تفضلوا بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا كتاب المنهج القويم في اختصار اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ لشيخ الاسلام ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى اختصره العلامة محمد ابن علي ابن محمد البعلي الحنبلي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والاراضين والحمد لله الذي اكمل لنا ديننا واتم علينا نعمته. ورضي لنا الاسلام دينا. وامرنا ان نستهديه صراطه المستقيم صراط الذين انعم عليهم غير المغضوب عليهم اليهود ولا الضالين النصارى واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله بالدين القيم والحنيفية السمحة. وجعله على شريعة من الامر وامره ان قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني صلى الله وسلم عليه وزاده شرفا لديه وبعد فاني كنت قد نهيت عن التشبه عن التشبه بالكفار في اعيادهم وبينت ما في ذلك من الاثر والدلالة الشرعية نعم. ثم طبعا هذه عبارات شيخ الاسلام. شيخ الاسلام هو اللي يقول هذا هؤلاء الذين اختصروا الكتاب حاولوا ان يبقوا عبارة شيخ الاسلام فما هي وهذا الكتاب كما قلت لكم قبل بان موضوعه الدقيق في الاصل الذي كتبه من اجله هو موضوع الاعياد ولكن شيخ الاسلام وسع الكلام فيه وساق على سبيل التبع قضايا كثيرة كما ذكرت لكم من قبل تتعلق بالتشبه بالمشركين في امور شتى في اللباس والعادات والامور الدينية وكذلك ايضا ما وقع في هذه الامة من الوان البدع والانحرافات وعبادة القبور غير ذلك مما يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم فكثير من الامم التي كثير من الانحرافات التي وقعت في الامم السابقة وقعت في هذه الامة ومنها التشرذم والتفرق والتحزب والاقتتال والتنافر واختلاف القلوب وغير ذلك هذا كله ذكره شيخ الاسلام في هذا الكتاب ثم بلغني ان من الناس من استغرب ذلك واستبعده لمخالفة عادة قد نشأوا عليها فاقتضاني بعض الاصحاب ان اعلق في ذلك ما يكون اشارة الى اصل هذه المسألة. اي نعم. يعني ان من الناس لما بلغهم الذين بلغهم كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه لا يجوز مشابهة المشركين في اعيادهم ومشاركتهم في هذه الاعياد وان هذا من جملة تعظيم دين المشركين واقامة آآ واحياء آآ اعيادهم الى اخره والمشاركة فيها بعض الناس استنكر هذا وقال هذه امور عادية لا علاقة لها بالدين وقضية الاعياد قضية هي من امور العادات التي يظهر الناس فيها الفرح في مناسبة من المناسبات ولا تؤثر في الدين لانه لا يقصد بها التقرب الى الله عز وجل هكذا فهموا ومن الامور الهامة جدا لا سيما ان هذا الكتاب يتحدث عن قضايا في البدع ويذكر اصولا وضوابط تتعلق بها آآ من المهم جدا ان تعرف ان البدعة لا يشترط فيها قصد التقرب الى الله عز وجل. هذا اصل كبير اذا فهمته انحل عنك اشكالات كثيرة جدا ان استطعت ان تجيب عن كثير مما يريده المبتدعة من الاعتراضات والشبهات في افعالهم التي يفعلونها كثير من اصحاب الموالد عند الاحتجاج والمجادلة يقولون نحن لا نريد التقرب الى الله عز وجل بهذه بهذا المولد. نحن نعلم ان الله لا يعبد الا بما شاء لكن نحن نقيم المولد تذكيرا بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم التي اشتغل الناس عنها بسيرة فلان وفلان من الفنانين او اللاعبين او غير ذلك نحن نريد ان نقرب الناس الى السيرة والى الرسول صلى الله عليه وسلم وكلهم بدعة فعلكم هذا بدعة نعم وهكذا ما يفعله بعض الناس في كثير من الامور التي يقولون لا نقصد بها التقرب الى الله فالقوانين الوضعية مثلا بدعة واصحابها قطعا لا يقصدون التقرب الى الله بها فلهم ابعد ما يكونون عن الله عز وجل فلم يرفعوا له رأسا اصلا ومع ذلك نقول هي بدعة المذاهب المنحرفة العلمانية والحداثة وغيرها هنا لا يرفعون رأسا للدين اصلا ومع ذلك نقول هذه بدعة وهم لا يقصدون بها التقرب فكل خروج على قانون الشرع فهم من البدع وكل ما كان ذريعة