اعظم كلام علمه ادم من بعد ما انزل الارض. اول شيء تعلمه سيدنا ادم لي هبط للأرض هو ان سأل الله توبة. وحينما نزل الامر من عند الله بان اهبطوا منها جميعا. بعضكم لبعض عدو. بقي ادم في ولم يدري كيف يرجع الى الله جل وعلا. حرم الجنة وحرم نعيمها وحرم القرب من الله جل وعلا بمعنى من المعاني. وحرم ما القرب من البيت المعمور في السماء حرم اشياء كثيرة فانتابته الغمة عليه الصلاة والسلام فجعل يريد ان يجأر الى الله لكن لا يدري كيف. فأنزل الله عليه كلمات. كلمات هن دعاء التوبة. قالا ربنا ظلمنا انفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. اعظم تعبير في الالتجاء بالحاجة والافتقار الى الله جل وعلا. وبذلك علم الله جل وعلا هذه عبده ادم هذه الكلمات فكانت له فرجا ولم تزل التوبة اعظم باب للفرج للعباد اي عبادة سواء كانوا صالحين او صالحين. التوبة اعظم ملجأ الى الله جل وعلا. وانما التوبة في حقيقة الامر دعاء. انما التوبة في حقيقة الامر دعاء. نعم فيها افعال. فيها ندم وفيها انقطاع. ولكن فيها رجاء. رجاء ان يغفر الله جل وعلا ما سبق المقاومة لاحقا وهذا مخ الدعاء ومعنى الدعاء. ولذلك الدعاء من اعظم وسائل الشرعية بكتاب الله وسنة رسول الله للوصول الى الله ولا يتركه الا جاهل بالله. او طاغية لا يترك الدعاء الا جاهل بالله او طاغية لأن الدعاء اول فوائده انه يعرفك بالله التعريف بالله الدعاء تعريف والدعاء معاملة والدعاء عبادة. وقد جمع بالفعل كل معاني الدين بهذه الأقسام. كما ذكرت بنصوص من والسنة ونص القرآن في التعريف بالله جل وعلا قوله سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب تدعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. اصحاب رسول الله يوما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم اربنا بعيد فنناديه ام قريب فنناجيه؟ يسألون عنه تعالى يسألون معرفته كيف يصطنعون وفي التعامل معه بناء على معرفة به جل وعلا. فانزل الله هذه الاية كما قال علماء القرآن في اسباب النزول قالوا فانزل الله قوله جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداعي اذا دعان. وفيه دلالة على ان الدعاء ذاته يعرفك بالله. يعني انت تريد ان تعرف الله كي تدعوه. هكذا يعني حاسبوا الأمر ابتداء. فقال لهم الحق بالدعاء ستعرفونني اجيب دعوة الداعي اذا دعان. اذا ما عليكم الا ان تستجيبوا. فليستجب جيبوا لي وهذا مؤلام الأمر اذا اردت ان تصل الى الله اذا اردت ان تعرف الله حق المعرفة فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. فكيف الاستجابة؟ الايمان معروف في كتاب الله وسنة رسوله. وانما الاستجابة في هذا السياق انما هي جواب الاصل بالدعاء وقال ربكم ادعوني استجب لكم استجيبوا انتم لهذا الأمر استجب الله لكم بالجواب وهذا من اعظم المنن التي انزلها الله تعالى من النعم القرآنية المتدفق كوثرها على العالمين من اعظم النعم التي انعم الله بها على المسلمين ومع الأسف حينما نجد انفسنا تضيق بنا الأمور تضيق من الضوائق وتحرج بنا المحارج وتشتد بنا الشدائد ولا نلتجئ الى الله جل وعلا. هذا جهل عظيم يجيك انسان يقول لك عندي النازلة الفلانية. عندي الضرر الفلاني. عندي المصيبة الفلانية. ايحل لي ان اتناول هذا الحرام من هذا المأكل او هذا المطعمي او هاد النوع من المال او هاد المعاملة المحرمة ايحل لي وقد ضاقت بيا الضائقة وقد وقعت بيا الضرورة فحينما اسأله هل التجأت الى الله اولا؟ تجد الجواب مع الأسف بالنفي. يعني هذا مشكل ما معناه؟ معناه انه لا ثقة له بالله ما عندوش الثقة انه يطلب ربي ويعطيه لا منزلة النازلة خاصو يحلها بالاساليب المادية خصو يحلها بالفلوس ولا يحلها بالدوا او تدخل فلان او علان شيء حسن ان تجتهد في الأسباب المشروعة المباحة ولكن بناء على عقيدة سليمة فهي ان هذه الاسباب انما تشتغل باذن ربها ولو عطلها الله لتعطلت فالتجئ الى الله اولا صادقا يعطيك وان يفك اسرك وان يفرج كربك. فيجعل الاسباب وغير الاسباب. يجعل الاسباب المرئية والاسباب من اللطائف ما يسمى باللطائف تجري لامره سبحانه وتعالى فإذا بك تجد المشكلة قد حلت ولا تدري كيف ولا ان ولا متى؟ لانك صدقت الله جل وعلى جل وعلا في الطلب. هذا معرفة تما كتعرف الله. تما كتعرف الله سبحانه وتعالى. لأن كطلبو لأن كتعامل معاه ترى أسماءه الحسنى فيما يحيط بك من حوادث كتشوف اسم الله الكافي الشافي تشوف اسم الله سبحانه وتعالى الرزاق. شوف اسم الله سبحانه وتعالى الغني. الرحمن الرحيم. المانع المعطي. كل من اسماء الحسنى. غتشوفها في الحياة ديالك. تم وها هنالك وبهذا الشكل ترى الله حقا وصدقا كما عبر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ان تعبد الله كأن انك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. هذه مشكلتنا الكبرى عدم الثقة بالله. فاي عبادة نمارس اذا اي معنى من كوننا مسلمين ان كنا قد اسلمنا الوجهة لله واسلمنا القلوب لله ولا نتعامل مع هذا الرب الرحيم سبحانه وهو ينادينا من علو من فوق سبع سماوات يتقرب الينا بالنعم وبالعطايا سبحانه تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. هذا المعنى العظيم اساس من الاسس الكبرى للعقيدة الاسلامية ومن جهله مفهوما وممارسة فعقيدته ناقصة. وايمانه وايمانه بالله غير كامل بل فيه شيء من الوثنية الخفية. لأنه ولى ديك الساعة عندو الثقة الكاملة في الأسباب وفي الماديات. وما عندوش الثقة صافي ربي العزة في رب الأسباب مسببها ومنتجي مسبباتها اذ لا يمكن للسبب ان ينتج عنه مسببه الا بإذن الله وكثيرا ما نرى الاسباب تقف عاجزة عن انتاج مسبباتها حينما يمنع الله ذلك منها هي نفسها. انت اللي كتيق فيها وكتأمن بها الإيمان الأعلى. هاديك الأسباب تجأر الى مولاها. تسأله العطايا وتسأله ان يفك ان فك اسراها فكيف بسبب لا يفك اسره؟ هو نفسه تلتجأ انت اليه بثقة كاملة وبعبودية وثنية تطلب منه وانما امرت ان تستخدمه عبدا لله مسخرا مطلوب منك اذا كنت مريضا ان تستعمل الدواء على ان هذا الدواء نفسه عبد لله مسخر فسخره فيما سخر له وان تستعمل المال فيما سخر على ان هذا المال عبد لله هو ايضا مسخر. ما ينبغي ان يصير العبد معبودا من دون الله جل وعلا. كذلك في كل امر في الجاه في الاجتماع في الوظائف في كل الحاجات التي تعرض لابن ادم. ولذلك اذا كان الدعاء اعظم سبيل بل من اعظم السبل المشروعة لكتاب الله وسنة رسول الله موصلا الى الله معرفا به سبحانه وتعالى واذا عرفت الله احببته. لما تعرف بالله تحبه قطعا. لأنه سبحانه وتعالى جميل ثمين يحب الجمال ويحب معالي الاخلاق ويكراه كما هو ثابت بالنص الصحيح واسماؤه الحسنى حسنى كافي اسمائه الحسنى حسنى فاذا عرفته من خلال اسمائه الحسنى فقد عرفت الحسن المطلق عرفت الحسن مطلق ومن عرف الحسنى المطلق تعلق قلبه به فلن تبرح آنئذ مشتاقا الى مولاك تسير اليه في قلبك ووجدانك وبرجلك وبيدك لا يستطيع شيء ان يمنعك عن السير الى مولاك بما عرفت من جماله جل وعلا جلاله وعظيم سلطانه سبحانه وتعالى في عليائه كما ينبغي له وكما يجوز له سبحانه وتعالى جل وعلا من مليك مقتدر. لا يجوز لعبد ان يغفل عن مولاه ونحن المخلوقون. انت من؟ يا