اذا علمت وعملت في خاصة نفسك ومن الله تعالى عليك بهذه النعمة فلا تجعل الخير قاصرا عليك بل ادع غيرك اليه. بشرط ان تكون داعيا اعلى بصيرة. تعرف ما الذي تدعو اليه؟ تكون داعيا على بصيرة. عند ذلك تكون على هدى فتنقل الخير الى غيرك فتدعو غيرك اليه اذا انت دعوت غيرك اليه فلا بد ان تبتلى لا بد ان تبتلى ولهذا قال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا. بالحق وتواصوا بالصبر. ذكر الله التواصي بالصبر بعد التواصي بالحق. لان الا الحق لا بد ان يبتلى انواع الابتلاء تتفاوت فمن ايسرها ان يسخر بهم ويستهزأ بهم. وهذا كثير واذا اقتصر الامر على هذا فهو مجرد اذى كلامي. وقد يصل الامر الى ما هو اشد فيصل الامر الى حال الى حد ان يضرب ان يخرجوا من بلدانهم ان يقتلوا ان يقاتلوا فامر الله بالصبر لان صاحب الحق مبتلى لا بد ان يبتلى والذي يظن انه سيكون من اهل الحق ولن يبتلى باي ابتلاء فهو لم يعرف حقيقة ما طبع الله تعالى عليه هذه الدنيا لابد لابد من الابتلاء لابد فيها من الابتلاء. ولهذا قال بعض السلف لو ان مسلما في عبارة مثل يقول يعني على خشبة في بحر لقيض الله له من يبتليه لان الله جعل هذا الابتلاء منوطا باهل الباطل مع اهل الحق فيمتحن تعالى هؤلاء بهؤلاء لاجل ذلك ذكر الصبر على الاذى فيه يعني على الاذى في الحق بعد الدعوة اليه لانك اذا دعوت الى الحق فلابد ان تؤذى وقد يؤذيك اقرب الناس اليك من والديك او اخوتك هنا يأتي امر الصبر واعظمه الصبر الجميل الذي لا يكون فيه عتب ولا يكون فيه وانما تصبر على اذاهم وتدعو الله تعالى لهم بالهدى والتوفيق والسداد وتتلطف بهم وتتحمل منهم الغالب انهم يتأثرون في الغالب انهم يتأثرون اما بان يتركوا الباطل الذي هم عليه او ان يخف تسلطهم. لانهم اذا رأوا كثرة ما يوصلون اليك من اساءة وانت تقابل الاساءة بالاحسان والصبر والله تعالى يقول ادفع بالتي هي احسن. فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. فالأذى لا بد منه. قال عز وجل ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز حتى يميز الخبيث من الطيب لابد ان يقدر الله من الاقدار ما يتضح به خبثاء. ينقصون على اعقابهم وطيبون يثبتون. كما قال تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. يثبت لا يتبدل مهما كان الحال. من فقر او غنى من شدة او رخاء هو مستمر على ما هو عليه لانه يتعبد لله عز وجل. فكل امور تتغير من حوله هو لا يتغير ولاجل ذلك يثيب الله عز وجل الثابت في مثل هذه المقامات اعظم الثواب. حتى قال عليه الصلاة والسلام العبادة في الهرج كهجرة الي رواه مسلم. العبادة في الهرج عند اختلاف الاحوال واختلاط الامور وكثرة التغيرات كهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. لعظم قدر الثبات فلهذا لابد من الصبر. وصاحب الحق مبتلى. فلاجل ذلك استدل بالاية والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. ذكر الله تعالى الايمان هو الذي ذكره والعلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام الثانية العمل وعملوا الثالثة الدعوة اليه وهو التواصي. التواصي بالحق والثالثة الصبر على الاذى فيه وتواصوا بالصبر