فما حدث يا سيدتي كان في الكتاب مستورا قد جرى به القلم في الكتاب الاول وما كان في مقدور احد من البشر ان يمنعه فان الامر كله لله ثم يلي ذلك مباشرة سؤال مؤلم مؤلم انا من مصر واواجه مشكلة مع ابنتي الكبرى كنت فاكرة انها هدية الله لي ارسلت الينا رسالة تقول انها لم تعد مسلمة ابوها وانا منذ ان عرفنا هنموت نحن عاجزون عن التفكير نحن اصابنا الشلل ادعو الله ليلا ونهارا ان يكون هذا كابوسا وسوف استيقظ منه لا اكاد اصدق لقد بذلنا جهدا رهيبا معها في كل شيء تحفظ ثلاثة اجزاء من القرآن ودروس جنية تعليم لغة عربية عندها تلاتة وعشرين سنة انهت الجامعة في هيوستن يعني يقول انصحوا لي والجهون اقول لها يا امة الله اقدر فداحة الكارثة ومرارة الفاجعة لكن لا ينبغي ان نستنزف طاقاتنا في التوجع والتلاوم لابد من عمل ايجابي للتعامل مع هذه الازمة للتعاطي مع هذه المحنة اسمع اسمع جيدا اول ذلك القراءة القدرية للموقف القراءة القدرية للموقف القدر يتسلى به عند حلول المصائب ولا يحتج به لتسويغ القبائح والمعايب سيبك من الفرق بين الاتنين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون قدر الله وما شاء فعل بعد حلول المصيبة نتعزى بالقدر وكان ذلك في الكتاب مستورا ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن الله فعال لما يريد كتعزية. لك هذا لا يمنع من بذل الاسباب لمعالجة المحنة وللتعاطي مع الازمة استكانة لله عز وجل والتضرع اليه لرفع هذا البلاء وكشف هذه الغمة فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون وكما قال تعالى ولقد اخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون وتحري وتحري اوقات الاجابة وتحري اوقات الاجابة والا يحملنا تأخر اجابة الدعاء على القنوط والاستحسان بالانقطاع عن الدعاء يستجاب للعبد ما لم يستحسن يقول دعوت ثم دعوت ثم دعوت فلما ارى انه يستجاب لي فيستحسر وينقطع عن الدعاء ثم بذل الاسباب البشرية المتاحة بمحاولة التواصل معها وتألف قلبها على التوبة وترك الباب مفتوحا امامها للمراجعة والانابة والتعرف على الشبهات التي القت بها في مهاوي الفتنة والضياع على هذا النحو وتفنيدها بالحكمة والموعظة الحسنة وفي النهاية ينبغي ان نوقن ان السعيد من سعد في بطن امه وان الشقي من شقي في بطن امه وان نبي الله نوحا لم يتمكن من هداية ولده وان خليل الرحمن ابا الانبياء ابراهيم لم يتمكن من هداية ابيه وان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يتمكن من هداية عمه وان الله جل وعلا عزاه اعظم تعزية بقوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء اسأل الله يا سيدتي ان يردها اليك ردا جميلا وان يقر اعينكم وان يقر اعينكم بتوبتها توبة نصوحا تغسل بها ادران هذه الفتنة البئيسة التعيسة وما ذلك على الله بعزيز. والله تعالى اعلى واعلم