احمد الله عز وجل على ان يسر له ذلك المرظ. ومن الناس من يغفل في نعمة المال وقد اغفله ماله عن الله عز وجل. فلما سلب الله عز وجل عنه نعمة نعمة المال واذاقه بؤس الفقر عاد قلبه الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك اذا اعطى الله العبد نعمة ثم قابلها بالمعصية. وتاب بعد ذلك من هذه المعصية وقد نزعت النعم فما التوجيه في ذلك حفظكم الله الحمد لله رب العالمين وبعد لا جرم ان المتقرر عند العلماء ان المعاصي مذهبة للنعم. لان الله الله عز وجل قد اذن الشاكرين لنعمه بالمزيد. وتوعد الكافرين لها بالويل والعذاب الشديد. فمن عقوبات الذنوب انها تزيل النعم وتحل النقم والعياذ بالله. ولنا في مدينة سبأ التي ذكر الله عز وجل قصتها في سورة كاملة في سورة سبأ. اعظم اعظم العظة والعبرة. قال الله عز وجل لقد كان في مسكنهم اية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له. بلدة طيبة ورب غفور فاعرضوا فارسلنا عليهم سيل العرم. وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط واكل وشيء من سدر قليل. ذلك جزيناهم بما كفروا والباء هنا هي باء السببية اي بسبب كفرهم جازيناهم بسلب النعمة عنهم. فكلما انعم الله عز وجل على العبد نعمة ثم قابلها بالجحود والكفران والمعاصي. وعطل شكر الله عز وجل عليها فلا جرم ان النعمة سوف تسلب منه. هذه سنة الله عز وجل الكونية. وانظر الى ذلك الشخص الذي اتاه الله عز وجل اياته من العلم والفهم والحكمة. ولكنه قابل هذه النعم بالجحود فقص الله عز وجل قصته من باب اخذ العبرة والعظة. فقال الله عز وجل واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا انسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض اتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ذلك جزاء ذلك مثل الذين كذبوا اياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون. والنصوص الدالة على ان كل نعمة لم يؤتي العبد حقها من الشكر والثناء واستغلالها في الطاعة انها تسلب كثيرة جدا. النصوص في ذلك كثيرة جدا. فعلى العبد ان يقابل الى نعم الله عز وجل بالشكر والعرفان. وان تعينه نعم الله عز وجل على طاعته. فاذا انعم الله على العبد بنعمة بلغ بالجحود فسلبها الله فلا يلومن الا نفسه. وليعلم العبد ان سلب النعمة اذا به الى التوبة الى الله عز وجل فان سلبها وان كان شرا في الظاهر الا ان مآله الى خير. فكم من الناس ممن كانوا يرفلون في النعم وقلوبهم غافلة عن الله عز وجل. فلما سلب الله عز وجل عنهم شيئا من نعمه استيقظت قلوبهم وحاسبوا انفسهم وتابوا الى ربهم مما قصروا به في حقه وعادوا في قوافل العائدين الى الله الله فسلب النعمة من الفساد الذي قد يظهر في البر والبحر وهو شر في الظاهر الا ان اياته وغاياته اذا ادت المقصود الشرعي منها فانها تكون حميدة. كما قال الله تبارك وتعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. وكم من انسان قد تاب لما سلبت منه شيء لما سلب عنه شيء من النعم فاذا كنت تقول ايها السائل انني قد تبت الى الله عز وجل بعد ان نزع النعمة او قبل ان نزع النعمة ولكنني تبت الى الله عز وجل التوبة الصادقة النصوح المستجمعة لشروطها ولا ازال اعاتب نفسي على عدم مقابلة نعمة ربي بالشكر فان سلب النعمة في حقك اذا اوصلك الى هذه النتيجة الطيبة فلا جرم ان قلبها كان خيرا في حقك. فلا تلومن نفسك في هذه الحالة واحمد الله على ان اخذها عنك لانها كانت من اسباب غفلة قلبك وانقطاع سيره عن الله عز وجل. فاحمد الله عز وجل فان من علامة الايمان حمد الله في رخاء والسراء وفي الشدة والضراء. واعلم ان الله عز وجل انما اعطاك النعمة لخير يعلمه لك وسلب عنك النعمة لخير يعلمه لك. فقابل نعم الله اذا جاءت بالشكر. والحمد والثناء والاستغلال في الطاعة وقابل نعمه اذا ادبرت عنك بالصبر واحتساب الاجر ومحاسبة النفس ومراجعة طريقة ومراجعة سيرك كالى الله عز وجل. ونحن نعرف اناسا انما كان سبب توبتهم سلب شيء من النعم. فمن من كان يرفل في نعمة الصحة. وكان قلبه غائبا غافلا عن الله عز وجل. فلما ابتلي بالامراض عاد الى الله عز وجل حتى اتمنى ان الله عز وجل عاجله بهذا المرض لما يرى من حسن اثار هذا المرظ على قلبه وسيره الى الله عز وجل. وان كان استعجال المرظ وطلبه لا يجوز شرعا لانه عدو. ونحن منهيون عن تمني لقاء العدو ولكن لما يرى من الاثار الحسنة من مراجعة النفس والتوبة الى الله عز وجل صار الى الله عز وجل وانشرح صدره للاسلام. واعاد في قوافل العائدين الى الله عز وجل. فاذا امر المؤمن كله ان شاء الله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته راء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وليس ذلك لاحد الا للمؤمن قد جرت سنة الله انه يبلونا بالشر والخير فتنة. قال ونبلوك ونبلوكم بالشر والخير فتنة فعليك ان تصبر على مفارقة هذه النعمة وان تحتسب اجر فراقها وان تسأل الله عز وجل ان يتوب عليك وان يعيد هذه النعمة لك وان تحمد الله وتشكره على ان رد قلبك اليه. وان رزقك التوبة الصادقة النصوح. فالنعمة اذا اعطاها الله العبد فدلته على الله فهي نعمة. والنعمة اذا سلبها الله من العبد فصار سلبها دليلا لقلبه على الله فهذا السلب نعمة ايضا. حتى وان كان ضررا في الظاهر الا انه في نهاياته والغايات منه نعمة عظيمة من الله عز وجل والله اعلم