ثم عيد بهذا ومنهم من كان يتشاءم بالمكان فقد كانت عندهم امكنة يتشاءمون منها جاء الشارع فجاء الشارع بنسف هذا كله. مبينا انه لا شؤم ابدا الا فيما قضاه الله عز وجل وقدره من غير ان يخاف شيئا. فان قلت وما الفأل الحسن؟ فنقول هي الكلمة التي تعين على العزيمة. ليست التي تبعث على اصل العزيمة لا وانما تعين على اتمام العزيمة. فانت عازم على السفر فسمعت رجلا يقول يا فالح يا حسن يا الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم باب ما جاء في الطيرة والطيرة هي التشاؤم والتشاؤم غالبا قد يكون تشاؤما بزمان او مكان او مرئي او مسموع هذه اغلب ما يتشاءم بها الناس. اليس كذلك؟ فالتشاؤم الذي كانت تعرفه العرب اما تشاؤم بمرئ كالتشاؤم بالبومة والغراب. فمتى ما حط البومة والغراب على بيت احد فناهيك عن الاعتقادات الفاسدة التي ستكون في هذا منهم من يعتقد مشكلة كبيرة منهم من يعتقد موت احد من البيت منهم من يعتقد فسادا شيء في هذا البيت وبعض العرب يتطيرون ويتشائمون بالزمان كشهر صفر. فقد كانت العرب لا تعتمر فيه ولا تعقد نكاحا فيه قالوا انما طائركم عند الله اي شؤمكم وحظكم عند الله. الطائر هو الحظ والنصيب. متى ما مر عليك الطائر منسوبا في القرآن في حظ فان له الحظ والنصيب. قالوا طائركم عند الله. قالوا طائركم معكم ائن ذكرتم. فهمتم هذا؟ ولذلك النبي الصلاة والسلام نسب كل ذلك بقوله لا عدوى ولا طيرة ولا هامة اي البومة. وهو التطير بالمرء ولا صفر اي المعروف وهو التطير بالزمان. قد تصاب بحادث في شارع ثم الى ان تموت ما عاد تمر على هذا الشارع مرة اخرى تشاؤما منه قد يصيبك حدث في زمان كانتكاسة او دخول العدو في البلد يسمونها يوم النكسة فكلما جاء هذا يوم من كل حول ينكسون الاعلام يسمونه يا شيخ خالد يوم النكسة وهذا تشاؤم. هذا تشاؤم فلا يجوز لك ان تتشاءم بشيء من ذلك ابدا. فالامر كله بقضاء الله وقدره. والتشاؤم متى ما قام في قلب الموحد اضعف ايمانه وعزيمته واضعف توحيده فاضعف الناس ايمانا اكثرهم تشاؤما تجده اذا اراد ان يذهب تشاءم واحجم تجده اذا اراد ان يتزوج تشاءم واحجم تجده ما عنده عزيمة فاتر الهمة دائما. ولذلك من اعظم ما يقتل همة الايمان كثرة التشاؤم فكلما صح ايمان العبد وعظم يقينه في الله واحسن الظن بربه كلما صار مقداما لا يهاب شيئا ابدا. لا يهاب شيئا ابدا. اجمع العلماء على ان التشاؤم شرك. لقول النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك شرك. قال ابن مسعود وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل. لكن هل هي شرك اكبر ولا شرك اصغر طبقوا عليها القاعدة هي شرك اصغر في اول الامر. لكن اذا عظم التنديد بمعنى ان ما انك تعتقد ان ما تشاءمت به من زمان او مكان او مرئي او مسموع هو الذي يقدر هذا الشر الذي خفت منه او هو الذي يخلقه ويوجده فان هذا قد انقلب من كونه شركا اصغر. وهو اعتقاد السببية فقط الى شرك اكبر وهو اعتقاد انه هو الخالق قول النبي صلى الله عليه وسلم لا عدوى لا عدوى اي ما في شي اسمه عدوى وهل هذا فعلا صحيح؟ الجواب نحن نرى ان الانسان الصحيح اذا عاشر المرضى اصيب بالعدوى ففي عدوى فكيف يقول رسول الله لا عدوى بل هو نفسه قال فر من المجذوم فرارك من الاسد وقال لا يورد ممرض الا مصح؟ اليس كذلك؟ فاذا كيف تقول يا رسول الله لا عدوى في حديث؟ فتنفيها وتقول هناك عدوى في احاديث اخرى العلماء اختلفوا في بيان وجه الجمع. ولا نسخ هنا لان الاخبار لا نسخ فيها. فالقول الصحيح اننا نقسم العدوى الى قسمين الى عدوى ابتدائية والى عدوى انتقالية. فالمنفي هو العدوى الابتدائية بمعنى ان ما في عدوى تنتقل بذاتها وانما العدوى تنتقل بايش؟ بتقدير الله. فالعدوى الابتدائية هي المنفية والاعتقاد الذي كانت الجاهلية عليه. فهم يعتقدون ان العدوى تنتقل بذاتها من المريض الى الصحيح لما استشكل بعض الصحابة كلام رسول الله في قوله لا عدوى قال يا رسول الله انا نرى النقبة تقع بمشفر فيجرب فتجرب لذلك الابل. الصحابي يسأل عن العدوى الابتدائية ولا الانتقالية؟ الانتقالية. الانتقالية فاراد النبي ان يبين له انه لا يقصد هذا النوع من العدوى. فقال فمن الذي اعدى الاول؟ يعني من الذي قدر المرض على الاول؟ هو الله فالذي قدر المرظ على الاول بلا معاشرة بعير اجرب اخر وانما جاء الجرب له بدون معاشرة ابتداء فهو الذي قد قدر الجرب على البقية. بالمعاشرة او بالاختلاط. فالذي قدر المرض الاول بلا مخالطة هو الذي يقدم الانتقالية بالمخالطة. انتم معي في هذا فاذا كلا العدوين كلا العد ووين من الله عز وجل. فهي من ابتداء من الله وانتقالا من الله عز وجل. فقوله لا عدوى انما ينفي ما كانت الجاهلية آآ تعتقده كيف يتقي الانسان وجود الشؤم في قلبه؟ بعدة امور. الامر الاول بقوة الايمان. الثاني بقوة العزيمة التوكل على الله عز وجل. الامر الثالث بكثرة الاستعاذة من الشيطان لان الوساوس هذه من الشيطان. الامر رابع ان يتسلى بالاوراد الشرعية كقوله اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت. اللهم لا حول الا حولك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك. هذه الالفاظ التي تجبر القلب وتقوي اليقين والايمان ثم يمضي قدما ففرحت فزادت عزيمتك على هذا السفر. فهذه الكلمة لم تنشئ لك سفرا وانما كملت عزيمة السفر. انتبهوا! انتبهوا للي بقوله الان. الكلمة الطيبة التي تجعل فيك العزم هي تشاؤم. والكلمة التي تكمل عزيمة موجودة هي الفأل. انتم طيب الان بضرب لكم مثالين حددوا لي وين الفعل وين العزيمة؟ كنت عازما على المجيء للدلم يا علي. ففي يوم السفر سمعت يقول ما انجح العبد اذا اراد الخير. كذا بدون مناسبة. فزادت عزيمتك هذا فعل لا تشاؤم؟ فأل لان اصل العزيمة موجود اصلا. فهذه حثة العزائم وهي الكلمة الطيبة. طيب مثال اخر. سامر لم يكن اصلا على السفر الى مكة. فسمع رجلا يقول ها ما اعظم مكة لمن قصدها! فانشأ العزيمة بهذه الكلمة والا فلا فكان متشائما سابقا فنقول هذا من الشؤم. ولذلك يقول العلماء انما الطيرة ما امضاك او ردك فاذا كنت عازما فردتك كلمة فهذا سوء. واذا كنت غير عازم فانضتك كلمة فهذا شؤم. لكن امضتك باصل العزم. واما الفعل فهو كمال العزم. فاذا الفأل ها باعث على الزيادة العزيمة واما الشؤم في المضي فهو من ينشئ اصل العزيمة على المضي اصلا. فرقتم بينهما