وعلى مضض. فيخرج ما لك عن غير طيب نفس منك كما هو الحاصل والانسان الاصل في ماله العصمة ولا يجوز للانسان ان يقهر او يغصب على بذل شيء من ماله الا في حدود ما تطيب به نفسه الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انتشر الان في بعض الاجتماعات فكرة تبادل الهدايا. وطريقتها وضع اوراق صغيرة يكتب فيها الاسماء ثم توزع بشكل غير علني ثم تفتح الاوراق ولكل شخص يظهر له اسم احدهم لكي يهدي اليه فهل هذا جائز الحمد لله. اما اصل الهدية اما بالنظر الى اصل التهادي فيما بين المسلمين بعضهم البعض فلا جرم انه امر مشروع باتفاق العلماء فالهدية مستحبة ومشروعة باجماع اهل العلم رحمهم الله تعالى يقول النبي صلى الله عليه وسلم تهادوا تهادوا تحابوا والادلة على اثبات الهدية كثيرة. الادلة على اثبات الهدية كثيرة منها مثلا في قول الله عز وجل عن ملكة سبأ بلقيس انها قالت واني مرسلة اليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون فالاهتمام الشارع بالهدية جعلها حتى في شريعة من قبلنا وقد امتنع طبعا سليمان عليه السلام من قبولها وامر بردها لانه شعر بان ملكة سبأ بعثت بهديتها اغراء له كيفما يعني كيما ينصرف عنها وعن قومها ولا يحقق امر الله عز وجل فيها ولا في قومه وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انس ان يهودية اهدت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة. فقبلها النبي وسلم واكل منها عليه الصلاة والسلام ولا يدري عن سمها والحديث متفق عليه كذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في الصحيح كذلك ان بريرة اهدت لحما لعائشة. متفق عليه كذلك في حديث عائشة ايضا قالت يا رسول الله ان لي جارين فالى ايهما اهدي؟ قال الى اقربهما منك بابا مستحبة باتفاق اهل العلم رحمهم الله تعالى. كما ذكر ذلك الامام ابن قدامة في المغني ولكنه قال مستحب عند اكثر عند اكثر اهل العلم ولعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا. فالهدايا تجلب المحبة وتشبع مد النفوس وتخبر بصفاء البواطن على بعض وتذهب احتقان النفوس ايضا ولذلك قال الامام القرطبي رحمه الله تعالى ان الهدية مندوب اليها وهي مما تورث المودة وتذهب العداوة. وصدق رحمه الله تعالى ولا ينبغي ان يظفى على هذه الهدية امرا قد يخرجها من من حيز الجواز الى حيز المنع او يخرجها من حيز تحقيق المصالح المطلوبة منها الى ما لا مصالح فيه فالانسان اذا اراد ان يهدي غيره هدية فليهدي له فانا لا ارى والله اعلم هذه الاوراق وتوزيعها ومن خرج له الاسم فانه احق بهديتك وما ذلك الا لامرين الامر الاول لان توزيع هذه الاوراق ملزم بالاهداء والاهداء امر مستحب فهي هدية ليست بلازمة. فان شئت ان تتراجع عنها قبل قبض المهدى له اياها فلكذلك. فهذه الاوراق لو خرج فيها اسم فلان او فلانة ثم تراجعت انت عن هذه الهدية فلربما نقدك الموجودون. فحينئذ تهدي على والامر الثاني انه ربما يكون في قلبك مودة خروج اسم فلانة او فلان ثم تفاجأ بان الاسم الذي خرج لك وهو الذي يطلب منك ان تهدي الى ان تهدي اليه اسم اخر ليس بينك وبينه كبير المودة ولا كبير المحبة ولا كبير الصفاء فحين اذ تجد في قلبك كحزنا باطنيا على هذه الهدية فتنفقها وانت كاره. فلماذا ندخل على الهدية المشروعة باعتبار اصلها؟ هذه الاوصاف التي ربما تلغي تحقيق مقاصدها الشرعية فلذلك انا لا ارى ذلك ولا ارى فعله لا من باب التحريم وانما من باب سد ذرائع الوقوع فيما لا تحمد عقباه كما بينت في هذين الامرين السابقين. فحتى تتحقق المقاصد الشرعية من الاهداء والتهادي تترك للانسان يهدي من يشاء ولا يلزم باهداء الى شخص معين بسبب خروجه اسمه في هذه الورقة الموزعة. وانما يترك الحال على فما هي على ما هي عليه والله اعلم