الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم ومن المسائل ايضا وقد دل على علوه ايضا العقل فان العقل دليل على ما دل عليه النقل. وهو مؤيد للنقل في هذه المسألة ومن المعلوم المتقرر انه لا يمكن ابدا ان يتعارض نقل صحيح مع عقل صريح. فالعقل يقر اقرارا جازما بان العلو المطلق من صفات الله تبارك وتعالى. وذلك من عدة اوجه. اختصرها لكم في ثلاثة او اثنين على ما يتيسر به الوقت الوجه الاول ان العلو في ذاته صفة كمال في المخلوق لا نقص فيه ولذلك فان الكمل من الخلق اما كمل مال او كمل الجاه او كمل سلطان ورياسة او ما العلم فانهم تجنحوا انفسهم الى جهة العلو. ولذلك تجدون ان الملوك يبنون بيوتهم غالبا في المناطق العالية ويكلمون الناس من المناطق العالية فان العلو صفة كمال باعتبار ذاتها في المخلوق لا نقص فيها. والمتقرر عقلا ان كل صفة كمال في المخلوق لا نقص فيها فالله احق ان ينزه به عفوا احق ان يوصف بها عفوا فصفة العلو باعتبار ذاتها في المخلوق صفة كمال. والمتقرر عقلا عند اهل السنة والجماعة ان كل صفة كمال في المخلوق لا نقص فيها فان الله عز وجل احق ان يوصف بها هذا وجه قوي ومن الاوجه العقلية ايضا ان المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان كل صفة لا يصح اتصاف الله بنقيضها فهي صفة وذات فالعلو صفة ونقيضه السفن هل يصح اتصاف الله بالسبل؟ الجواب لا. فاذا لم يكن فاذا لم يصح اتصاف الله بالسبل فيجب لزاما ان نصف الله بالعلو. اذ لو نفينا علو الله لوصفناه بصفة النقيض الاخرى وهي السفل والسفل نقص ينزه الله عز وجل. ينزه الله عز وجل عنه الوجه الثالث هو يحتاج الى شيء من التأمل والتدبر وهو ان الله عز وجل يقر وهو انه الجميع يقر بان الله موجود وكلنا نؤمن بان الخلق موجودون ايضا فاذا هما وجودان وجود لله ووجود للمخلوق فخذان الوجودان لا يخلوان من عدة احوال اما ان يختلطا وجودهما فيكون وجود الله عز وجل مختلطا به وجود خلقه اي بذواتهم او يكون وجودهم مختلطا بوجود الله عز وجل. وهذا تأباه العقل العقول السليمة والفطر المستقيمة والادلة القوية صحيحة الصريحة فان اهل السنة مجمعون على ان ذات الله عز وجل لا يخالطها شيء من ذوات خلقه وان ذوات خلقه ليس فيها شيء من ذاته تبارك وتعالى. اذا احتمال المخالطة بين الوجودين مرفوض. شيخ غالي؟ احتمال مخالطة واتحاد الوجودين مرفوض فاذا رفظ الاختلاط بقي الاحتمال الاخر وهو الانفصال فاذا اثبتنا ان ان وجود الله منفصل عن وجود المخلوقين فلا يخلو ايضا من ثلاث حالات الحالة الاولى ان يكون وجود الله تحت وجود المخلوقين او يكون وجود الله فوق وجود المخلوقين او يكون وجود الله؟ محايفا لوجود المخلوقين انتم معي ولا لا لا يمكن ابدا ان يكون وجوده تحت وجودهم واسفل منه. لان هذا فيه اثبات صفة السفن والسفن نقص والله عز وجل منزه عن النقص ولا يمكن كذلك ان يكون محايفا لوجودهم. اذ ان الالهية والربوبية تمنع هذه المحايذة. اذ المحايذة تقتضي الاختلاط بل اننا نرى ان الملوك من الخلق لا يرضون ان رعاياهم يحايثونهم حتى حتى ولو في كرسي الجلوس بل وحتى في قرب الجلوس فتجد ان كرسي الملك المتوسط ثم فراغ من ها هنا وفراغ من ها هنا حتى يتصدر كرسيه المجلس ويعلو جميع من يجلس معه فاذا المحايذة نقص في ربوبيته والوهيته وكل شيء يوجب انتقاصا. ربوبيته والوهيته انه باطل. فاذا بطل السفن والمحايثة بقينا في العلو. وهذا هو الذي تدل عليه الادلة فالله عز وجل موجود في الاعلى في العلو المطلق. ووجوده ليس مخالطا لوجود احد من خلقه ولا باسفل من وجودهم ولا محايثا لهم. فهذه الاوجه الثلاثة دليل عقلي. قاطع في ان الله عز وجل ها في ان الله عز وجل في العلو المطلق. فانظر كيف تواترت هذه الادلة من الكتاب. ومن السنة الصحيحة ومن الاجماع ومن الفطرة السليمة ومن الحس الظاهر القاطع ومن العقل السليم مستقيم على ان الله عز وجل في العلو المطلق وهو الذي ندين الله عز وجل به ونؤمن به ونعتقده ونقسم بالله عز وجل ونباغل عليه ونعلمه لطلابنا وللمسلمين جميعا ونسأل الله ان يقبضنا على هذه العقيدة