كما بينت بعضها. فاذا دعوت الله عز وجل فليكن دعاؤك مبنيا على ساق الاخلاص وهو من اعظم اسباب الاستجابة. قال الله عز وجل فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول السائلة ادعو الله كثيرا ولله الحمد والمنة ولكن هناك دعوة لي لي اكثر من عشرين سنة وانا ادعو الله بها ولم تتحقق السؤال تقول هل عدم تيسير الله لهذا الامر وما يصيبني فيه من الاحباط واليأس يغضب الله علي؟ علما اني لا اتسخط واحمد الله على كل حال. الحمد لله وبعد المتقرر عند العلماء ان الانسان اذا دعا الله عز وجل فان الله يستجيب دعاءه ما لم يكن ثمة مانع من الاستجابة لقول الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. ويقول النبي صلى ويقول الله عز وجل امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء وقال الله عز وجل ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فاذا دعوت الله عز وجل فاعلمي ان الله سيستجيب لك. ولكن استجابة الله عز وجل للدعاء ليست على وجه واحد بل على ثلاثة اوجه لابد لابد من فهمها. فاما ان يعطيك الله عز وجل عين ما وهذا وجه واما ان يدفع الله عز وجل عنك من الشر بقدر دعائك وهذا وجه ثاني واما ان يدخر الله عز وجل لك هذا الدعاء اجرا وثوابا ورفعة للدرجات في ميزان حسناتك. يوم القيامة فترين في ميزان حسناتك من الحسنات والاجور ما لم يدر لك على بال ولم يكن لك في الحسبان وتسألين من اين هذا؟ قال فيقال لك هذا من دعائك الذي لم يعجل لك في الدنيا. فتفرحين حينئذ فرحا عظيما فلا يجوز للعبد ان يلزم الله عز وجل. بان يستجيب دعاءه بوجه واحد وانما عليه ان يطرح الدعاء بين يدي الله عز وجل. وان يكمل ثقته في ان الله سيجيب دعاءه وان يبتعد عن موجبات رد الدعاء من اكل الحرام او الاستعجال. او الدعاء باثم او قطيعة رحم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليستجيب للعبد اذا دعا ما لم يستعجل. قالوا وما الاستعجال يا رسول الله قال ان يقول قد دعوت ودعوت فلم ارى يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء. ويقول صلى الله عليه وسلم ان الله يستجيب دعاء العبد ما لم يدعو باثم او قطع رحم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى طيب لا يقبل الا طيبا. الى ان قال ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب وملبسه حرام ومشربه حرام ومطعمه حرام فانى يستجاب لذلك؟ او كما قال صلى الله عليه وسلم لا سيما اذا الح الانسان على الله عز وجل بالدعاء فان الالحاح من اسباب الاستجابة ان شاء الله تعالى. ولكن لنعلم جميعا ان الادعية والتعوذات بمنزلة السلاح والسلاح يقوى ويضعف على حسب ضاربه والممسك به. ليس بحده فقط فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا افة به والساعد ساعد قوي والمانع مفقود حصلت به النكاية في العدو باذن الله عز وجل وتحقق مطلوب الانسان وقد دلت الادلة على ان الدعاء له اداب واحوال واحكام يجب توفرها في الدعاء وفي الداعي وان هناك موانع وحواجب تأتي بوصول الدعاء. واستجابته يجب انتفاؤها ايضا عن الداعي واحرصي مع الدعاء ان تتوبي الى الله عز وجل. فان التوبة والرجوع الى الله من الذنوب والمعاصي الموجبة قبل الدعاء وحجبه وحجبه هذا من اعظم ما يكون من اداب الدعاء. قال الله عز وجل فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا وكذلك عليك بالتضرع والخشوع والتذلل والرغبة والرهبة. وهذا هو روح الدعاء ولبه ومقصوده. قال الله عز وجل ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين. وكذلك عليك بالالحاح وعدم الملل تكرار وعدم الظجر فان هذا من اعظم ما يكون. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دعا الله عز وجل انه يدعوه ثلاثا ولما سحر النبي صلى الله عليه وسلم تقول عائشة في الليلة التي فك الله عنه قالت ثم دعا ودعا دعاء يعني انه كرر الدعاء. وكذلك من الاسباب من الاداب العظيمة التي ادلك عليها ان تتحرى اوقات استجابة الدعاء المبينة في السنة. كثلث الليل الاخر وادبار الصلوات وساعة الجمعة ايضا هذا من الاوقات العظيمة التي لا يكاد ان يرد الله عز وجل فيها احد. وكذلك ادلك على اختيار جوامع الكلم في الدعاء وعدم وترك التفاصيل التي لا داعي لها وكذلك ادلك على امر مهم وهو كمال الثقة بالله عز وجل انه سيستجيب لا يكن دعاؤك مبنيا على تجربة الله. سادعو واجرب. هذا لا يجوز. بل عليك ان ان تدعي الله ان ان ان تبادري بالدعاء مع كمال التوكل على الله عز وجل. ومع كمال الثقة وتفويض الامر لله تبارك وتعالى. وان يتوافق فقلبك مع لسانك في الدعاء. فلا يتحرك لسانك بدعاء وقلبك غافل عنه. فان الله لا يستجيب دعاء من قلب ساه غافل لا كما ثبت ذلك في الحديث. ثم اعلمي ان الله لا يؤخر استجابة دعاء الا وله في هذا التأخير حكمة بالغة ومصلحة متناهية. وربما نحن على حسب ضعف ادراكنا وعلومنا وعدم معرفتنا بالغيب نستعجل من الله عز وجل استجابة الدعاء المعين. لكن ربما تكون في استجابته عين عطبنا وهلاكنا فان من الناس من لا يصلح له الا الفقر. فلو استجاب الله دعاءه بالغنى لطغى. ومن الناس من لا يصلح له عند الله الا المرض. فلو استجاب الله دعاءه بالعافية لكانت صحته وعافيته سببا لطغيانه. وفي حديث ان الله اذا احب عبدا حماه من الدنيا كما يحمي اهل المريض مريضهم من الماء او كما قال صلى الله عليه عليه وسلم فاياكي ان تتضجري او تيأسي من روح الله او تقنطي من رحمة الله. فانه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. ولا يقنط من رحمة ربه الا الضالون وقد عد العلماء القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله من جملة الكبائر من جملة كبائر الذنوب والاثام فاكثري من الدعاء والحي ولو ستين او مئة سنة. واملي في الله عز وجل انه سيحقق لك مطلوبك وانه سيستجيب لك حتى وان لم تري اثرا لعين الاستجابة على ارض الواقع فلا تعلمين بحكمة الله. فلعله استجاب لك من سبع سماوات وانت لا تعلمين. لكنها استجابة من نوع اخر ليست من النوع الذي تطلبينه لعلمه بانه لو ما تريدين لادى ذلك الى طغيانك او فساد دينك واخلاقك. فاملي في الله خيرا وابشري ولا ترين باذن الله هذا الاجتهاد على مدار عشرين سنة سوف ترينه ماثلا امامك بين يدي الله عز وجل في ميزان حسناتك ان قبل الله عز وجل منك والله اعلم