ثم انتقل الناظم بعدها وفقه الله الى باب الاسباب. وبين عقيدة اهل السنة والجماعة فيها وهي ان الاسباب مؤثرة لا بذاتها. فقولنا مؤثرة اي ان الله جعل لكل سبب اثرا فجعل من اسباب وجود السحاب الامطار. وجعل من اسباب المطر نبات الارض. اليس كذلك؟ وجعل الطعام سببا لاذهاب حرارة في الجوع والشرائط سببا لاذهاب حرارة الكبد في الظمأ. وجعل الزواج سببا للانجاب. فاذا الاسباب مؤثرة فكل الاسباب فيها اثار لكن كيف اكتسب السبب اثره؟ كيف اكتسب السبب اثره؟ لانه سبب السبب هو الذي يخلق اثره السبب هو الذي يوجد اثره؟ الجواب لا. وانما الله هو الذي يقدر ترتب الاثر انه متى شاء ان يفصل الاثر عن سببه لوجد السبب ولا يوجد اثره. كما حصل في نار ابراهيم التي القي فيها نار عظيمة تحرق الاخضر واليابس فلما اراد الله فصل الاثر قال يا نار كوني بردا ولو لم يقل وسلاما لمات ابراهيم من شدة بردها لكنه قال برد وسلاما متناسبا مع جسم هذا الشيخ النحيل بردا وسلاما فقاموا وين ما عاد احرقت لو كان السبب يفضي الى يوجب اثره بذاته لك انت النار محرقة في كل زمان ومكان يوجد السحاب ولا يوجد المطر قد يوجد المطر ولا يوجد الزرع ليس السنة الا تمطر السنة ان تمطر وتمطر وتمطر ولا تنبت الارض شيئا في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة. وقد يوجد الزواج والجماع والانزال ولا يوجد الحمل فاذا الاسباب مؤثرة نعم لكن لا بذاتها بل بتقدير الله عز وجل لها. فالاسباب مؤثرة لا بذاتها