الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. نحن في دولة افريقية والمذهب السائد عندهم هو المذهب المالكي. يقول المشهور عندهم القنوت في صلاة الفجر قل فهل اذا تقدمنا للصلاة نقنت مثلهم من باب تأليف القلوب؟ ام نتركه الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان باب الدعوة مبني على تحصيل المصالح وتكميلها وتقليل المصالح وتعطيل المصالح وتقليلها والمتقرر في القواعد انه اذا تعارض مصلحتان روعي اعلاهما بتفويت ادناهما. والمتقرر في القواعد انه اذا تعارض مفسدتان روعي اشدهما بارتكاب اخفهما. والمتقرر عند العلماء انه اذا تعارضت مصلحة ومفسدة فاننا نرجح ما غلب منهما. فان المفسدة اربى من المصلحة فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح. وان كانت المصلحة اربى من المفسدة فجلب المصالح مقدم على دفع المفاسد والمتقرر عند العلماء ان من السنة ترك السنة لمصلحة التأليف كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم بناء البيت على الصفة التي يحبها من هدم الكعبة وبنائها على قواعد ابراهيم وفتح بابين لها باب يدخل الناس منه وباب يخرجون منه هذا بناء فبناء البيت على هذه الصفة سنة احبها النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه كان يترك فعلها من باب التأليف. في قوله صلى الله عليه وسلم في عائشة لولا ان قومك حديث عهد بجاهلية لفعلت كذا وكذا. وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك قتل المنافقين خشية ان يتكلم الناس ان محمدا فيقولون ان محمدا يقتل اصحابه. فمن الحكمة السكوت عن العلم او عدم تطبيقه احيانا لمصلحة التأليف. ولذلك نص العلماء على ان الانسان الذي لا يرى سنية الجهر بالبسملة عند قراءة الفاتحة في الصلاة انه ان صلى اماما بقوم يرون الجهر بها فان من السنة والافضل له ان يجهر بها. من باب مصلحة التأليف والدعوة الى الله عز وجل وجمع الكلمة واذا صلى الانسان بقوم يرون عادم ظم اليد اليمنى على اليد اليسرى على الصدر في حال القيام في الصلاة. فان من المشروع له في هذه الحالة الا يفعل هذه السنة اذ قد يؤدي فعلها الى مفسدة خالصة او راجحة. ونص العلماء كابن تيمية وغيره ان الانسان فيما لو صلى بقوم يرون القنوت. وقد قال بالقنوت ائمة كبار. وليس ببدع من القول. وهو الامام الذي تقدم بهم لا يرى انه قول الراجح فان من السنة له ان يقنت من باب التأليف ومن باب جمع الكلمة ومن باب عدم في غار الصدور ومن باب اخماد اسباب الفتنة والشقاق والنزاع والخصومة بين افراد المسلمين. وبناء على هذا التأصيل والتقرير اقول اذا صليتم ائمة بهؤلاء القوم الذين يرون مشروعية القنوت في الصبح وقنتم فقد احسنتم بارك الله فيكم ولا شيء عليكم في ذلك. والله اعلم