نعم هذا من مقتضيات هذا من قضايا اليوم الاخر ومن عرصات يوم القيامة. فنحن نؤمن ايمانا جازما بان الله سينصب جسرا حقيقيا موصوفا بالصفات الواردة في الكتاب والسنة. وان الناس يعبرون هذا الصراط. فمنهم موفق ناج ومنهم مخدوش ومنهم مكردس في هوة النيران. وقد دلت الادلة على ذلك من الكتاب والسنة. فاما من القرآن فقول الله عز وجل في احد التفسيرين وان منكم الا واردها. فقد فسره طائفة كبيرة من السلف رحمهم الله تعالى بانه الورود على الصراط واما في السنة فان الاحاديث فيه متواترة ولله الحمد. فمنها قول النبي صلى الله عليه وسلم يضرب الصراط بين ظهري جهنم. فاكون انا وامتي اول من يجيز. ولا يتكلم يومئذ الا الا الرسل ودعوا الرسل يومئذ اللهم سلم سلم. وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان. اتعرفون شوك السعدان؟ قالوا نعم يا رسول الله. قال فانها مثل شوك السعدان غير انه لا يعلم قدر عظمها الا الله عز وجل. تخطف الناس اعمالهم فمنهم الموبق بعمله والموثق بعمله ومنهم المخردل او الجازي او المجازى او نحو ذلك. ومن ذلك ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم. وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله مدح مدحضة انت تعرف ان الماء اذا اختلط بالطين فان الرجل لا تثبت عليه. يقال مدحضة. يعني لا تثبت عليه قدم مزلة عليه خطاطيب وكلاليف وحسكة مفلطحة. لها شوكة عقيقاء تكون بنجد يقال لها السعدان يمر المؤمن عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكاجاويد الخيل والركاب فناج سلم ونادم مخدوش ومكدوس في نار جهنم حتى يمر اخرهم يسحب سحبا. وفي رواية يزحف زحف وقال النبي صلى الله عليه وسلم اخر من يدخل الجنة رجل يمشي مرة مرة وتسفعه النار مرة. فاذا جاوزها فالتفت اليها فقال تبارك الذي نجاني منك الى اخر الحديث ولا يتكلم على الصراط يومئذ الا الرسل لهول الموقف. كل مشغول بنفسه والصراط من المواقف التي لا يسأل فيها لا يسأل الانسان لا يسأل فيها حميم حميما. لا يسأل الانسان ابدا عن ابيه ولا عن امه ولا عن اخيه ولا عن افراد قبيلته ولا عن ولا عن خلانه واصحابه وذلك من شدة من شدة الهول. كما قلناه عند تطاير الصحف ونصب الموازين. فهذه مواضع ثلاثة في العرصات. لا يسأل حميم حميما. ولا يسأل الانسان الا عن نفسه ولا يرجو النجاة الا لنفسه. ثم بحث لك مسألة اخرى وقال ما السبب في تفاوت الناس على هذا الصراط. لماذا يتفاوت الناس هذا التفاوت المذكور في الادلة؟ الجواب اعلم رحمك الله تعالى ان التفاوت في السير على الصراط الحسي يختلف باختلاف تفاوت الناس في السير على الصراط المعنوي في هذه الدنيا. والمقصود بالصراط المعنوي اي طريق محمد صلى الله عليه وسلم اي طريق الله صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض. فالله جعل لنا في هذه الدنيا صراطا معنويا وهي متابعة نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع شريعته واقتفاء اثره. فمن اسرع على هذا الصراط فانه سيسرع على ذاك الصراط الحسي يوم القيامة. ومن ابطأت قدمه في السير على صراط الله في هذه الدنيا فستبطئ في السير على صراط الله الحسي يوم القيامة. ومن ها؟ زلت قدمه هنا زلت قدمه هناك. ومن اختطفته الشبهات والشهوات فاردته عن صراط الله في هذه الدنيا فستختطفه كلاليب. ها الصراط حتى تلقيه في نار في نار جهنم. فاذا من ثبتت قدمه هنا ثبتت هناك. ومن اسرع هنا اسرع هناك فاذا الامر عبارة عن نتيجة وهما صراطان صراط معنوي في هذه الدنيا وصراط حسي يوم القيامة فعلى حسب سيرك على الصراط المعنوي هنا سيكون سيرك على الصراط يوم القيامة. ثم ذكر لك الناظم جملا من صفات هذا الصراط. فمن صفات انه مظلم حالك الظلمة لا ضوء عليه. فهو طريق مظلم لا يبصر الانسان بين يديه شيئا على هذا الصراط لا يستطيع ان يكمل سيره عليه الا بنور بين يديه. والدليل على ذلك قول الله عز وجل يوم تراه المؤمنين والمؤمنات نورهم بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظرونا نقت باسم نوركم. قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا ونرى الايات فاذا لا يستطيع المار على هذا الصراط ان يكمل مسيرته عليه الا بنور. وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ويعطى كل انسان منافق او مؤمن نورا ثم يتبعونه ثم يتبعونه. لكن انت تعرف ان نور والمؤمن سيبقى مستمرا معه الى نهاية الصراط. واما المنافق وان فانه وان اعطي شيء من النور الا انه نور سيخدعه في منتصف الصراط لان المنافق خادع المؤمنين فجوزي بجنس عمله. ومن صفات هذا الصراط انه دحض مذلة لا تثبت عليه قدم الا اذا ثبتها الله عز وجل. ودليل ذلك ما مضى دحض مدحضة مزلة ومنها ايضا انه احد من السيف وادق من الشعرة ودليلها قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الجسر ادق من شعرة هو احد من السيف. ومنها ايضا ان عليه كلاليب. وخطاطيف مثل شوك السعدان. وهو الشوك الملتف بعضه على بعض والذي يكون في صحراء نجد وهو معروف. لا تكاد تسلم منها قدم الا من سلمه الله عز وجل ومن صفاته ان الانبياء قائمون على هذا الصراط. كلهم يقولون اللهم سلم سلم. فلا يتكلم يومئذ على الصراط الا الرسل فقط. الا الرسل فقط وهنا مسألة هل سيمر الناس كلهم على الصراط ام لا؟ الجواب على حسب ظاهر الادلة ان الذي يمر طائفتان فقط المؤمنون والمنافقون. واما الكفار الاصلي الاصليون فانه يقال لهم ادخلوا جهنم من ابوابها فهؤلاء يدخلون جهنم من ابوابها. واما الذي يمرون على الصراط فانما هم المؤمنون والمنافقون. لان الله عز وجل جعل هذا الصراط جسرا بين الجنة والنار. ولا لا يا جماعة؟ فمن عبره فانه الى الجنة. فاذا ثمة امل في في عابره ان يدخل الجنة. ثمة امل في قلب عابريه ان يصلوا الى الجنة. والكافر محروم من الجنة الحرمان المطلق فلا يمكن ان ان تطأ قدمه الصراط ابدا. بل يقال لهم ادخلوا ابواب جهنم خالدين فيها. ولكن الادلة دلت على ان والمنافقين هم الذين سيعبرون الصراط وان المؤمنين ينجون واما المنافقون فانهم يتساقطون. وهنا لطيفة لعلها تفيدكم وهي اننا ذكرنا من من عرصات يوم القيامة الصراط والميزان والحوظ. اليس كذلك؟ عندنا كلمة ترتب واقعها يوم القيامة. فاذا قيل لك اي العرصات تكون قبل تكون قبل بعض الجواب عندك كلمة حمص. يقول العلماء كلمة حمص هي التي ترتب لك هذه العروسات. فالحاء من حمص دليل على ان اول العروسات الحوض ثم الميم من حمص اي الميزان والصاد من حمص اي الصراط. انتم فاذا ترتيبها هكذا الحوض ثم الميزان ثم الصراط. ثم الصراط باطل