كما ان الاسلام وصف بين الاديان فان اهل السنة وسط بين الفرق الاسلامية. وكما ان الاسلام قاض وحاكم ومهيمن على سائر الاديان فكذلك منهج الصحابة والفرقة الناجية حاكم على طوائف الاسلام احذر ايها المؤمن انك اذا دعوت الله سبحانه وتعالى ان تطلب الدنيا فقط. احذر من هذا لانها اذا كانت ساعة اجابة او اذا كان يقبل هذا الدعاء فمن قصور النظر ان تطلب العاجلة وتغفل عن الاخرة التي فيها الفوز الحقيقي الدائم الذي لا ينقطع فالانسان يدعو بصلاح الدنيا لكن يربط ذلك دائما بصلاح الدين كما علمنا النبي صلى الله عليه واله وسلم. وفي الدعاء كما تعرفون في سورة البقرة ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اما الكافر فلا يطلب الا في الدنيا. فاياك ان تتشبه به. لانك اذا كانت هذا الدعاء وابد الله متى ما وفقت صار الدعاء يقبل. اذا اهتممت بصلاح الدنيا وغفلت عن صلاح الدين فهذه قد تندم بعد ذلك. فالانسان يحذر قلبه في الدعاء تماما كما يدعو صلاح الدنيا يهتم ولا يفصل دعاءه ابدا عن الدعاء باصلاح يعني الاخرة. من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشأ لمن نريد. حرصك على الدنيا لن يخرج عن عن ما يريد الله بك سبحانه وتعالى. ثم جعلنا له جهنم مصبناها مذموما ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن. فاولئك كان سعيهم مشكورا كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا. وتأمل قوله تعالى فاولئك كان سعيهم مشكورا. من الذي يشكر لهم الله سبحانه وتعالى. فاي شرف يعني اعظم من ذلك ان الله الذي يشكر لك عملك. هو دائما اتذكر بمعنى وهذه الاية الكريمة آآ كلما قرأت في صفحة الوفيات او في اعلان هذه الجرائد يقول لك شكرا لمن عزانا في مصابنا في كذا وكذا وكذا. ها نجد هذا الشكر وكم يسخر اقارب الميت اذا كان فلان او فلان من اهل الدنيا يشكر لهم. فما ظنوا قوم المؤمن والذي سيشكر له عمله هو الله سبحانه وتعالى الله هو الذي يقول شكرا لك على يعني توحيدي وعبادتي. فاي شرف اعظم من ذلك؟ فالذي سيشكر لك عملك هو الله سبحانه وتعالى. والله غني عنك وعن عملك بل انت خلقت بنعمة الله من العدم. ووفقت للعمل الصالح الذي يشكرك الله عليه بقوة الله. وبانعامه عليه. فلله الحمد اولا واخرا. واولئك كان سعيهم مشكورا. ومن ذلك ايضا قوله تبارك وتعالى كما يريد حركة الاخرة نجد له في حرقه. ومن كان يهين حركة الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب. لماذا؟ لانه ما اراد حري بالمسلم الا يهدأ له بال ولا يكتحل بنوم ولا يهنأ بطعام ولا شراب حتى يتيقن انه من هذه الفرقة الناجية