الى البدع فهو بدعة وان لم يقصد به التقرب الى الله عز وجل. فالضابط المشهور الذي تقرأونه في كثير من الكتب التي تحدثت عن البدع يقولون هو ما احدث في الدين على غير مثال سابق التقصي يقصد به التقرب الى الله تعالى او ما شابه ذلك من العبارات هذا هي الصحيح البدعة لا يشترط فيها قصد التقرب ولهذا لو قلنا لان المسبحة بدعة. اذا قلنا هذا فالذي يفعلها يقول لا اقصد بها التقرب الى الله عز وجل انما اقصد الحاجة وهو ضبط العدد فاذا قلنا انها بدعة نقول البدعة لا يشترط فيها قصد التقرب نعم وانما لما كانت عملا مخالفا وهيئة مخالفة بهذه في هذا العمل فان الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم اه كان ذلك من قبيل البدع وان لم يقصد به الانسان التقرب ان اعلق في ذلك ما يكون اشارة الى اصل هذه المسألة لكثرة لكثرة فائدتها وعموم المنفعة بها ولما قد عم كثيرا من الناس من الابتلاء بذلك حتى صاروا في نوع جاهلية فصل اعلم ان محمدا صلى الله عليه وسلم بعثه الله الى الخلق وقد مقت اهل الارض الا بقايا من اهل الكتاب ماتوا واكثرهم قبيل مبعثه والناس احد رجلين اما كتابي معتصم بكتاب اما مبدل او اما مبدل واما مبدل منسوخ ودين دارس بعضه مجهول وبعضه متروك واما امي من عربي واعجمي مقبل على عبادة ما استحسنه وظن انه ينفعه من نجم او وثن او قبر او قبر او تمثال او غير ذلك والناس في جاهلية جهلاء فهدى الله الناس ببركة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من البينات والهدى هنا هذا الكلام ففيه جواب على سؤال سأله احد الاخوان في احد الدروس اظن في فتح المجيد وهو هل هل وجد في حينما بعث النبي صلى الله عليه وسلم احد من اهل الكتاب كان على الحق او لا يعني كان على الدين الصحيح وكان الجواب هو في حديث سلمان رضي الله تعالى عنه حينما كان اخر ما قيل له من قبل هؤلاء العباد من اهل الكتاب الذين ماتوا قالوا لا نعلم قالوا انه قد اضلك زمان نبي يعني حيث انهم لم يجدوا احدا على الدين الذي كانوا عليه لم يجدوا احدا قالوا قد اضلك زمان النبي يبعث في بحرة ذات نخل الى اخره فهاجر او انتقل سلمان رضي الله تعالى عنه و في قصته المعروفة فهذا يدل على ان من كانوا على الدين الصحيح من اهل الكتاب قد تلاشوا واضمحلوا وتعرفون ايضا قبر بعض الحنفاء بينما او بعض نعم بعض الحنفاء فحينما ذهب الى الشام ولقي حظرا من اليهود واراد ان يتبعه فقال انك لا تتبعنا حتى تنال نصيبك من غضب الله عز وجل. فقال انا افر من غضب الله. انما افر من غضب الله فذهب الى حبر من احبار النصارى وقال انك لن تكون على ديننا حتى ينال حتى ينالك النصيبك من سخط الله فقال انما افر من سخط الله فكان حنيفا يتعبد فعلى كل حال هنا يقول الناس احد رجلين اما كتابي معتصم بكتاب اما مبدل واما مبدل منسوخ اما مبدل واما مبدل منسو اجتمع بين الامرين مبدل اللي هو الانجيل مبدل منسوخ اليهود التوراة او الزبور طبعا الانجيل ليس ناسخا بكل ما في التوراة وانما هو مكمل لها لكنه نسخ طائفة مما فيها من الاثار ضلال وما الى ذلك نعم الله المستعان فهدى الله الناس ببركة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من البينات والهدى هداية جلت عن وصف الواصفين وفاقت معرفة العارفين فلله الحمد كما ايحب ربنا ويرضى بعثه بدين الاسلام الذي هو الصراط المستقيم. وفرض على الخلق ان يسألوه هدايته كل يوم في صلاتهم. ووصفه بانه وصراط الذين انعمت صراط الذي انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال علي ابن حاتم رضي الله تعالى عنه اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد وجئت بغير امان ولا كتاب فلما دفعت اليه اخذ بيدي وكان قد وكان قد قال قبل ذلك اني لارجو ان يجعل الله يده في يدي قال فقام بي حتى اتى داره فالقت له الوليدة وسادة فجلس عليها وجلست بين يديه فحمد الله واثنى عليه ثم قال ما يفرك ايفرك ان تقول لا اله الا الله؟ فهل تعلم من اله سوى الله؟ قلت لا ثم تكلم ساعة ثم قال انما تفر ان تقول الله اكبر او تعلم شيئا او تعلم شيئا اكبر من الله؟ قلت لا. قال فان اليهود عليهم وان النصارى ضلال قال قلت فاني حنيف مسلم. قال فرأيت وجهه ينبسط فرحا. وذكر حديثا طويلا رواه الترمذي وحسنه. نعم من الحديث في يوم عرفة و نعم وفي كتاب الله لا يدل على معنى هذا الحديث مثل قوله قل اؤنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله؟ لا قل سانبئكم في اي نسخة عندك فنعم هي نسختكم الشيخ بكر ابو زيد ايه انتبهوا للنسخة اللي معكم المختصر المنهج القويم اللي عنده المنهج القويم غير التحقيق هذا اللي بين ايدينا اه ينظر خروقات ويصلحها في الكتاب لان هذه النسخة اضبط من التي في ايديكم الاخوان اللي في يدهم المختصر الاخر اقصد المنهج القويم تحقيق الاخر نعم وتجدون نقدا للنسخة الاخرى غير هذه النسخة الاخرى اعني بها المنهج القويم التحقيق الاخر نعم اللي طبعتها دار المسلم تجدون نقدا لها للمحقق هذا هنا في اه موقع في الانترنت اسمه ثمرات المطابع ثمرات المطابع فيه نقد بطبع الدار المسلمة والملاحظات والمؤاخذات التي عليها في التحقيق قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله؟ من لعنه الله وغضب عليه والضمير عائد الى اليهود والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام وقال وهذا اذا رأيت الغضب في القرآن ينسب الى قوم او الى امة او يوصف به موصوف مباشرة هو يتبادر الى اليهود هم اهل الغضب الم ترى الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم وهم المنافقون الذين تولوا يهود باتفاق اهل التفسير وسياق الاية يدل عليه وقال ضربت عليهم الذلة اينما سقفوا عنهما الم ترى الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم هم المنافقون الذين تولوا اليهود باتفاق اهل التفسير هذا صحيح هؤلاء من اهل النفاق فولوا قوما ما هم منكم ولا منهم يبقى الكلام فيما هم منكم ولا منهم هل هم اهل النفاق ما هم منكم ليسوا من المسلمين ولا منهم وليسوا من اليهود. فلماذا يتولون نعم تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم اي ان منافقين ليسوا من اليهود وليسوا من المؤمنين ويحتمل معنى اخر ما هم منكم ولا منهم اي ان هؤلاء اليهود الذين تولاهم اهل النفاق ليسوا منكم فيتولونهم لانهم اظهروا لكم المتابعة وانهم على دينكم اعمدة النفاق ولا منهم ليسوا من المنافقين فنقول الطيور على اشكالها تقع. فلماذا يتوالى المنافقون يتولون اليهود؟ ما وجه الارتباط تولوا قوما غضب الله ما هم منكم ولا منهم تحتمل بمعنيهم جمالا متقاربا وقال ابوظبت عليهم الذلة اينما تقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وفي البقرة وباءوا بغضب من الله فهذا بيان ان اليهود مغضوب عليهم وقال في النصارى لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة الى قوله قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل فهذا خطاب للنصارى كما دل عليه السياق. ولهذا نهاهم عن الغلو ولهذا نهاهم عن الغلو وهو مجاوزة الحد كما عنه في قوله لا تغنوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته. الان ذكرنا لكم قبل في درس التوحيد اه او في تفسير الفاتحة بان النصارى الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرفوا دلائل صدقه انهم في جملة المغضوب عليهم. كل من عرف الحق فاعرض عنه فهو فهو مستحق لهذا الوصف وصف الغضب واليهود ما قيل لهم ذلك الا لانهم عرفوا فكفروا اعرضوا ووصف اليهود بالغضب والنصارى بالضلال له اسباب ظاهرة وباطنة ليس هذا موضعها وجماع ذلك ان اليهود عنادا لانهم يعلمون الحق ولا يتبعونه عملا. والنصارى كفرهم من جهة عملهم بلا علم. بل هم من جهة عملك من بلا علم بل هم مجتهدون في اصناف العبادات بلا شرعة من الله. ويقولون على الله ما لا يعلمون ولهذا قال السلف سفيان بن عيينة وغيره من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى