الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليك اذا مات المغتاب فما كفارة غيبته الحمد لله رب العالمين. المتقرر عند العلماء ان حقوق المخلوقين محط للسؤال والحساب يوم القيامة وانها من الذنوب التي لا تغفر الا اذا غفرها صاحبها بما في مسند الامام احمد من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة فديوان يغفر وديوان لا يغفر وديوان لا يترك. فاما الديوان الذي لا يغفر فالشرك لا يغفره الله عز وجل قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. واما الديوان الذي لا واما الديوان الذي واما الديوان الذي يغفر فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه او صلاة تركها فالله يغفر ذلك واما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد. القصاص لا محالة. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس من لا درهم له ولا دينار. قال المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات امثال جبال تهامة بيضا. فيأتي وقد ضرب هذا وقد اكل مال هذا يعني ان عنده شيئا من حقوق الخلق لا تزال متعلقة بذمته يأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فاذا فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم القي في النار. فهناك نوعان من ذنوب لا تدخل تحت حيز المغفرة يوم القيامة. الذنب الاول يرجع الى حق الله عز وجل وهو الشرك. والذنب يرجع الى حق المخلوق وهي الحقوق التي تتعلق بالمخلوق سواء اكانت من الحقوق الحسية كالغصوب او الديون ونحوها او كانت من الحقوق المعنوية كالغيبة والنميمة وغيرها. فهذه من جملة الحقوق التي لابد وان يطالب بها اصحاب يوم القيامة فمن مات وعليه شيء من حقوق المخلوقين فانه يموت وذمته غير غير بريئة غير بريئة من هذه الحقوق ولكن على من على اولاد الميت وعلى اقارب الميت واصدقاء الميت ان يفعلوا عدة امور لعلها ان تكون مخففة عنهم. الامر اول ان ينسئوا له بعض الصدقات الجارية التي تزيد في حسناته. الامر الثاني ان يكثروا من الاستغفار والدعاء له بالمغفرة. الامر الثالث ان يحاولوا ان يتعرفوا على من اغتابهم او وقع فيهم فيذهب اليهم ليطلبوهم اي يحللوه وان يتنازلوا عن حقوقهم. فانه قد مات وهو الان انا مرتهن بعمله فلعل قلوبهم ترق له ويسامحونه ويعفون ويصفحون عنه. فاذا قمتم بهذه الامور الثلاثة فعساها ان شاء الله ان تكون مخففة او مكفرة ما على ما عليه من حقوق الادمين والله اعلم