأتيه شاحب الوجه وسخ الثياب. نتن الريح. فيقول من انت؟ ووجهك الوجه الذي لا يأتي بخير فيقول ابشر بالذي يسوؤك. ابشر بالذي يسوؤك. انا عملك الطالح. عملك كالفاسد انا معاصيك انا فجورك انا تفريطك في فرائض الله هذه انا عملك الطالح. فاذا رأى ذاك قال ربي لا تقم الساعة. الاول يقول ربي اقم الساعة والصلاة يا ايها الجمع الكريم. ان احسنت قيامها وركوعها وسجودها واتممت واركانها واديت واجباتها ارتفعت الى السماء ولها نور لان الله يرفع اليه ماذا؟ العمل الصالح. والصلاة من عظائم الاعمال الصالحة. ارتفعت الى السما ولها نور. والعمل الصالح يرفعه. فتقول حفظك الله اما اذا اخللت بالصلاة اخللت باركانها وشروطها وواجباتها جعلتها كنقرا كنقر الغراب. الله اكبر ثم تسرح في دنياك. مع اهلك وولدك ومالك. باعوا ذهبوا وجاؤوا ولم تعقل من صلاتك شيئا ارتفعت الى ولها ظلمة. فمن الناس من يكتب له من الصلاة ربعها خمسها سدسها عشرها ومنهم من لا يكتب له في صلاته شيء. ثم تلف كما يلف الثوب الخلق القديم البالي. يظرب بها وجه صاحبها الصلاة تقول ضيعك الله كما ضيعتني. الله جل وعلا طيب. ولا يقبل من العمل الا ما كان طيبا. ويكون العمل طيبا اذا كان لله وحده ليس له فيه شريك ويكون العمل طيبا اذا احسنت واتقنت فيه. ان الله كتب الاحسان على كل شيء ويكون العمل بضد ذلك بحسب ما انقصت منه. المال الذي تعلقت به النفوس لا يقبل الله منه الا ما كان من كسب طيب حلال. انتبه فما كان من كسبك فيه ما فيه من اللف والدوران والغش والكذب. والمعاملات المحرمة جهالة وغررا وربا. هذا الربا الذي حتى كاد الناس الا يسلموا منه. يأتي على الناس زمان من لم يأكل فيه الربا. يعتمه ويصبه غباره ربي لا يقبل من الكسب والنفقة الا ما كان طيبا ان الله طيب لا يقبل الا طيبا وما بني على حرام فالنار اولى به. كل لحم نبت على سحت. والسحت هو الحرام. فالله اولى به. تفقد مكاسبك وتجاراتك وتحسينك المال. اجاء من حله فاثبت. وحاسب نفسك وراقبها ما جاء من غير علم من غير حله تخلص منه. وتب الى الله عز وجل وآب اليه. ان الحج يغير وطرائقنا. لا تكن بعد الحج كحالك قبله. فهذا نقص. والمؤمن دائما الى العلو والى الكمال. اللهم ثبتنا على دينك. اللهم اعنا على ذكرك. وعلى شكرك وعلى حسن اللهم اجعلنا من عبادك واوليائك واصفيائك المتقين. وعبادك المخلصين. اللهم اختم لنا بالصالحات اللهم ثبتنا بقولك الثابت. في هذه الحياة الدنيا وفي الاخرة. اللهم انس وحشاتنا. اللهم اعذنا من عذاب جهنم واعذنا من عذاب القبر. واعذنا من فتنة الدنيا والاخرة. واعدنا من فتنة المسيح الدجال. اللهم اجرنا من حر جهنم ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما. انها ساءت مستقرا ومقاما. نسأل الله ذلك لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ومشايخنا وولاتنا وجميع المسلمين. انه سبحانه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين