ولا يقال ان ان صفات الله ان صفات الله عز وجل غيره ولا يقال انها ليست بغيره هكذا باطلاق. وانما يقال ان الصفة ليست هي الذات وانما هي معنى يقوم واتصف به ذلك المحل لا غيره صفة اذا قامت بمحل عاد حكمها اليه فاذا وصف الله عز وجل نفسه بانه يتكلم فان هذا الكلام انما يقوم به فواصفة من صفاته ملازم لها وخوفا من عذابه وسؤال الله باسمائه وصفاته كقوله اسألك بان لك الحمد انت الله المنان بديع السماوات والارض وبانك انت الله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ومن هذا الباب من قد يدعو دعاء يعتدي فيه اما بطلب ما لا يصلح او بالدعاء الذي فيه معصية الله شرك او غيره فاذا حصل بعض غرضه ظن ان ذلك دليل على ان عمله صالح بمنزلة من املي له وامد بالمال والبنين يظن ان ذلك مسارعة له في الخيرات قال تعالى ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين؟ نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون. وقال تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون وقال تعالى ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين. والاملاء اطالة العمر. وما في ضمنه من رزق ونصر وقال تعالى فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون واملي لهم ان كيدي متين وهذا باب واسع مبسوط في غير هذا الموضع قال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين. والمقصود هنا ان دعاء الله قد يكون دعاء عبادة لله فيثاب العبد عليه في الاخرة مع ما يحصل له في الدنيا وقد يكون دعاء مسألة تقضى به حاجته ثم قد يثاب عليه اذا كان مما يحبه الله وقد لا يحصل له الا تلك الحاجة وقد يكون سببا لضرر دينه فيعاقب على ما ضيعه من حقوق الله سبحانه وتعداه من حدوده فالوسيلة التي امر الله بابتغائها اليه تعم الوسيلة في عبادته وفي مسألته فالتوسل اليه فالتوسل اليه بالاعمال الصالحة التي امر بها وبدعاء الانبياء والصالحين وشفاعتهم ليس هو من بعد بالاقسام عليه بمخلوقاته ومن هذا الباب استشفاء الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فانهم يطلبون منه ان يشفع لهم الى الله كما كان كما كانوا في الدنيا يطلبون منه ان يدعو لهم بالاستسقاء وغيره وقول عمر رضي الله تعالى عنه انا كنا اذا اجدبنا توسلنا اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا معناه نتوسل اليك بدعائه وشفاعته وسؤاله ونحن نتوسل اليك بدعاء عمه وسؤاله ليس المراد به انا نقسم عليك به او ما يجري هذا المجرى مما يفعله بعد موته وفي مغيبه كما يقول بعض الناس اسألك بجاه فلان عندك ويقولون انا نتوسل الى الله بانبيائه واوليائه ويرون حديثا موضوعا. اذا سألتم الله فاسألوه بجاهي فان جاهي عند الله عريض فانه لو كان هذا هو التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه كما ذكر عمر رضي الله تعالى عنه لما فعلوا ذلك بعد موته. نعم نعم تفاعلوا فانه لو كان هذا هو التوسل الذي كان كان الصحابة يفعلونه كما ذكر عمر رضي الله تعالى عنه لفعلوا ذلك بعد موته ولم يعدلوا عنه الى العباس مع علمهم بان السؤال به والاقسام به اعظم من العباس فعلم ان ذلك التوسل الذي ذكروه هو مما يفعله الاحياء دون الاموات وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم. فان الحي يطلب منه ذلك والميت لا يطلب منه شيء. لا دعاء ولا يا غيرة وكذلك حديث الاعمى فانه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو له ليرد الله عليه بصره تعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء امره فيه ان يسأل الله قبول شفاعة نبيه فيه فهذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم شفع فيه وامره ان يسأل الله قبول الشفاعة وان قوله اسألك واتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة اي بدعائه وشفاعته كما قال عمر رضي الله تعالى عنه كنا نتوسل اليك بنبينا فلفظ التوسل والتوجه في الحديثين بمعنى واحد ثم قال يا محمد يا رسول الله اني اتوجه بك الى ربي في حاجتي ليقضيها. اللهم فشفعه في فطلب من الله ان يشفع فيه نبيه وقوله يا محمد يا نبي الله هذا وامثاله نداء يطلب به استحرار المنادي في القلب يطلب به استحضار المنادى في القلب فيخاطب الشهود بالقلب. كما يقول المصلي السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته والانسان يفعل مثل هذا كثيرا. يخاطب من يتصور في نفسه وان لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب تلفظ التوسل بالشخص والتوجه به والسؤال به. فيه اجمال واشتراك غلط بسببه من لم يفهم مقصود الصحابة يراد به التسبب به لكونه داعيا وشافعا مثلا او لكون الداعي محبا له مطيعا لامره. مقتديا به فيكون التسبب اما لمحبة السائل له واتباعه له اما لمحبة السائل له واتباعه له. واما بدعاء الوسيلة وشفاعته ويراد به الاقسام به والتوسل بذاته فلا يكون التوسل لا لشيء منه ولا شيء من السائل بل بذاته او بمجرد الاقسام به على الله فهذا الثاني هو الذي كرهوا هو ونهوا عنه وكذلك لفظ السؤال بشيء قد يراد به المعنى الاول وهو التسبب به لكونه سببا في حصول المطلوب. وقد يراد به الاقسام ومن الاول حديث الثلاثة الذين او الى الغار وهو حديث مشهور في الصحيحين وغيرهما فان الصخرة انطبقت عليهم فقالوا ليدعو كل رجل منكم بافضل عمله فقال احدهم اللهم انه كانت لابنة عم فاحببتها كاشد كاشد ما يحب الرجال النساء وانها طلبت مني مئة دينار. فلما اتيتها بها قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفض ختم الا بحقه فتركت الذهب وانصرفت فان كنت انا فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فانفرجت لهم فرجة رأوا منها السماء وقال الاخر اللهم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد لا زال الكلام على الاعياد المكانية والمؤلف رحمه الله يتكلم على الدعاء وتكلم في ضمن ذلك عن موضوع التوسل ولما ذكر الاشياء التي يتعلق بها الذين يتوسلون توسلا غير مشروع ذكر من ذلك حديث الاعمى فهو يجيب عنه كما ترون بهذا الجواب بمعنى انه يطلب من الله ان يشفع فيه نبيه صلى الله عليه وسلم ذكرنا ان الحديث ضعيف وان الحديث الضعيف يكفي بيان ضعفه عن الجواب عن المعنى الذي تضمنه ثم ذكر ان التوسل بالشخص والتوجه اليه فيه اجمال. يقصد بان التوسل بالشخص تارة يكون لامر للمتوسل فيه عمل كأن يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ويعني بذلك يتوسل بمحبته للنبي صلى الله عليه وسلم واتباعه فهذا لا اشكال فيه اذا قصد هذا المعنى واما اذا كان ليس له فيه عمل فان فان ذلك لا يجوز بعد موته كان يقول اتوسل اليك بجاه نبيك صلى الله عليه وسلم بجاه فلان ونحو هذا واما التوسل بدعاء الاحياء فهذا لا اشكال فيه وذكر ان الوسيلة وابتغوا اليه الوسيلة تشمل ما يتوسل به من الاعمال كالصلاة نتوسل بها الى تحصيل مرضات الله تبارك وتعالى وفي الدعاء ايضا من اجل ان يحصل المطلوب يتوصل الانسان بذلك اما بصدقة بين يديه او بما يذكر من المحامد وكذلك باحضار القلب وهكذا ايضا لو انه دعا له النبي صلى الله عليه وسلم كل هذا مما يتوسل كل هذا من ابتغاء الوسيلة المشروعة اما ان يتوسل الانسان في امور ليس له فيها تسبب فان هذا لا يشرع ومما يدخل في التوسل بما يتسبب فيه الانسان العمل الصالح وذكر حديث الثلاثة واحاديث معروف توسلوا الى الله عز وجل باعمالهم الصالحة فهذا لا اشكال فيه نعم وقال الاخر قلت الحديث معروف لكن لو قرأنا بعده يقول فهؤلاء دعوا الله فهؤلاء دعوا الله سبحانه بصالح الاعمال لان الاعمال الصالحة هي اعظم ما يتوسل به العبد الى الله تعالى ويتوجه به اليه ويسأله به. لانه وعد ان يستجيب للذين امنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله وقال ربكم ادعوني استجب لكم. وهؤلاء دعوه بعبادته وفعل ما امر به. من العمل الصالح وسؤاله والتضرع اليه ومن هذا يذكر عن الفضيل ابن عياض انه اصابه عسر البول فقال بحبي اياك الا فرجت عني ففرج عنه وكذلك دعاء المرأة المهاجرة التي احيا الله ابنها لما قالت اللهم اني امنت بك وبرسولك وهاجرت في سبيلك وسألت الله ان يحيي ولدها وامثال ذلك وهذا كما قال المؤمنون ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار. ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم انك لا تخلف الميعاد فسؤال الله والتوسل اليه بامتثال امره واجتناب نهيه وفعل ما يحبه والعبودية والطاعة هو من جنس فعل ذلك هو من جنس فعل ذلك رجاء لرحمة الله ونحو ذلك يكون من باب التسبب فان كونه المحمود المنان يقتضي منته على عباده واحسانه الذي يحمده عليه وكونه الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد. يقتضي يقتضي توحده في يقتضي توحده في صمديته. فيكون هو السيد المقصود الذي يصمد اليه الناس في حوائجهم المستغني عما سواه وكل ما سواه مفتقرون اليه لا غنى بهم عنه وهذا سبب لقضاء المطلوبات وقد يتضمن معنى ذلك الاقسام عليه باسمائه وصفاته واما قوله في حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه اسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فهذا الحديث رواه عطية العوفي وفيه ضعف لكن بتقدير ثبوته هو من هذا الباب فان حق السائلين عليه سبحانه ان يجيبهم وحق المطيعين له ان يثيبهم فالسؤال له والطاعة سبب لحصول اجابته واثابته فهو من التوسل به والتوجه به والتسبب به. ولو قدر انه قسم لكان قسما بما هو من صفاته لان اجابته واثابته من افعاله واقواله فصار هذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ اعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك والاستعاذة لا تصح لا تصح بمخلوق كما نص عليه الامام احمد وغيره من الائمة وذلك مما استدلوا به على ان كلام الله غير مخلوق ولانه قد ثبت في الصحيح وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق قالوا والاستعاذة لا تكون بمخلوق فاورد بعض الناس لفظ المعافاة فقال جمهور اهل السنة المعافاة من الافعال وجمهور المسلمين من اهل السنة وغيرهم يقولون ان افعال الله قائمة به. نعم. يعني الان الاستعاذة نحن عرفنا ان الدعاء لا يكون الا لله عز وجل ولا يكون ايضا الدعاء للصفة مع ان صفات الله مع ان صفات الله عز وجل غير مخلوقة وهي ملازمة لذاته. اما الاستعاذة فانه يستعاذ بالصفة عرفنا هذا الفرق طيب فهنا اذا قال اعوذ بكلمات الله التامات فكلماته صفة من صفاته وكذلك هنا وكل هذا اصلا ذكره من اجل بيان اه المراد بقوله اسألك بحق السائلين مع ان الحديث ضعيف اصلا بحق السائلين. يقول ما هو حق السائل الذي سأل به؟ ان يجيبهم الاجابة فعل من افعال الله عز وجل فعل من افعاله عندنا الاسماء يسأل الانسان يدعو الله عز وجل ذاكرا اسمه يقول يا عزيز يا غفور يا رحيم ويستعيذ بالله عز وجل يقول يا الله او اعوذ بالله ونحو هذا ويستعيذ بصفة من صفاته تقول اعوذ بعزة الله المقصود انه يستعاذ بالله تبارك وتعالى مباشرة كما ذكرت اعوذ بالله او بذكر الصفة اعوذ بعزة الله وهنا الاستعاذة اه او او او التوسل عفوا بحق السائلين بحق السائلين فحق السائلين ان يجيبهم الاجابة فعل من افعال الله عز وجل وافعاله غير مخلوقة افعاله غير مخلوقة وصفات الله عز وجل منها ما هو صفات ذاتية ومنها ما هو صفات فعلية ومنها ما هو مركب منهما وعلى كل حال اذا فسر الحديث اسألك بحق السائلين يعني ان يجيبهم وهو واحد منهم فهذا لا اشكال فيه ثم بعد ذلك بدأ يتحدث عن الافعال جمهور المسلمين من اهل والصفات قال جمهور المسلمين من اهل السنة وغيرهم