باعتبار صحائفه. وهناك نوع ثالث من الادلة يدل على ان العمل نفسه سيوزن. الصلاة نفسها ليست صحيفة الصلاة بل الصلاة نفسها سوف توزن. الذكر نفسه سوف يوزن. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كلمتان يوم القيامة وانما هو عبارة وكناية عن العدل فهذا تحريف للادلة واخراج لها عن مدلولاتها الصحيحة. بل هو ميزان حقيقي له كفتان حقيقيتان تراه العيون ويرى موزون عمله اعماله توزن فيه نعم هذه من قضايا اليوم الاخر وهي قضية الميزان. فنحن نؤمن ايمانا جازما بان الله سيقيم ميزان عدل يوم القيامة وهو ميزان حقيقي له كفتان توزن فيه اعمال العباد وتتفاوت فيه الموازين على حسب تفاوت اعمالهم يوم القيامة وقد دلت الادلة الكثيرة العظيمة على ذلك. في قول الله عز وجل ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا. وقال الله عز وجل والوزن يومئذ الحق. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون. وقال الله عز وجل فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية. واما من خفت موازينه فامه هاوية. وما ادراك ما هي نار حامية. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في ماذا؟ في الميزان الحديثة بتمامه. والادلة على هذا كثيرة. ولكن بحث الناظم في الميزان في منين من المسائل؟ المسألة الاولى هل هو ميزان حقيقي؟ ام كناية عن العدل؟ الجواب بل هو ميزان حقيقي تراه العيون يوم القيامة. وليس عبارة عن العدل بل العدل من جملة اثاره. واما هو في ذاته فهو ميزان حقيقي على الصفة التي يريدها الله تبارك وتعالى. فلا نقول في هذا الميزان كما قالت المعتزلة الاوباش بان لا ميزان حقيقية الذي ندين الله عز وجل به لان الواجب حمل الالفاظ الشرعية على حقائقها فلا يجوز الانتقال من الحقيقة الى المجال الا بصارف والاصل وجوب البقاء على ظاهر اللفظ فلا يجوز الانتقال من الظاهر الى المؤول الا بدليل. المسألة والثانية هل هو ميزان واحد؟ ام متعدد؟ الجواب اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في هذه المسألة والخلاف دائر في داخل دائرة اهل السنة والجماعة. والقول الصحيح انه واحد بالذات ومتعدد باعتبار الموزونات. القول الصحيح انه واحد بالذات ومتعدد باعتبار الموزونات فمتى ما رأيت الله يقول الموازين او يقول موازينه فاعرف انه جمعها باعتبار اختلاف الموزونات فيه واذا رأيت الله يقول ونضع الميزان النبي عليه الصلاة والسلام يقول ثقيلتان في الميزان فاعرف انه يقصد الذات فكل يذكر الميزان منفردا فيقصد به ذاته. وكل دليل يخرجه مجموعة فيقصد به ما يوزن فيه. انتم معي وبذلك تتآلف الادلة وتجتمع ولا يكون بينها اي نوع من انواع التعارض ولله الحمد. ما رأيك لو انك دخلت على صاحب دكان يبيع فواكه وخضار. فقلت اعطني كذا وكذا من الفاكهة. فغشك في مكيال برتقال او في ميزان البرتقال وغشك في ميزان الموز وغشك في ميزان التفاح وغشك في موازين كثيرة فتقول انت تقول موازينك مختلة. يا اخي موازينك مختلة. مع ان الدكان ليس فيه الا ميزان واحد. فلماذا جمعت الموازين لاختلاف الموزونات فيه. فاذا هذا الميزان ستوضع فيه الصلاة وستوضع فيه الزكاة وستوضع فيه سائر اعمال وهي مختلفة فهي موازين فهي فهو موازين باعتبار اختلاف الموزونات فيه وميزان باعتبار باعتبار ذاته لعل الامر واظح ان شاء الله. ومن المسائل التي طرقها الناظم. قال ما الاشياء التي ستوزن في هذا الميزان؟ ما الاشياء التي ستوزن في هذا الميزان ذكر لك الناظم ان هناك ثلاثة اشياء سوف توزن. سيوزن العامل وعمله وصحيفة عمله. وذلك لان الادلة دلت على هذا كله. والاصل الا تعارض بين الادلة فهناك ادلة دلت على ان العامل نفسه سوف يوزن. هو نفسه سيوضع في الميزان. وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل السمين لا يزن عند الله جناح بعوضة. وقوله صلى الله عليه وسلم في ساق ابن مسعود لهي في الميزان اثقل من جبل احد اليس كذلك؟ فاذا هذا دليل يدل على ان العامل نفسه سيوجد. وهناك ادلة تدل على ان صحائف العمل ستوزن ايضا. كحديث صاحب التسعة وتسعين سجلا تذكرونها؟ قال فتطوى هذه السجلات وتوضع في ميزان سيئاته ثم يخرج بطاقة يسيرة وتوضع في ميزان حسناته. اذا وزنت حسناته وسيئاته باعتبار صحائفها خفيفتان على اللسان حبيبتان الى الرحمن ثم قال ماذا؟ ثقيلتان في الميزان. فالعمل نفسه سيوزن فاذا انت ترى ان الادلة دلت على ان الموزونات ثلاثة. العامل والعمل وصحيفة العمل. من اهل العلم من جمع جمعا اخر بين هذه الادلة الثلاثة. وهو جمع لا بأس به ايضا. وهي ان هناك من من من المؤمنين من سيوزن هو فقط. ومن الناس من ستوزن صحيفته فقط. ومن الناس من سيوزن عمله اذا تفاوت الادلة في هذه الموازين لتفاوت احوال الناس. فاذا نجمع بين هذه الادلة بهذين الجمعين ان نقول ان جميعها سوف توزن من كل احد. فوليد سوف يوزن هو وعمله وصحيفته. وبندر سيوزن هو وصحيفته وعمله. ومحمد سيوزن هو وصحيفته وعمله وهكذا دواليك. او نقول في جمع اخر ان هذا امر متروك الى الله عز وجل فمنهم من سيوزن عمله وصحيفته دون ها دون عمله ومنهم من سيوزن عمله وصحيفته دونه هو. ومنهم من سيوزن واحد دون البقية. فالامر في ذلك الى الله تبارك علا وبكلا الجمعين قال جمع من اهل العلم رحمهم الله تعالى. لكن عندنا اشكال يكون في ذهن في ذهنك اظنه يثور في الان وهي كيف يوزن العمل نفسه والعمل عرض وليس جسما؟ الصلاة هل هي جسم يرى؟ الجواب وانما عرض الزكاة عرض الصوم عرض فكيف يوزن العمل وهو عرض ليس له جسم يثقل او يخف او يخف انتم فهمتم السؤال؟ العامل له جثة موزونة. الصحيفة لها جثة موزونة لكن عمل نفسه العمل نفسه كيف يوزن العمل وهو عرض فليس العمل جسما يخف او يثقل الجواب الجواب من وجهين. الوجه الاول وهو الذي ينبغي ان نربي انفسنا عليه دائما في المسائل الغيبية وهي ان نقول ان هذا مما اخبرت به الادلة وصحت به الاثار. فالواجب الايمان والتسليم به والوقوع حيث وقف النص لا نتعدى القرآن والسنة. فلا ندخل في هذا الباب متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا لان العقل اعجز واحقر وانقص من ان يدرك طبيعة الحال التي ستكون عليها فهذا امر من امور الاخرة وامور الاخرة تختلف عن المعهود في هذه الدنيا فنكلوا الامر الى الله تبارك وتعالى. الثاني وهو جواب ثانوي والا فالاول كاف. وهي ان الله قادر على ان يقلب العرض جسما. الا ترى ان الموت سيذبح بين الجنة والنار يوم القيامة على صورة ايش؟ كبش. والذي يذبح هو الموت وليس ملك الموت. وانما الموت نفسه سيذبح والموت عرظ من الاعراب قدر الله عز وجل على قلب هذا العرب جسما. فالذي قلب الموت من عرض الى جسم قادر القدرة التامة على ان يقلب الصلاة الى جسم يوزن او يقلب الذكر الى جسم يوزن ويقلب الزكاة والصوم وبر الوالدين وغير ذلك الى جسم يوزن ولا يعجز الله عز وجل شيء في الارض ولا في السماء. ولله الحمد والمنة. نعم