كتاب هو القرآن المحفوظ بين الدفتين الذي نزل به جبريل من عند الله جل وعلا على قلب محمد عليه الصلاة والسلام وتناقلته الامة جيلا بعد جيل ووصل الينا كما نزل محفوظ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون محفوظ كما انزل مصون من الزيادة والنقصان لا يجوز ان يزاد فيه حرف ولا يجوز ان ينقص منه حرف وقد وقد تكفل الله بحفظه فلم يتطرق اليه التغيير والتبديل بينما الكتب السابقة استحفظوا عليها وكل حفظها الى البشر فما حفظوها بل غيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا ونقصوا ولا ادل على ذلك انك لا تكاد تجد نسختين من كتاب واحد متطابقتين ذاكر البيهقي في الدلائل ان القاضي يحيى ابن اكسم دعا يهوديا الى الاسلام فما استجاب ولما كان على رأس السنة يعني بعد مضي سنة كاملة جاء هذا اليهودي ليعلن اسلامه عند يحيى ابن اكثر فقال له ما الذي منعك من الاسلام لما دعوتك في العام الماضي وجئت مسلما في هذا العام قال في هذه المدة نسخت نسخا من التوراة وزدت فيها ونقصت وقدمت واخرت فذهبت بها الى اليهود فاشتروها مني واعتمدوها وصاروا يقرأونها ويعملون بها ثم عمدت الى نسخ نسختها من الانجيل وفعلت فيها كما فعلت بالتوراة ثم ذهبت بها الى النصارى في سوقهم اشتروها مني خطفوها من يدي وقرأوها وعملوا بها وقد صنعت فيها ما صنعت ثم عمدت الى نسخ من القرآن نسختها وغيرت فيها شيئا يسيرا لا يكاد يفطن له فلما عرظتها على الوراقين من المسلمين كل من رآه رماه في وجهي وقال هذا محرف فجزمت بان هذا الدين هو الحق وان هو المحفوظ هو الباقي يقول يحيى ابن اكسم لما حججت عرظت القصة على سفيان ابن عيينة فقال لي هذا موجود في القرآن هذا موجود في القرآن انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. تكفل الله بحفظه وقال في الكتب الاخرى بما استحفظوا فلم يحفظوا