يقولون ان افعال الله قائمة به وان الخالق ليس ليس هو المخلوق هاه وعلى هذا جمهور اصحاب احمد والشافعي ومالك وهو قول اصحاب ابي حنيفة وقول عامة اهل الحديث والصوفية وطوائف من اهل الكلام والفلسفة وبهذا يحصل الجواب وبهذا يحصل الجواب عما اوردته المعتزلة ونحوهم من الجهمية نقضا فان اهل الاثبات من اهل الحديث وعامة المتكلمة الصفاتية من الكلابية والاشعرية والكرامية وغيرهم استدلوا على ان كلام الله غير مخلوق فان الصفة اذا قامت بمحل عاد حكمها على ذلك المحل لا على غيره واتصف به ذلك المحل لا غيره فاذا خلق الله لمحل علما او قدرة او حركة او نحو ذلك كان هو العالم به القادر به المتحرك به. ولم يجوز ان يقال ان الرب المتحرك بتلك الحركة ولا هو العالم القادر بالعلم والقدرة المخلوقين بل بما قام به من العلم والقدرة. اي نعم. يعني الان هذي قاعدة ان الصفة اذا قامت بمحل هذا حكمها على ذلك المحل لا على غيره بالذات اذا كان ذلك من صفات المعاني فالعزة مثلا معنى يقوم بالذات العزة من الصفات المعنوية معنى يقوم بالذات فهو ملازم لها غير منفك عنها و وهكذا الصفات الفعلية مثل مثل الصفات الفعلية الذاتية مثل الكلام فانه يقوم بذاته ولا يقوم بغيره وبعضهم يقولون ان هذا يفسرون هذا بالمفعول يعني يعني ان الصفة يقولون انها مخلوقة فتنسب الى الله عز وجل لا على انها صفة ازلية لان ذلك عندهم يقتضي تعدد القدماء. لانهم جعلوا الصفات منفكة ومنفصلة عن الذات وهذا غلط وهو منشأ الغلط عند المعتزلة حينما نفعوا الصفات ثم بعد ذلك لما ناظرهم الاشاعرة فالزموهم بهذا الالزام فاتى الشاعرة بما تعلمون من العجائب والغرائب التي لا يدل عليها لا لغة ولا عقل ولا نقل. فقالوا مثلا في صفة الكلام قالوا ان الكلام هو معنى واحد ازلي المعنى كلام معنى واحد معنى ازلي لا تعلق له بالمشيئة والارادة ولا تعاقب فيه ولا انقضاء كل هذا من اجل الفرار من هذا الالزام. وقالوا لهم عن المعتزلة ان اثبات اثبات الكلام المتعلق بالمشيئة والارادة انه يتكلم متى شاء يقتضي حلول الحوادث بذات القديم فقال الاشاعرة ما قالوا من ان الكلام هو المعنى وليس الالفاظ وانها قديمة وانه حينما يقول بسم الله فان السين لا تأتي بعد الباء والميم لا تأتي بعد السين وهذا كلام كما ترون من ابطل الباطل بل المعتزلة كلامهم اضبط في هذا الباب من كلام الاشاعرة من جهة على الاقل اللغة او وان كان باطلا من جهة من الجهات كلها في الواقع عند عند النظر والتأمل الاشاعرة يقولون المعتزلة يقولون نحن لا نعقل كلاما الا ان يكون لفظا ومعنى. ما في كلام بس معنى لا تعاقب فيه ولا انقضاء. لا يوجد كلام نفسي كما يقول الاشاعرة المعتزلة يقولون الكلام هو اللفظ والمعنى لكنه مخلوق فكلامهم يرد كلام المعتزلة يرد من جهة المعقول والمنقول واللغة ايضا لان العرب حينما تضيف صفة الى موصوف فان فانها لا تفهم من هذه الاضافة الا ان ذلك يقوم هذا الوصف يقوم بهذا الموصوف لا ان المقصود بذلك المفعول يعني حينما يقال هذا الكلام هو شيء خلقه الله عز وجل لا انه صفة من صفاته هذا لا هذا لا يعقل ولذلك العرب يقولون في الاسماء المشتقة مثلا السارق يقولون ان ذلك لا يقال الا لمن قام به الفعل. كما قال في المراقي فما لسارق عند لدى المؤسس يعني الرازي؟ حقيقة في حالة التلبس يعني وهو يفعل هذا الفعل فلا يمكن ان يقال عنه السارق والمقصود والذي سرق غيره اطلاقا وانما يقال ذلك لمن قام به هذا الفعل الذي هو سرقة وصدر عنه. وهكذا حينما يقال المتكلم ويقال بانه سميع وبصير وما اشبه ذلك فان ذلك لا لا يقال الا لمن كان موصوفا بهذا الوصف. اما ان يقال له سميع مخلوق فهذا لا لا يكون اطلاقا. قال الله عز وجل متكلم وليس كلامه صفة من صفاته. على الحقيقة وانما هو شيء خلقه فاضافه الى نفسه فهذا لا يمكن ان يكون نعم قالوا فلو كان قد خلق كلاما في غيره كالشجرة التي نادى منها موسى لكانت الشجرة هي المتصفة بذلك الكلام فتكون الشجرة هي القائلة لموسى انني انا الله ولكان ما يخلقه الله من انطاق الجلود والايدي وتسبيح الحصى وتأويب الجبال وغير ذلك كلاما له كالقرآن والتوراة والانجيل بل كان كل كلام في الوجود كلامه لانه خالق كل شيء وهذا قد التزمه مثل صاحب الفصوص وامثاله من هؤلاء الجهمية الحلولية الاتحادية. اي نعم نلاحظ هذا الزام خطير جدا التزمه هؤلاء الحلولية كابن عربي صاحب الفصوص. وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره هو نظامه فيقولون كل ما في هذا الوجود هو تجليات لصفاته سبحانه وتعالى لا يقصدهم بذلك انه اثر وانما يقصدون ان الخالق حل بالمخلوق حل بالمخلوق نعم كما حل الماء في اغصان الشجر واوراقها ونحو ذلك فهذا الكلام الذي يصدر من المخلوقين هو كلام الله عز وجل لان الله حال بخلقه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا المعتزلة ما يقولون بهذا المعتزلة يخصصون ذلك فيما اضيف اليه من الاوصاف. فيقولون هي مخلوقة مثل الكلام فيقول الله عز وجل لما كلم موسى خلق كلاما في الشجرة فالرد عليهم نعم بهذه القاعدة الصفة اذا قامت بمحل عاد حكمها على ذلك المحل لا على غيره واتصف بها. فيقال الذي تكلم هو الشجرة فكيف يكون هذا كلام الله فامراض ان يفروا من امر ظنوا انه لا يليق بالله عز وجل وانه يقتضي الاشراك وهو انهم اذا اثبتوا الصفة قالوا معنى هذا انها ازلية وهذا يقتضي تعدد القدماء والقديم واحد هذي شبهة المعتزلة اذا كل هذه الاوصاف لانهم جعلوها منفكة عن الذات وهذا خطأ وهو وهو من من من اه من منشأ الخطأ ايضا عندهم قالوا منفكة عن الذات فاذا كانت منفكة عن الذات واثبتناها وقلنا ازلية غير مخلوقة فمعنى ذلك ان القدماء كثر لكن اهل السنة يقولون الله عز وجل هو الاول الذي ليس قبله شيء فالله تبارك وتعالى قامت به اوصاف الكمال فهي ملازمة لذاته لا يقال انها منفكة عنها اي نعم. فاوردت المعتزلة صفات الافعال كالعدل والاحسان فانه يقال انه عادل محسن بعدل خلقه في غيره. لاحظ عادل محسن في ايش؟ بعدل خلقه في غيره طيب كيف يضاف اليه هذا؟ بل العدد صفة من صفاته وليس المقصود ما خلقه من العدل. نعم. واحسان خلقه في غيره فاشكل ذلك على من يقول ليس لله فعل قائم به بل فعله هو المفعول المنفصل عنه. اي نعم مفعول المنفصل عنه تقول مثلا الله عز وجل موصوف بالعدل ما هو العدل الموصوف به؟ هو العدل الذي خلقه نعم وليس العدل الذي هو الصفة الذي هو فعله. نعم. وليس خلقه الا مخلوقة واما من طرد يعني كلمة الخلق هذي مصدر يقصد بها نفس الفعل ويقصد بها المنفعل يعني ما تولد من ذلك الفعل ونشأ عنه ونتج عنه نعم. فنحن خلق يعني مخلوق وخلق الله عز وجل الذي هو فعله هو ما ينشأ عنه الخلق ويوجد ما ينشأ عنه المخلوق ويوجد ففعله ليس بمخلوق وانما هو صفة من صفاته وما ينشأ عن هذا الفعل وينتج عنه فهو مخلوق تمام واما من طرد القاعدة وقال ايضا ان الافعال قائمة به ولكن المفعولات المخلوقة هي المنفصلة عنه وفرق بين الخلق والمخلوق فاضطرد دليله واستقام والمقصود هنا ان استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم بعفوه ومعافاته من عقوبته مع انه لا يستعاذ بمخلوق كسؤال الله باجابته واثابته وان كان لا يسأل بمخلوق. ومن قال من العلماء لا يسأل الا به. لا ينافي السؤال بصفاته كما ان الحلف لا يشرع الا به الا بالله كما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت وفي لفظ للترمذي من حلف بغير الله فقد اشرك. قال الترمذي حديث حسن ومع هذا فالحلف بعزة الله ولعمر الله ونحو ذلك مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الحلف به لم يدخل في الحلف بغير الله لان لفظ الغير قد يراد به المباين المنفصل ولهذا لم يطلق السلف وسائر الائمة على القرآن وسائر صفات الله انها غيره ولم يطلقوا عليه انها ليست غيره لان لفظ الغير فيه اجمال قد يراد به المباين المنفصل فلا كونوا صفة الموصوف او بعضه داخلا في لفظ الغير وقد يراد به ما يمكن تصوره دون تصور ما هو غير له فيكون غيرا بهذا الاصطلاح. اي نعم يعني هي كلمة مجملة هو السلف يفصلون في مثل هذه القضايا فلا يطلقون ذلك من غير تفصيل واذا اطلقه احد استفصلوا وقالوا ماذا تقصد بالغير فالغير هنا يحتمل ان يراد به المباين المنفصل. فلا يكون صفة الموصوف او بعضه داخلا في لفظ الغير المباينة المنفصل هل الصفات مباينة للذات منفصلة عنها قال الصفات غير الذات اذا قصد انها منفكة عن الذات فهذا غير صحيح واذا قصد بالغير هنا ان الصفات معنى يتصور او او شيء يتصور ومع تصور يعني يعني شيء يمكن تصوره ليس المقصود به الذات الموصوفة فهذا صحيح فحينما نقول العزة والرحمة والحكمة وعدل الله عز وجل ونحو ذلك نتصور هذه المعاني فليس المقصود بها الذات وانما هي اوصاف قائمة بها. فبهذا الاعتبار اذا قال الانسان هي غير الذات يكون المعنى صحيح اذا قال اقصد هذا المعنى فلا اشكال لكن الانسان يبتعد عن العبارات الموهمة والمجملة لتحتمل حق باطل ولا يعبر الا بالعبارات الصحيحة التي تنقل بالنسبة للصفات انها ملازمة للذات. وليست هي الذات نعم. ولهذا تنازع اهل النظر في مسمى الغير والنزاع في ذلك لفظ ولكن بسبب ذلك حصلت في مسائل الصفات من الشبهات ما لا ينجلي الا بمعرفة ما وقع في الالفاظ من الاشتراك والابهامات كما قد بسط في غير هذا الموضع ولهذا يفرق بين قول القائل الصفات غير الذات وبين قوله صفات الله غير الله فان الثاني باطل. لان مسمى اسم الله يدخل فيه صفاته بخلاف مسمى الذات فانه لا يدخل فيه الصفات ولهذا لا يقال صفات الله زائدة عليه سبحانه وان قيل الصفات زائدة على الذات لان المراد انها هي زائدة على ما اثبته المثبتون من الذات المجردة والله تعالى هو الذات الموصوفة بصفاته اللازمة. اي نعم. يعني اصلا لا يمكن تصور ذات من غير صفات. لا يمكن ولو اردت ان تجرد الذات من الصفات لكان ذلك هو معنى العدم. ولذلك اين وصفوا الله عز وجل بالسلوب وقالوا ليس اه لا يوصف بانه يتكلم ولا يعلم ولا يسمع ولا يبصر ولا الى اخره. فهذا هو معنى العدم. ليس للعدم معنى سوى هذا. لا بل قالوا لا موجود ولا معدوم ولا لا نصفه بشيء اصلا ولا حي ولا ليس بحي ولا. نعم. فليس اسم الله متناولا لذات مجردة عن فاتي اصلا ولا يمكن وجود ذلك ولهذا قال احمد رحمه الله في مناظرته للجهمية لا نقول الله وعلمه والله وقدرته والله ونوره ولكن نقول الله بعلمه وقدرته ونوره هو اله واحد. اي نعم. يعني الفرق بين العبارتين ان العبارة الاولى الله وعلمه الله وقدرته ان الواو العطف الواو حرف عطف والعطف يقتضي المغايرة فهذا قد يفهم منه ان الصفات غير الذات باعتبار انها منفكة عنها. الله وعلمه لكن نقول الله بعلمه فعلمه قائم به بذاته. ملازم لها هذا مقصود الامام احمد رحمه الله على كل حال كل كل هذا استدراج وهو يقول انه السؤال يكون انما يكون بالله عز وجل واسمائه وصفاته وهكذا الاستعاذة فاذا قال معافاتك فالمعافاة فعل من افعالهم وبدأ يتكلم على الافعال وانها قائمة ذات وان الصفات ملازمة للذات فهذا كله استطراد نعم وقد بسط هذا في غير هذا الموضع واما قول الناس اسألك بالله وبالرحم وقراءة من قرأ تسائلون به والارحام الى منه هذا احد الاشياء اللي تعلق بها باول الكلام كان سرد جملة من الامور وذكرت لكم حينها انه سيجيب عنها فهو اجاب عن وبحق ممشاي بحق السائلين وحديث الاعمى ايضا والان يجيب عن الاية التي في سورة النساء تساءلون به والارحام فهذه كما سبق من اهل العلم من فسرها بان ذلك المقصود به السؤال الذي هو الاقسام وان ذلك بناء على ما كانوا يفعلونه في الجاهلية. سألتك