الله عز وجل فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. وقال عن النار اعدت للكافرين. وقال عنها ايضا واعتدنا للكافرين سعيرا. ومن ذلك ايضا قول الله عز وجل عن الجنة. ولقد رآه الثالث ان نؤمن بان لكل منهما ملؤها الرابع ان نؤمن بانه ليس مما فيهما مما في هذه الدنيا الا مجرد الاتفاق في الاسماء ولعلنا نتوقف عند هذا هذه من اواخر قضايا العرصات يوم القيامة. واواخر مقتضيات اليوم الاخر. وهي الايمان بالجنة والنار. والايمان بالجنة والنار لابد فيه من عدة امور ذكرها الناظم. مجملة ونذكرها مفصلة بادلتها. لا يتم ايماننا والنار يا اخواني الا اذا امنا بهذه الامور. الامر الاول ان نؤمن ايمانا جازما بانهما موجودتان الان الان موجودتان؟ اي ان الله عز وجل قد خلقهما وفرغ من من اصل خلقهما. كما بذلك الادلة فالله عز وجل يخبر عن نعيم الجنة بانه اعده اي الفعل الماضي. كما قال الله عز وجل عن نعيم التي اعدت للمتقين فهذا دليل على انه قد فرغ منه. وقال الله عز وجل اعدت للذين امنوا بالله ورسله. وقال نزلة اخرى عند سترة المنتهى عندها جنة المأوى. فالجنة موجودة الان في السماء. فالذي عند سدرة المنتهى هي هذه الجنة التي وعد الله عز وجل بها عباده المؤمنين. بل وفي في السنة ايضا ادلة كثيرة تصرح بذلك فخذ مثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي فان كان اهل الجنة فمن اهل الجنة وان كان من اهل النار فمن اهل النار. فكيف يعرض عليه مقعده في هذه وفي هذه وهي لا تزال معدومة الى الان ومنها ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عمران اطلعت في الجنة فاذا اكثر اهلها الفقراء واطلعت في النار اذا اكثر اهلها النساء فهذا دليل على انهما موجودتان. الان لا تفنيان ابدا ولا تبدا. بل ان ملائكة القبر اذا سألوه ها صاحب القبر فاجاب قالوا هذا مقعدك من النار قد ابدلك الله به مقعدا في الجنة. واذا لم يجب قال هذا مقعدك من الجنة قد ابدلك الله به مقعدا في النار. قال فيراهما جميعا فيراهما جميعا. وانتم تعرفون ايضا اسأل وانتم تعرفون جميعا الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم بين انا نائم رأيتني في الجنة الانبياء حق. فاذا امرأة تتوضأ الى جانب قصر فقلت لم لهذا القصر؟ قالوا لعمر بن الخطاب فذكرت غيرتك فوليت مدبرا صلى الله الله عليه وسلم. ومنها ايضا قول الله عز قول النبي صلى الله عليه وسلم في من اجاب. قال صدق عبدي فافرشوه من الجنة والبسوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة قال فيأتيه من روحها وطي بها. وفي الحديث الاخر فيرى زهرتها وما فيها كل ذلك من باب الدليل على ان الجنة موجودة الان. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. بل اوضح من هذا قوله صلى الله عليه وسلم اذا اشتد الحر فابردوا بالصلاة فان شدة الحر من فيح جهنم. وقال عليه الصلاة والسلام فاشد ما تجدون من الحر فمن فيح جهنم. فكيف سيكون لها فيح وهي معدومة الان. واشد ما تجدون من البرد فمن زمهرير جهنم. فمن زمهرير جهنم. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اختصمت الجنة والنار الى ربهما كيف تختصمان وهو وهما معدومتان فاختصامهما دليل على انهما موجودتان الان وهذا امر نقر به ونؤمن به ايمانا جازما. الامر الثاني الامر الثاني انهما باقيتان ابد الاباد ترى الدهارير لا تفنيان ابدا ولا تبيدان. وهذا قول اهل السنة باجماعهم ومن نسب القول الى شيخ الاسلام وتلميذه فقد اخطأ عليهما وقولهما ما لم يقلاه. بل ان لابن بل ان لابن تيمية كتابا سماه الرد على من قال بفناء النار. وقد حققه شيخنا الشيخ محمد السمهري. حفظه الله. ويدل على ذلك قول الله عز وجل بعد ذكره لنعيم الجنة ان هذا لرزقنا ما له من نفاذ لا انقطاع. ويقول الله عز وجل وقال لا مقطوعة ولا ممنوعة لا تنقطع لا ينقطع نعيم الجنة ابدا. قال وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة. ويقول الله عز وجل لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم يا اهل الجنة خلود فلا موت ويقال لاهل النار خلود ولا موت. ويقول الله عز وجل لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين. فلا نهاية لنعيم الجنة ابدا لجحيم النار ابدا ويقول الله عز وجل في ايات كثيرة خالدين فيها خالدين فيها ابدا. قالها في حق اهل الجنة وقالها في حق اهل النار. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم اما اهل النار الذين هم اهلها اي الكفار الاصليون فانهم لا يموتون فيها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون. والادلة على ذلك كثيرة. ومن الامور اذا اخذنا الامر الثالث ولا الامر الثالث الامر الثالث ان الله سيملؤهما ان الله سيملؤهما فقد وعد الله عز وجل بان يملأها ووعد النار بان يملئها في قول في قول في قول الله عز وجل لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين وقال في الحديث ولكليكما ملؤها ولكليكما ملؤها. فالجنة سيملؤها الله والنار سيملؤها الله حتى لا يبقى في في الجنة ولا في النار موضع. فان قلت وكيف سيملأ الله الجنة؟ فنقول اذا دخل اهل الجنة الجنة فانه سيبقى فيها مواضع كثيرة ليس فيها سكان ولا احد فينشئ الله عز وجل لها خلقا اخر ليسوا من ابناء ادم وحواء وانما خلق اخر الله اعلم بصفاتهم ثم يسكنهم ما تبقى من منازل الجنة ونعيمها. فان قلت وكيف يسكنهم وهم لم وهم لم يعملوا شيئا من الطاعات؟ فنقول ان من فضل الله لان ينعم ابتداء بلا سابق عمل. ان من فضل الله عز وجل ان ينعم ابتداء بلا سابق عمل. فان قلت وكيف سيملأ الله النار فاقول هنا لا تتصور ان الله سينشئ لها خلقا. لانه لا يعذب ابتداء بلا سابق جرم ولا ذنب هذا من كمال عدله. فمن كمال فضله ينعم ابتداء لكن من كمال عدله لا يعذب ابتداء. فان قلت وكيف تملأ اذا فاقول يضع الجبار عليها قدمه وضعا يليق بجلاله وعظمته على الصفة التي يريدها عز وجل فينزو وبعضها الى بعض اي تلتصق اطرافها ببعض وتقول قاطي قطي اي حسبي حسبي امتلأت امتلأت كما ثبت ذلك في الصحيح عنه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. الرابع الامر الرابع انه ليس مما فيهما من الاشياء كما في الدنيا الا مجرد الاسماء فقط. فنعيم الجنة وما فيها لا يتفق مع نعيم الا مت في مجرد الاسماء فقط. وما في الجنة من العذاب والجحيم مع ما في الدنيا من العذاب لا يتفق معه الا في مجرد الاسماء فقط فالله عز وجل يجعل وقود الناس النار النار والحجارة اليس كذلك؟ والدنيا فيها حجارة لكن حجارة النار لا يعلم قدر عظمها عظمها عظمتها الا الله عز وجل. والجنة كذلك ايضا في الجنة قصور وفي الدنيا قصور وفي نخل وفي الدنيا نخل وفي الجنة عسل ولبن وفاكهة كل ذلك في الجنة ونحن نجد مثله في الدنيا لكن التماثل بينهما انما هو في الاسماء فقط. وعلى ذلك قول الله عز وجل واتوا به متشابهين اي تشابه باسمه فقط. واما ففي حقيقته فلا يعلم ذلك الا الله عز وجل. وعلى ذلك قول الله عز وجل اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت وانت عينك رأت اللبن. فاذا اللبن الذي في الجنة لم تراه عينك. والماء في الدنيا رأته عينك. اذا الماء في الجنة يختلف والتمر في والرمان في الدنيا رأته عينك اذا الرمان جنة يختلف. ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ما لا عين رأت باعتبار الكيفية. ولا اذن سمعت باعتبار الكيفية. لكن اذاننا سمعت باسماء نعيم واخفى الله عز وجل عنا كيفياتها. فاذا لا يعلم ما في الجنة باعتبار الكيفيات الا الله ونعيمها اين نعيم الجنة وان اتفق مع نعيم الدنيا في الاسماء الا ان الاتفاق في الاسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات وكذلك جحيم النار فيها اغلال وفي الدنيا اغلال وفي النار سلاسل وفي الدنيا سلاسل وفي هذه زقوم وعندنا زقوم لكن ليس من جحيم جهنم مما هو في الدنيا الا مجرد الاسماء فقط. فسلاسل جهنم وان اتفقت مع سلاسل الدنيا في الاثم الا ان بينهما من الفرقان ما لا يعلمه على التفصيل الا الله عز وجل. فمن امن بهذه الامور الاربعة فقد تم ايمانه بالجنة والنار. الاول ان نؤمن بانهما موجودتان الان. الثاني ان نؤمن بانهما باقيتان لا تفنيان ولا