وهذا نداء يتكرر في القرآن. يا ايها الذين امنوا وقد ورد في القرآن الكريم في تسعة وثمانين موضعا يناديكم ربكم عز وجل باشرف وصف ويناديكم تشريفا لكم ايضا بهذا الوصف العظيم فالمنادي رب العالمين وخليق بالمسلم ان يصغي بقلبه قبل سمعه يا رب وينظر ماذا يريد منه فهو لن يأمره الا بخير. ولننهاه الا عن شر. ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فاما خيرا تؤمر به واما شرا تنهى عنه وفي النداء بوصف الايمان يا اخواني عدة مسائل الاولى انه تشريف للايمان الذي هو من اعلى مراتب الدين الثاني ان فيه تشريفا للمنادى وهو انتم يا عباد الله وجميع عباد الله المؤمنين الثالث ان مقتضى الايمان ان يسمع العبد ويطيع فيا من كان مؤمنا فمقتضى الايمان ان تسمع لما يقول الرحمن سبحانه وبحمده وايضا فيما يذكر بعده من امر او نهي كتكميل لايمانك يا عبد الله عز وجل ان انت التزمت به ثم فيه ايضا تذكير باعظم نعمة لله عليك وهي نعمة الايمان وتذكيرك بها يعني استحضار شكر الله سبحانه وتعالى. جعل هذه النعمة واخيرا فان جميع ما يذكر بعد هذه الكلمة الشريفة وهذا النداء العظيم من الرب الكريم داخل في مسمى الايمان ومنه ما نحن بصدده وما الصيام