بالله وبالرحم وليس معنى ذلك اقرار هذه الطريقة بالكلام وبعضهم يقول ان الجر قراءة الجر طبعا. الكلام كله على قراءة الجر تساءلون به والارحام ان الجر هنا للمجاورة فقط والا فمحله النصب اتقوا الله الذي تساءلون به والارحام اي واتقوا الارحام ان تقطعوها. هذا المعنى. شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هنا يحمل ذلك على معنى اخر قراءة الجر يقولون ان هذا ليس من باب الاقسام وانما هو من باب التسبب فاذا قال الانسان لغيره اسألك بالرحم لا يقصد اقسم عليك بالرحم وانما هو يتوسل ويتوصل الى مطلوبه بتذكيره بالرحم يقول اذكر الرحم التي بيننا اقض حاجتي لما بيننا من رحم نعم تفضل معنا واما قول الناس اسألك بالله وبالرحم وقراءة من قرأ تسائلون به والارحام فهو من باب التسبب بها فان الرحم توجب الصلة وتقتضي ان يصل الانسان قرابته فسؤال السائل بالرحم لغيره يتوسل اليه بما يوجب صلته من القرابة التي بينهما ليس هو من باب الاقسام ولا من باب التوسل بما لا ولا هو ولا من باب التوسل بما لا يقتضي المطلوب بل هو توسل بما يقتضي المطلوب كالتوسل بدعاء الانبياء وبطاعتهم والصلاة عليهم ومن هذا الباب ما يروى عن عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنهما انه قال وليس هذا مما نحن فيه الان ومن هذا الباب انه لو تحرى رجل في سفره ان يصلي في مكان نزل فيه النبي صلى الله عليه وسلم وصلى فيه اذا جاء وقت الصلاة فهذا من هذا القبيل كنت اذا سألت علي رضي الله تعالى عنه شيئا فلم يعطنيه قلت له بحق جعفر الا ما اعطيتنيه فيعطيني فيه او كما قال فان بعض الناس ظن ان هذا من باب الاقسام عليه بجعفر او من باب قولهم اسألك بانبيائك ونحو ذلك وليس كذلك بل جعفر هو اخو علي وعبد الله هو ابنه وله عليه حق الصلة فصلة عبد الله صلة لابيه جعفر كما في الحديث ان منابر البر ان يصل الرجل اهل ود ابيه بعد ان يولي وقوله ان من برهما بعد موتهما الدعاء لهما والاستغفار لهما. وانفاذ عهدهما وانفاذ عهدهما من بعده وصلة الرحم التي لا رحم لك الا من قبلهما ولو كان هذا من ولو كان هذا من الباب الذي ظنوه لكان سؤاله لعلي بحق النبي وابراهيم الخليل عليهما السلام ونحوهما اولى من سؤاله بحق جعفر فكان علي الى تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته واجابة السائل به اسرع منه الى اجابة السائل بغيره. لكن بين المعنيين فرق فان السائل بالنبي طالب به متسبب به فان لم يكن فان لم يكن في ذلك السبب ما يقتضي حصول مطلوبه. ولا كان مما يقسم به لكان باطلا واقسام الانسان على غيره بشيء يكون من باب تعظيم المقسم للمقسم به وهذا هو الذي جاء به الحديث من من الامر بابرار القسم وفي مثل هذا قيل ان من عباد الله من لو اقسم على الله لابره وقد يكون من باب تعظيم المسؤول به فالاول يشبه ما ذكره الفقهاء في الحلف الذي يقصد به الحظ والمنع والثاني سؤال للمسؤول بما عنده من محبة المسؤول به وتعظيمه ورعاية حقه فان كان ذلك مما يقتضي حصول مقصود السائل حسن السؤال كسؤال الانسان بالرحم وفي هذا سؤال الله بالاعمال الصالحة وبدعاء انبيائه وشفاعتهم واما بمجرد الانبياء والصالحين ومحبة الله له وتعظيمه لهم ومحبة الله لهم وتعظيمه لهم ورعايته لحقوقهم التي انعم الله بها اليس فيها ما يوجب حصول مقصود السائل الا بسبب الا بسبب بين السائل وبينهم اما محبتهم وطاعتهم فيثاب على ذلك. واما دعاؤهم له فيستجيب الله شفاعتهم فيه فالتوسل بالانبياء والصالحين يكون بامرين اما بطاعتهم واتباعهم واما بدعائهم وشفاعتهم فمجرد دعائه بهم من غير طاعة منه منه لهم ولا شفاعة منهم له فلا ينفعه وان وان عظم جاه احدهم عند الله تعالى اي نعم يعني لو انه قال اسألك بجاه نبيك او بجاه فلان فان هذا لا ينفعه ولا يجوز له ذلك لكن لو انه سأل بمحبته له اتباعه له هذا لا اشكال فيه لا اشكال فيه. وهكذا لو انه توسل بدعائه. قال ادعوا لي فهذا ايضا لا اشكال فيه نعم وقد بسطت هذه المسائل في غير هذا الموضع والمقصود هنا انه اذا كان السلف والائمة قالوا في سؤاله بالمخلوق ما قد ذكر فكيف بسؤال المخلوق الميت سواء سئل ان يسأل الله او سئل قضاء الحاجة ونحو ذلك مما يفعله بعض الناس اما عند قبر الميت واما مع غيبته وصاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم حسم المادة وسد الذريعة بلعنه من يتخذ قبور الانبياء والصالحين مساجد وان لا يصلى عندها لله ولا يسأل الا الله. وحذر امته ذلك فكيف اذا وقع نفس المحذور من الشرك واسباب الشرك وقد تقدم الكلام على الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد وقد تبين ان احدا من السلف لم يكن يفعل ذلك الا ما نقل عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما انه كان يتحرى النزول في المواضع التي نزل فيها النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة في المواضع التي صلى فيها حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم توضأ وصب فضل وضوئه في اصل شجرة ففعل ابن عمر ذلك وهذا من ابن عمر رضي الله تعالى عنهما تحر لمثل فعله فانه قصد ان يفعل مثل فعله في نزوله وصلاته وصبه للماء وغير ذلك لم يقصد ابن عمر الصلاة والدعاء في المواضيع التي نزلها والكلام هنا في ثلاث مسائل احداها ان التأسي به في صورة الفعل الذي فعله من غير ان يعلم قصده فيه او مع عدم السبب الذي فعله فهذا فيه نزاع مشهور وابن عمر مع طائفة يقولون باحد القولين وغيرهم يخالفهم في ذلك والغالب المعروف عن المهاجرين والانصار انهم لم يكونوا يفعلون كفعل ابن عمر رضي الله تعالى عنهم المسألة الثانية ان يتحرى تلك البقعة للصلاة عندها من غير ان يكون ذلك وقتا للصلاة بل اراد ان ينشئ الصلاة والدعاء لاجل البقعة فهذا لم ينقل عن ابن عمر