الواجب على المؤمن ان يتحرى اين يضع زكاته والامر لا يخلو من ثلاثة احوال اما ان يعلم الانسان يقينا ان هذا الانسان فقير فحينئذ يدفع اليه الزكاة ولا يخبره ولا يلزمه ان يقول له انها زكاة ولا يكسر نفسه بذلك الحال الثانية ان يعلم انه غير فقير وانما يسأل المال تكثرا فحينئذ لا يحل دفع الزكاة اليه مهما الح عليه في السؤال فان ذمته لا تبرأ بذلك حتى ولو كان قد جرت عادته بهذا فانه اذا استغنى فانه لا يكون من اهل الزكاة بقي حال الثالثة وهو ان يجهل الانسان حال السائل فحينئذ اذا لم يعلم حاله فانه يخبره ويقول له ان هذا المال زكاة لكي يخرج من العهدة وقد جاء رجلان الى النبي صلى الله عليه وسلم يسألان الصدقة اي الزكاة ما اصعد فيهما النظر فاذا هما شابان جلدان فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني معطيكما وانها لا تحل لغني ولا لقوي مكتسب فاذا فعل الانسان ذلك في من يشك في استحقاقه فقد برئت ذمته وقد قامت بحمد الله العديد من الجهات الخيرية التي تخبر احوال الناس وتميز بين المستحق وغير المستحق فاذا لم يعلم الانسان حال الناس او شك في ذلك فانه يسعه ان يبذل هذا المال الى الجمعيات الخيرية لتكفيه المؤونة