ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر بدأت اليوم القراءة من وسط السورة. التي بدأتها معكم امس انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر في هذه البداية التي بدأت بها بيان لما استفهم عنه في الاية السابقة. عند قوله تعالى وما ادراك ما ليلة ليلة القدر بيان اول لشيء من الابهام الذي وقع في هذه الاية اعني الاية الثانية. وهذا مألوف في القرآن الكريم ربنا سبحانه وتعالى يقول وما ادراك ما العقبة رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة الى اخر الايات. فالاية اذا هذه تفصل الجملة لانها استئناف بياني يبين ما قصد الكلام قبلها واعيد هنا ايضا ما كنت ذكرته امس من ان الذكر البيان هذا انما جاء باعادة بسم الليلة ليلة القدر خير من الف شهر. ما قال سبحانه هي خير من الف شهر. يعني وكثيرا ما يغني الضمير عن اعادة ذكر الكلمة. هذا معهود في القرآن الكريم. ولكنه هنا اثر بل ما صنع ربنا سبحانه وتعالى هو اعادة الذكر مرة ومرة ومرة. فتكرر ذكر ليلة القدر ثلاث مرات. وهذا من الاثمار. في البلاغة ثمة ايجاز وثمة اطمار في موضعه حسن عظيم وكذلك الاطناب في مقامه وموضعه حسن عظيم. والامام الزرقشري آآ رحمه والله له كلمة يقول فيها كما يجب على البليغ في مواطن الايجاز ان يوجز ويجمل فانه يجب عليه في موارد التفصيل ان يطنب ويسهب فالانجاز في موضعه جميل رائع والاطماب في موضعه جميل رائع. وهذا هذا المقام مقام آآ ذكر ليلة القدر وآآ تعظيم شأنها يقتضي هذا الاطناب هنا انما جاء بالتكرار من جهة والترديد من جهة اخرى. ليلة القدر خير من لالف شهر اعاد ذكر الليلة كما اعاد في سورة النور ذكر الزجاجة. عندما قال ربنا جل الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري. راقبوا كيف جاء الترداد تكرير مع الترداد التكرير مع الترداد يردد اخر كلمة ذكرها ليستأنف ويفصل فيها. تماما كما ورد في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم. يأتي بالكلمة يكررها ليبين ويفصل فيها. وهذا ما يسميه بعض علماء البلاغة تشابه الاطراف ما تشابه الاطراف هو اعادة لفظ القافية في الجملة التي تليها لقوله تعالى كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري. لاحظوا كيف يعيد. المصباح في زجاجة. ثم يعيد الزجاجة كأنها كوكب دري هذا هذه الاعادة يسمونها او يسميها بعض علماء البلاغة تشابه الاطراف وهي لا ان تكون نوعا من انواع الاطناب كما اشرت سابقا ويلاحظ ايها الاخوة ان التكرار هنا انما جاء ثلاث مرات وقد قال بعض علماء البلاغة ان غاية التكرار في آآ الاطناب ان ياتي ثلاث مرات كقوله تعالى وان منهم لفريقا يلمون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب. لاحظوا كيف اعيد لفظ الكتاب ثلاث مرات وكذلك انت تجد هذه الاعادة ثلاث مرات في قوله تعالى مثلا فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله؟ قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون. فاعيد لفظ الجلالة ذكر لفظ الجلالة ثلاث مرات دون ان يشار اليه بضمير ومن ذلك ايضا وهذا في الشعر موجود قول الحطيئة الا حبذا هند وارض بها هند وهند اتى من دونها النأي البعد لاحظوا اعاد ذكر هند ثلاث مرات. الا حبذا هند وارض بها هند. وهند اتى من دونها النأي والبعد والبعد وكذلك نجد هذا في قول عدي لا ارى الموت يسبق الموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقير فقد اعاد ذكر الموت ثلاث مرات ثم يقول جل وعلا تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر اول شيء في هذه الاية تنزل طبعا هنا تتنزل. هذا فعل مضارع. وقد حذفت تائه الاولى تخفيفا. وهذا كثير في كتاب الله جل وعلا. تنزلوا يشير الى الى الحركة. قد يشير الى الى السرعة وهناك اشارة اخرى اجمل واروع وهي ان الفعل المضارع انما يفيد الاستمرار. فالملائكة هنا لم يعبر عنها بانها تنزلت في يد ليلة تنزلت بطبيعة الحال على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في ليلة نزول القرآن في غار حراء لكن هذا يتكرر كل ليلة قدر. تتنزل او تنزل اسف. تنزل الملائكة والروح فيها اي تنزل دائما وباستمرار في هذه الليلة. ثم عطف على الملائكة الروح. والروح هو جبريل ان ينزل جبريل في الملائكة وهو رئيس الملائكة. ومعنى باذن ربهم ان هذا التنزل كرامة اكرم الله بها المسلمين بان انزل لهم في تلك الليلة جماعات من ملائكته وفيهم وفيهم اشرفهم وهو جبريل عليه السلام تنزل الملائكة الروح فيها باذن ربهم من كل امر لاحظوا كلمة امر نونت او آآ نكرت وتنوين امر للتعظيم. هذا التنوين هنا او التنكيل انما جاء للتعظيم والمراد به انه امر يشمل كل خير باذن رب سلام هي حتى مطلع الفجر لاحظوا سلام جاءت بصيغة المصدر وهي خبر مقدم لهي اي هي سلام. الليلة سلام. والسلام هنا بمعنى الخير او بمعنى التحية ان كان بمعنى الخير فهو الخير العميم الذي يعم من ادرك هذه الليلة من غفران واعتاق من النار ومما لا يتصوره المرء ولا يمكن ان يحيط به في هذه العجالة واما القول الاخر فهو السلام بمعنى التحية السلام بمعنى التحية من الملائكة الكرام الذين يتنزلون في هذه الليلة المباركة