ولا غيره فان قيل فقد امر الله ان نتخذ من مقام ابراهيم مصلى فيقاس عليه غيره. قيل له هذا الحكم خاص بمقام ابراهيم الذي مكة سواء اريد به المقام الذي عند الكعبة موضع قيام ابراهيم وان ادعى بعض الناس ان ابن عمر فعله فقد ثبت عن عن ابيه عمر انه نهى عن ذلك وتواتر عن المهاجرين والانصار انهم لم يكونوا يفعلون ذلك فيمتنع ان يكون فعل ابن عمر لو فعل ذلك حجة على ابيه وعلى المهاجرين والانصار والمسألة الثالثة الا تكون تلك البقعة في طريقه بل يعدل عن طريقه اليها او يسافر اليها سفرا قصيرا او طويلا مثل من يذهب الى حراء ليصلي فيه ويدعو او يذهب الى الطور الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام ليصلي فيه ويدعو او يسافر الى غير هذه الامكنة من الجبال وغير الجبال التي يقال فيها مقامات الانبياء او غيرهم او مشهد مبني على اثر على اثر نبي من الانبياء مثل ما كان مبنيا على نعله ومثل ما في جبل قاسيون وجبل الفتح وجبل طول زيتا الذي ببيت المقدس ونحو هذه البقاع فهذا مما يعلم كل من كان عالما بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحال اصحاب رضي الله تعالى عنهم وارضاهم من بعده انهم لم يكونوا يقصدون يقصدون شيئا من هذه الامكنة فان جبل حراء الذي هو اطول جبل بمكة كانت قريش تنتابه قبل الاسلام وتتعبد هناك. ولهذا قال ابو طالب في شعره وراق ليرقى في حراء ونازل اي نعم على كل حال هذه ثلاث اشياء ذكرها الاول ما قصد به المحاكاة للنبي صلى الله عليه وسلم فهذا الذي فعله ابن عمر رضي الله عنه والثاني ان يوقع ذلك في غير في غير وقت الصلاة وانما يقصد بذلك البقعة ان يتحرى الصلاة عندها ونحو هذا فان هذا لم يفعله ابن عمر ولا غيره من الصحابة رضي الله عنهم. والثالث ان يقصد هذا المكان ولو لم يكن ذلك على طريقه انما يسافر اليه او يعدل عن طريقه اليه فان هذا لم يفعله ايضا ابن عمر ولم يفعله الصحابة رضي الله عنهم وعلى كل حال تعرفون ما نقل في هذا عن ابي هريرة رضي الله عنه وما جاء من الانكار عليه فلا يشرع قصده شيء من هذه المحال من اجل التقرب الى الله عز وجل به اعتقادا في هذه البقعة سواء كان الانسان يسافر اليها شد الرحال او لم يكن يسافر اليها. نعم. وقد ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت كان اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب اليه الخلاء فكان يأتي غار حراء. فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ثم يرجع فيتزود لذلك حتى فجأة الى اخر الحديث يقصد النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي حراء فهل يشرع لنا ان نأتي حراء نقصد هذه البقعة؟ الجواب لا ولا للزيارة لمجرد الزيارة فان هذا يفضي الى تعظيمها المحظور الذي يتكلم عنه المؤلف رحمه الله هنا. وما نقل ان الصحابة كانوا اذا ذهبوا الى مكة يقصدون حراء ولو للفرجة والناس الذين يذهبون الان يربطون الخرق لربما ويصلون ويتحرون الدعاء هناك نعم يقول فتحنثه وتعبده فتحنفه وتعبده بغير حراء كان قبل المبعث ثم انه لما اكرمه الله بنبوته ورسالته وفرض على الخلق الايمان به وطاعته واتباعه واقام بمكة بضع عشرة سنة هو ومن امن به من المهاجرين الاولين الذين هم افضل الخلق ولا يذهب هو ولا احد من اصحابه الى حراء ثم هاجر الى المدينة واعتمر اربع عمر عمرة عمرة الحديبية التي صده فيها المشركون عن البيت والحديبية عن يمينك وانت قاصد مكة اذا مررت بالتنعيم عند المساجد التي يقال انها مساجد عائشة والجبل الذي عن يمينك يقال له جبل التنعيم والحديبية غربيه ثم انه اعتمر من العام القابل عمرة القضية ودخل مكة هو وكثير من اصحابه واقاموا بها ثلاثا ثم لما فتح مكة وذهب الى ناحية حنين والطائفة شرقي مكة فقاتل فقاتل هواجن بوادي بوادي حنين ثم حاصر اهل الطائف وقسم غنائم حنين بالجعرانة اتى بعمرة من الجعرانة الى مكة ثم انه اعتمر عمرته الرابعة مع حجة الوداع وحج معه جماهير المسلمين لم يتخلف عن الحج معه الا من شاء وهو في ذلك كله لا هو ولا احد من اصحابه يأتي غار حراء ولا يزوره ولا شيء من البقاع التي ولا شيء ولا شيئا من البقاع التي حول مكة ولم يكن هناك عبادة الا بالمسجد الحرام وبين الصفا والمروة وبناء وبمنى والمزدلفة وعرفات وصلى الظهر والعصر ببطن عرنة وضربت له القبة يوم عرفة بنمرة المجاورة لعرفة ثم بعده خلفاؤه الراشدون وغيرهم من السابقين الاولين لم يكونوا يسيرون الى غار حراء لم يكونوا يسيرون الى غار حراء ونحوه للصلاة فيه والدعاء وكذلك الغار المذكور في القرآن في قوله تعالى ثاني اثنين اذ هما في الغار وهو غار بجبل ثور يماني مكة لم يشرع لامته السفر اليه وزيارته والصلاة فيه والدعاء ولا بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة مسجدا غير المسجد الحرام بل تلك المساجد كلها محدثة مسجد المولد وغيره ولا شرع لامته زيارة موضع المولد ولا زيارة موضع بيعة العقبة الذي خلفه وقد بني هنا وقد بني هناك له مسجد ومعلوم انه لو كان هذا مشروعا مستحبا يثيب الله عليه لكان النبي صلى الله عليه وسلم اعلم الناس بذلك ولكان يعلم اصحابه ذلك وكان اصحابه اعلم بذلك وارغب فيه ممن بعدهم فلما لم يكونوا يلتفتون الى شيء من ذلك علم انه من البدع المحدثة التي لم يكونوا يعدونها عبادة وقربة وطاعة فمن جعلها عبادة وقربة وطاعة فقد اتبع غير سبيلهم وشرع من الدين ما لم يأذن به الله اه واذا كان حكم مقام نبينا صلى الله عليه وسلم في مثل غار حراء الذي ابتدأ فيه بالانباء والارسال وانزل عليه فيه القرآن مع انه كان قبل الاسلام يتعبد فيه وفي مثل الغار المذكور في القرآن الذي انزل انزل الله فيه سكينته عليه فمن المعلوم ان مقامات غيره من الانبياء ابعد عن ان يشرع قصدها والسفر اليها لصلاة او دعاء او نحو ذلك اذا كانت صحيحة ثابتة فكيف اذا علم انها كذب او لم يعلم صحتها وهذا كما انه قد ثبت باتفاق اهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما حج البيت لم يستلم من الاركان الا الركنين اليمانيين فلم يستلم الركنين الشاميين ولا غيرهما من جوانب البيت ولا مقام ابراهيم ولا غيره من المشاعر واما التقبيل فلم يقبل الا الحجر الاسود وقد اختلف في الركن اليماني فقيل يقبله وقيل يستلمه ويقبل يده. وقيل لا يقبله ولا يقبل يده والاقوال الثلاثة مشهورة في مذهب احمد وغيره والصواب انه لا يقبله ولا يقبل يده. فان النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم لم يفعل لا هذا ولا هذا كما تنطق به الاحاديث الصحيحة ثم هذه مسألة نزاع واما مسائل واما واما مسائل الاجماع فلا نزاع بين الائمة الاربعة ونحوهم من ائمة العلم انه لا يقبل الركنين الشاميين ولا شيئا من جوانب البيت فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يستلم الا الركنين اليمانيين. وعلى هذا عامة السلف وقد روي ان ابن عباس ومعاوية طاف بالبيت فاستلم معاوية الاركان الاربعة فقال ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستلم الا الركنين اليمانيين فقال معاوية ليس من البيت شيء متروك. فقال ابن عباس لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة. فرجع اليه معاوية وقد اتفق العلماء على ما مضت به السنة من انه لا يشرع الاستلام والتقبيل لمقام ابراهيم الذي ذكره الله تعالى في القرآن وقال واتخذ من مقام ابراهيم مصلى فاذا كان هذا بالسنة المتواترة وباتفاق الائمة لا يشرع تقبيله بالفم ولا مسحه باليد فغيره من مقامات الانبياء الا يشرع تقبيلها بالفم ولا مسحها باليد وايضا فان المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيه بالمدينة النبوية دائما لم يكن احد من السلف يستلمه ولا يقبله ولا المواضع التي صلى فيها بمكة وغيرها فاذا كان فاذا كان الموضع الذي كان يطأه بقدميه الكريمتين ويصلي عليه. لم يشرع لامته التمسح به ولا تقبيله فبما يقال ان غيره صلى فيه او نام عليه واذا كان هذا ليس بمشروع في موضع قدمه للصلاة. فكيف بالنعل الذي هو موضع قدميه للمشي وغيره هذا اذا كان النعل صحيحا فكيف بما لا يعلم صحته او بما يعلم انه مكذوب كحجارة كثيرة يأخذها الكذابون وينحتون فيها موضع قدم ويزعمون عندها الجهال ان هذا الموضع قدم النبي صلى الله عليه وسلم واذا كان هذا غير مشروع في موضع قدميه وقدمي ابراهيم الخليل الذي لا شك فيه ونحن مع هذا قد امرنا ان نتخذه مصلى ونحن مع هذا قد امرنا ان نتخذه مصلى فكيف بما يقال انه موضع قدميه كذبا وافتراء عليه كالموضع الذي بصخرة بيت المقدس وغير ذلك من المقامات او اريد به المشاعر عرفة ومزدلفة ومنى فلا نزاع بين المسلمين ان المشاعر خصت من العبادات بما لا يشركها فيه سائر البقاع كما خص البيت بالطواف فما خصت به تلك البقاع فما خصت به تلك البقاع لا يقاس به غيرها. وما لم وما لم يشرع فيها هنا ان لا يشرع في غيرها ونحن استدللنا على ان ما لم يشرع هناك من التقبيل والاستلام اولى الا يشرع في غيرها ولا يلزم ان يشرع في غير تلك البقاع مثلما شرع فيها ومن ذلك القبة التي عند باب عرفات التي يقال انها قبة ادم فان هذه لا يشرع قصدها للصلاة والدعاء باتفاق العلماء بل نفس رقي الجبل الذي بعرفات الذي يقال له جبل الرحمة واسمه ايلال على وزن هلال ليس باتفاقهم وانما السنة الوقوف بعرفات اما عند الصخرات اما عند الصخرات حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم واما بسائر عرفات فان النبي صلى الله عليه وسلم قال عرفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن عرنة وكذلك سائر المساجد المبنية هناك كالمساجد المبنية عند الجمرات وبجنب مسجد الخيف مسجد يقال له غار المرسلات فيه نزلت سورة المرسلات وفوق الجبل مسجد يقال له مسجد الكبش ونحو ذلك لم يشرع النبي صلى الله عليه وسلم قصد شيء من هذه البقاع لصلاة ولا دعاء ولا غير ذلك واما تقبيل شيء من ذلك والتمس والتمسح به فالامر فيه اظهر اذ قد اذ قد علم العلماء بالاغترار من دين الاسلام ان هذا ليس من شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر طائفة من المصنفين في المناسك استحباب زيارة مساجد مكة وما حولها وكنت قد كتبتها في منسك وكنت قد كتبتها في منسك كتبته قبل ان احج في اول عمري لبعض الشيوخ جمعته من كلام العلماء ثم تبين لنا ان هذا كله من البدع المحدثة التي لا اصل لها في الشريعة وان السابقين الاولين من المهاجرين والانصار لم يفعلوا شيئا من ذلك وان ائمة العلم والهدى ينهون عن ذلك وان المسجد الحرام هو المسجد الذي شرع لنا قصده للصلاة والدعاء والطواف وغير ذلك من العبادات ولم يشرع لنا قصد مسجدا قصد مسجد ولم يشرع لنا قصد مسجد بعينه بمكة سواه ولا يصلح ان يجعل هناك مسجد يزاحمه في شيء من الاحكام وما يفعله الرجل في مسجد من تلك المساجد من دعاء وصلاة وغير ذلك اذا فعله في المسجد الحرام كان خيرا له هل هذا سنة مشروعة؟ واما قصد مسجد غيره هناك تحريا لفضله فبدعة غير مشروعة واصل هذا ان المساجد التي تشد اليها الرحال هي المساجد الثلاثة كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة وابي سعيد رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدي هذا وقد روي هذا من وجوه اخرى وهو حديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق اهل العلم فتلقي بالقبول فالسفر الى هذه المساجد الثلاثة للصلاة فيها والدعاء والذكر والقراءة والاعتكاف من الاعمال الصالحة وما سوى هذه المساجد لا يشرع السفر اليه باتفاق اهل العلم حتى مسجد قباء يستحب قصده من المكان القريب كالمدينة ولا يشرع شد الرحال اليه. فان في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيا وراكبا. وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنه ما يفعله وفي لفظ لمسلم فيصلي فيه ركعتين وذكره البخاري بغير اسناد وذلك ان الله تعالى نهاه عن القيام في مسجد الضرار فقال تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وافصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردنا الا الحسنى هنا يريد ان يقول بان هذه المساجد التي يقصدها الناس بمكة وهي مزاحمة للمسجد الحرام ولا يشرع قصدها وانما يقصد المسجد الحرام فمن هنا يعني آآ جاء الكلام على مسجد الضرار وان المقصود به مزاحمة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وتفريق الجماعة عنه اه من هذا الباب قال وكان مسجد مسجد الضرار قد بني لابي عامر الفاسق اللي يسمونه الراهب تفضل نعم فدخل في معنى ذلك كان مسجد الضرار. احسن الله اليكم وكان مسجد الضرار قد بني لابي عامر الفاسق الذي كان يقال له ابو عامر الراهب وكان قد تنصر في الجاهلية وكان المشركون يعظمونه. فلما جاء الاسلام حصل له من من الحسد ما اوجب مخالفته للنبي صلى الله عليه وسلم فقام طائفة من المنافقين يبنون هذا المسجد وقصدوا ان يبنوه لابي عامر هذا والقصة مشهورة في ذلك فلم يبنوه لاجله فعل ما امر الله به ورسوله بل لغير ذلك. هذا ابو عامر الراهب ذهب الى الروم يستنصر بهم على النبي صلى الله عليه وسلم وبنى هؤلاء المسجد شمال المدينة في مدخلها ومن اجل اذا جاء بمن معه من الروم ينضم هؤلاء اليه استأصل المسلمين فدخل في معنى ذلك من بنى ابنية يضاهي بها مساجد المسلمين لغير العبادات المشروعة من المشاهد وغيرها لا سيما اذا كان فيها من الضرار والكفر والتفريق بين المؤمنين. والارصاد لاهل النفاق والبدع المحادين لله ورسوله ما يقوى بها شبهها كمسجد ضرار. فلما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم لمسجد اسس على التقوى من وليومنا حق ان تقوم فيه وكان مسجد قباء اسس على التقوى ومسجده اعظم في تأسيسه على التقوى من مسجد قباء. كما ثبت في الصحيح عنه انه سئل عن المسجد الذي اسس على التقوى فقال مسجدي هذا فقيل فكلا للمسجدين اسس على التقوى ولكن اختص ومسجده بانه اكمل في هذا الوصف من غيره. فكان يقوم في مسجده يوم الجمعة ويأتي مسجد قباء يوم السبت. اي نعم هذا كما ذكرنا من قبل في التفسير وان تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الاية حمله على مسجده وقلنا ان ذلك لا ينفي ذلك عن مسجد قباء وانما حمله النبي وسلم على ما هو احق واولى بهذا الوصف فكلام شيخ الاسلام هو في هذا المعنى وفي السنن عن اسيد بن ظهير الانصاري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلاة في مسجد قباء كعمرة. رواه ابن ماجة والترمذي وقال حديث حسن غريب وعن سهل بن حنيف رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تطهر في بيته ثم اتى مسجد قباء فيه صلاة كان له كاجر عمرة. رواه احمد والنسائي وابن ماجه. قال بعض العلماء قوله من تطهر في بيته ثم اتى مسجد قباء تنبيه على انه لا يشرع قصده بشد الرحال. بل انما يأتيه الرجل من بيته الذي يصلح ان يتطهر فيه ثم يأتيه فيقصده كما يقصد الرجل مسجد مصغه دون المساجد التي يسافر اليها واما المساجد الثلاثة فاتفق العلماء على استحباب اتيانها للصلاة ونحوها. ولكن لو نذر ذلك هل يجب النذر فيه قولان للعلماء احدهما انه لا يجب انه لا يجب بالنذر الا اتيان المساجد احدها احدهما احدهما انه لا يجب بالنذر الا اتيان المسجد الحرام خاء الا اتيان المسجد الحرام خاصة وهذا احد قولي الشافعي وهو مذهب ابي حنيفة وبناه على اصله في انه لا يجب بالنذر الا ما كان من جنسه واجب بالشرع والقول الثاني وهو مذهب مالك واحمد وغيرهما انه يجب اتيان المساجد الثلاثة بالنذر لكن ان اتى الفاضل اغناه عن اتيان المفضول فاذا نذر اتيان مسجد المدينة ومسجد ايليا اغناه اتيان المسجد الحرام. وان نذر اتيان وان نذر اتيان سيدي انيا اغناه اتيان احد احد مسجدي الحرمين. وذلك انه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وقال من نذر ان يطيع الله فليطعه. ومن نذر ان يعصيه فلا يعصيه. وهذا يعم كل طاعة سواء كان جنسها واجبا او لم يكن واتيان الافضل اجراء واتيان الافضل اجراء للحديث الوارد في ذلك وليس هذا موضع تفصيل هذه المسائل بل المقصود الا يشرع السفر الى مسجد الى مسجد غير الثلاثة ولو نذر ذلك لم يجب عليه فعله بالنذر باتفاق الائمة وهل عليه كفارة يمين؟ على قولين مشهورين وليس بالمدينة مسجد يشرع اتيانه الا مسجد قباء. واما سائر المساجد فلها حكم المساجد. ولم يخصها النبي صلى الله عليه وسلم باتيان ولهذا كان الفقهاء من اهل المدينة لا يقصدون شيئا من تلك الاماكن الا قباء خاصة وفي المسند عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء تاء ويوم الاربعاء فاستجيب له يوم الاربعاء بين الصلاتين فعرف البشر في وجهه. قال جابر فلم ينزل بي امر مهم غليظ الا توخيت تلك الساعة فادعو فيها فاعرف الاجابة وفي اسناد هذا الحديث كثير ابن زيد وفيه كلام يوثقه ابن معين تارة ويضعفه اخرى. الحديث هذا ضعيف ما يصح. والمقصود بمسجد الفتح هو الذي عند جبل سلع قبالة الخندق نعم هو اكبر المساجد السبعة الموجودة تمام وهذا الحديث يعمل به طائفة من اصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر رضي الله تعالى عنه ولم ينقل عن جابر رضي الله تعالى عنه انه تحرى الدعاء في المكان بل مر الزمان فاذا كان هذا في المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم وبنيت باذنه ليس فيها ما يشرع قصده بخصوصه من غير سفر اليه الا مسجد قباء فكيف بما سواها؟ نعم يكفي هذا عندكم سؤال